هل تفوقت هواوي الصينية على العقوبات الغربية؟

People queue to attend the opening of the new flagship store of Huawei near the Opera in Paris, France March 6, 2020. REUTERS/Charles Platiau
رغم مواجهتها وابلا من العقوبات، فإن هواوي عادت للظهور بقوة (رويترز)

تبرز شركة هواوي تكنولوجيز بوصفها محورا أساسيا في الحرب التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تعيد تحديد معالم الهيمنة العالمية من الجيل الخامس إلى تصميم أشباه الموصلات.

ويشير تقرير لبلومبيرغ إلى أنه على الرغم من مواجهة هواوي وابلا من العقوبات والشكوك، فإن عودتها الملحوظة إلى الظهور تؤكد عزم الصين تحقيق الاستقلال التكنولوجي، مما يؤدي إلى تضخيم المخاوف في واشنطن بشأن مدى فعالية جهود الاحتواء.

وتقول الوكالة إنه منذ أن أدرجت إدارة دونالد ترامب شركة هواوي في القائمة السوداء عام 2019 بسبب مخاوف التجسس، كان مسار الشركة رمزا لتحدي الصين ودعمها المستند إلى الدولة. وتطور الحظر اللاحق الذي فرضته الولايات المتحدة على هواوي، والذي تغذيه المخاوف بشأن علاقات الشركة المزعومة بالحكومة الصينية، إلى صراع أوسع نطاقا من أجل التفوق التكنولوجي.

المخاوف الأميركية والحظر الأولي

كان الدافع وراء الهجوم الأولي على شركة هواوي هو المخاوف من إمكانية الاستفادة من وجود الشركة العالمي في مجال الاتصالات للتجسس لصالح الصين. وقد عكست الإجراءات اللاحقة التي اتخذتها الولايات المتحدة، بما في ذلك إدراج شركة هواوي ونظيراتها مثل شركة "زد تي إي" على القائمة السوداء، القلق المتزايد بشأن صعود الصين في المجالات التكنولوجية الحرجة.

وأدت شبكة من العقوبات إلى تشابك طموحات هواوي العالمية، مما منعها من الحصول على التكنولوجيا الأميركية الحيوية وإمدادات أشباه الموصلات. ورغم هذه العقبات، أذهلت شركة هواوي المراقبين بإنجازاتها في مجال الرقائق المحلية، والتي تجسدت في الهاتف الذكي "ميت 60″، الأمر الذي أدى إلى تكثيف التدقيق الأميركي على شركات أشباه الموصلات الصينية، يقول تقرير بلومبيرغ.

هيمنة هواوي وتصاعد المخاوف

وتؤكد بلومبيرغ أن مرونة هواوي في سوقها المحلي، مدعومة بارتفاع الأرباح والتقدم التكنولوجي، دليل كبير على دورها المحوري في طموحات أشباه الموصلات في الصين. وتشير نجاحات الشركة في مجال السيارات الكهربائية ونظام التشغيل "هارموني أو إس" (HarmonyOS) الخاص بها إلى توسع متعدد الأوجه يتجاوز الأجهزة، مما يزيد من مخاوف الولايات المتحدة بشأن براعة الصين التكنولوجية.

وحرّك صعود هواوي السريع من مجرد موزع للإلكترونيات إلى شركة تكنولوجية عالمية عملاقة، أجراس الإنذار في واشنطن وسط مخاوف من عمليات التجسس المحتملة ونقاط ضعف البيانات في البنية التحتية الحيوية مثل شبكات الجيل الخامس، يضيف التقرير.

اتهامات ومشاحنات قانونية

ولم يخل صعود هواوي -وفقا للوكالة- من التشابكات القانونية، حيث تراوحت الاتهامات بين انتهاك براءات الاختراع وادعاءات التجسس، مما زاد من تعقيد مكانتها وسمعتها العالمية.

نجاحات شركة هواوي في مجال السيارات الكهربائية ونظام التشغيل "هارموني" تشير إلى توسّع متعدد الأوجه يتجاوز الأجهزة (غيتي)

ومن خلال إنكاره التواطؤ في التجسس وعزو القيود التي فرضتها الولايات المتحدة إلى حماية الهيمنة التكنولوجية الأميركية، برز رن تشنغفي مؤسس شركة هواوي بوصفه مدافعا قويا عن نزاهة الشركة واستقلالها.

وإلى جانب هواوي، تواجه شركات التكنولوجيا الصينية الأخرى تدقيقا وعقوبات متزايدة، مما يشير إلى حملة أوسع للحد من صعود الصين التكنولوجي، مع ما يترتب على ذلك من آثار على قطاعات بدءا من النفط إلى الذكاء الاصطناعي.

ويخلص التقرير إلى أنه مع استمرار هواوي في الإبحار عبر رياح جيوسياسية معاكسة، فإن مرونتها تلخص التزام الصين بالسيادة التكنولوجية، في حين تعمل على تضخيم المخاوف في واشنطن بشأن الملامح المتغيرة للقيادة التكنولوجية العالمية.

وفي هذه المعركة العالية المخاطر، يعدّ مصير شركة هواوي مؤشرا على توترات تكنولوجية أوسع نطاقا بين الولايات المتحدة والصين، مع عواقب بعيدة المدى على الإبداع العالمي والجغرافيا السياسية.

المصدر : بلومبيرغ