بورصة وول ستريت

A U.S. flag hangs above the door of the New York Stock Exchange August 26, 2015. Wall Street racked up its biggest one-day gain in four years on Wednesday as fears about China's economy gave way to bargain hunters emboldened by expectations the U.S. Federal Reserve might not raise interest rates next month. REUTERS/Lucas Jackson
توجد بورصة وول ستريت في حي مانهاتن بمدينة نيويورك (رويترز)

أشهر وأقوى بورصة مالية في العالم؛ تعرف أيضا ببورصة نيويورك حيث تمثل أحد معالم الرأسمالية الأميركية وقلب صناعة المال في أميركا والعالم. ارتبط اسمها أيضا بأحداث صنعت تاريخ اقتصاد العالم المعاصر.

الموقع
يوجد مقر بورصة وول ستريت في شارع "وول ستريت" بمانهاتن في مدينة نيويورك، الممتد من برودواي غربا إلى ساوث ستريت على نهر إيست، حيث أصبحت المنطقة حيا للمال والأعمال يحمل اسم هذا الشارع، ويحتضن مقرات شركات مالية ضخمة.

وسمي الشارع بهذا الاسم في القرن السابع عشر عندما كانت نيويورك مستوطنة هولندية، وحينما تعرضت لاحتلال البريطانيين شيد الهولنديون جدارا عاليا لصد الهجوم، لكن بعد نجاح البريطانيين في الاستيلاء على نيويورك دمروا الجدار عام 1699، وُعرف المكان باسم "وول ستريت" (شارع الجدار).

وتتكون قاعة التداولات التجارية للبورصة من 21 غرفة، واختير مقر بنايتها الرئيسي عام 1978 ليصبح معلمة وطنية تاريخية في أميركا.

الوظيفة
آلت ملكية البورصة -التي تصنف كأكبر بورصة للأسهم في العالم من حيث القيمة السوقية- للمجموعة الأميركية "إنتركونتننتال إكستشينج"، وعدد الشركات المدرجة فيها 1868 شركة. وتبلغ قيمة رأسمال الشركات المدرجة فيها 19.69 تريليون دولار، ومعدل حجم التداول اليومي 169 مليار دولار.

وتتوفر البورصة على مكاتب خارجية، أهمها في واشنطن وهيوستن ودبي ولندن وهونغ كونغ، وتتنوع السلع المتداولة فيها بين الألومنيوم والذهب والنفط واليورانيوم والبلاتينيوم والغاز الطبيعي والفضة والفحم والنحاس.

التاريخ
تأسست البورصة في 8 مارس/آذار 1817، وتمثل نسبة كبيرة من الاقتصاد الأميركي من خلال تداولها لأسهم أهم الشركات سواء الأميركية أو الأجنبية، ومن أهم المؤشرات التي تعكس قوتها ونشاطها المالي، مؤشر" ناسداك" الذي يعكس نشاط أكبر الشركات التكنولوجية والاستثمارية، ومؤشر" داو جونز" الذي يمثل قوة أكبر ثلاثين شركة صناعية فيها.

أزمات
شهدت بورصة وول ستريت عدة أزمات تاريخية، أهمها انهيار 24 أكتوبر/تشرين الأول عام 1929 المعروف باسم "الكساد العظيم"، و"الخميس الأسود"، وحدث بسبب طرح 13 مليون سهم للبيع في يوم واحد لكنها لم تجد مشترين لفقدان قيمتها.

وهناك انهيار عام 1962 الذي عُرف بالهبوط السريع لأسواق المال الأميركية إبان حكم الرئيس جون كنيدي، وامتد الانهيار من ديسمبر/كانون الأول 1961 إلى يونيو/حزيران 1962.

وتلاه انهيار 19 أكتوبر/تشرين الثاني عام 1987 الذي عُرف باسم "الاثنين الأسود"، وتكبدت أسواق المال العالمية فيه خسائر ضخمة، حيث انطلقت موجة الهبوط الشديد من هونغ كونغ وباقي الأسواق الآسيوية، وانتقلت إلى أوروبا ثم الولايات المتحدة.

وتعرضت أيضا في 27 أكتوبر/تشرين الثاني عام 1997 لانهيار وُصف بأنه لم يكن كبيرا بعد موجة هبوط حاد ناتجة عن الأزمة الاقتصادية في آسيا، حيث سجل مؤشر "داوجونز" ثامن أكبر خسارة يومية منذ تأسيس البورصة.

وتلا ذلك انهيار وقع عقب هجمات نيويورك التي وقعت يوم 11 سبتمبر/أيلول 2011 وخلفت آثارا اقتصادية كبيرة، حيث أغلق مقر البورصة إلى الأسبوع الموالي -عقب اصطدام الطائرتين ببرج التجارة العالمية- تخوفا من هجمات محتملة.

كما انهارت هذه البورصة في 6 أكتوبر/تشرين الأول عام 2008 بعد هبوط الأسواق الأميركية متأثرة بتداعيات أزمة القروض العقارية وشبح الركود الاقتصادي.

ثم جاء انهيار يوم 24 أغسطس/آب عام 2015 بعد أن اجتاحت موجة هبوط حادة البورصات العالمية خسرت فيها الأسهم أكثر من ثلاثة تريليونات دولار، وذلك بسبب انهيار سوق الأسهم الصينية، وظهور مؤشرات لتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني، وخسارة النفط نسبة 6% من قيمته، مما أدى إلى التخوف من اندلاع أزمة اقتصادية عالمية.

ونشأت حركة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي في سبتمبر/أيلول 2011 تحت اسم "احتلوا وول ستريت" تهاجم ما تصفه بجشع الرأسماليين، حيث بدأت بمسيرات صغيرة في الشارع ثم تحولت إلى حركة احتجاجية عالمية شملت 25 دولة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية