إيما تومسون نجمة الأوسكار.. مناصرة للاجئين ومناهضة للعنصرية

إيما تومسون إحدى أشهر الممثلات في بريطانيا والعالم، حازت على 3 جوائز أوسكار، وجائزتي غولدن غلوب، وبافتا، إضافة إلى جائزة إيمي.

تومسون تقلدت وسام الإمبراطورية البريطانية (DBE) كسيدة قائدة عام 2018 (الأوروبية)

الأسبوع الماضي، تحدثت النجمة البريطانية إيما تومسون، الناشطة في مجال حقوق الإنسان وحماية البيئة، لصحيفة "تايمز" اللندنية (TheTimes)، عن تجارب فتى أفريقي لاجئ اتخذته ابنا لها، بعد أن فر بأعجوبة من جحيم الإبادة الجماعية في رواندا.

ووصفت ما واجهه من مصاعب يومية منذ أن بدأ حياته في بريطانيا، بقولها "إنه كبر ونما بمليون طريقة مختلفة، لكن ذلك لم يتحقق بدون كثير من (الحوادث المروعة) التي تعرض لها طوال رحلته" فكان سببا في أن "أتعلم درسا مهما في التحديات اليومية التي يواجهها معظم اللاجئين وخصوصا جهلهم باللغة، وعدم قدرتهم على التعبير عن أنفسهم، أو قول ما يحتاجونه، أو مواجهة العنصرية اليومية".

وبعد أن حَمّلت السياسيين ووسائل الإعلام مسؤولية "النظرة الدونية للاجئين في عيون الآخرين" قالت تومسون إنها صاغت هذا المقال في محاولة لدعم "مجلس اللاجئين" (RefugeeCouncil) "كمنظمة تقدم خدمات كثيرة للذين ليس لديهم أي موارد من تلك التي يحتاجها الإنسان ليبقى على قيد الحياة، فهم يصلون في كثير من الأحيان بدون أي شيء، سوى ملابسهم".

واعتبرت النجمة الحقوقية أن اللاجئين لا يمكنهم فقط أن يصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع، بل وأيضا يكونوا أفرادا موهوبين وبارزين، بسبب تجاربهم التي أكسبتهم خبرات ومرونة غير عادية.

الضيافة أهم ما يمكن تقديمه

مطلع الألفية، كان "تيندي أغابا" صبيا يبلغ من العمر 13 عاما، فقد والده بسبب الإيدز، وخسر بقية أفراد عائلته إبان أحداث الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، قبل أن تختطفه إحدى المليشيات وتُجبره على الانخراط في القتال.

ولكن رحلة معاناته الطويلة انتهت إلى بر الأمان، بنجاحه في الهروب من الأهوال، ليجد نفسه في مكان غير متوقع، حيث حفل خيري بمناسبة عيد الميلاد، أقامته النجمة تومسون، بالاشتراك مع "مجلس اللاجئين" للمساعدة في الترحيب باللاجئين إلى بريطانيا، لأن "الضيافة أهم شيء يمكن أن يقدمه إنسان للآخر".

وكان أغابا قد بلغ 16 عاما ذلك الوقت، ويتحدث الإنجليزية بصعوبة. لكن تومسون أصرت على التواصل معه من خلال "مزيج من لغة الإشارة والضحك والابتسام" حتى تعلم الإنجليزية "ببطء" وقص عليها ما تعرض له من الاختطاف والإجبار على القتال رغم طفولته.

وبعد عقدين من الزمان، كبر أغابا (34 عاما) في كنف تومسون التي قالت إن أغابا "اكتسب صداقات رائعة، ولديه زوجة غير عادية، تدرس الفيزياء، ويشغل وظيفة رائعة ومليئة بالتحديات، داخل إدارة التحقيقات الجنائية في إنجلترا".

وأصبحت حياة أغابا -الذي حصل على إجازة في السياسة من جامعة إكستر ودرس القانون وحقوق الإنسان في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية جامعة لندن، ويتحدث 8 لغات- أفضل من أي سيناريو، بعد أن شهد رعبا لا يمكن تصوره في بلاده.

الوحيدة في التاريخ

تومسون (62 عاما) ممثلة وكاتبة السيناريو ومؤلفة درست الأدب الإنجليزي في جامعة كامبريدج، وسليلة بيت مسرحي. ولدت في لندن، أمها الممثلة الأسكتلندية فيليدا لو، ووالدها الممثل الإنجليزي إريك تومسون الذي توفي بعد نوبة قلبية مفاجئة، في عمر الـ 23 عاما فقط، وقالت تومسون إن فقدان والدها "مزقها".

وهي واحدة من أكثر الممثلات شهرة في بريطانيا والعالم، بسبب تميزها بأداء متطور وبارع، ونصوص حازت على عدة جوائز، بينها 3 جوائز أوسكار، وجائزتا غولدن غلوب، وجائزتا الأكاديمية البريطانية للأفلام والتلفزيون (بافتا) إضافة إلى جائزة إيمي.

ولم تمر 3 سنوات على فوزها بجائزتي الأوسكار وبافتا، كأفضل ممثلة في فيلم "هواردز إند" (Howards End) 1992، أمام المخضرم أنتوني هوبكنز، حتى حصدت جائزتي أوسكار وبافتا للمرة الثانية عام 1995، عن دورها ككاتبة للسيناريو وصاحبة دور البطولة في فيلم "العقل والعاطفة" (Sense and Sensibility) المُستوحى من رواية الكاتبة الإنجليزية جين أوستن، لتكون تومسون الفائزة الوحيدة في التاريخ بجائزتي أوسكار في التمثيل والكتابة عن نفس الفيلم.

قائدة

أيضا، كانت تومسون ثامن ممثلة في التاريخ ترشح لجائزتي أوسكار في عام واحد (1993) عن دورين لعبتهما، في فيلمي "بقايا اليوم" (The Remains of the Day) أمام السير أنتوني هوبكنز، و"باسم الأب" (In the Name of the Father) أمام السير دانيال داي لويس.

وتواصلت أعمال تومسون، وكان من أبرزها سلسلة "هاري بوتر" (Harry Potter) من عام 2004 وحتى 2011. وبطولة فيلم "الجميلة والوحش" (Beauty and the Beast) عام 2017. وأفلام "نساء صغيرات" (Little Women)، وسلسلة "سنوات وسنوات" (Years and Years) عام 2019، وصولا إلى دورها في الفيلم الكوميدي "كرويلا" (Cruella) عام 2021.

ومنذ عام 1999، ألفت تومسون العديد من الكتب، أشهرها سلسلة "حكاية بيتر رابيت" (The Tale of Peter Rabbit). وعام 2018، قُلدت وسام الإمبراطورية البريطانية (DBE) كسيدة قائدة.

المصدر : مواقع إلكترونية