الأجانب يعقدون مهمة كونتي بمنتخب إيطاليا

Italy's coach Antonio Conte reacts during the international friendly soccer match between Portugal and Italy at the Stade de Geneve, in Geneva, Switzerland, 16 June 2015.
كونتي مجبر على الاختيار من قائمة قصيرة تضم اللاعبين الإيطاليين بالكالتشيو (الأوروبية)

يعد توفر قاعدة قوية من لاعبي كرة القدم الذين يتم تنشئتهم محليا وتوفير الرعاية اللازمة لهم أحد الأسباب وراء الانتصارات الكبيرة التي حققتها بعض المنتخبات مؤخرا، مثل منتخبي إسبانيا وألمانيا، ولكن الوضع يبدو مغايرا في إيطاليا في ظل تفوق عدد اللاعبين الأجانب على اللاعبين الإيطاليين في معظم الأندية الكبيرة بهذا البلد.

وأصبح أكثر من نصف عدد لاعبي دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم (كالتشيو) من الأجانب، واعتمدت فرق إنتر ميلان ولاتسيو وفيورنتينا خلال 2014 على تشكيلة أساسية 80% منها من اللاعبين الأجانب.

واقتصرت نسبة اللاعبين الإيطاليين في تشكيلة يوفنتوس حامل لقب الدوري الإيطالي في الموسم الماضي على 50% فقط، وارتفعت هذه النسبة في سبعة فقط من الأندية العشرين في الدوري الإيطالي.

وقد يبدو هذا مؤشرا إيجابيا لهؤلاء الذين يرغبون في مشاهدة كرة القدم وهي تتحول للعبة أكثر عالمية. ولكن المدير الفني للمنتخب الإيطالي أنطونيو كونتي، الذي يراه البعض مغاليا بشكل أكبر في النزعة الوطنية، يرى الأمور بشكل مختلف.

فعندما شاهد كونتي مباريات الدوري الإيطالي التي أقيمت مطلع هذا الأسبوع لاختيار قائمة فريقه، كان عليه اختيار القائمة من بين 45 لاعبا فقط، حسبما أفاد المركز الدولي للدراسات الرياضية الذي يتخذ من نيوشاتل في سويسرا مقرا له.

غياب منافسين أبقى بوفون حارسا لإيطاليا وهو بعمر 37 (غيتي)
غياب منافسين أبقى بوفون حارسا لإيطاليا وهو بعمر 37 (غيتي)

ونتيجة لهذا الوضع، افتقد المنتخب الإيطالي للدماء الجديدة، مما دفع كونتي إلى استمرار الاعتماد على ثلاثة من اللاعبين المخضرمين الفائزين بلقب مونديال 2006.

ولم يقترب أي حارس إيطالي حتى الآن من مستوى جانلويجي بوفون (37 عاما) نجم يوفنتوس وقائد المنتخب، كما لا يجد كونتي منافسا حقيقيا في وسط الملعب لكل من لاعبيه المخضرمين أندريا بيرلو المتخصص في تسديد الركلات الحرة ودانييلي دي روسي.

ومع غياب النجوم العالميين عن صفوف المنتخب خاصة في خط الهجوم، قد يكون الطريق مفتوحا أمام عودة ماريو بالوتيلي (25 عاما) المثير للجدل بتصرفاته.

وقد يشعر المدرب الحالي بالغيرة تجاه مارشيلو ليبي المدير الفني للمنتخب الإيطالي الفائز بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا، حيث أحرز ليبي اللقب عندما كان ثلثا لاعبي الدوري البارزين إيطاليين.

عندما فازت إيطاليا بكأس العالم عام 2006 كان ثلثا لاعبي الدوري إيطاليين (أسوشيتد برس)
عندما فازت إيطاليا بكأس العالم عام 2006 كان ثلثا لاعبي الدوري إيطاليين (أسوشيتد برس)

ووجدت الشكاوى المتكررة لكونتي من ضيق مساحة الاختيار المتاحة أمامه دعما وتأييدا من الاتحاد الإيطالي للعبة، وقد وضع الاتحاد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قواعد جديدة تقضي بتحديد عدد اللاعبين في قائمة كل فريق بدوري الدرجة الأولى الإيطالي بـ25 لاعبا فحسب، كما حدد الاتحاد أربعة لاعبين ترعرعوا في إيطاليا وأربعة من قطاع الشباب بالنادي في قائمة كل فريق.

وتتشابه آمال كونتي في وجود مزيد من اللاعبين الإيطاليين لتوسيع قاعدة الاختيار للمنتخب قبل المباريات والمعسكرات، مع المشكلة التي واجهها سلفه تشيزاري برانديلي على مدار السنوات الأربع التي تولى فيها قيادة المنتخب.

وعبّر كونتي عن تشاؤمه من تغير الوضع، وقال في برنامج حواري بالإذاعة الإيطالية إنه ليس من المرجح أن يحظى المنتخب بأهمية.

واعتبر برانديلي أن الأندية تهتم بمصالحها المالية ولا تولي العناية اللازمة بالمنتخب، وانتقد غياب التخطيط وعدم وجود رغبة لاستعادة مكانة كرة القدم الإيطالية.

وأبدى برانديلي رغبة في رؤية برامج لمتابعة اللاعبين الشبان الواعدين على مدار فترات تتراوح من أربع سنوات إلى ثمان.

المصدر : الألمانية + الجزيرة