الوداد والترجي بنهائي أبطال أفريقيا.. مواجهة خاصة بين الأستاذ والتلميذ

كومبو شعباني وبنزرتي (رويترز)

مجدي السعيدي-تونس

في الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول 2017 غادر مدرب الترجي التونسي فوزي البنزرتي ومساعده معين الشعباني ملعب رادس بالعاصمة تونس على وقع خروج مدو من ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي المصري، حينها لم يكن أكثر العارفين بخبايا الساحرة المستديرة يتوقع أن يلتقي الرجلان بعد أقل من عامين للتنافس على لقب أمجد الكؤوس الأفريقية.

لكن كرة القدم التي ترفض الخضوع لأحكام المنطق أبت إلا أن تضع الأستاذ والتلميذ وجها لوجه في ذهاب المشهد الختامي لدوري أبطال أفريقيا 2019 الذي يجمع الوداد المغربي والترجي التونسي الجمعة في ملعب مولاي عبد الله بالرباط، وتدور مواجهة الإياب في 31 من الشهر الجاري بملعب رادس في تونس.

وتتطلع الجماهير التونسية والمغربية إلى معرفة مآل المواجهة بين فوزي البنزرتي مدرب الوداد ومعين الشعباني مدرب الترجي اللذين جمعهما لون واحد في الماضي القريب، فقد سبق للبنزرتي أن درب الشعباني عندما كان لاعبا في الترجي وذلك في عامي 2003 و2007، كما عمل الأخير مساعدا للبنزرتي في العارضة الفنية لفريق "الدم والذهب" في 2017.

ويرى فوزي البنزرتي أن "هذه المواجهة تقيم الدليل على امتياز المدرسة الفنية التونسية ونجاحها في ترك بصمتها بملاعب القارة السمراء".

وتابع البنزرتي في تصريح للجزيرة نت أن "تأهل الترجي للمرة الثانية تواليا للنهائي يقيم الدليل على العمل الكبير الذي يقوم به الشعباني، لكني لا أهتم كثيرا لحوار المدربين بقدر ما يعنيني نجاح الوداد في الفوز، المهمة لن تكون سهلة لكننا عازمون على التتويج باللقب".

undefined

سجل زاخر
ويعد البنزرتي أحد أشهر المدربين العرب والمدرب التونسي الأكثر تتويجا في مسيرة زاخرة بالألقاب المحلية والقارية.

ودرب البنزرتي أندية أولمبيك سيدي بوزيد والحديد الصفاقسي والنادي الأفريقي والترجي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي والملعب التونسي والاتحاد المنستيري، كما أشرف على الرجاء المغربي الذي بلغ معه نهائي كأس العالم للأندية سنة 2013، ودرب نادي الوداد في مناسبتين، وقاده في الأولى إلى إحراز كأس السوبر الأفريقي في 2017 وفي الثانية لبلوغ نهائي دوري أبطال إفريقيا 2019.

وتوج البنزرتي (69 عاما) بلقب الدوري التونسي في تسع مناسبات مع كل من الترجي (خمس مرات) والنجم الساحلي في ثلاث مناسبات والأفريقي في مناسبة وحيدة، كما أحرز لقب الكأس مرة واحدة مع النجم الساحلي.

كما قاد الترجي لإحراز أبطال أفريقيا (1994) والكأس الممتازة (1995)، وتوج مع النجم بكأس الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية) في 2006 و2015.

undefined

ويعد بلوغ البنزرتي نهائي مونديال الأندية 2013 مع الرجاء المغربي أكبر إنجاز في مسيرته، حيث خسر النهائي آنذاك (3-صفر) أمام بايرن ميونيخ، لكنه ترك أطيب الانطباعات، مما جعل ملك المغرب محمد السادس يكرمه بمنحه وساما بدرجة ضابط وذلك في ديسمبر/كانون الأول 2013.

الحاضر والمستقبل
على النقيض من التجربة الطويلة والحافلة بالألقاب للبنزرتي، يطمح "التلميذ" معين الشعباني لصنع اسم لامع في عالم التدريب عبر دخول التاريخ كأول مدرب عربي يتوج بدوري أبطال أفريقيا في مناسبتين متتاليتين.

وارتفعت أسهم معين الشعباني -الذي سيبلغ 38 عاما الشهر المقبل- عندما قاد الترجي لمنصة التتويج القاري في العام الماضي على حساب الأهلي المصري بعد شهر فقط من تسلمه مقاليد تدريب النادي خلفا لخالد بن يحيى.

وبشأن مواجهة النهائي، أقر الشعباني بصعوبة المباراة على الفريقين، لكنه قال إنه يثق بلاعبيه كثيرا لإهدائه اللقب القاري الثاني في مسيرته والرابع في سجلات الترجي.

ويعتبر الشعباني نفسه تلميذا لفوزي البنزرتي الذي ساعده خلال خطواته الأولى في عالم التدريب، لكنه يضيف "قيادة الترجي لمنصة التتويج هدفي الأول ولكني أطمح أيضا للفوز على مدربي السابق الذي أعتبره واحدا من أفضل المدربين في أفريقيا".

وبدأ الشعباني مسيرته التدريبية في نادي حمام الأنف في 2015، ثم انضم إلى الجهاز الفني للترجي في 2016 مساعدا لعمار السويح ثم فوزي البنزرتي وخالد بن يحيى حتى أكتوبر/تشرين الأول 2018 حين منحته إدارة النادي ثقتها لتدريب الفريق الأول.

المصدر : الجزيرة