ميزانية الأمهات المصريات في رمضان.. عزومات ونزهات وطقوس

رولا عصفور-إتيكيت الولائم الرمضانية... يوطد العلاقات الاجتماعية ويزيد من المحبة
تخوض الأم المصرية مغامرة مالية طوال شهر كريم عرفت فيه المصريات بالكرم (مواقع التواصل)

كريم عادل–القاهرة

المرأة المصرية هي المستهدف الرئيسي لاستعدادات المحلات وخيم الإفطار والسحور والمقاهي الراقية، وتواجه دوما عروضا غير مسبوقة وقوائم طعام رمضانية خصصت لها، وسط مراسم احتفالية وطقوس جذابة.

المشهد برمته يضع الفرد في حيرة بالغة، فما بالك بالنساء المصريات، فتحت تأثير شغفهن بالتسوق مع توليهن ميزانية مصروفات المنزل في كثير من البيوت المصرية، تجد المرأة نفسها حائرة بين أصناف الياميش (الفواكه المجففة) والمكسرات، وصنوف الحلويات والمأكولات.

فضلا عن عزومات رمضان التي تزخر بها السفرة المصرية، ونزهات الصديقات والأهل، وأنوار زينة رمضان، لتخوض مغامرة مالية طوال شهر كريم عرفت فيه المصريات بالكرم.

‪أمهات مصريات كثيرات لم يقمن بشراء الياميش بسبب ارتفاع أسعاره ومن اشترين يقتصدن في استعماله‬ (الجزيرة)
‪أمهات مصريات كثيرات لم يقمن بشراء الياميش بسبب ارتفاع أسعاره ومن اشترين يقتصدن في استعماله‬ (الجزيرة)

ضعف الإنفاق الشهري
هالة حسين -أم لثلاثة أطفال- توضح أن ميزانيتها في شهر رمضان ضعف أو ضعفي الشهر العادي، ومعظمها تنفق على الأكل والياميش والعصائر والعزومات التي تأكل وحدها ثلثي مصروفات الطعام، بحسب تأكيدها.

ورغم مضاعفة الإنفاق، تشير هالة لـلجزيرة نت إلى أنها قللت معدلات استهلاكها وأصبحت تدقق في نوعية الأكلات مع عدم تكرار أكلات معينة ذات تكلفة عالية، مع الاقتصاد في "عزومات رمضان" التي قالت "إنها قلت كثيرا عن العام الماضي".

ولائم رمضان تلتهم الموازنة
الاقتصاد المنزلي شعار موازنة هالة المالية، ولذلك فهي ترى أن "السحور بره (في الخارج) مكلف جدا"، لذا لا تتسحر كثيرا خارج المنزل رغم أن ذلك أحد المعالم الأساسية لشهر رمضان بمصر في السنوات الأخيرة.

كما أنها في الوقت ذاته لتحافظ على روح رمضان تقتصد في الياميش الذي ابتاعته أول الشهر كي يصمد معها حتى آخره.

‪ملابس العيد الجديدة تحتاج ميزانية خاصة‬ (بيكسابي)
‪ملابس العيد الجديدة تحتاج ميزانية خاصة‬ (بيكسابي)

مصاريف عيد الفطر
وكأم لثلاثة أطفال لا تنس هالة في ميزانيتها مصاريف عيد الفطر من ملابس وكعك وبسكويت، والتي تبدأ شراءها غالبا قبيل نصف شهر رمضان حتى لا تتعرض لغلاء الأسعار المبالغ والزحام قرب حلول العيد.

رمضان فرصة "للدلع"
خلود جاد "باحثة شابة " لها وجهة نظر مختلفة، حيث بدأت حديثها قائلة "أنا امرأة وحيدة بحكم ظروفي وعملي، ولكن لا يختلف الشهر عندي كثيرا".

ولكنها استطردت "لكنني أحب أن أدلع نفسي في هذا الشهر الفضيل فأهتم بشراء اللحوم رغم أنني لا أشتريها مطلقا".

واتفقت مع هـالة في كونها لم تشتر كثيرا المكسرات الرمضانية، واقتصدت في الياميش، لكنها لم تستطع أن تلغي جميع مظاهر الشهر فاكتفت بالقليل منه.

"الخضار والفول وزيت الزيتون والحبوب للسحور"، هي أكثر ما اهتمت بهم خلود في رمضان هذا العام في جدول ميزانيتها.

‪الطعام يلتهم ثلثي موازنة هالة في شهر رمضان‬ (الجزيرة)
‪الطعام يلتهم ثلثي موازنة هالة في شهر رمضان‬ (الجزيرة)

جاذبية محلات الخضار والفاكهة
بسمة داود -طبيبة وأم لطفل- تحتفظ بقدر معقول من مصروفاتها الشخصية لتجمعات الصديقات في رمضان والترويح عن طفلها في نزهات مع أقرانه، قائلة: "رمضان حلاوته في اللمة والخروجات (النزهات)"، لكنها ترى أنها لا تتأثر كثيرا بالحالة الاقتصادية بسبب نمط حياتها الذي يميل للعودة للطبيعة.

"نمط حياتي يجعلني قادرة على الادخار حتى في شهر رمضان". هكذا لخصت بسمة أهم ما يميز شكل إنفاقها في هذا الشهر الكريم.

أما وفاء علي، فأبرز ما يميز إنفاقها في شهر رمضان باعتبارها عروسا جديدة هذا العام، فهو تزيين منزلها الجديد وإضفاء روح رمضان عليه بفروع النور الملون على الشرفات والنوافذ ومفارش الخيام والمجسمات الرمضانية التي زينت أرجاء منزلها، والتي كلفتها إجمالا ما يقرب من ألف جنيه مصري (58 دولارا تقريبا).

‪عزومات الافطار والسحور باتت معلم من معالم رمضان في مصر‬ (الجزيرة)
‪عزومات الافطار والسحور باتت معلم من معالم رمضان في مصر‬ (الجزيرة)

الوعي ثم الوعي
"أهم تطور حدث للمرأة المصرية هو الوعي ثم الوعي ثم الوعي"، بحسب خبرة منال خضر المستشارة الأسرية، والتي تختلط بتجمعات نسائية كثيرة، مضيفة أن ذلك يظهر في الاستعداد لرمضان من حيث المشتريات الخاصة برمضان من تموين منزلي وياميش وأنواع الحلويات والمشروبات التي تجهز قبل حلول الشهر المبارك احتفالا بقدومه، فأصبح العقل وحسن التدبير والإدارة لموارد الأسرة المالية توضع في المكان المناسب.

‪لمحلات الخضار والفاكهة جاذبية للأمهات المصريات في رمضان‬ (الجزيرة)
‪لمحلات الخضار والفاكهة جاذبية للأمهات المصريات في رمضان‬ (الجزيرة)

نوعية الأطعمة لا كميتها
وترى منال في حديث للجزيرة نت أن الأم المصرية أصبحت تهتم بنوعية الأطعمة التي تقدم للأبناء أكثر من اهتمامها بالكميات المقدمة، وأصبح تركيز المرأة على الصحة النفسية للأسرة أكبر من اهتمامها بتقديم أنواع كثيرة ومختلفة على مائدة الأسرة.

"لم تصبح المرأة المصرية امرأة مستهلكة أو مريضة بشراهة للمشتريات والأسواق"، كما تضيف منال، موضحة أن "المرأة المصرية أصبحت بجميع مستوياتها المادية تحرص على طهي الطعام في المنزل والبعد عن الطعام الجاهز لعدم الثقة في طريقة طبخه وعدم تضرر ميزانيتها".

في المجمل، ترى منال أن أفكار المرأة المصرية تغيرت كثيرا من فكرة شراء الأغلى إلى فكرة شراء الأنفع والأصلح.

المصدر : الجزيرة