أحلام بن سلمان الاقتصادية.. هل تنهار بعد مقتل خاشقجي؟

تصميم يجمع محمد بن سلمان وجمال خاشقجي

ووسط تقارير مروعة وبشعة عن طريقة قتل خاشقجي (شتمه ثم ضربه وتخديره وتقطيعه بالمنشار وتغليف أجزاء الجثة والتخلص منها) أصبح الصندوق مثالا صارخا على الضرر الاقتصادي المحتمل للسعودية.

وتتصارع الرياض مع أكبر أزمة دبلوماسية في السعودية مع الغرب منذ هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة عام 2001، ويسعى الصندوق لإنقاذ مؤتمر الاستثمار الرئيسي المقرر افتتاحه في الرياض اليوم الثلاثاء.
 
دولة موازية
ومع صعود محمد بن سلمان تحول الصندوق من شركة قابضة شبه خاملة للدولة إلى ما يمكن القول إنه أكثر المركبات الاستثمارية السيادية نشاطا في العالم، والتي شبهها البعض بـ"دولة موازية".

عشرات المليارات
وفي السنوات الثلاث الماضية استثمر الصندوق عشرات المليارات من الدولارات بالداخل والخارج في شركات بدءا من أوبر إلى ماجيك ليب، وفي مشاريع مع بلاكستون وسوفتبانك، في حين استهدف مضاعفة أصوله إلى ستمئة مليار دولار في 2020.

وكان الدافع وراء النشاط هائلا من قبل محمد بن سلمان الذي يصفه البعض بالزعيم الفعلي للسعودية، والذي اختار الصندوق وسيلة لقيادة تحديث الاقتصاد المدمن للنفط.

ولكن كل شيء معرض للانهيار، فمع تصاعد تطورات فضيحة قتل خاشقجي شهد مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" السعودي الذي تستضيفه الرياض اليوم انسحابات بالجملة من جانب شركات وهيئات وشخصيات عالمية احتجاجا على مقتل خاشقجي.

وكان آخر الشخصيات التي أعلنت عدم مشاركتها رئيس مجلس إدارة شركة "سيمنز" جو كايزر، كما أعلن مدير عمليات "سوفت بنك" مارسيلو كلاور انسحابه.

من غير اللائق
وأعلنت شركات إعلامية كبرى مثل بلومبيرغ وسي أن أن وفايننشال تايمز انسحابها، في حين أكدت أستراليا السبت الماضي عدم حضور ممثليها لأنه "من غير اللائق" المشاركة فيه، وأعلن مسؤولون أميركيون وبريطانيون وفرنسيون انسحابهم.

كما تبرأ منتدى دافوس الاقتصادي العالمي من استعاره اسمه في المؤتمر السعودي الذي ينطلق اليوم، وذلك ضمن الاحتجاج على مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول.

وقالت إدارة منتدى دافوس الذي يعقد في سويسرا -في بيان أمس الاثنين- إن المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع مدينة دافوس سيستخدم كل الوسائل لحماية علامة دافوس التجارية ضد الاستيلاء غير المشروع عليها.

وأكدت أن المنتدى يلفت الانتباه أيضا إلى أنه لا ينظم مؤتمرات نيابة عن حكومة معينة، ويحافظ دائما على استقلاليته وحياده.

وقالت كارين يونج الخبيرة الخليجية في معهد أميركان إنتربرايز "إنها نكسة كبيرة لإستراتيجية الصندوق من الشراكات مع المستثمرين الأجانب والمشاريع المشتركة داخل المملكة".

ويقول مصرفيون إن قضية خاشقجي قد لا تقوض قدرة الصندوق على الاستمرار في اقتناص أصول أجنبية، التحدي سيكون الاستثمار الداخلي.

ويقول أحد المصرفيين "إنه أمر لا يمكن التنبؤ به أكثر من أي وقت مضى"، في حين يقول أحد الدبلوماسيين السابقين الذي يعرف البلد "لا أحد يريد أن يلمسه محمد بن سلمان"، في إشارة إلى نأي كثير من المؤسسات والشخصيات العالمية عن ولي العهد السعودي المشتبه في أنه يقف خلف جريمة اغتيال خاشقجي.

المصدر : الجزيرة + فايننشال تايمز + وكالات