الأولى عربيا.. عالمان أردنيان يفوزان بجائزة شومان للبحث العلمي

العودات مع طلبته بجامعة العلوم والتكنولوجيا بمدينة إربد شمال الأردن.
العودات مع طلبته بجامعة العلوم والتكنولوجيا بمدينة إربد شمال الأردن (الجزيرة)

إربد – بين أبحاث علمية عن إدارة المخاطر المالية على استثمارات الأفراد والشركات، وأخرى تعلقت بتكنولوجيا الغذاء كمنتج وظيفي وغذائي وصيدلاني تخصص الباحثان الأردنيان صدام الوادي ومحمد العودات.

أبحاث علمية قدمت للإنسانية حلولا في مجالات حساسة في الاستثمارات والغذاء، وأثرت مخزون الأبحاث العلمية، وأوصلت الباحثان الوادي والعودات إلى الفوز بجائزة مؤسسة عبد الحميد شومان للباحثين والعلماء العرب في دورتها الـ39 للعام الحالي 2021.

جائزة هي الأولى من نوعها عربيا، تعنى بالبحث العلمي ودعمه وإبرازه، وتحتفي بالباحثين العرب، وتشارك في إعداد وإلهام جيل من الباحثين والخبراء والمتخصصين العرب، وتمنح الجائزة تقديرا لنتاج علمي متميز يؤدي نشره وتعميمه إلى زيادة المعرفة العلمية والتطبيقية، والإسهام في حل المشكلات ذات الأولوية محليا وإقليميا وعالميا.

الدكتور صدام الوادي في الجامعة الأردنية فرع العقبة.
الدكتور صدام الوادي في الجامعة الأردنية-فرع العقبة (الجزيرة)

الوادي وإدارة المخاطر

يعرّف الباحث الدكتور صدام الوادي نفسه للجزيرة نت بالباحث وعميد كلية الأعمال في الجامعة الأردنية-فرع العقبة، أنهى دارسة الدكتوراه في جامعة ماليزيا للعلوم عام 2012 بتخصص الإحصاء التطبيقي (تحليل البيانات المالية).

حصل خلال رحلته العلمية على جائزة الباحث المتميز للكليات الإنسانية لعام 2020 في الجامعة الأردنية، وكُرّم بجائزة الباحث الأكثر نشرا بقاعدة بيانات "سكوبس"، أنجز أكثر من 60 بحثا علميا مع فريق من الباحثين، نشر جلّها في مجلات عالمية مصنفة ضمن قاعدة بيانات سكوبس و(ISI).

تركزت أبحاث الوادي في مجال التنبؤ وتذبذبات الأسعار المالية (Volatility)، إذ يعدّ قياس هذه التذبذبات لأسعار الأسهم المقياس الرئيسي في مجال إدارة المخاطر المالية، وتقاس تذبذبات الأسعار باستخدام معايير إحصائية خاصة.

وبناء عليها -والحديث للوادي- يقوم المستثمرون بتقدير عوائدهم والمخاطر المترتبة على ذلك عند الاستثمار، وخصوصا في الأسواق المالية، وقياس الخسائر في الاستثمارات وقطاع المال والأعمال عن طريق التنبؤ في تذبذبات الأسعار للمخاطر المالية.

استطاع الباحث الوادي تطوير نماذج رياضية جديدة للتنبؤ في مجال إدارة المخاطر المالية، ويعدّ موضوع التنبؤ (التذبذبات للخسائر المالية وللعوائد) مجالا مهما جدا على مستوى الأفراد والشركات، وذلك للاحتفاظ بالمبالغ المالية الكافية لتغطية أي خسارة يمكن أن تقع في المستقبل، وتُقاس أيضا مخاطر الشركات المستقبلية عن طريق التذبذبات، ودراسة كيفية ومقدار تعويض الشركات والأفراد باستخدام هذه النماذج الرياضية.

الدكتور محمد العودات في مكتبه بجامعة العلوم والتكنولوجيا بمدينة إربد شمال الأردن. مصدرها الدكتور نفسه خاصة بالجزيرة
الدكتور محمد العودات في مكتبه بجامعة العلوم والتكنولوجيا بمدينة إربد شمال الأردن (الجزيرة)

العودات وتكنولوجيا الغذاء

تخصص الأستاذ الدكتور محمد حسين العودات في علم وتكنولوجيا الغذاء، حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة ماكجيل في كندا، وعمل أستاذا زائرا لكيمياء الغذاء في الجامعة ذاتها مدة 4 سنوات.

يعمل العودات حاليا -وفق حديثه للجزيرة نت- أستاذا في قسم التغذية وتكنولوجيا الغذاء بجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وأنجز أكثر من 90 بحثا علميا نشرت في مجلات علمية محكمة ومتخصصة ذات تأثير عال.

ويعمل مستشارا وخبيرا تقنيا في التغذية السريرية وعلم الغذاء، وله إسهامات علمية في مجال الكيمياء والمركبات النشطة بيولوجيا في الغذاء كمنتج وظيفي وغذائي وصيدلاني، وفق حديثه، وحصل على عدد من الجوائز للباحث المتميز.

تنصبّ مجالات البحث العلمي التي خاضها العودات على "استخلاص المركبات الحلقية الفعّالة من مصادرها النباتية" والتعرف عليها، وتطوير أساليب علمية حديثة للاستفادة منها، واستخدامها كمواد حافظة بديلة عن المواد الكيميائية الحافظة لمنفعة صحة الإنسان.

ويرى العودات أن تحديد نوعية هذه المركبات الحلقية في المنتج الغذائي يشكل بصمة تحدد هوية هذا الغذاء، وذلك يمكن من الكشف عن الغش باستخدام هذه البصمة، فيمكن لقطاع الصناعات الغذائية وقطاع الرقابة الغذائية استخدام نتائج هذه الدراسات للاستدلال بها والكشف عن الغش والمشاكل التي تشكل خطرا على الصحة.

وتقود الأبحاث العلمية عن استخدام تكنولوجيا النانو إلى "إنتاج جزيئات بحجم النانو من بروتينات نباتية وحيوانية، ودراسة تأثيرها في الأمراض المزمنة المنتشرة على المستوى العالمي والمحلي، حيث تم إثبات فعاليتها"، وينصح باستخدامها كمكملات غذائية ذات خصائص دوائية، والاستفادة من المادة الفعالة وكيفية استخلاص شركات الغذاء والدواء لها.

7 باحثين في 6 مجالات

وتوزعت جائزة شومان على 7 باحثين من 6 دول عربية بعد منافسة بين 241 مرشحا من العالم العربي، وحصل الأردن على جائزتين، وحصدت مصر 3 جوائز، أما لبنان فنال جائزة، وواحدة ذهبت إلى السودان، وتخصصت الجوائز في حقول العلوم الطبية والصحية والهندسية والتكنولوجية والزراعية والاقتصادية والإدارية

وترى الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان، فالنتينا قسيسية، أن التخطيط السليم للمستقبل يدعونا لدعم البحث العلمي وتمكين بيئته، خاصة أن أرقام دعم البحث العلمي العربية متواضعة جدا ولا تتخطى 0.6%، في حين تنفق الدول المتقدمة مليارات الدولارات على البحث العلمي والابتكار.

المصدر : الجزيرة