كيف تتصرفين إذا أساء شخص بالغ لطفلك؟

الاستخدام المستمر للعنف اللفظي في التربية يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في سلوك الأطفال والمراهقين (غيتي)

عندما يصرخ شخصٌ بالغٌ على طفلك، سواء أكان ابنك مخطئًا أم لا، فمن الطبيعي أن تشعري بالارتباك والغضب، وتتحرّك غرائزك الوقائية للدفاع عن طفلك والرد بالمثل أو حتى تصعيد الموقف.

قبل أن تندفعي إلى مواجهة الشخص الذي رفع صوته، سواء كان فردًا من العائلة أو رجلًا غريبًا أو والد أحد زملاء طفلك، حاولي تهدئة نفسك لتخفيف حدّة الموقف على الطفل. وبمجرد التأكد من أن طفلك بخير وإخباره أنك تقفين إلى جانبه، حاولي معالجة الموقف باتباع الخطوات الآتية:

هدّئي طفلك أولا

قبل التحدث مع الشخص البالغ الذي رفع صوته، من المهم أن تسألي طفلك عما يشعر به أولًا، والتأكد من أنه بخير، ومحاولة فهم ما حدث منه. قد لا يتمكن من شرح الموقف بشكل واضح، ولكن على الأقل سينقل إحساسه، وما فهمه من جانبه.

تقول لوري هولمان، الطبيبة النفسية الحاصلة على تدريب عيادي للعلاج النفسي للأطفال والمراهقين والبالغين، لموقع "فيري ويل فاملي" (Very Well Family)، "إذا لم تفهمي أولًا ما يدور في ذهن طفلك، فلا يمكنك اتخاذ القرار المناسب عما يجب فعله حيال الأزمة".

قبل التحدث مع الشخص البالغ المسيء من المهم أن تسألي طفلك عما يشعر به أولا والتأكد من أنه بخير (غيتي)

لا تدفعيه إلى الاعتذار

تلفت هولمان إلى أن تصرف طفلك "حتى لو كان محرجًا إلى حد ما في نظرك، فإن أولويتك هي طفلك، وليس الشخص البالغ الآخر، ويمكنك الاعتذار إذا شعرت أن الموقف يستحق اعتذارك، ولكن لا تدفعي طفلك إلى فعل ما يريده الآخر".

وغالبا ما يريد البالغون أن يتلقوا اعتذارا على الفور، ولكن لفهم ما كان في ذهن طفلك وما أدى إلى سلوكه لا يمكنكِ اتخاذ قرار في جزء من الثانية وجعل طفلك يشعر كأنكِ لست في طرفه وتخليتِ عنه.

انتبهي لنفسك

عندما تكونين في حالة انفعال وتحاولين تهدئة نفسك، من المهم التنبّه إلى لغة جسدك ونبرة صوتك. حاولي أن تتعاملي مع الموقف بسلوك هادئ، وتحدثي بنبرة حازمة ومباشرة، ولكن محترمة.

وإذا كان الشخص البالغ الذي رفع صوته على طفلك غريبًا، لم تتعارفا من قبل، يمكنكِ تقديم نفسك أولًا، والسؤال عما حدث؛ استفهامًا وليس استنكارًا، مثل قول: "مرحبا أنا والدة محمد، هل يمكنني أن أفهم ماذا حدث؟".

ويظهر ذلك لطفلك الطريقة الفعالة للتعامل مع الأزمات والخلاف، وكيفية التحكم بعواطفك، بصرف النظر عن السبب.

أظهري تفهّمك

أكدي أنك ببساطة تحاولين فهم ما حدث كي تتمكني من حل الموقف، وخاطبي الآخر بهدوء ولا تتجاوبي مع حدته، وإلا سيؤدي ذلك على الأرجح إلى تصعيد الموقف أكثر.

تقول مستشارة الصحة العقلية جوليا تشامبرلين "احرصي على إدارة الموقف بتفهم وتعاطف، فذلك يساعد في تهدئة الطرف الآخر ومنعه من اتخاذ موقف دفاعي أو هجومي عليك".

ولإخبار الشخص البالغ أن تصرفه لم يكن موفقًا، يمكنك التعبير عن تفهّمك لحسن نيته، ثم التعبير عن استيائك من تصرفه ورفع صوته على طفلك، ثم تأكيد حرصك على علاقتكما وانفتاحك للاستماع إليه للتوصل إلى حل، وفق تشامبرلين.

حتى لو كان تصرفه محرجا إلى حد ما في نظرك فإن أولويتك هي طفلك (غيتي)

استعيني بالفكاهة

يمكنك أيضا تخفيف حدة الموقف باستخدام الفكاهة عندما يكون الموقف بسيطًا وتريدين تجاوزه، ويعتمد ذلك على طبيعتك وطبيعة الشخص الذي تخاطبينه وعلاقتكما.

وإذا لم تنجح محاولتك في تخفيف المشاحنة، فقد يكون من المفيد إيقاف المحادثة مدة وجيزة، أو مغادرة المكان حتى تهدئي.

كوني حازمة

إذا تجاوز شخص ما حدوده بوضوح، بالصراخ في وجه طفلك، ولم يتجاوب مع محاولتك لحل الأزمة، يمكنك التحدث بطريقة هادئة ولكن حازمة، وأخبريه "هذا طفلي وسأقوم أنا بتأديبه".

ضعي بعض الحدود

إذا كان هذا الشخص البالغ هو أحد أفراد العائلة أو صديقًا ويرفع صوته بشكل متكرر على طفلك، فمن المهم وضع بعض القواعد، والحد من اختلاط أطفالك به.

ووفق بحث أجرته "جمعية أبحاث تنمية الطفل" (Society for Research in Child Development)، شمل أكثر من 950 أسرة، فإن الاستخدام المستمر للعنف اللفظي في التربية يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في سلوك الأطفال والمراهقين وظهور أعراض اكتئاب عليهم.

ولهذا، عليكِ تجنّب استخدام هذا الأسلوب في التحدث مع أطفالك، وكذلك حمايتهم من التعرّض له من أي شخص آخر.

قد يكون ذلك بإخبار الآخر "عند التعرّض لأي مشكلة مع طفلي، طريقتي في معالجتها هي التحدث بلطف معه ومحاولة فهمه، وأود أن تتعامل معه أنت أيضًا بهذه الطريقة إذا حدثت أي مشكلة بينك وبينه".

ساعدي طفلك على التجاوز

التعرض للهجوم من شخص بالغ يمكن أن يسبّب لطفلك كثيرا من المشاعر السلبية؛ مثل الخوف والعجز. ولذلك، عليكِ التأكيد له أنكِ معه وتدعمينه وتستمتعين إليه.

دعيه يشاركك ما شعر وفكر به، وهذه طريقة فعالة للسماح له باستكشاف مشاعره وتحديدها وتسميتها، وصادقي على مشاعره، وأكدي تفهمك له.

وأخبريه كيف استطعتِ إدارة الموقف، واسمحي له بطرح أسئلته والتعبير عن أي مخاوف إضافية لديه.

اجعليها تجربة تعليمية

يمكنك أيضا مناقشته في كيفية التصرّف في مثل هذه المواقف في المستقبل، وأكدي له أنك موجودة لدعمه وحمايته دائما.

وانتبهي إلى أن الأطفال يتعلمون عن المشاعر وكيفية التعبير عنها وتنظيمها عن طريق الكبار، لذلك من المهم التركيز في انفعالاتك وردود فعلك أثناء تلك المواقف العصيبة وبعدها.

هل يجب تأديب أطفال الآخرين؟

حدود تعامل الأشخاص البالغين مع أطفال الآخرين هي الحفاظ على سلامتهم، ووضع حدود لسوء سلوكهم قدر المستطاع، وإذا كان أحد والدي الطفل، أو كلاهما موجودًا، أخبريهما بلطف، ودعي لهما التصرف.

المصدر : مواقع إلكترونية