تكريم السرد العربي واحتفاء بالطيب صالح وتطلع للعالمية

الفائزون في الدورة الثالثة لجائزة كتارا للرواية العربية
في دورتها الثالثة كرمت جائزة كتارا للرواية العربية عشرة روائيين وخمسة نقاد وخمسة روائيين فتيان (الجزيرة)

المحفوظ فضيلي-الدوحة

لم يخرج عام 2017 عن الأعوام القليلة الماضية، من حيث ترسيخ الاحتفاء بالكتابة الروائية العربية عبر جوائز أدبية أصبح إشعاعها يتزايد مع مرور الوقت، وفي ظل سعي قطري متواصل لإقرار يوم عالمي للرواية العربية.

فقد أطفأت جائزة كتارا للرواية العربية شمعتها الثالثة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأثبتت مجددا أنها الأكبر عربيا، وكافأت في مختلف فئاتها أصوات إبداعية من مختلف أنحاء العالم العربي، ومن أجيال متباينة وخلفيات فكرية وجمالية متنوعة.

وفاز بالجائزة في فئة الرواية المنشورة محمد برادة (المغرب) عن روايته "موت مختلف"، وسميحة خريس (الأردن) عن "فستق عبيد"، وشاكر نوري (العراق) عن "خاتون بغداد"، هوشنك أوسي (سوريا) عن "وطأة اليقين.. محنة السؤال وشهوة الخيال"، وسعيد خطيبي (الجزائر) عن "أربعون عاما في انتظار إيزابيل".

وفي فئة الروايات غير المنشورة، فاز بالجائزة حسين السكاف (العراق) عن روايته "وجوه لتمثال زائف"، وطه محمد الحيرش (المغرب) عن "شجرة التفاح" وعبد الوهاب عيساوي (الجزائر) عن "سفر أعمال المنسيين"، ومحمد المير (سوريا) عن "شهد المقابر"، ومنى الشيمي (مصر) عن "وطن الجيب الخلفي".

كما كرمت الجائزة -التي تبلغ قيمتها الإجمالية 575 ألف دولار- خمسة نقاد من الجزائر والعراق واليمن والمغرب والأردن، وكافأت خمسة روائيين فتيان؛ اثنين من تونس، أما الآخرون فمن مصر وسوريا الأردن.

وشهدت الدورة الثالثة للجائزة احتفاء بمؤلف "موسم الهجرة إلى الشمال" من خلال معرض "الطيب صالح.. عبقري الأدب العربي"، وهو عبارة عن 45 لوحة فنية تعبيرية وتعريفية تعرف بمسيرته الحياتية والإبداعية منذ ولادته عام 1929 بقرية كرمكول في السودان إلى أن وافته المنية بلندن عام 2009.

وفي انتظار الموسم الرابع، يواصل المشرفون على الجائزة مساعيهم الحثيثة لدى الجهات المعنية إقليميا لإقرار 12 أكتوبر/تشرين الأول يوما عالميا للرواية العربية، وهو ما حظي بدعم رسمي من مؤتمر وزراء الثقافة العرب.

ذكرى الكاتب الطيب صالح كانت محط احتفاء خاص بمهرجان كتارا للرواية العربية عام 2017(الجزيرة)
ذكرى الكاتب الطيب صالح كانت محط احتفاء خاص بمهرجان كتارا للرواية العربية عام 2017(الجزيرة)

عشرية البوكر
وقبل تتويج الفائزين بجائزة كتارا، كانت للروائيين العرب مناسبة أخرى للتكريم والاحتفاء في أبريل/نيسان بمدينة أبو ظبي، حيث تم إعلان الرواية الفائزة بالدورة العاشرة للجائزة العالمية للرواية العربية التي باتت تعرف إعلاميا بالبوكر العربية، ويتعلق الأمر برواية "موت صغير" للروائي السعودي محمد حسن علوان، وهي سيرة متخيلة للفيلسوف محيي الدين بن عربي منذ ولادته في الأندلس منتصف القرن السادس الهجري وحتى وفاته في دمشق.

وتعتبر الدورة العاشرة من الجائزة هي الأخيرة التي تكون فيها المنافسة مفتوحة أمام جميع الكتاب ودور النشر، حيث ستكون المشاركة في الدورة المقبلة لعام 2018 وفق نظام جديد يعتمد مبدأ المحاصصة، بحيث تتوقف حصة الروايات التي يقدمها الناشرون على عدد المرات التي وصلت فيها كتب الناشر المعني إلى القائمة الطويلة في السنوات الخمس السابقة.

ويبرر المنظمون ذلك التغيير بالحرص على تمكين الجائزة من تحقيق غايتها في "التنويه بالتميز في الكتابة الإبداعية العربية المعاصرة"، وتحقيق العدل في التعامل مع الناشرين، والمحافظة على أهلية كل الناشرين في ترشيح رواياتهم للتنافس.

ويحصل الفائز بالجائزة على مبلغ نقدي قيمته خمسون ألف دولار، بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، مما يسهم في تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي. كما يتم تكريم المرشحين الخمسة الذي وصلوا للقائمة القصيرة للجائزة، ويحصل كل واحد منهم على عشرة آلاف دولار.

وإضافة إلى جائزتي كتارا والبوكر، يحظى الروائيون العرب بالتكريم في مناسبات محلية في كثير من البلدان العربية، وفي فعاليات إقليمية أخرى، بينها جائزة الشيخ زايد للكتاب، التي كرمت هذا العام في فئة "الآداب" الكاتب اللبناني عبّاس بيضون عن روايته "خريف البراءة".

كما يتطلع الكتاب العرب سنويا لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، التي كرمت في نسختها السابعة في فبراير/شباط الماضي الكاتبة المصرية سناء عبد العزيز متولي في فرع الرواية، والمغربي لحسن باكور في فئة القصة القصيرة.

أما جائزة نجيب محفوظ للأدب لعام 2017، فقد تم الإعلان عنها أمس الاثنين وعادت للكاتبة الفلسطينية حزامة حبايب عن روايتها "مخمل" الصادرة في 2016، وتمنح دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة تلك الجائزة سنويا احتفاء باسم الكاتب المصري الراحل.

المصدر : الجزيرة