جبل طارق.. عقدة جديدة بمسار البريكست

epa03830705 Gibraltar's port authority boat welcomes British Royal Navy's frigate HMS Westminster (R) upon its arrival at Gibraltar's port, UK, 19 August 2013. The warship is in Gibraltar for a refueling stop in its way to Mediterranean Sea to take part in an annual naval maneuvers. EPA/A.Carrasco Ragel
تعْبر المضيق يوميا نحو 250 سفينة وناقلة شحن عملاقة وهو ما يقارب سدس التجارة العالمية (الأوروبية)

السكان
يتراوح عدد سكان جبل طارق ما بين ثلاثين وأربعين ألف نسمة، معظمهم من أُصول بريطانية وإيطالية ومالطية وبرتغالية ومغربية وإسبانية، وتعمل غالبيتهم في الجيش البريطاني، ويدين معظمهم بالمسيحية ويتبعون الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وتوجد أقلية مسلمة.

الاقتصاد
كان الجيش البريطاني قبل عشرين سنة المحرك الرئيسي للاقتصاد في مضيق جبل طارق وشكلت مساهمته 60% من إجمالي الدخل القومي، وانخفضت بعد ذلك إلى 7% فقط، بعدما تم دعم تنويع الأنشطة الاقتصادية وعلى رأسها السياحة والتجارة.

تباع البضائع بالمضيق دون ضريبة القيمة المضافة، الأمر الذي شجع عددا من الشركات على فتح فروع لها. ويوجد عدد من دور نشر الكتب وصناعة الألعاب الإلكترونية.

وتعبر المضيق يوميا حوالي 250 سفينة وناقلة شحن عملاقة، ما يقارب سدس التجارة العالمية وقرابة 5% من تجارة النفط العالمية، ويعتمد سكان المضيق على الخارج لتأمين حاجاتهم من المواد الغذائية.

التاريخ
نظرا لأهميته الإستراتيجية، سعت الإمبراطوريات والممالك التي حكمت المنطقة لبسط سيطرتها على المضيق، وحمل جبل طارق اسمه الحالي بعدما عبره القائد الإسلامي طارق بن زياد عام 92 للهجرة مبعوثا من موسى بن نصير لفتح الأندلس وقائدا لجيش يبلغ عدده 12 ألف مقاتل.

احتفظ المسلمون بجبل طارق لقرابة ستة قرون واستولي عليه الإسبان عام  1309، ثم استرجعه المسلمون عام 1333، واستولى عليه الإسبان من جديد عام 1462 إلى غاية 1704 حيث استولت عليه بريطانياووقّعت مع الإسبان معاهدة "أوترخت" عام 1713 التي تقضي بإعادته إليهم إذا ما قررت التخلي عنه.

ثار صراع سياسي بين الإسبان والبريطانيين، إثر اعتزام بريطانيا منح الإقليم استقلاله عام 1964، الأمر الذي اعترضت عليه إسبانيا، لكن بريطانيا تراجعت عن قرارها عام 1967 وقررت الاحتفاظ به بعد تصويت سكانه لصالح البقاء تحت السيادة البريطانية.

لكن ذلك لم يطو الخلاف بين الإسبان والبريطانيين، وظل يطفو بين الفينة والأخرى على سطح العلاقات بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بسفن الصيد.

وبعد ما أكد 52% من البريطانيين تأييدهم الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو/حزيران 2016 كان هناك 96% من ناخبي جبل طارق ممن تمسكوا بالبقاء في الاتحاد.

وكشفت مسوّدة خطة الاتحاد الأوروبي للتفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد (البريكست)، عن أن أي اتفاق يتم بين بريطانيا والاتحاد لن يطبق على جبل طارق إلا باتفاق منفصل بين بريطانيا وإسبانيا.

 وأعلنت بريطانيا في أبريل/نيسان 2017على لسان وزير خارجيتها بوريس جونسون أنها ستظل تدعم بقوة وصلابة منطقة جبل طارق، مؤكدة سيادتها  على  هذه المنطقة.

وبينما وصف رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو المقترح الأوروبي بغير المقبول، اتهمت حكومته إسبانيا باستغلال المجلس الأوروبي من أجل مصالحها السياسية.

المعالم
توجد بمضيق جبل طارق معالم سياحية جعلته قبلة للزوار، منها برج القلعة الحرة والحمامات المرينية وهي من أبرز الآثار الإسلامية، بالإضافة إلى المنارة التي تطل على القارتين الأوروبية والأفريقية، وحصن الملك وعدد من الأنفاق القديمة جدا حفرت تحت الأرض لغايات أمنية وعسكرية.

معلومات أخرى
يعين التاج البريطاني رئيس حكومة جبل طارق المنتخبة من البرلمان المحلي، وتدير الحكومة كل الشؤون الاقتصادية والداخلية باستثناء الدفاع والعلاقات الخارجية.

undefined
المصدر : الجزيرة