ديفيد بن غوريون
أول رئيس وزراء إسرائيلي (1948-1953)، وأحد المؤسسين الأوائل لدولة الاحتلال. قاد انتصارات اليهود على العرب في حرب 1948 التي انتهت بقيام إسرائيل، وكان عنصرا فاعلا في حربي 1956 و1967.
الميلاد والنشأة
ولد حاييم أفيغدور غرين (ديفيد بن غوريون) يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول عام 1886 في بولنسك التابعة لروسيا (بولندا الآن)، وكان يعمل في المحاماة، وقد أثرت عليه أفكار حزب العمال الاشتراكي الذي عرف بـ"عمال صهيون" في بولنسك.
الدراسة والتكوين
حصل على شهادة الثانوية في بولنسك، ثم أكمل دراساته الجامعية في جامعة القسطنطينية في تركيا العثمانية عام 1912، وحصل بعد عامين على درجة جامعية في القانون.
التوجه الفكري
آمن بن غوريون بما يسمى بالصهيونية العملية التي تسعى إلى إقامة الدولة الإسرائيلية وتدعيم أركانها بفرض الأمر الواقع، وقد تأثر بأول كتاب أصدره ثيودور هرتزل (الدولة اليهودية)، وبالمؤتمر الصهيوني الثالث الذي عقد في بازل بسويسرا.
وكان يؤمن بالتدرج في سبيل تحقيق الحلم الإسرائيلي، فدعا الحاضرين في المؤتمر الصهيوني الذي انعقد في الولايات المتحدة عام 1942 إلى تأييد فكرة إقامة كومنولث يهودي فلسطيني على أرض فلسطين، وبعد الحرب العالمية الثانية عاد ودعا اليهود عام 1947 إلى تأييد مؤقت لخطة التقسيم الصادرة عن الأمم المتحدة والداعية إلى إقامة دولتين منفصلتين واحدة لليهود وأخرى للفلسطينيين.
التجربة السياسية
اقتنع بن غوريون في وقت مبكر بضرورة الهجرة إلى فلسطين، فقرر القيام بذلك عام 1906، وعمل وقتئذ في فلاحة الأرض في يافا. وبعد أربعة أعوام (1910) انتقل إلى القدس للعمل محررا في صحيفة الوحدة (أهودوت) الناطقة باللغة العبرية، وكان ينشر مقالاته باسم (بن غوريون) الذي يعني في اللغة العبرية ابن الأسد.
أجبرته الدولة العثمانية على الرحيل إلى موسكو مع بعض رفاقه الذين يؤمنون بالصهيونية والذين قدموا من الاتحاد السوفياتي عام 1915، واستطاع بن غوريون العودة مرة أخرى إلى فلسطين بعد خمس سنوات، ونجح في تأسيس اتحادات عمال اليهود (الهستدروت) عام 1920، وعُيّن سكرتيرا عاما له من 1921 حتى 1935.
لعب دورا كبيرا في تأسيس حزب "أهودوت هآفوداح" الذي تغير اسمه عام 1930 إلى حزب العمل الإسرائيلي، ونتيجة للنشاط الزائد الذي أبداه بن غوريون في أوساط الحركة الصهيونية، اختارته المنظمة الصهيونية العالمية مسؤولا عن النشاطات الصهيونية في فلسطين عام 1920.
وبعد ذلك ترأس اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية في فلسطين من 1935 حتى 1948 والتي عملت بالتعاون مع السلطات البريطانية على تنفيذ وعد بلفور، وفي هذه الأثناء أظهر بن غوريون معارضة قوية للكتاب الأبيض الذي أصدرته بريطانيا عام 1939 والذي ينظم عمليات الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
دعا بن غوريون صهاينة العالم -رغم معارضته للكتاب الأبيض- إلى التعاون مع بريطانيا في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) وتأييدها في الحرب "كما لو لم يكن الكتاب الأبيض موجودا"، وفي الوقت نفسه دعاهم إلى محاربة الكتاب الأبيض "كما لو لم تكن الحرب مشتعلة".
بعد إعلان قيام إسرائيل عام 1948 أصبح بن غوريون أول رئيس وزراء لها، وعمل فور توليه منصبه الجديد على توحيد العديد من المنظمات المسلحة التي كانت موجودة آنذاك في قوات واحدة أطلق عليها قوات الدفاع الإسرائيلية، ثم عمل على تشجيع الهجرة اليهودية إلى إسرائيل حتى وصل عدد المهاجرين إلى قرابة المليون من أوروبا الشرقية والبلدان العربية وغيرها.
وفي عام 1955 انتُخب مجددا رئيسا للوزراء، وشنت إسرائيل أثناء هذه الفترة هجوما عسكريا بالتعاون مع القوات الفرنسية والبريطانية على مصر عام 1956 بعد قرار الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس فيما يعرف بالعدوان الثلاثي.
استقال من رئاسة الوزراء عام 1963 معلنا رغبته في التفرغ للدراسة والكتابة، لكنه ظل محتفظا بمقعده في الكنيست، غير أنه لم يخلد تماما لهذا النمط الجديد من الحياة فأسس عام 1965 حزبا معارضا أسماه "رافي"، قبل أن يعتزل الحياة السياسية عام 1970 ويؤلف العديد من الكتب منها "إسرائيل.. تاريخ شخصي"، و"اليهود في أرضهم" الذي صدر بعد عام من وفاته.
الوفاة
توفي بن غوريون يوم 1 ديسمبر/كانون الأول عام 1973 عن عمر ناهز 87 عاما.