رأس سبارطيل.. مرَج البحرين يلتقيان

A view of a beach near Cap Spartel as the sun sets in Tangier on August 3, 2015. Saudi King Salman has arrived in Morocco from southern France as always planned, and had no problem with media reports about his controversial Riviera holiday, an official source said. AFP PHOTO / FADEL SENNA (Photo credit should read FADEL SENNA/AFP/Getty Images)
شواطئ رأس سبارطيل وجهة مفضلة للسياح خلال الصيف (غيتي)
رأس سبارطيل أحد أبرز المناطق السياحية في مدينة طنجة المغربية -الملقبة بعاصمة البوغاز- يضم ساحات شاطئية وغابوية، بالإضافة إلى توفره على مشاريع سياحية عديدة. يعد المنتجع المفضل لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز حيث يقضي في العادة إجازته الصيفية.

الموقع
يقع رأس (كاب) سبارطيل في منطقة عبارة عن قمة صخرية جبلية على الساحل المغربي، جنوب مضيق جبل طارق.

وتشكل المنارة ملتقى لأمواج البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، لكونها آخر نقطة في شمال القارة الأفريقية المطلة على المحيط الأطلسي.

وهي عبارة عن قمة صخرية جبلية على الساحل المغربي ارتفاعها 315 مترا على مقربة من مدينة طنجة.

التاريخ
تعد منارة "رأس سبارطيل" من أقدم منارات العالم كما أنها أوّل منارة ضمن شبكة المنارات البحرية التاريخية في المغرب التي تبلغ 39 منارة.

فقد أنشئت منارة رأس سبارطيل -التي كانت تسمى في الماضي كاب أمبلسيوس (Cap ampelusius)- عام 1864 عند نقطة بحرية بأمر من السلطان المغربي محمد بن عبد الرحمن.

وعن ظروف نشأتها، أوضح عبد النبي حجي المسؤول بوزارة النقل والتجهيز لوكالة الأناضول للأنباء أن المنارة تم إنشاؤها "إثر حادث تعرضت له باخرة كان على متنها 250 طالبا بحريا، حيث وجه السلطان محمد بن عبد الرحمن (رقم 14 في قائمة سلاطين المغرب) تعليماته لإقامة هذا الصرح التاريخي على نفقته".

ولعبت هذه المنارة أدوارا مهمة في مجال الملاحة البحرية بمنطقة مضيق جبل طارق الذي يطل المغرب عليه، ويُعد من الممرات البحرية الدولية الرئيسية، خاصة في وقت تعاظمت فيه أطماع القوى الاستعمارية الكبرى عند نهاية القرن الـ 19 وبداية القرن العشرين الميلادي. ولعبت دورا مهما في مجال التشوير (الاستدلال) البحري لقرن ونصف القرن.

وشهدت منارة رأس سبارطيل عبر تاريخها العديد من التحولات التقنية بدأت عام 1931 بتثبيت جهاز بصري بقوة تناهز عشرين ألفا من الشموع العشرية، لتوفير نظام متكامل لعدسة ضوئية بسعة كبيرة، كما تم بين عامي 1933 و1937 إنشاء جهاز صوتي يستعمل استثناء بالأجواء الغائمة، ووضع جهاز صوتي آخر يساعد السفن العابرة على تحديد موقعها.

الاقتصاد
بالإضافة إلى الدور الذي لعبته منارة "رأس سبارطيل" منذ إنشائها، فهي تعد نقطة جذب سياحي مهم في مدينة طنجة، تضاف إلى سلسلة المعالم السياحية والأثرية بالمدينة العريقة.

فالعديد من المرشدين السياحيين يشرحون لمرافقيهم أن الجزيرة المغمورة بمياه البحر -التي تطل عليها المنارة- هي جزيرة أطلنتيس الأسطورية يحكى أنها كانت تعرف كإحدى أبرز الحواضر بالحوض المتوسط قبل أن تغرق وسط أمواجه.

وتمتاز المنطقة بجمالها الطبيعي حيث ينفتح الغطاء الأخضر الغابوي على البحر حيث تتمدد الشواطئ الرملية التي يقصدها زوار طنجة خاصة خلال فصل الصيف.

وغير بعيد عن منارة "كاب سبارطيل" توجد مغارة هرقل الشهيرة التي يشبه بابها المطل على البحر وجها آدميا.

منتجع الملك
يختار الملك سلمان بن عبد العزيز منذ عدة سنوات الإقامة بمنطقة "رأس سبارطيل" حيث يمتلك منتجعا سياحيا، يشمل مرافق طبية ومطاعم فاخرة.

وقد كشفت صحيفة "ذا إندبندنت" أن الملك السعودي أنفق مئة مليون دولار في إجازته الصيفية السنوية التي يقضيها بالمملكة المغربية عام 2017..

وتوقعت الصحيفة البريطانية -في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني يوم 22 أغسطس/أب 2017- أن يعادل المبلغ المذكور 1.5% من إيرادات قطاع السياحة الأجنبية للمغرب.

وذكرت "ذا إندبندنت" نقلا عن صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الملك سلمان اصطحب معه في رحلته حاشية يزيد قوامها على ألف شخص، حيث حُجز للوزراء والمستشارين والأقارب في أفخم فنادق المدينة المغربية.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية من جانبها إلى أن مئة سيارة مرسيدس سوداء ورينج روفر كانت تحت الطلب لمرافقة الملك وحاشيته بجولاتهم حول مدينة طنجة إبان زيارته السابقة صيف 2016.

وفي نفس العام، أُجريت أعمال تجديد واسعة للقصر، من بينها إضافة مبانٍ جديدة، ومهبط للمروحيات، وخيمة كبيرة للضيافة، ويُعد المنتجع المفضل للملك سلمان دون غيره من عقاراته المنتشرة حول العالم.

ودأب الملك سلمان بن عبد العزيز على قضاء إجازاته الخاصة بمدينة طنجة منذ أن كان ولياً للعهد، غير أن زيارته للمدينة باتت مصدر اهتمام دولي منذ جلوسه على العرش في يناير/كانون الثاني 2015.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + وكالة الأناضول