"صمت الحملان".. مارثا ستيوارت تكشف سبب انفصالها عن أنتوني هوبكنز قبل 30 عاما

شهدت هوليود العديد من أفلام الرعب النفسي، ولكن لم يصل أي فيلم إلى الذروة التي وصل إليها فيلم "صمت الحِملان".

أنتوني هوبكنز من فيلم صمت الحملان (مواقع التواصل الاجتماعي)

بعد مرور 30 عاما على صدور فيلم "صمت الحِملان" (The Silence of the Lambs) في 1991، أشعلت مارثا ستيوارت الإنترنت؛ بكشفها لأول مرة عن سبب انفصالها عن النجم البريطاني السير أنتوني هوبكنز، قائلة "تركته لأنني لم أستطع الفصل بينه وبين هانيبال ليكتر الذي يأكل البشر في الفيلم". وكانت مارثا قد تحدثت سابقا عن علاقتها مع هوبكنز، في برنامج تلفزيوني عام 2014، لكنها لم تذكر السبب وراء انفصالهما.

ستيوارت، سيدة الأعمال والكاتبة وخبيرة أسلوب الحياة والإعلامية الأميركية الشهيرة، البالغة من العمر 80 عاما الآن؛ عللت خوفها لبرنامج "ذي إيلين شو" (The Ellen Show) في الأسبوع الماضي، بقولها "أسكن في منزل كبير ومخيف، يقف وحيدا على مساحة 100 فدان في غابات ولاية ماين، ولم أستطع أن أتخيل نفسي هناك بمفردي بصحبة هوبكنز بعد أن أصبحت أفكر فيه كرجل يأكل لحوم البشر".

وعلّقت إيما سبيكتر، محررة مجلة "فوغ" (Vogue) التي تحدثت عن الموضوع، قائلة "أنا لا ألوم ستيوارت لثانية واحدة؛ فقد شاهدت هذا الفيلم وأنا في سن 19 عاما، وما زلت أبكي من الخوف".

المفارقة أن ستيوارت لم تكن أول من تملَّكه الرعب من هوبكنز بعد تجسيده لدور السفاح الرهيب الطبيب "ليكتر"، ففي فبراير/شباط العام الماضي، كشفت النجمة جودي فوستر التي قامت بدور البطولة أمامه أنها توقفت تماما عن التحدث معه، بعد أن أصبحت "مرعوبة منه". فهل المخضرم هوبكنز هو المرعب وحده، أم الفيلم كله؟

فوستر أيضا شريكة في صنع الرعب

فأحداث الفيلم تدور حول شخصيتين من أكثر الشخصيات التي لا تُنسى في تاريخ السينما، "لعلاقتهما الغريبة والمتوترة"، كما يصفها الناقد السينمائي روغر إيبرت؛ وهما كلاريس ستارلينغ (جودي فوستر)، المتدربة الشابة في مكتب التحقيقات الفدرالي، التي يطلب منها رئيسها اللجوء إلى الطبيب النفسي والقاتل المتسلسل هانيبال ليكتر (أنتوني هوبكنز)، الذي يمكث في سجن شديد الحراسة؛ بغرض مساعدتها في حل لغز قضية قاتل متسلسل آخر، معروف بميله لتعذيب وقتل الشابات السمراوات الضخمات.

والشخصيتان تتشاركان سمات متوازية؛ فكلاهما منبوذ من قبل العالم الذي يريد العيش فيه؛ ليكتر منبوذ من الجنس البشري، لأنه قاتل متسلسل وآكل لحوم البشر؛ وكلاريس منبوذة من مهنة إنفاذ القانون، لأنها امرأة. وكلاهما يشعر بالعجز؛ ليكتر، لأنه محبوس ومقيد ومكمم في سجن شديد الحراسة، وكلاريس لأنها محاطة برجال يحومون حولها، ويخترقونها بأعينهم.

أيضا، كلاهما يشتركان في جروح الطفولة نفسها؛ فقد فقدت كلاريس والديها في سن مبكرة، لتصبح يتيمة غير محبوبة، وفقيرة محرومة، كابدت للوصول إلى مكانها، ولديها ثقة بالنفس أقل مما تحاول أن تتظاهر به. كما كان ليكتر نفسه ضحية لإساءة المعاملة في طفولته.

وأخيرا، نجدهما يستخدمان قدرتهما المبدعة على الإقناع، للهروب من الأفخاخ التي تُنصب لهما.

هوبكنز هو الأذكى في الفيلم

"يُشعرنا ليكتر -رغم خبثه- بأنه يحب كلاريس ولا يرغب في إيذائها؛ لأنها تثير عاطفته، ولا تهين ذكاءه"، وفق إيبرت الذي يضيف أنه "رغم أن وقت أداء هوبكنز على الشاشة كان أقل من أداء فوستر، لكنه ترك انطباعا لا يُمحى لدى الجماهير".

فعندما غامرت كلاريس -رغم تحذيرات رئيسها- بعقد اتفاق مع ليكتر، يقضي بأن تكشف له معلوماتها الشخصية ومخاوفها، في مقابل استغلال خبراته الإجرامية؛ لم تكن تتوقع أنها ستدفع ثمنا باهظا، بنجاحه في اقتحام عقلها، من خلف القضبان الفولاذية والزجاج المضاد للرصاص؛ وسط أجواء من الصمت الساحر، تتخلل لعبة القط والفأر بينهما، لتتغلب براعة ليكتر الشيطانية في النهاية؛ وذلك بدعم من الجراحة السينمائية الرائعة التي صورت جمجمته ملتوية، وبنسب دقيقة، تم تثبيت كاميرا بإحكام على المنطقة الصغيرة من حاجبيه، إلى ذقنه المدببة، وآذانه المنتفخة، ثم اللقطات المقرّبة لوجهه المسطح الأملس، كأفعى أكثر سمية من زواحف الصحراء؛ مما جعل أداء هوبكنز يبدو مخيفا بشكل مذهل.

فمفتاح جاذبية هوبكنز يكمن في طريقته الماكرة التي يُضفي بها كل هذا الذكاء والأناقة إلى الشخصية. فمع أنه من آكلي لحوم البشر، ولكنه يبدو كضيف في حفل عشاء لا يمل، يحب التسلية، ولديه معاييره الخاصة، لذا فهو "أذكى شخص في الفيلم". على حد وصف إيبرت.

بل كل ما في الفيلم جاء مُرعبا، حتى الموسيقى التصويرية عند نزول كلاريس إلى قبو القاتل المتسلسل؛ بمزجها بين لهاث كلاريس الخائف، وصوت تنفس بيل الثقيل، وصراخ الفتاة الضحية؛ ثم دمجها نباح الكلب المسعور، للوصول بنفسية المشاهد إلى أعمق مستوى؛ قبل إضافة تلك النظارات الواقية الخضراء التي تجعل القاتل يتمكن من رؤية كلاريس في الظلام.

الفيلم الأكثر رعبا

على مدار عقود، شهدت هوليود العديد من أفلام الرعب النفسي، ولكن لم يصل أي فيلم إلى الذروة التي وصل إليها فيلم "صمت الحِملان"، حتى صَنّفه النقاد ضمن أعظم الأفلام التي لن تتقادم أبدا، "طالما أن هناك سوق للخوف، كعاطفة عالمية" كما يقول الناقد إيبرت.

إذن هو فيلم الرعب المثير الذي قام فيه هوبكنز (84 عاما) بتجسيد شخصية قاتل متسلسل مُدان بأكل ضحاياه؛ بأداء عبقري نال استحسان النقاد، وأهداه جائزة الأوسكار لأفضل ممثل في عام 1992، لكنه كلفه علاقته الرومانسية مع مارثا ستيوارت.

والفيلم للمخرج الأميركي جوناثان ديم، الذي فاز عنه بأوسكار أفضل مخرج، وسيناريو تيد تالي، الفائز عنه أيضا بأوسكار أحسن سيناريو، مقتبس عن رواية للكاتب الأميركي توماس هاريس، صدرت بنفس الاسم في عام 1988. وبطولة جودي فوستر، الفائزة عنه بأوسكار أفضل ممثلة.

وقد حصد 5 جوائز أوسكار، و69 فوزا آخر، بالإضافة إلى 51 ترشيحا لجوائز مختلفة؛ وحقق إيرادات تتجاوز 273 مليون دولار، من ميزانية 19 مليون دولار؛ واحتل المرتبة الـ22 ضمن قائمة الأفلام الأعلى تقييما على موقع "آي إم دي بي" (IMDB).

المصدر : مواقع إلكترونية