السير مايكل كين.. "عيون الأفعى" التي لم ترمش أمام الكاميرا 8 سنوات

تألق كين لأكثر من 60 عاما، قدم فيها قرابة 130 فيلما، حصدت أكثر من 7.8 مليارات دولار حول العالم، ووضعته في المرتبة العشرين ضمن نجوم شباك التذاكر.

الممثل الإنجليزي مايكل كين (مواقع التواصل)

عندما بدأ نجم الأوسكار السير مايكل كين (88 عاما) مشوار التمثيل، صادف كتابا بعنوان "لا ترمش. يجب ألا ترمش أبدا" للكاتب الأميركي جون ميريت، جعله يُمضي 8 سنوات مُحاولا ألا يرمش، حتى أصبح يخيف الناس من حوله، واعتقدت والدته والمقربون منه أنه مختل عقليا، لكنه اعتبر أن هذا "أحد أسرار نجاحه" التي كشفها مؤخرا لصحيفة "ميرور" (Mirror) البريطانية.

تجربة جديرة بالاهتمام

هذه التجربة الغريبة المتفردة هي التي جعلت كين يتجنب إغلاق جفنيه، ولا يرمش مطلقا وهو يصور مشهدًا، حتى يبدو أكثر إقناعا على الشاشة، ومنحته لقب "عيون الأفعى"، وساعدته في تكريس تقنية التمثيل المُحكم أو الصلب التي استخدمها السير أنتوني هوبكنز في فيلم "صمت الحِملان" (The Silence Of The Lambs) 2001.

لذا يعتقد كين أن صمت العينين يُعطي قوة، وأنه "عندما لا ترمش بعينيك، يمكنك إبقاء الجمهور في حالة انبهار"، وينصح الأجيال القادمة من الممثلين قائلا "إذا أردت أن تكون ممثلا ناجحا، فإن المفتاح هو تحديد غريزة طبيعية لا إرادية واحدة، ومحاولة تعطيلها أو التحكم فيها بطريقة تُبقي من حولك مذهولين".

أسطورة سينمائية إنجليزية

تألق كين لأكثر من 60 عاما، قدم فيها قرابة 130 فيلما، حصدت أكثر من 7.8 مليارات دولار حول العالم، ووضعته في المرتبة العشرين ضمن نجوم شباك التذاكر.

بدأ في ستينيات القرن الماضي بعدة أفلام من أبرزها "زولو" (Zulu) 1964، ورُشح لجائزة أوسكار عن دوره في "ألفي" (Alfie) 1966. وفي السبعينيات، قدم أبرز أدواره في "التحري السري" (Sleuth) 1972، الذي منحه الترشيح الثاني لجائزة الأوسكار.

وفي الثمانينيات حقق نجاحات كبيرة أيضا، فحصل على جائزة "بافتا"، و"غولدن غلوب" لأفضل ممثل، عن دوره في "تعليم ريتا" (Educating Rita) 1983، وعلى جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد، عن أدائه في "هانا وأخواتها" (Hannah and Her Sisters) 1986.

واكتسبت مسيرته المهنية مزيدا من الزخم في أواخر التسعينيات، بالدور الذي لعبه في "دمية ترنيمة عيد الميلاد" (The Muppet Christmas Carol) 1992، وحصوله على جائزة غولدن غلوب الثانية عن فيلم "ليتل فويس" (Little Voice) 1998. ليختم هذا العقد بجائزة الأوسكار الثانية لأفضل ممثل مساعد، عن فيلم "قوانين منزل سايدر" (The Cider House Rules) 1999.

المتناغم مع نولان

حقق كين نقلة كبيرة بأدائه لدور ألفريد في ثلاثية الرجل الوطواط "فارس الظلام" (The Dark Knight) 2005 – 2012، من إخراج كريستوفر نولان الذي عمل معه في باقة من الأفلام، من أهمها "ذا بريستيج" (The Prestige) 2006، و"الاستهلال" (Inception) 2010، و"بين النجوم" (Interstellar) 2014، و"دانكيرك" (Dunkirk) 2017.

وذلك قبل ظهوره في بعض أفلام كوميديا الحركة، مثل "كينغزمان: الاستخبارات السرية" (Kingsman: The Secret Service) 2014، و"ملك اللصوص" (King of Thieves) 2018. ليعود إلى نولان، من خلال دوره في فيلم "تينيت" (Tenet) 2020، قبل أن يصور "القرون الوسطى" (Medieval) 2021، ليكون أحدث أعماله.

ما لا تعرفه عن كين

كين، الذي وُلد في جنوب شرق لندن عام 1933، وساهمت تجربته -كمحارب خدم في الجيش البريطاني، وشاهد القتال أثناء الحرب الكورية، وتأثر فيه بعمق، وظلت ذكراه معه- في تشكيل شخصيته الفنية الصلبة. حتى كتب في سيرته الذاتية التي نُشرت عام 2010، يقول "لقد عشت كل لحظة دموية بقية حياتي، من لحظة استيقاظي حتى وقت نومي".

لم يكتف بالنجاح الذي أحرزه في حياته المهنية كممثل، بل نجح أيضا في تملك أو المشاركة في 7 مطاعم شهيرة، تنتشر بين لندن وميامي.

كما أنه من عشاق الموسيقى، ومؤلف غزير الإنتاج، ألّف ما لا يقل عن 4 كتب، وسيرتين ذاتيتين، وكتابا واحد عن التمثيل.

أيضا، تفرد كين -وجاك نيكلسون- بترشحهما لجائزة الأوسكار في كل عقد، من ستينيات القرن العشرين، إلى أوائل القرن الحادي والعشرين. وظهر في 7 أعمال صنفتها الجمعية البريطانية للأفلام في قائمة أفضل 100 فيلم بريطاني في القرن العشرين. وفي عام 2000، منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس، وفي الأسبوع الماضي كرّمه مهرجان تشيكي لمساهماته السينمائية.

ولا يزال مايكل كين "من أيقونات السينما العظيمة، وواحدا من أفضل الممثلين على الإطلاق"، كما يقول الناقد السينمائي، كريس هيويت.

المصدر : مواقع إلكترونية