قطريات وأستراليات.. شراكة العيش في عالم تتساوى فيه الفرص والحقوق

سميرة عوض-الجزيرة نت

"نطمح للمساواة، نبني بذكاء، نبدع من أجل التغيير" هذا هو شعار اليوم الدولي للمرأة لعام 2019 الذي يصادف اليوم الجمعة 8 مارس/آذار.

وتجسيدا لعالمنا الواحد الذي تتشابه فيه قضايانا بشكل عام، وقضايا النساء بشكل خاص نظمت رابطة سيدات الأعمال القطريات والسفارة الأسترالية في قطر احتفالية في أحد فنادق الدوحة خصصت لمناقشة عمل المرأة في قطاعات الأعمال، بمشاركة متحدثات من دولة قطر وأستراليا يعملن في مناصب إدارية مختلفة، وبحضور عائشة الفردان نائبة رئيس الرابطة، والسفير الأسترالي لدى دولة قطر أكسل وابنهورست.

وتركز الاحتفالية على طرق مبتكرة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة كما جاء في رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمناسبة اليوم الدولي للمرأة لعام 2019.

تجارب 4 نساء عاملات
من الجانب الأسترالي، شاركت المديرة العامة التنفيذية في الهيكلية التنظيمية والقيادة الإستراتيجية كيمبرلي رييد، ومديرة حضانات للأطفال كيمبرلي شيدي، ومن الجانب القطري مديرة التسويق والاتصالات في مختبر مكافحة المنشطات القطري مشاعل الأنصاري، ومديرة العلاقات العامة بشركة كبرى سارة الفردان.

وتطرقت المتحدثات الأربع لخبراتهن العملية، واستعرضن التحديات والفرص التي تواجه المرأة العاملة في قطر وغيرها من دول العالم، مثل العودة إلى العمل بعد إجازة الأمومة، والتوفيق بين متطلبات الأسرة والعمل، والتعامل مع الظروف الاستثنائية كالسفر للعمل والتدريب.

وأجمعت النساء في مناقشاتهن على أن أكثر ما تعاني منه المرأة في أستراليا وفي العالم هو التفاوت الكبير في الأجور بين المرأة والرجل، وقلة التمثيل النسائي في مجالس الإدارة العليا لكبرى الشركات والمؤسسات، إضافة إلى العنف المجتمعي.

دور فاعل للمرأة القطرية
وأكدت عائشة الفردان نائبة رئيس رابطة سيدات الأعمال القطريات على الدور المركزي للمرأة القطرية في التنمية، معربة عن فخرها واعتزازها بالإنجازات التي حققتها المرأة القطرية في المجالات كافة، مثمنة الشراكة مع السفارة الأسترالية.

وعن الدور المهم للمرأة في قطر، قالت "إن كل تجربة من تجاربكن تحكي قصة نجاح مميزة، وهذه البانوراما الرائعة من المواهب والإمكانيات هي ما ترسم الصورة المشرقة لمستقبل هذا البلد، وهي ما ستمهد الطريق أمام الجيل الجديد لتقديم المزيد من العطاء والإنجازات".

وأضافت أن كلا من الحاضرات استحقت مكانتها المميزة في عالم الأعمال أو الإدارة أو المجتمع، لكنها قبل ذلك استحقت "مكانة مميزة في قلب عائلتها كابنة وأخت وزوجة وأم".

تبادل خبرات سيدات الأعمال 
وأشاد السفير الأسترالي وابنهورست بالأدوار الكبيرة للمرأة القطرية ودورها في التنمية التي تشهدها قطر، مؤكدا أهمية هذه الملتقيات وضرورة تعزيزها من أجل تبادل الخبرات بين سيدات الأعمال في البلدين.

وزاد "تحمست للشراكة مع رابطة سيدات الأعمال القطريات، فهذه فرصة لتبادل الخبرات والاحتفاء بتقدم النساء العاملات ضمن مجموعة متنوعة من الثقافات، كخبرات النساء القطريات والمغتربات اللواتي شاركن في الفعالية".

وتلفت مشاعل إلى أن عدم مراعاة دور المرأة تجاه الأسرة وواجباتها الاجتماعية يؤثر سلبا على إنتاجيتها في العمل وأدائها دورها المجتمعي.

وأشارت إلى أنه رغم التقدم الذي وصلنا إليه فإننا ما زلنا نعاني من نقص القيادات النسائية وتولي المرأة مناصب إدارية، إذ يتسع المجال للكثير من التحسين، وهذا ينطبق على جميع بلدان العالم.

واختتمت مشاعل "نتميز في دولة قطر بوجود مثل أعلى مميز في هذا المجال يتمثل بحضرة صاحبة السمو الشيخة موزا المسند وإنجازاتها المجتمعية الريادية".

الاحتفاء بإنجازات النساء العاملات
وتتفق سارة الفردان مع مشاعل، قائلة إن "سمو الشيخة موزا مثلي الأعلى".

وترى سارة أن أهمية اليوم العالمي للمرأة تكمن بالاحتفاء بإنجازات النساء العاملات، وانتصارهن على التحديات التي تواجههن، وأن طريقة المواجهة تعتمد على طبيعة الشخص نفسه، وليس كونه رجلا أو امرأة، والعمل الجيد والجاد يفرض نفسه.

وتقول سارة -وهي حاصلة على شهادة العلوم السياسية من جامعة جورج تاون- "حين عملت في مؤسسة قطر كانت المرتبات والوظائف العليا تقودها مجموعة من النساء غالبا، وكنت سعيدة بهذا العمل".

وأضافت "لكن عندما انتقلت للعمل مع العائلة شعرت بالخوف لأن المناصب العليا يشغلها رجال، ودائما أريد العمل بجد أكثر لأصل للمواقع العليا".  

وتنصح سارة الشابات بالحديث عن مخاوفهن، ومناقشة من حولهن، بالإضافة إلى استشارة الخبراء لمساعدتهن في تجاوز التحديات والصعوبات.

شعار "خبز وورود"
يعود تاريخ يوم المرأة العالمي لعام 1857 حين خرجت آلاف النساء في شوارع نيويورك للاحتجاج على ظروف عملهن غير الإنسانية، وقمعت المسيرة إلا أنها نجحت بطرح مشكلة المرأة.

وفي 8 مارس/آذار 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع نيويورك، وحملن قطع الخبز اليابس وباقات الورود، واخترن لحركتهن الاحتجاجية شعار "خبز وورود"، للمطالبة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنحهن حق الاقتراع، وبدأ الاحتفال في 8 مارس كيوم للمرأة الأميركية تخليدا لمظاهرات نيويورك العام 1909.

واعتمد اليوم العالمي للمرأة بعد سنوات طويلة، ذلك أن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني المناسبة سوى عام 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اختيار أي يوم من السنة للاحتفال بالمرأة فقررت أغلبية الدول اختيار 8 مارس/آذار.