الثورات العربية بعيون نسائها.. أحلام تحققت وأخرى على قائمة الانتظار

A protester against Egyptian President Mohamed Mursi shouts slogans during a demonstration in front of the presidential palace in Cairo July 3,2013 .The Egyptian president's national security adviser said on Wednesday that a "military coup" was under way and army and police violence was expected to remove pro-Mursi demonstrators. REUTERS/Louafi Larbi (EGYPT - Tags: POLITICS CIVIL UNREST)
لم تتردد النساء في المشاركة بثورات الربيع العربي (رويترز)

آيات جودت

امتد الربيع العربي من 2010 وحتى العام الجاري، وتتالت الثورات في الدول العربية المختلفة، واستقرت في بعضها ولا تزال مشتعلة في بعضها الآخر. وبين هذا وذاك، كانت المرأة شريكا أساسيا ورئيسيا في كل الثورات، ولكن كيف ترى المرأة العربية الثورات التي قامت في بلادها، وكيف خدمت قضاياها؟

مواطنات كاملات
كانت تونس شرارة البداية للربيع العربي واندلاع الثورات واحدة تلو الأخرى في البلاد العربية المختلفة، عندما اندلعت الثورة الشعبية في هذا البلد بنهاية 2010.

وجاءت مشاركة النساء كبيرة ومؤثرة، وهذا ليس بالغريب على التونسية التي كانت لها آمال وطموحات كبيرة معلقة على نجاح الثورة، فبالرغم من أن الوضع القانوني للمرأة يعد الأفضل على مستوى البلاد العربية، فإن هذه القوانين لم تتطور منذ ما يزيد على خمسين عاما.

ترى "فاتن. ن" (ناشطة سياسية) أن قيام الثورة كان أملا للنساء لكي تتغير بعض القوانين التي لا تزال تحد من حريتهن، ورغم أن دستور الدولة ينص على المساواة بين المواطنين، فإن القانون لا يزال به بعض البنود الواجب تغييرها، أسوة بغيرها التي تم تعديلها بعد الثورة، مثل حق الزوجة في إصدار جواز سفر للأبناء، وتغليظ عقوبة التحرش الجنسي، مع وضع تعريف واضح لجناية الاغتصاب.

ورغم هذه المكتسبات، فإن طموح التونسيات لا يزال قيد التنفيذ لتصبح المرأة مواطنة كاملة الأهلية، وتضيف فاتن أن هذه المكتسبات حق أصيل للنساء حصلن عليه بفضل نضالهن.

تتفق "فاطمة. ش" (إدارية) في أن التونسية أصبحت صوتا لا يستهان به في السياسة التونسية، ولكنها تعتقد أن المرأة رفعت سقف طموحها عاليا بقيام الثورة، ولكنها تحطمت حين لم تحصل على كامل حقوقها كما كانت تطمح.

رغم الإحباط الذي تشعر به فاطمة بشأن تطور وضع المرأة فإن هناك بعض القوانين المعدلة بعد الثورة جاءت لصالح النساء، مثل السماح لغير المتزوجة بتبني طفل، وهو ما كان ممنوعا من قبل.

كسر التابوهات
كانت مصر بعد تونس في سلسلة الثورات العربية، وكما هو متوقع ارتفعت طموحات النساء فيما يخص قضاياهن الخاصة، مثلما حدث للأماني الخاصة بحال البلد ككل، ولكن شعر المصريون بأن هذه الأحلام تبخرت بعد الثورة، فهل كان مصير أحلام المصريات مماثلا؟

تقول (هـ. إ) (مترجمة) "إن أهم ما جلبته الثورة المصرية لنسائها هو تحطم الكثير من التابوهات المجتمعية" والتي كان شبه مستحيل قبل الثورة مجرد التطرق إليها، وشعور المرأة بتفردها وكيانها ووعيها بأن لديها مساحة وشخصية يجب الحفاظ عليها.

وأضافت "إقرار قانون لمعاقبة المتحرشين جنسيا أمر إيجابي، رغم أن أغلب محاضر التحرش تنتهي بالتصالح وسحب الشكوى، فإن الأمور في سبيلها للتغير حتى وإن كانت بوتيرة بطيئة للغاية". 

ترى "نسمة. ت" (صحفية) أن طموح المرأة وقت الثورة كان مرتفعا للغاية، ولكن في المقابل لم تحصل سوى على القشور، رغم أن النساء لم يترددن في المشاركة بالثورة بل والتضحية بحياتهن في سبيلها، إلا أن المجتمع في المقابل قابلهن بالاستنكار والاستهجان من مواقفهن الثورية، على حد تعبيرها.

وتابعت قائلة إن مواد القانون غير منصفة للمرأة في أكثر من موضع. ولكن بالنظر إلى الإيجابيات فإن مشاركة المرأة في المشهد السياسي في ازدياد، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، وهو ما يعد خطوة للأمام.

تتفق "حنين. ج" (إعلامية) في رؤيتها مع هذا الأمر، مضيفة أنه بصفتها كأنثى وأم فهي تشعر بالإحباط بعد الثورة لأنها لم تحقق الكثير من أمانيها وأحلامها، إلا أن هناك بعض النقاط المضيئة التي يمكن التشبث بها، مثل تعديل قانون "احتضان الأطفال" والسماح للعازبات والمطلقات والأرامل باحتضان طفل، وإقرار قانون ضد التحرش، وزيادة وعي المصريات ومشاركتهن في الحراك السياسي، سواء كانت شعبية أو على مستوى المناصب الرسمية.

طريق السودانيات طويل
بدأت الثورة السودانية نهاية 2018 وأدت إلى خلع الرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان 2019، مما يجعلها أحدث دولة عربية تنضم للربيع العربي، فهل كان للسودانية نصيب من هذا "الربيع"؟

تقول "وفاء. ع" (قانونية) "إن المرأة السودانية واقع عليها ظلم كبير ولم ينصفها القانون في وقت تحلم بالتنفس بشكل حر".

‪طريق المطالبة بحقوق السودانيات لا يزال طويلا‬ (الجزيرة)
‪طريق المطالبة بحقوق السودانيات لا يزال طويلا‬ (الجزيرة)

ترى وفاء أن طريق المطالبة بالحقوق لا يزال طويلا، والمرأة تعلم هذا ومستعدة بشكل تام له، وهو ما تعده مكسب النساء الحقيقي من الثورة، فمشاركتهن على المستوى القاعدي أصبحت أمرا أساسيا ولا غنى عنه وليس هبة من أحد، رغم أن نسبة النساء في مراكز اتخاذ القرار السياسي لا تزال ضعيفة.

المصدر : الجزيرة