آباء مشغولون للغاية.. ماذا فقد أطفالنا بغياب قصة قبل النوم?

آباء مشغولون للغاية ماذا فقد أطفالنا بغياب قصة قبل النوم(مواقع التواصل)
نحتاج للتفكير في قصص ما قبل النوم كجانب أساسي في تربية الأطفال (مواقع التواصل)

ليلى علي

رغم الأبحاث التي أجريت حول أهمية القراءة مع الأطفال في سن مبكرة، فإن عددا قليلا من الآباء ما زال يحافظ على قراءة قصص قبل النوم لأطفاله كل يوم. فقد وجد استطلاع للرأي أن قرابة ثلثي الآباء لا يقرؤون قصة ما قبل النوم لأطفالهم بسبب ساعات عملهم الطويلة.

يقول مارك كيلي الذي أجرى البحث "رغم أن ساعات العمل الطويلة خارجة عن سيطرة العديد من الآباء، فإنه يمكن استعاضة ذلك بالقراءة للأطفال أثناء العطلات الأسبوعية". وقد وجد البحث أن عُشر الآباء فقط يقرؤون لأطفالهم قصة قبل النوم كل ليلة.

التكنولوجيا بديل القصص
كما وجدت الدراسة الصادرة عن مؤسسة "بوك ترست" الخيرية للأطفال أن 65% من الآباء في بريطانيا يسلمون أطفالهم إلى الهواتف أو الأجهزة اللوحية أو التلفزيون بدلا من قراءة قصة معهم، بينما قال نصفهم إنهم يريدون مشاركة كتاب مع أطفالهم في المساء، إلا أن 28% فقط يمكنهم إيجاد الوقت للقيام بذلك بالفعل.

وقد أفاد خُمس الآباء بأن السبب وراء ذلك أنهم "مشغولون للغاية". وتعليقا على ذلك تقول مديرة المؤسسة جيما مالي "إن أولياء الأمور يجدون صعوبة كبيرة في تخصيص وقت لقراءة قصص ما قبل النوم لأطفالهم، إلا أن عشر دقائق فقط من قراءة كتاب معًا في اليوم تُحدث اختلافا كبيرًا، فهي تساعد في بناء لغة الأطفال، والمرونة، والثقة والخيال، وهي طريقة رائعة للترابط الأسري".

‪15% من النساء يقرأن لأطفالهن مرة واحدة كل شهرين‬ (مواقع التواصل)
‪15% من النساء يقرأن لأطفالهن مرة واحدة كل شهرين‬ (مواقع التواصل)

القراءة غائبة عن الأولويات
يقول الخبراء المشاركون في استطلاع لآراء ثلاثة آلاف من الآباء تم بتكليف من "ألتون تاورز ريزورت" -وهي إحدى أضخم مدن الملاهي في بريطانيا- إن بعض الآباء كانوا يخشون القراءة لأطفالهم لأنهم يفتقرون إلى الثقة في قدراتهم. ووجد البحث أن حوالي 15% من النساء يقرأن لأطفالهن مرة واحدة كل شهرين، بينما قال 11% من الرجال إنهم لم يفعلوا ذلك مطلقًا.

ومن بين أولئك الذين يقرؤون لأطفالهم قال 75% إن هذا هو النشاط الأكثر إرهاقًا في يومهم، لأنه يأتي بعد أداء قائمة طويلة من الأولويات الأخرى بما فيها العمل، والأعمال المنزلية، والتسوق، والتواصل الاجتماعي. كما أكد 65% أنهم يتمنون الحصول على مزيد من الوقت لقراءة قصص النوم لأطفالهم، بينما تشعر 40% من الأمهات بالذنب عندما لا يكون لديهن وقت للقراءة لأطفالهن.

وتوصي جميع البحوث والدراسات السابقة الآباء بضرورة مراجعة أنفسهم فيما يتعلق بضرورة وأهمية القراءة للأطفال، حيث تؤكد الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال على أهمية القراءة لنمو أدمغة الأطفال، لأن "القراءة بانتظام مع الأطفال الصغار تحفز الأنماط المثلى لنمو الدماغ وتقوي العلاقات بين الوالدين والطفل في وقت حرج من نموه، والذي بدوره يبني اللغة ويمحو الأمية وينمي المهارات الاجتماعية والعاطفية التي تستمر مدى الحياة".

وحذرت عالمة نفس الأطفال تانيا برايون من أن القراءة أمر حاسم لتنمية الطفل، وأن الافتقار إليها يمكن أن يضعف قدرات الأطفال مستقبلا، وقالت "يحتاج الناس إلى التفكير في قصص ما قبل النوم كجانب أساسي في تربية أطفالهم".

القراءة تمرين محفز عقليًّا ويحسّن مهارات الطفل الإدراكية (مواقع التواصل)
القراءة تمرين محفز عقليًّا ويحسّن مهارات الطفل الإدراكية (مواقع التواصل)

فوائد قراءة القصص للصغار
– تعمل قراءة قصة للطفل كجزء من روتين ما قبل النوم على تهدئة عقله في نهاية يوم حافل، مما يجعله ينام بشكل أفضل وفقًا لمؤسسة "بوك ترست".

قراءة قصة قبل النوم تجعل الطفل سعيدا، فقد وجد استطلاع أجري عام 2015 أن 83% من الأطفال استمتعوا بقراءة القصة بصوت عالٍ، وأكد 68% منهم أنهم يستمتعون بقضاء وقت خاص مع والديهم أثناء قراءة القصص.

– تتيح قراءة الكتب للأطفال الانخراط في محادثة مع أولياء الأمور والتعبير عن آرائهم وطرح أسئلتهم، مما يجعل الأطفال قادرين على تعلم معاني الأشياء والتعمق فيها أكثر، وزيادة المفردات وتحسين الإملاء والهجاء، لأنهم يرون كيف تتم تهجئة الأشياء أثناء نطقهم بها في القصص اليومية التي يقرؤونها.

– تعتبر القراءة للطفل كل ليلة طريقة جميلة للوالدين لقضاء بعض الوقت والتواصل معه دون أي إلهاءات.

– عندما يتعرض الأطفال للقراءة في سن مبكرة مع تشجيع الآباء لهم، فإنهم يحبون الكتب ويزداد احتمال استمرارهم في القراءة مع تقدمهم في العمر.

– القراءة للأطفال تعزز فيهم الخيال والإبداع، فهم مبدعون بطبيعتهم، ولكن عندما يتم تعريفهم بكل هذه الشخصيات الغريبة والقصص التي تحتويها الكتب، فإن خيالهم وإبداعهم يزدادان. كما أن القراءة تحسن مهاراتهم السردية، مما يساعدهم في المدرسة من خلال مهارات كتابة المقالات أو الفهم.

– نظرًا لأن القراءة عبارة عن تمرين محفز عقليًّا، فإنها تحسّن من مهارات طفلك الإدراكية، مما يؤدي إلى أداء أفضل في المدرسة بعد ذلك.

– قراءة القصص المتنوعة والمختلفة تجعل الأطفال قادرين على معرفة الحياة بشكل أفضل، مما يساعد على زيادة التعاطف والتفاهم في هذا العالم. كما تفتح الكتب عوالم ودولا وثقافات وأنماط حياة ومغامرات جديدة قد لا يعرفها الطفل أبدًا.
المصدر : مواقع إلكترونية