حضور نسائي ملفت.. قضايا المرأة تطغى بقوة على أفلام مهرجان أجيال السينمائي

مدير مهرجان أجيال السينمائي تقول إن صانعات الأفلام بوسعهن إنتاج قصصٍ مؤثرة تحدث صدى عالمياً (الصحافة القطرية)
العنصر النسائي يشكل حضورا ملفتا ومميزا في فعاليات مهرجان أجيال السينمائي (الصحافة القطرية)

الدوحة- شكّل العنصر النسائي حضورا ملفتا ومميزا في فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان أجيال السينمائي، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام في الفترة من 7 إلى 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

المشاركة النسائية القوية في مهرجان أجيال ظهرت جليا في حجم الأفلام المدرجة في برنامج النسخة الحالية من "أجيال 2021″، حيث يتضمن البرنامج قائمة من 85 فيلما من 44 دولة، بما في ذلك قطر، ومن بين هذه الأفلام هناك 32 فيلما لصانعات أفلام، أي ما يقارب ثلث البرنامج.

لم يتوقف التواجد النسائي عند صانعات الأفلام فحسب، بل إن لجان التحكيم بالمهرجان تضم عددا من العنصر النسائي، مثل شيال فاند التي تتولى رئاسة لجنة التحكيم لجوائز برنامج "صنع في قطر"، وهي فنانة وممثلة أميركية شاركت في عدد من الأفلام الحائزة على جوائز، من بينها The Rental) 2021،(We the animals) 2018).

كما تضم لجنة تحكيم جوائز برنامج "صنع في قطر" فرح نابلسي، وهي صانعة أفلام بريطانية من أصل فلسطيني ومرشحة بقوة لجائزتي الأوسكار والبافتا، وبالإضافة إلى ذلك فهناك عدد كبير من المتطوعات المنوط بهن تقديم الدعم والمساعدة لمختلف الأنشطة في المهرجان.

قضايا المرأة أيضا كان لها نصيب الأسد في عروض مهرجان أجيال السينمائي، إذ ناقشت أفلام عدة بالمهرجان بعض المشكلات التي تعاني منها النساء في مختلف دول العالم؛ كالفقر واللجوء والتنمر وغيرها.

فيلم ريش ناقش قضية الفقر واضطهاد المرأة - مواقع التواصل
فيلم "ريش" ناقش قضية الفقر واضطهاد المرأة (مواقع التواصل)

اضطهاد المرأة

ومن أبرز الأفلام التي ناقشت قضايا نسائية فيلم "ريش" (فرنسا، مصر، هولندا، اليونان- 2021)، الحائز على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد في مهرجان كان، من إخراج عمر الزهيري، حيث كان الفقر واضطهاد المرأة محور أحداث الفيلم.

ويتناول الفيلم قصة ربة منزل مصرية بسيطة تجد نفسها أمام مسؤوليات كبيرة تتجلى في إعالة أولادها بعد أن حول مشعوذ عن طريق الخطأ زوجها إلى دجاجة، من دون أن يفلح في إعادته إلى طبيعته البشرية مرة أخرى، وهنا تضطر تلك الأم الفقيرة والساذجة إلى البحث عن عمل يسد رمق عائلتها في مجتمع ذكوري لا يرحم.

ومن الأفلام التي ناقشت قضايا نسائية أيضا فيلم "أرض الأحلام" (الولايات المتحدة، ألمانيا، قطر- 2021)، الحاصل على تمويل مشترك من مؤسسة الدوحة للأفلام، وإخراج شيرين نشأت وشجاع أزاري.

وتقع أحداث الفيلم في المستقبل القريب في مدينة صغيرة بالولايات المتحدة، ويروي قصة مهاجرة إيرانية تحاول تسجيل أحلام المواطنين.

رحلة إلهام

وكما تعرضت الأفلام للجوانب السلبية والمعاناة التي تعيشها المرأة، فقد طرح فيلم "أوركا" ضمن العروض الخاصة للمهرجان ما يمكن وصفه بأنه طاقة أمل أمام المرأة لتحقيق ذاتها والوقوف بقوة أمام أي عقبات.

و"أوركا" إنتاج قطري إيراني مشترك، ومن إخراج سحر مصيبي، ويدور الفيلم حول "إلهام" التي تمر بتجربة قاسية، وتحاول إعادة اكتشاف نفسها، لتجد عزاءها وخلاصها في الماء وتتحول قصتها إلى رحلة مليئة بالإلهام.

وتشتهر إلهام بقدرتها الاستثنائية على السباحة الطويلة، بفضل شجاعتها، وإصرارها، وعزيمتها، ودعم والدها الكبير لها، لكنها تواجه عقبات سياسية، ودينية، وشخصية، في أصعب معركة في حياتها تحقيقا لهدفها بدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، لأطول مسافة مقطوعة عبر البحر بيدين مربوطتين.

ولم تغب قضايا التهميش والقهر بحق النساء عن أفلام مهرجان أجيال، إذ حضرت بقوة في الفيلم الهندي "الكتابة بالنار"، وفيلم "المحاربة" من إنتاج كوريا الجنوبية.

وإلى جانب ذلك، يقدم مهرجان أجيال السينمائي باقة متنوعة من الأفلام ذات الإخراج النسائي، التي تسلط الضوء على قصص حياتية تتناول قدرة الإنسان على الصمود والتكيف وتعيد التأكيد على قوة الأمل، من بينها فيلم "كوستا برافا لبنان" (لبنان، فرنسا، إسبانيا، السويد، الدانمارك، النرويج، قطر- 2021) للمخرجة منيه عقل، كواحد من بين أبرز هذه الأفلام التي تعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط.

فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة مهرجان أجيال السينمائي تلقي كلمتها في ختام أجيال
فاطمة الرميحي: نسبة صانعات الأفلام في قطر والمنطقة العربية تفوق كثيرًا نظيرتها في العالم (الجزيرة)

تغيير الصورة النمطية

وتقول مديرة مهرجان أجيال السينمائي والمديرة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة الرميحي "تتمتع صانعات الأفلام في عالمنا العربي -الذي يمضي سريعًا في تغيير الصور النمطية وتصحيح الأفكار الخاطئة عن المرأة، لا سيما إسهامها ودورها في عالم السينما- بصفات القادة المبدعين القادرين على إنتاج قصص مؤثرة تحدث صدى عالميا".

وأضافت الرميحي -في تصريح للجزيرة نت- "يمكنني القول بكل قناعة وبالدليل إن نسبة صانعات الأفلام مقارنة بالرجال في قطر وفي المنطقة العربية تفوق كثيرًا نظيرتها في بقية دول العالم".

وأوضحت أنه في الوقت الذي تكافح فيه معظم الأسواق العالمية لتحقيق المساواة بين الجنسين في عالم السينما، تواصل قطر والعالم العربي تقديم الدعم والرعاية لصانعات الأفلام المتميزات لاكتساب الثقة بأنفسهن؛ فالعالم العربي يشهد الآن موجة جديدة من صناعة الأفلام، ويسعدنا أن تقود النساء هذا التغيير.

وأكدت المديرة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام أن المؤسسة تفخر بدورها النشط في دعم صانعات الأفلام وتوفير منصات لهن لمشاركة قصصهن المميزة التي تخاطب إنسانيتنا، مشيرة إلى أن مهرجان أجيال السينمائي يقدم هذا العام 32 فيلمًا أبدعتها صانعات أفلام، ونأمل أن تكون مواهبهن وقصصهن المميزة مصدر إلهام للجمهور وتدفعه لاكتشاف قدراتهن الإبداعية".

المصدر : الجزيرة