بالفيديو.. أسيل الأشهب محامية مقدسية تنتصر للقدس بالغناء

المحامية المقدسية أسيل الأشهب
المحامية المقدسية أسيل الأشهب وطفلتها أمام قبة الصخرة (الجزيرة)

نشرت المحامية المقدسية أسيل الأشهب على صفحتها فيسبوك تحت وسم #آن_للنكبة_ألا_تستمر مقطع معبر من أغنية "يا ظلام السجن خيّم/ إننا نهوى الظلاما"، فانظلقت الكلمات من القلب: "وتعاهدنا جميعًا/ يومَ أقسمنا اليمينا/ لن نخون العهدَ يومًا/ واتخذنا الصدقَ دينًا".

وينسب نشيد يا ظلام السجن خيم للشاعر السوري نجيب الريس والذي نظمه في السجن عام 1922 في سجن أرواد إبان الاحتلال الفرنسي لسوريا ولبنان.

ونشرت تحت وسم

#آن_للنكبة_ألا_تستمر

#غزة_تحت_القصف #غزة_تقاوم

#انقذوا_حي_الشيخ_جراح #أنقذوا_حي_الشيخ_جراح

#القدس_تنتفض

#savesheikhjarrah #gazaunderattack #nakba_day

كما نشرت مقطع من قصيدة  الشاعر العربي الكبير محمود درويش (وضعوا على فمه السلاسل).
"وضعوا على فمه السلاسل

ربطوا يديه بصخرة الموتى

وقالوا: أنت قاتل!

أخذوا طعامَهُ والملابسَ والبيارقْ

ورموه في زنزانة الموتى

وقالوا: أنت سارق!

طردوه من كل المرافئْ

أخذوا حبيبته الصغيرة

ثم قالوا: أنت لاجئ!

يا دامي العينين والكفين،

إن الليل زائل

لا غرفةُ التوقيف باقيةٌ

ولا زَرَدُ السلاسل

نيرون مات ولم تمت روما…

بعينيها تقاتل

وحبوبُ سنبلةٍ تموت

ستملأُ الوادي سنابل

ستملأ الوادي سنابل

ستملأ الوادي سنابل".

https://www.facebook.com/profile.php?id=100001304484694

 

 

الفن ودعم القدس

تقول أسيل المقدسية "أنا أتابع كتابات الصهاينة، وأجد في كتاباتهم هلعا وخوفا من القادم وكأن جيوشنا هي التي تقذفهم بالقنابل والرصاص.. وليس العكس. فهناك من بدأ يكتب عن الخراب الذي سيأتي به بن جفير وشلّته لإسرائيل (العلمانية)".

وتضيف "لا شك أن وضعنا صعب.. وهذه أيام صعبة.. ولكن الأكيد أن وضع الصهاينة ليس سهلًا وإن بدا العكس أحيانًا.  فهناك من يرتعب من طرد المرابطين من الأقصى، بحجّة أن العنف كله يمكن أن يتحوّل إلى الشوارع والمفترقات وبالتالي يصبح كل إسرائيلي خائفا على نفسه".

وعند سؤالها عما إذا كانت مسيرتها الفنية تدعم القدس وتعزز من مكانتها الثقافية، قالت "إن الفن كان وما زال مكونا أساسيا من مكونات الحضارة الإنسانية، وإنها بلا شك تؤدي دورا مهما في دعم المدينة على كل من الصعيد الفني والاجتماعي والثقافي".

تشبه أسيل الأشهب القدس بلوحة فسيفساء ضخمة، والمقدسيين بالأحجار التي تكمّل هذه اللوحة، فلا يعوض وجود أي منهم غياب الآخر، فلكل شخص مكانة ودور يدعم من خلاله اللوحة التي تشكل ملامح المدينة والهوية المقدسية المميزة.

وتابعت أنه "منذ وقوع النكبة حتى الآن، تتضح يوميا أهمية وتأثير الكلمة والشعر واللحن والفن على النفوس، ودور كل ذلك في تحريك الفلسطينيين نحو القيم السامية والرسالة والقضية، وهذا يرعب الطرف المنازع لنا على هذه الأرض".

المحامية المقدسية والفنانة أسيل الأشهب(الجزيرة نت)
المحامية المقدسية أسيل الأشهب تميل لأغاني الموروث الثقافي الفلسطيني (الجزيرة)

عن أسيل

ولدت المحامية أسيل الأشهب في يوم المرأة العالمي من عام 1991 وترعرعت في القدس، ومنذ صغرها كانت تشعر عند ترديد الأناشيد في المدرسة أنها تتفاعل مع النص بكل جوارحها، ولا يقتصر الأداء على تفاعلها بصوتها فقط.

في مرحلة مبكرة من طفولتها، اكتشفت معلمة الموسيقى في المدرسة موهبة المقدسية أسيل الأشهب في الغناء والموسيقى، وتوجهت إلى ذويها لحثهم على صقل مهاراتها في هذا المجال، حتى باتت اليوم تملك حنجرة استثنائية تصدح بالقصائد والموشحات الصعبة في الحفلات والمهرجانات وبعض حفلات الزفاف داخل المدينة وخارجها.

وهي أحد أعضاء فرقة "المذهبجية" التابعة للمعهد الوطني الموسيقي في القدس، والتي أطلقت هذه السنة أولى حفلاتها، وكانت أغنية "رمضان جانا" كأول أعمال الفرقة التي سيتم العمل على جعلها أهم فرق القدس من حيث الأداء والإنتاج بحسب أسيل.

المحامية المقدسية والفنانة أسيل الأشهب(الجزيرة نت)
أسيل: في اللحظة التي أمارس فيها الغناء أتجرد من بشاعة كل القضايا التي أتعامل معها في حياتي المهنية اليومية (الجزيرة)

وعما تسعى لتحقيقه في مجال العزف والغناء، قالت إنها دخلت هذا المجال هاوية، وهي تمارسه للتنفيس عن نفسها من ضغوط الحياة، وتسعى دائما لخلق فسحة من الجمال في عالم الفن لإسعاد الناس بالموهبة التي تملكها.

وأضافت "ما عزز هذا الشعور هو عملي في مجال المحاماة الشرعية الذي يفرض عليّ التعامل مع قضايا بمنتهى الأسى والصعوبة، كالطلاق والعنف الأسري، وهذا جعل الفن الملاذ والنسمة اللطيفة التي تضفي نوعا من التوازن في حياتي، ففي اللحظة التي أمارس فيها الغناء أتجرد من بشاعة كل القضايا التي أتعامل معها في حياتي المهنية اليومية".

التحقت بمعهد للموسيقى في طفولتها وتدربت على آلة الكمان، وبعد انتهاء الدورة التحقت بأخرى على آلة البيانو، ثم انقطعت عن هذا المجال مدة طويلة.

تقول أسيل "لكن بقيت الموسيقى جزءا لا يتجزأ من روحي وهويتي، ودائما أغني وأدندن في المدرسة ومع الأصدقاء وفي الرحلات والمبادرات والورشات الثقافية التطوعية".

أكملت المحامية رحلتها الأكاديمية الجامعية، ثم خاضت تجربتها المهنية الأولى في التعليم قبل أن تنخرط في سلك المحاماة وتختص في قضايا الأحوال الشخصية بالمحاكم الشرعية، وشعرت آنذاك بنوع من التفرغ الذي كان سببا في انطلاقها مجددا إلى عالم الموسيقى.

المعهد الوطني للموسيقى، المحامية المقدسية أسيل الأشهب(الجزيرة نت)
أسيل: الموروث الثقافي الفلسطيني جزء لا يتجزأ من الهوية والموروث الثقافي العربي (الجزيرة)

بذور موسيقية

تقول أسيل "شعرتُ أن بذور شغفي بالموسيقى لم ترتو مما تعلمته في طفولتي وكانت بحاجة لسقاية بعناية، فأخذت الخطوة الأولى للخوض في الموسيقى كعلم والتعمق بها، وأتحدث هنا عن شقين: الأول تعلم ذاتي من خلال القراءة والبحث والتدريب الذاتي، والثاني انتسابي لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى بتخصص العزف على آلة العود، والالتحاق بحصص الصوت والغناء".

آمن أساتذة المعهد وزوجها وعائلتها بموهبتها التي نمت يوما بعد يوم، وبات اسمها يتردد في قائمة محيي الحفلات والمهرجانات في المدينة المقدسة، خاصة تلك التابعة للمعهد الذي تتعلم فيه.

تقول أسيل إن الموروث الثقافي الفلسطيني جزء لا يتجزأ من الهوية والموروث الثقافي العربي، لذا فإنها تحرص على أداء أغان من التراث المصري والمغربي، ويستوقفها كل ما له صلة بالماضي فتسعى دائما لتأدية الأغاني القديمة.

وتذكر أنها "بالإضافة للأغاني القديمة العريقة، أنا أعشق أداء القصائد ومن أقرب القصائد المغناة لقلبي: سلوا قلبي، وأغدا ألقاك؟، والأطلال، وجميعها من غناء أم كلثوم".

تميل المحامية المقدسية أيضا لغناء الموشحات الأندلسية، وشجعها على المضي في هذا المجال أساتذتها في المعهد الذين دربوا طلبة الإيقاع المرافقين لها على هذا النوع من الموسيقى لندرته، ومن أهم الموشحات التي أدتها أسيل على المسارح: "منيتي عز اصطباري"، و"يا غريب الدارِ"، و"أيها الساقي إليك المشتكى"، و"زارني المحبوب"، و"لما بدا يتثنى".

والمحامية -الفنانة الهاوية كما تحب أن يطلق عليها- تقدم الغناء الملتزم والقصائد والموشحات، وبات يتردد اسمها بعد إحيائها للفن القديم في حفل زفاف صديقتها بمدينة طولكرم، إذ صدحت حنجرتها حينها بالأغاني القديمة الخاصة بالعروس مما كانت تردده النساء قديما.

تقول أسيل "كانت تجربة لا تنسى. ردود الفعل إيجابية والجميع أثنى على أدائي، ومنذ ذلك الوقت أحبت صديقاتي الفكرة وبتن يطلبن مني الغناء في أفراحهن".

المصدر : الجزيرة