تواصل هبوط الأسهم الصينية والاضطراب بالأسواق العالمية

استمر هبوط الأسهم اليوم الثلاثاء في جميع أسواق المال العالمية مع تواصل الهزة الكبيرة التي ضربت بورصة الصين أمس، وافتتحت الأسواق الآسيوية تعاملاتها على انخفاض، في وقت تراجعت الأسهم الأميركية مساء أمس بسبب تعاملات متقلبة.

وهبطت بورصة شنغهاي في بداية جلسة التداولات بأكثر من 6% بعدما أغلقت أمس الاثنين على خسارة فاقت 8%، وذلك وسط مخاوف المستثمرين من التباطؤ المستمر للاقتصاد الصيني واحتمال تدخل السلطات.
 
ومع بدء التداولات خسر مؤشر السوق 205.78 نقاط أي 6.41% ليهبط إلى 3000.41 نقطة. في الوقت نفسه كانت بورصة شنجن تخسر 6.97% لتهبط إلى 1751.28 نقطة.
 
وكانت بورصة شنغهاي أغلقت الاثنين على تراجع بلغ 8.49% في أكبر خسارة يومية لها منذ ثماني سنوات. والأسبوع الماضي بلغت خسائر هذه البورصة 11%. وقد تدهورت سوق الأسهم الصينية أمس الاثنين بوتيرة أدت إلى ضياع مكاسب عام بأكمله بعد أن كانت بلغت ذروتها في منتصف يونيو/حزيران الماضي.

‪مؤشر داو جونز الأميركي هبط بنسبة 4% في تعاملات الاثنين‬ مؤشر داو جونز الأميركي هبط بنسبة 4% في تعاملات الاثنين (أسوشيتد برس)
‪مؤشر داو جونز الأميركي هبط بنسبة 4% في تعاملات الاثنين‬ مؤشر داو جونز الأميركي هبط بنسبة 4% في تعاملات الاثنين (أسوشيتد برس)

تراجع شامل
بدورها سجلت الأسواق العالمية تراجعات كبيرة أمس الاثنين، كما هبطت أسعار السلع إلى مستويات قياسية جديدة، وذلك على خلفية تراجع سوق الأسهم الصينية والمخاوف من انعكاسات تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وتصاعدت حركة بيع الأسهم في الأسواق العالمية بشكل كبير بسبب مخاوف من أن تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين قد يتسبب في هبوط في الاقتصادات الأخرى.

وانخفض مؤشر نيكي القياسي في بداية التعامل في بورصة طوكيو للأوراق المالية اليوم الثلاثاء بنسبة 1.99% إلى 18171.66 نقطة، في حين هبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.02% إلى 1450.98 نقطة.

وفتحت بورصة هونغ كونغ جلسة التداولات الثلاثاء على تراجع طفيف بلغ 0.67%، وخسر مؤشر هانغ سينغ الرئيسي في أولى التداولات 142.86 نقطة ليهبط إلى 21 ألفا و108.71 نقاط.

وانخفضت البورصات الأوروبية والأميركية ليل الاثنين، إذ هبط مؤشر داو جونز في وول ستريت بنسبة 6% ثم استرد خسائره تقريبا قبل أن يغلق بانخفاض 3.6%.
 
وأغلق مؤشر فوتسي 100 في لندن منخفضا 4.6%، كما انخفضت الأسواق في فرنسا وألمانيا بنسبة 5.5% و4.96%.

ودفعت مخاوف المستثمرين بشأن الصين مؤشرات الأسهم الأميركية للانخفاض نحو 4% الاثنين في جلسة متقلبة على نحو غير معتاد، وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 588.4 نقطة بما يعادل 3.57% ليغلق عند 15871.35 نقطة.

كما نزل مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بمقدار 77.68 نقطة أو 3.94%، ليسجل 1893.21 نقطة، وهبط مؤشر ناسداك المجمع 179.79 نقطة أو 3.82% إلى 4526.25 نقطة.

وتراجعت كل القطاعات العشرة الرئيسية على ستاندرد أند بورز 500، وفقد قطاع الطاقة 5.18%، وهو ما أدى إلى انخفاض سعر خام النفط الأميركي الخفيف نحو 5% إلى أدنى مستوى في ست سنوات ونصف السنة.

‪(أسوشيتد برس)‬ الاضطراب في الأسواق العالمية بدأ مع هبوط حاد في الأسواق الصينية
‪(أسوشيتد برس)‬ الاضطراب في الأسواق العالمية بدأ مع هبوط حاد في الأسواق الصينية

بوادر أزمة
وسجلت أسعار النفط تحسنا طفيفا في مبادلات آسيا الثلاثاء دون الخروج من دائرة الضغوط وهبوط أسواق المال العالمية. وارتفع سعر برميل النفط الأميركي الخفيف 37 سنتا ليبلغ 37.67 دولارا. أما برميل الخام الأوروبي برنت فقد ارتفع سعره 44 سنتا إلى 43.13 دولارا.

وكانت أسعار النفط تراجعت الاثنين في نيويورك إلى ما دون الأربعين دولارا للمرة الأولى منذ ست سنوات، وخسر برميل النفط الأميركي الخفيف الاثنين 2.21 دولار ليغلق عند 38.24 دولارا في سوق المبادلات في نيويورك، وهو مستوى لم يصله منذ فبراير/شباط 2009.

أما برنت فانخفض 2.80 دولار للبرميل ليبلغ 42.69 دولارا، أدنى سعر له منذ مارس/آذار 2009.

وقال محللون في أسواق المال إن ما حصل أمس يشبه إلى حد ما الذي حدث بالأسواق العالمية بعد انهيار مصرف ليمان براذرز الأميركي يوم 14 سبتمبر/أيلول 2008، لكن قادة أوروبيين أعربوا عن تفاؤلهم بقدرة الصين على تجاوز أزمتها.

وعبّر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن اعتقاده بأن الصين ستجد الحلول الملائمة التي ستكفل نمو اقتصادها الذي أثار مخاوف واسعة النطاق بشأن احتمالات ركوده.

كما أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن ثقتها بأن الصين ستفعل ما في وسعها لتحقيق الاستقرار في أوضاعها الاقتصادية، وأوضحت ميركل أن صندوق النقد الدولي لا يتوقع أن تستمر الأزمة الاقتصادية الصينية لأمد طويل.

وكان البنك المركزي الصيني قد قام قبل نحو أسبوعين بخفض قيمة اليوان من أجل تعزيز الصادرات وجعل منتجاتها أكثر جذبا للشركات العالمية، وتسبب الخفض في تصاعد المخاوف من أن اقتصاد الصين قد يكون في وضع أسوأ مما كان يعتقد سابقا.

وخشي المستثمرون أن الشركات والبلدان التي تعتمد على الطلب التجاري الكبير من الصين -ثاني أكبر اقتصاد عالمي وثاني أكبر مصدر للسلع والخدمات التجارية- ستتأثر من تباطؤ النمو الاقتصادي فيها.

المصدر : الجزيرة + وكالات