قبل اندلاعِ الربيع العربي كان لا يمكن تخيل فكرة أن يكون على رأسِ دولةٍ عربيةٍ حاكم يعملُ وفقَ أجندةٍ صهيونيةٍ، ولكن صدمات ما بعد الربيعِ العربي جعلت هذا الطرحُ متدولا.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
إن ما نشاهده فوق السجادة الحمراء هو صورة تشبه في جوهرها أسواق النخاسة القديمة التي كان الجواري يعرضن فيها بضاعتهن الوحيدة بحثا عن مشتري دائم.
إن الثقة التي يحتاجها المصري حتى يستطيع الخروج من الكابوس الذي يعيش فيه هي ثقة في قدرة الجماعة على استكمال شرارة ثورة تطهير مصر.
إنه ليس من المستغرب على من يدعم علنا دون حياء شخص متهم بإعطاء الأمر بارتكاب هذه الجريمة البشعة وربما التلذذ بمشاهدتها عبر الفيديو، أن يسوق للذبح مجموعة من الأقباط.
ووسط هذه الأخبار التي تنم عن جزء من حجم التخريب المنظم الحادث فينا، استطاعت مجموعة من المصريين بقيادة الإعلامي حمزة زوبع تأسيس رابطة للإعلاميين المصريين في الخارج، وإشهارها رسميا.
العرب في سنوات الهزيمة والتراجع فقط احترفوا فن المزايدة على بعضهم البعض والإتجار في الشعارات، وإلقاء التهم والتبعات.
أليس بينما فزعت النساء في غزة -جراء الغارة الإسرائيلية- كان يوجد من العرب من أمسى يشاهد الدراما والمنوعات والمسلسلات التي تفتتح بها معظم القنوات الشهر الكريم؟ الإجابة بالطبع كانت.
إذا ما استعاد المصريون مصرهم من مغتصبيها ونوابهم ووكلائهم وهي في موقع القلب من جسد المؤامرة، سيتعطل دون شك مسار عجلة الحرب التي تدفع العالم صوب حافة الهاوية.
نحن حقا بارعون في توجيه سهام النقد الحادة، وإطلاق النكات اللاذعة، والسخرية الصاخبة، ولكن حين يتطلب الأمر تخطيطا مدروسا لما هو آت، نحتار حيرة الإبل.
لدى المصريين قدرة أسطورية على التكيف مع الواقع الصعب، مهما بلغت درجة صعوبته، ثم ترويضه، ثم توليد المتعة الممكنة من داخله، ولو بإطلاق النكات الصاخبة سخرية منه..