الجزائريون يغزون الدوري التونسي.. ظاهرة صحية أم مرضية؟

‎ مجدي السعيدي-تونس

شكّل تهافت الأندية التونسية على التعاقد مع اللاعبين الجزائريين خلال فترة الانتقالات الصيفية، الحدث الأبرز في الساحة الكروية قبيل افتتاح دوري الدرجة الأولى لموسم 2019ـ2020 اليوم السبت.

وحفزت القوانين الجديدة للتعاقدات مع الأجانب التي أقرها الاتحاد التونسي للعبة منذ 18 ديسمبر/كانون الأول 2018 -والتي تنص على اعتبار المنتدبين القادمين من الجزائر ومصر والمغرب وليبيا لاعبين محليين- أندية الدوري على الإقبال والاندفاع نحو السوق الجزائرية بشكل غير مسبوق.

وقبل إعطاء إشارة انطلاق النسخة الخامسة والستين من البطولة، سجلت فترة الانتقالات الصيفية رقما قياسيا لتعاقدات اللاعبين القادمين من الدوري الجزائري الذين بلغ عددهم 23، وهو أعلى رقم في تاريخ دوري الأضواء.

غزو جزائري
وتعاقد الترجي التونسي، حامل اللقب والفائز بدوري أبطال أفريقيا، مع أربعة جزائريين، هم بلال بن ساحة وعبد القادر بدران وإلياس الشتي وعبد الرؤوف بن غيث، ليرفع حصته من الجزائريين إلى ستة لاعبين بوجود طيب المزياني ويوسف البلايلي منذ الموسم الماضي.

كما ضم النجم الساحلي -أحد المرشحين للعب الأدوار الأولى في المسابقة- يانيس تافر وسليم بوخنشوش اللذين التحقا بمواطنهما كريم لعريبي، ليرتفع عدد الجزائريين بالفريق إلى ثلاثة.

بدوره، حذا الصفاقسي المتوج بكأس تونس، حذو الترجي والنجم وتعاقد مع الجزائريين عبد الكريم خشمار ومحمد إسلام باكير، بعد أن كان ضم في يناير/كانون الثاني 2019 مواطنهما نذير القريشي، فيما تعاقد النادي البنزرتي مع جمال الدين شتال، وانتدب شبيبة القيروان سيدي محمد عناب، وانتقل سفيان خليلي إلى اتحاد بن قردان، وعبد الرحمن بن جامع إلى نجم المتلوي.

وأبرم نادي اتحاد تطاوين خمسة عقود مع اللاعبين الجزائريين، وذلك بانضمام مولاي عبد العزيز عبد القادر وهيثم غريب ويوسف العيدودي والجيلالي بن شنان وزيان آيت مزيان، كما وقع محمد عطية عقدا لمدة موسمين مع مستقبل سليمان الوافد الجديد على الدوري الممتاز.

وكان النادي الأفريقي استعاد لاعبه الجزائري مختار بلخيثر بعد انتهاء فترة إعارته لنادي القادسية السعودي في يونيو/حزيران الماضي.

وأفرزت موجة غزو اللاعبين الجزائريين للدوري التونسي آراء متباينة، فبينما يرى البعض أنها تسهم في تطور المستوى الفني وإذكاء جذوة المنافسة، اعتبر المدرب شاكر مفتاح أن الحكم على نجاح هذه  التجربة سابق لأوانه باعتبار أن المستطيل الأخضر هو المقياس الأول لتقييم مدى قدرة هؤلاء المحترفين على تقديم الإضافة.

ويرى مفتاح -الذي يدرب مستقبل سليمان بعد أن قاده للصعود للمرة الأولى بتاريخه للدوري الممتاز- أن القوانين الجديدة كانت الدافع الرئيس للجوء الأندية للسوق الجزائرية.

وقال للجزيرة نت إن "هذه الظاهرة سلاح ذو حدين للأندية وللكرة التونسية بوجه عام، فهناك مخاوف من تأثير هذا الغزو سلبا على فرص اللاعبين المحليين الشبان في البروز واللعب مع الفريق الأول، سنرى إن كانت التجربة مفيدة أم لا، عند نهاية الموسم".

أيسر الطرق
من جانبه، يستبعد نائب رئيس نادي حمام الأنف الناصر العتروس، أن يسهم توافد اللاعبين الجزائريين بكثرة على الدوري التونسي في تحسن المستوى الفني.

ويبرر العتروس موقفه بالقول: "الواضح أن السوق الجزائرية هي أيسر الطرق لأندية الدوري بالنظر إلى عدم ارتفاع قيمة الصفقات من جهة، واعتبار هؤلاء اللاعبين محليين من جهة ثانية، ولكن مساوئ التجربة قد تظهر على المدى البعيد في اختلال برامج تكوين الشبان وغياب إسترتيجية واضحة لبرامج الأندية وأهدافها".

وعلى مدى الأعوام الماضية، صنع عدد من اللاعبين الجزائريين ربيع أندية تونسية، غير أن مهاجم الترجي يوسف البلايلي يظل أكثرهم تتويجا بالألقاب خصوصا في العامين الماضيين، عندما قاده لإحراز لقب الدوري المحلي والتتويج بدوري أبطال أفريقيا في آخر نسختين.

وكان الترجي تعاقد في 2013 مع الجزائري عنتر يحيى الذي بلغ معه نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا.

وكان النجم الساحلي تعاقد في 2013 مع المهاجم بغداد بونجاح قادما من اتحاد الحراش، وأسهم هذا اللاعب بشكل فعال في تتويج الفريق بلقب كأس تونس في مناسبتين والدوري المحلي وكأس الاتحاد الأفريقي في مناسبة وحيدة قبل انتقاله في 2016 إلى السد القطري.

بدوره، صنع عبد المؤمن جابو ربيع النادي الأفريقي في موسم 2014-2015 عندما أسهم بشكل فعال في عودته لمنصة التتويج بالدوري بعد غياب ثماني سنوات، كما توج في 2013 هدافا للدوري.