محرز.. مسيرة شاقة سبقت الوصول لأفضل لاعبي العالم
وسرعان ما تحققت "رؤية" محرز وقاد ليستر للتتويج بلقب الدوري لأول مرة في تاريخ النادي، فضلا عن اختياره أفضل لاعب في بريميرليغ بالموسم الماضي، وقد كان من أكثر الأسماء تداولا في وسائل الإعلام أثناء فترة الانتقالات الصيفية قبل أن يقرر أخيرا البقاء مع فريق "الثعالب".
وكشف محرز لمقربين له في الصيف الماضي عن أنه ينتظر أن ينضم إلى قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية بعد موسمه الاستثنائي مع ليستر.
وقال اللاعب لمجلة "فرانس فوتبول" -بعد الإعلان عن قائمة المرشحين- "شرف كبير، فخور لتواجدي في هذا المستوى، خاصة عندما أتذكر من أين أتيت، لكن يجب أن أحافظ على تركيزي وألا أتوقف عند هذا الحد، يتعين علي مواصلة العمل".
ويبدو أن محرز لم ينس بداياته الصعبة في مشواره الذي انطلق من نادي غامبر بدوري الدرجة الرابعة الفرنسي حينما كان راتبه الشهري سبعمئة يورو، في حين كان مسؤولو أندية مارسيليا وباريس سان جيرمان وليل يرون أنه لا يستحق اللعب في فرقهم بسبب نحافة جسده.
لكن جان مارك نوبيلو المدير الرياضي لنادي لوهافر والمدرب السابق للمنتخب الجزائري للشباب (تحت عشرين عاما) كان له رأي آخر، ومكن محرز من الانضمام للفريق ومنحه فرصة المضي قدما في طريق تحقيق أحلامه.
وبعد ثلاث سنوات مع لوهافر انضم محرز في بداية 2014 إلى ليستر الذي كان ينافس بدوري الدرجة الأولى الإنجليزي، وحصل النادي الفرنسي على نحو نص مليون دولار لإتمام الصفقة، وذلك في ظل رغبة أيضا من نادي تورينو الإيطالي لضم اللاعب.
ولم يكن محرز متحمسا في البداية للعب في الدوري الإنجليزي خوفا من المعاناة والصعوبات التي سيواجهها من الناحية البدنية، حيث كان يود اللعب في الدوري الإسباني كخطوة على طريق تحقيق حلم اللعب لبرشلونة.
والآن لم يعد لطموح محرز حدود، فهو يحب الألقاب الشخصية، ويتطلع الآن أيضا إلى التتويج بالكرة الذهبية الأفريقية بعدما فاز بالجزائرية.
ويدرك محرز أن التألق مع ناديه قد لا يكفي لصناعة المجد والتاريخ، لذلك يتطلع إلى التألق مع المنتخب الجزائري وقيادته لمونديال روسيا رغم البداية المتعثرة في الجولة الأولى من التصفيات.
ومثلما كانت الأمور على مستوى الأندية واجه محرز صعوبة كبيرة قبل الانضمام إلى المنتخب، حيث طلب عبر وكيل أعماله اللعب مع المنتخب الأولمبي في البطولة الأفريقية المؤهلة لأولمبياد 2012 بلندن، لكن المدرب عز الدين آيت جودي رفض ضمه حينذاك بدعوى أنه شكل فريقه ولا يمكن استبدال لاعب بآخر.
وحتى المستويات الرائعة التي كان يقدمها مع ليستر لم تشفع له لدى المدرب السابق للمنتخب الجزائري وحيد خليلودزيتش في البداية لكنه اقتنع بعدها بإمكانيات ومهارات اللاعب بعد تقرير لمساعده نور الدين قريشي لينضم محرز إلى المنتخب الأول في مايو/أيار 2014.
وتألق محرز في المباراتين الوديتين أمام أرمينيا ورومانيا قبل السفر إلى البرازيل، ليشارك في التشكيل الأساسي بالمباراة أمام بلجيكا، ثم غاب عن التشكيلة في المباريات الثلاث الأخرى للمنتخب بالمونديال.