فايننشال تايمز.. صحيفة بريطانية عارضت غزو العراق

فايننشل تايمز .. صحيفة الرصانة ببريطانيا - الموسوعة

"فايننشال تايمز" صحيفة اقتصادية بريطانية يومية متخصصة في الأعمال التجارية الدولية، توصف بالرصانة في معالجة المواضيع، وحققت نجاحا دوليا كبيرا جعلها تصبح مرجعا أساسيا لرجال الأعمال ومديري الشركات وأصحاب القرار السياسي في العالم.

التأسيس
تأسست فايننشال تايمز يوم 9 يناير/كانون الثاني 1888 في العاصمة البريطانية لندن، على يد جيمس شيريدان وهوراشيو بوتوملي لمواجهة صحيفة "فايننشل نيوز" التي انطلقت عام 1884.

امتلكتها دار النشر البريطانية "بيرسون" من عام 1957 وإلى يوليو/تموز 2015، حيث باعتها إلى مجموعة "نيكاي" الإعلامية اليابانية مقابل مبلغ 1.3 مليار دولار.

ولم تشمل الصفقة حينئذ نسبة 50% التي تملكها مجموعة "فايننشال تايمز" في مجموعة "ذي إيكونوميست" التي تملك الصحيفة التي تحمل الاسم نفسه، ولا مبنى" فايننشال تايمز" الواقع وسط لندن.

الهيكلة
توظف فايننشال تايمز 475 صحفيا حوالي 100 منهم خارج بريطانيا، وتصدر نسخا دولية، إذ تطبع في أكثر من عشرين مدينة عبر العالم، من بينها: نيويورك، وطوكيو، وهونغ كونغ، وباريس، ودبي. وتتميز الصحيفة بلونها البرتقالي الفاتح الذي اختاره مؤسسوها لتمييزها عن صحيفة "فاينانشل نيوز" المنافسة آنذاك.

وتطبع فايننشال تايمز في جميع أنحاء العالم 737 ألف نسخة يوميا، وتستقطب نسختها الإلكترونية وأعدادها الرقمية المدفوعة 70% من قرائها، بينما بلغت مبيعاتها من النسخة الورقية في يناير/كانون الثاني 2016 حدود 198 ألفا و237 نسخة، مما يعني أن قراءها في الخارج أكثر منهم داخل بريطانيا.

ودشنت فايننشال تايمز موقعها الإلكتروني عام 1995، ولديها 4.5 ملايين مستعمل مسجل، من بينهم 1.7 مليون مستعمل في الصين، كما يوجد لديها 600 ألف مستعمل مقابل الأداء.

وتصدر نهاية الأسبوع عددا خاصا تحت اسم "فايننشل ويكند" يتناول الأخبار الاقتصادية والسياسية الدولية، وأخبار الشركات والأسواق، كما تصدر شهريا مجلة  ترفيهية باسم "how to spend it".

وأصدرت الصحيفة "أرشيفها التاريخي" الذي ضم جميع موادها المطبوعة منذ نشأتها عام 1888 وإلى 2010، وتم جمعه في 700 ألف صفحة من الإصدارات السابقة، وشمل مواضيع متعلقة بالقضايا المالية والاقتصادية العالمية والصناعة والطاقة والسياسة الدولية والإدارة والفنون، وجعلته متوفرا لأكثر من مليون قارئ في العالم.

الخط التحريري
تعتمد فايننشال تايمز نهجا تحريريا ليبيراليا لا يحظى بالإجماع، وتعد مرجعا أساسيا للأنباء الاقتصادية والمالية في العالم، وغالبا ما يكون قراؤها من رؤساء شركات وأطر في النظام المالي الدولي وأصحاب القرار.

ويقول ستيف شيفرز (أستاذ الصحافة في جامعة لندن سيتي يونيفرستي) إنها "مصدر حيوي للكثيرين بفضل مصادرها الممتازة، وقوة تعليقاتها وتحليلاتها التي تغطي في وقت واحد مجالات الأسواق والاقتصاد والتطورات السياسية".

وتعتمد فايننشال تايمز محورين في المعالجة، الأول يقدم تغطية للأخبار المحلية والدولية وتعاليق سياسية واقتصادية لصحفييها، إضافة إلى مقالات رأي لكبار الكتاب والسياسيين وأصحاب القرار السياسي الدوليين.

أما المحور الثاني فيرتكز على توفير معطيات وأخبار مالية عن الشركات والأسواق، إضافة إلى تقديم أخبار منوعة عن الطقس، كما أنها أنشأت تلفزة تابعة لها عبر الإنترنت. 

توجهات
تعرف فايننشال تايمز نفسها بأنها "صحيفة اقتصادية عالمية" تسعى لتقديم قضايا الساعة المتعلقة بالمؤسسات وأسواق المال، كما أنها تقدم استشارات للمستثمرين، إذ بدأت عام 2010 تقديم خدمة تحليل الاقتصاد الكلي لمصارف الاستثمار.

ولا تخفي الصحيفة دعمها للأسواق الحرة والعولمة، وتؤيد التوجه الأوروبي المشترك في جانبه الاقتصادي، لكنها تعارض الاندماج السياسي لبلدان القارة.

سياسيا ساندت فايننشال تايمز الرئيس الأميركي باراك أوباما في انتخابات عام 2008، كما أنها عارضت الغزو الأميركي/البريطاني للعراق عام 2003.

الكتّاب
ساهم في الكتابة بفايننشال تايمز عدد من الكتاب والأكاديميين ورجال السياسة، كان من بينهم: هارغريفس باركنسون، والسير غوردون نيوتن، وريتشارد لومبرت، والسير غيوفري أوين، وليونيل بربار، ومارتن وولف، وجيليان تيت، وإدوارد ليس، وتيم هارفورد، ورولا خلف، وجيريك مارتن.

ملفات
تناولت فايننشال تايمز عبر تاريخها عددا كبيرا من القضايا الاقتصادية والسياسية، من أهمها تمكنها من الحصول على وثائق خاصة بأزمة منطقة اليورو المتعلقة باليونان عام 2009، مما جعلها جهة فاعلة في تلك الأزمة فاضطر سياسيون ومسؤولون أوروبيون للرد على الصحيفة. كما اهتمت بنشر المخطط الإستراتيجي المالي لنادي برشلونة الإسباني لكرة القدم خلال السنوات المقبلة.

ونشرت تقارير وملفات عن المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط عموما من بينها تقارير بداية عام 2016 حول التأثير المالي الذي خلفته الحرب علي ليبيا، والتطورات السياسية والاقتصادية في تركيا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية، والأوضاع في تونس بعد سنوات من رحيل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية