إجازة مدرسية وفوضى منزلية.. كيف تتغلبين على توتر العطلات؟

كربة منزل.. لماذا عليك الاستمتاع بإجازة خاصة بعيدا عن أسرتك
يصاحب العطلات مزيد من الضغوطات ومشاعر التوتر لدى الأمهات (مواقع التواصل)

سارة جمال

ينتظر الأطفال بحماس عطلة نهاية العام الدراسي، فلا ذهاب إلى المدارس ولا استيقاظ مبكرا، ولا يكون في أذهانهم سوى التمتع بحريتهم في البيت بعيدا عن الواجبات. في حين تمثل هذه الفترة مزيدا من الأعباء والمسؤوليات على عاتق الأم، ولكل بيت خطته وبرنامجه الترفيهي، فالبعض يسافر ليكتشف مكانا جديدا، والبعض الآخر يستمتع بالخروج مع الأصدقاء أو العائلة، وقضاء باقي الوقت في المنزل.

وعادة ما يصاحب هذه الفترة التي تستعد فيها الأسرة للعطلة مزيد من الضغوطات ومشاعر التوتر والقلق التي تظهر على الأم، بحكم أنها المسؤولة عن التحضيرات اللازمة لجميع أفراد عائلتها. ومع التوتر تظهر المشاكل سواء كانت جسدية أو سلوكية، التي تنعكس على الأبناء أيضا.

ويقول الباحث النفسي شون آشور "إذا استطعنا أن نجعل شخصا يغير طريقة تفكيره بشأن التوتر فيراه تحديا بدلا من كونه تهديدا، فإن هذا يقلل الأعراض المصاحبة له بنسبة 23%، مثل الصداع وآلام الظهر والشعور بالتعب، فالضغوط تكون موجودة ولكن آثارها علينا تتلاشى".

التوتر والتحمل
تقول هبة عمرو، باحثة في طب الهوميوباثي، ومخرجة دراما نفسية (سيكو دراما) "الإنسان في حالته المستقرة الهادئة التي نتمناها جميعا يكون معتدلا في انفعالاته، ويدخل تحت الضغوط في حالتين، الأولى إذا تعرض لاستثارة شديدة وضغوط، يصبح مستثارا بشكل أكبر من اللازم في حالة تسمى (هروب أو هجوم)، ويفرز بعض الهرمونات التي تدفعه للتصرف بشكل سريع".

وتابعت "والحالة الثانية، عندما يعجز عن التصرف وأخذ رد فعل وتسمى (التجمد)، وهي أيضا تحدث نتيجة للضغوط الشديدة ويصبح مستسلما، وكلتاهما يفعلهما الإنسان للبقاء حيا، وهو ما يعرف بنافذة التحمل. فعند التعرض للضغوط يتصرف الإنسان عادة بصورة سريعة ودقيقة، ليحقق إنجازا كبيرا، ويعود عليه بتركيز عال وطاقة غير عادية، وهو القلق الجيد المقبول.

وعن كيفية التعامل مع الضغوط، أوضحت هبة "نحتاج أن ننظر إلى الأمور بشكل مختلف، فمهمة غسل الصحون على سبيل المثال، تحوي معاني أعمق من كونها عبئا منزليا على المرأة القيام به، وهي أن لديها طعاما، وعائلة وأصدقاء تجمعوا بيتها لتناوله، وهذا يعني أنك لست وحيدة ومعك أشخاص يحبونك ولك دور في حياتهم".

وأضافت "كذلك الفوضى والضوضاء التي يسببها الأطفال في المنزل، ومحاولات التنظيف المستمرة، تعني وجود أبناء في حياتنا وهي نعمة يتمناها البعض ومن أجلها يتحملون الكثير".

لا تعملي دون أخذ وقت مستقطع مع الأصدقاء (بيكسابي)
لا تعملي دون أخذ وقت مستقطع مع الأصدقاء (بيكسابي)

كيف تتغلبين على توتر الإجازات؟

خصصي وقتا لنفسك: فالمهام لا تنتهي، وقائمة الأعمال طويلة، فلا تعملي دون أخذ وقت مستقطع، فالخروج مع الأصدقاء وتناول مشروب دافئ في مكان يفي بالغرض، أو القيام بأنشطة تساعد على الاسترخاء مثل اليوغا، أو الخروج بالدراجة في الصباح، مما يبعث مزيدا من الطاقة الإيجابية داخلك لاستكمال بقية اليوم.

توقعات منطقية: لا داعي لوضع العديد من الترتيبات والتخطيط بصورة دقيقة للعطلة، فالأمور أكثر بساطة ولا داعي لتعقيدها. ضعي جدولا مرنا قابلا للتغيير، مما يقلل مؤشر التوتر داخلك. ولا تسعي إلى الأفضل دائما، حتى لا تصطدمي بالواقع ويؤثر عليك.

طلب المساعدة: كونك مسؤولة عن البيت لا يعني قيامك بكافة التفاصيل بمفردك، فتجهيز لوازم السفر مسؤولية الجميع، يمكنك تكليف الأبناء ببعض الأعمال لمساعدتك والإشراف عليهم للاطمئنان على النتيجة، إذا لزم الأمر. وكتابة قائمة بالتحضيرات يسهل عليك ذلك.

تقدير الموقف: طريقة توصيف ما نتعرض له من ضغوط يؤثر على طريقة تفكيرنا، فتعاملك مع تجهيز لوازم النزهة على أنها مهمة ثقيلة ويجب الانتهاء منها قبل الوقت المحدد يزيد من شعورك بالتوتر، مما ينعكس على المناخ في المنزل. ولكن التعامل معها ببساطة وإضفاء لمسات المرح أثناء التجهيز يخفف من التوتر المصاحب لليوم.

المصدر : الجزيرة