مذكرة داخلية تكشف "قبيح" فيسبوك

The Facebook application is seen on a phone screen August 3, 2017. REUTERS/Thomas White
تعاني فيسبوك حاليا من تبعات تسرب بيانات عشرات الملايين من مستخدمي شبكتها الاجتماعية (رويترز)

لعدة سنوات كانت فيسبوك تخبر موظفيها بأن نمو عدد مستخدمي شبكتها الاجتماعية هو أهم هدف لديهم، لكن خلال ربيع عام 2016 تزايدت أسئلة داخلية عن العواقب السلبية التي يتطلبها تحقيق النمو بأي ثمن.

تلك العقلية كشفها بوضوح مسؤول تنفيذي في فيسبوك بمذكرة داخلية في ذلك العام بعنوان "القبيح"، دافع فيها عن سعي الشركة الدؤوب لتحقيق النمو، حتى لو كان ذلك يعني أن مستخدما في مكان ما تعرض لمضايقات وتهديد بالموت عبر فيسبوك أو تم تنسيق هجوم إرهابي عبر الشبكة، وفقا لمقال ديبا سيذارامان في صحيفة وول ستريت جورنال أمس الجمعة.

فقد كتب أندرو بوسورث، الذي كان نائب رئيس فيسبوك للإعلانات، في مذكرة نشرها بمنتديات فيسبوك الداخلية يقول "الحقيقة القبيحة هي أننا نؤمن بربط الناس ببعضهم بعمق لدرجة أن أي شيء يتيح لنا ربط مزيد منهم بصورة أكبر هو أمر جيد *بحكم الواقع* (de facto)".

ويشرف بوسورث حاليا على جهود تطوير تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي في فيسبوك.

وفي تلك المذكرة قال بوسورث إن التركيز على النمو -من خلال ربط ملايين الأشخاص حول العالم- له ما يبرره رغم المخاطر، ومن ذلك "كافة ممارسات استيراد جهات الاتصال المشكوك فيها. كل تلك اللغة الحذقة التي تساعد بأن يظل الناس قابلين للبحث عنهم من جهة أصدقائهم. كل العمل الذي نقوم به لجلب مزيد من التواصل. العمل الذي سنقوم به على الأرجح في الصين في يوم ما".

ووفقا لموظفين سابقين فإن الأفكار التي وردت في المذكرة، التي نشرها أول مرة الخميس الماضي موقع "بزفيد" الأميركي وأكدها بوسورث، أثارت ردود فعل داخلية، وقال أحد الموظفين السابقين إنه "لم يتم استقبالها بصورة جيدة" لأنه بدا أن بوسورث لم يكن يفكر بوضوح بما فيه الكفاية حول العواقب السلبية لذلك التواصل.

في بيان له الخميس الماضي قال بوسورث إنه في ذلك الوقت لم يكن يتبنى الأفكار التي قدمها في المذكرة وإنما كانت مصممة لتحفيز قضايا للنقاش داخل فيسبوك

وفي بيان له الخميس الماضي قال بوسورث إنه في ذلك الوقت لم يكن يتبنى الأفكار التي قدمها في المذكرة وإنما كانت مصممة لتحفيز قضايا للنقاش داخل فيسبوك، وأضاف "كان الهدف منها أن تكون استفزازية"، مؤكدا أنها كانت "أحد أكثر الأشياء غير الشعبية" التي كتبها داخليا وساعد الجدل الذي أعقبها في تشكيل أدوات الشركة نحو الأفضل، على حد قوله.

وظهرت مذكرة بوسورث وسط جدل واسع بين موظفي فيسبوك حول أساليب الشركة لتوسيع قاعدة المستخدمين، بما في ذلك استخدامها المتحرر للإشعارات، والتأثير المخيف لميزة "أشخاص قد تعرفهم" على فيسبوك، ورغبة الشركة في بناء ما يراه العديد من الموظفين على أنه أداة رقابة من أجل مساعدة فيسبوك باختراق السوق الصيني.

ويعد نشر مذكرة بوسورث الداخلية الأحدث في سلسلة خلافات حول ممارسات الأعمال لفيسبوك وممارسات سياسة الخدمة للشركة على مدار الـ18 شهرا الماضية.

كما تُظهر المذكرة حجم الجدل الداخلي في فيسبوك بشأن استغلالها لقوتها قبل وقت طويل من ظهور مناقشات مشابهة على وسائل الإعلام الرئيسية.

وفي تغريدة على حسابه في تويتر الخميس الماضي كتب الموظف السابق في فيسبوك أليك موفت يقول إن الأفكار الواردة في مذكرة بوسورث كانت عاملا كبيرا في رحيله عن الشركة عام 2016.

وكان موفت ضمن موظفين عارضوا رغبة فيسبوك في صنع أداة تتيح لأطراف خارجية مراقبة المحتوى قبل نشره على الإنترنت.

ولا تزال فيسبوك تعاني من الكشف قبل أسبوعين عن أن مطور تطبيقات شارك بشكل غيرمقبول بيانات عشرات الملايين من مستخدمي الشبكة الاجتماعية مع شركة كامبريدج أناليتيكا للاستشارات السياسية التي استخدمت هذه البيانات في حملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانتخابية في 2016. وقد سلط ذلك الضوء على مدى تساهل فيسبوك في تطبيق قواعدها وعدم قدرتها على اكتشاف الأمر عندما يسيء غرباء استخدام بيانات المستخدمين.

المصدر : مواقع إلكترونية