محمد حسنين هيكل - مع هيكل
مع هيكل

هيكل.. غزة بعد وقف القتال

يتناول هيكل ما بعد وقف إطلاق النار في غزة والتطورات التي تفرض نفسها على الأرض، في ضوء ما أبداه الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن بلاده الداخلي.

– بدء القتال، وقف القتال.. العرب خارج اللعبة
– ملامح ما هو قادم.. أميركا منشغلة وواقع يفرض
– دخول حلف الأطلسي ومعركة إعادة الإعمار

بدء القتال، وقف القتال.. العرب خارج اللعبة

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

محمد حسنين هيكل: مساء الخير. حديثي هذه الليلة شيء مختلف تمام الاختلاف فهو ليس بالضبط حديثا عن تجربة حياة وهو ليس بالضبط حديثا في الشأن الجاري لكنه محاولة لجسر فجوة بين ضفتين، ضفة ما كنت أتحدث فيه من تجربة حياة وضفة ما جرى خلال الشهر الماضي والذي وقعت فيه أحداث أدت إلى توقف هذه الحلقات مؤقتا أو إلى أحاديث تجربة حياة مؤقتا لأن ما جرى في غزة حقيقة كان أمرا يستوجب أن تتوجه إليه كل الطاقات بما فيها بطبيعة الحال الجزيرة، ففي تلك الفترة الحوادث أزاحت كل ما هو طبيعي وعادي على قناة الجزيرة وتركت فضاء أو مساحة فقط لما هو جار، وأنا أظن أن ما حدث بالغ الخطورة ومزعج جدا إلى درجة لا يتصورها أحد وأظن أن الجزيرة لعبت دورا لا مثيل له، غير مسبوق، في تغطيته وتعريف العالم به لأن إسرائيل عندما بدأت وقائع غزة وعندما بدأت عملها في غزة هذه العملية من التدمير المنظم أرادت أن تخلي الساحة لنفسها بمعنى أنها منعت كل وسائل الإعلام بما فيها وكالات الأنباء الأميركية وأولها الـ (سي. إن. إن) من الدخول إلى غزة ولولا أنه كانت هناك ترتيبات مسبقة للجزيرة لما استطاع العالم أن يرى ما هو جار وما جرى. أنا شخصيا أعتقد أنه لا بد فيه من تحقيق، هناك من يتصور أنه من الممكن أن نأخذ إسرائيل إلى محكمة الجنايات الدولية وأنا أتصور أن هذا سوف يكون صعبا ولكنني أتقدم باقتراح هذه الليلة وأتصور أن هذا الاقتراح في الإمكان، في الساعات الأخيرة أو أول امبارح وامبارح الأمين العام للأمم المتحدة كان موجودا في غزة وحاولت السلطات الإسرائيلية أن تمنع وصوله إلى غزة لكي تمنعه من رؤية ما يجري كما حاولت أن تفعل مع كثيرين غيره قبله، حاولوا ولا يزالون يحاولون لكنه ذهب وأعطى وصفا مزعجا لما جرى، اتصلت به وزيرة الخارجية الإسرائيلية قبل أن يذهب وهيأته لما سوف يرى وقالت له إنك سوف ترى شيئا محزنا ومؤلما للغاية ولكنني وحكومة إسرائيل ترجوك أن تتذكر وأنت تشاهد ما تشاهد أن حماس هي المسؤولة عنه لأنها هي التي بدأت وهي التي فتحت باب هذا الجحيم. واعتقادي أن هذه الجحيم بهذا الحجم لم يكن هناك ما يبرره إطلاقا واقتراحي هو أن الدول العربية ولو كإجراء سريع ومؤقت إذا كان يمكن أن تطلب اجتماعا خاصا للجمعية العامة لسماع شهادة الأمين العام وأعتقد أن بان كي مون مدعم بخلفية فيها هذه الصور أعتقد أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، الوفود العربية إذا كانت بتشتغل جد وبتتكلم جد وليس في مقدورنا أن نأخذ إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية أو إلى محكمة العدل الجنائية أو إلى محكمة الجنايات الدولية فلا بد في هذه اللحظة بشكل ما أن لا تمر هذه الجريمة وأن تسجل لأن ما جرى كان فادحا. هذا الذي جرى يجعل هذا الحديث مختلفا لأن تجربة حياة غابت لمدة شهر أو أكثر عن الشاشة ولم يكن ممكنا ولا متصورا أن أعود لأستأنف تجربة حياة بعد انقطاع فترة شهر حدث فيه ما جرى وهو مهول ثم أستأنف كأن شيئا لم يحدث ولذلك خطر لي أن يكون هذا الحديث هذه الليلة محاولة كما قلت لبناء جسر بين ضفتين، ضفة ما كنت أتحدث فيه وما سوف أعود للحديث إليه وضفة هذا الذي جرى خلال هذا الشهر وأنا أعتقد أنه يستحق جدا أن يطل عليه. تحدثت أنا في هذه الفترة فترة الشهر أنا لم أبق صامتا قدر ما استطعت وأظن أنني تحدثت في حديث طويل مع الجزيرة مع الصديق الأستاذ حسين عبد الغني وأظن أنني حاولت أن أشرح فيه وأنا الآن لا أعود للشأن الجاري لكنني أقوم تقريبا بمحاولة للتوفيق كما قلت بين ضفتين، جسر بين ضفتين، ما جرى في هذا الشهر وأنا تكلمت عن بعضه لكن لكي أصفي هذه الصفحة وأنهيها، ما جرى هذا الشهر لا يسمح لأحد أن يستأنف حياته كما كانت أو يستأنف عمله كما كان دون أن يتوقف لحظة حتى ولو بدا فيها -وهذا شيء غريب أيضا في هذا الحديث- أنه يتكلم مع نفسه، وأنا بأعتقد أن الكلام مع النفس مرات يبقى من باب التأمل ومرات يبقى من باب الإحباط وأنا بأعتقد أن العالم العربي كله بقى محتاج جدا أن يتكلم مع نفسه سواء من باب التأمل أو من باب التنفيس عن إحباط لأن ما جرى وما زال يجري لنا وما سوف يجري أخشى أننا نحتاج فيه إلى كثير جدا من التدقيق وكثير جدا من النظر وكثير جدا من الحساب سواء مع الآخرين أو مع النفس. في هذه الفترة بدت أشياء غريبة جدا، الشيء الأول اللي بيلفت نظري أنه، أنا حكيت في الحديث اللي في الشأن الجاري، حكيت أن إسرائيل استغلت لحظة فراغ على الساحة الدولية مثلتها الانتخابات الأميركية وذهاب إدارة أميركية جديدة ومجيء إدارة جديدة أخرى أي المساحة ما بين بوش نهاية بوش وبداية أوباما أظنها استغلت هذه الفرصة وحققت فيها شيئا كان مطلوبا منها وأخشى أن الجهد العربي طوال هذه الأزمة لم يكنكله، لا أستثني أحدا- كله لم يكن يعرف أو لم يكن يشعر بما هو الذي يجري في المرحلة وما هو المطلوب من هذه المرحلة وأظن أننا جميعا تحركنا، نحن وغيرنا من القوى الدولية تحركنا كلنا في الوقت الضائع ولم يكن لنا دخل لا في بداية القتال ولا في وقف القتال، وأنا بأقولها بمنتهى الصراحة وأعلم أنه في غيري كثير قوي بيتكلموا بيقولوا إنه إحنا لعبنا.. إن العالم العربي يعني لعب دورا في وقف القتال، العالم العربي لم يلعب أي دور في وقف القتال، القتال في غزة عملية غزة بدأت بإشارة سماح أميركية وهي إشارة سماح تقصد إلى أن تكسر أو إلى أن تزيح من الأرض عقبات رأت أنها تقف دون قضية تحقيق تسوية بشكل ما على الأرض متمثلة في ذلك الوقت في حركة حماس ومتمثلة في حركة وراءها ترفض تسوية أمر واقع بالطريقة التي كانت جارية بها والتي كانت باينة جدا في أنابوليس وما جرى بعدها وكان مطلوبا ضرب هذه، يعني أنا قلت إنه عندي ملاحظات كثيرة على ما يجري وما تتصرف به حماس، لكن حماس كان مطلوبا ضربها لأنها تسلحت أو تبدى أنها استطاعت أن تنشئ وسائل للحصول على السلاح عن طريق البحر الأحمر وعن طريق البحر الأبيض وعن طريق الأنفاق واستطاعت أن تضع قوة أظن أنها بدت أمام الإسرائيليين لا بد من القضاء عليها مبكرا فهذا كان مطلوبا حدوثه وكان مطلوبا تمهيد الأرض ما بين بوش أيام بوش ومحاولات التسوية وما بين أوباما لكي يستطيع أوباما أن يجيء وإدارته، ما بتكلمش عن الرجل لغاية دلوقت، وإدارته تجد الساحة مفتوحة لما هو مقدر لها ومرسوم لها ومخطط لها واعتقادي وقد انتهى القتال ليس بكل اللي شفناه من مهرجانات ولكن انتهى القتال ببساطة كده لأنه أولا إسرائيل فيما تقدر هي تعتقد أنها قاربت على تحقيق أهدافها ولكن كان باقي أشياء ممكن المرحلة الثالثة من العملية لم تكن قد نفذت بعد وهي لم تنفذ وكان صعبا تنفيذها وأظن الجنرال أشكنازي كان رأيه اللي هو رئيس أركان حرب للجيش والقوات المسلحة الإسرائيلية أو الجيش الإسرائيلي كان رأيه أنهم يعملوها عند الضرورة لكن في هذه اللحظة حصل تدخل من جانب إدارة الرئيس المنتخب أوباما في ذلك الوقت واتصل بمكتب رئيس الوزراء وأبلغ رئيس الوزراء بصراحة، بوضوح، لأن المعلومات اللي كانت عند أميركا أن ليفني، الثلاثي اللي بيحكم إسرائيل في هذه اللحظة وهو باراك وزير الدفاع يعني وليفني وزيرة الخارجية وأولمرت مختلفين على استمرار العملية أنهم يوصلوا للمرحلة الثالثة ولا لا، وأظن أن أولمرت كان بيعارض وكان بيرى أن الاستمرار إلى النهاية بالمرحلة الثالثة.. لأن الرجل في طريقه إلى الخروج ولن يتحمل مسؤولية شيء وبالتالي تدخلت إدارة الرئيس القادم واتصل برئيس الوزراء إيهود أولمرت وأبلغ أن إدارة الرئيس الجديد ترغب في وقف هذه العمليات بسبب لا يتعلق بنا لأنها لا تريد في يوم تنصيبه رئيسا أن تشوه الاحتفالات ببقع الدم على شاشات التلفزيون، تريد أن تفتح كل الشاشات وكل الساحات لاحتفال تنصيب الرئيس ولا تريد بقع الدم على الشاشات وتطلب من الحكومة الإسرائيلية من رئيس الوزراء أولمرت أن تنتهي هذه العملية على الأقل ثلاثة أيام قبل حفل التنصيب، وقد كان. وأي كلام ثاني، مع الأسف الشديد، يستطيع أي إنسان وأي اجتماع وأي مؤتمر وأي جريدة وأي صحيفة وأي إعلام يقول ما يريد، ولكن هذا ما جرى، بدأ القتال على مصائرنا ونحن لم نكن واعين بما جرى، عارفين أنه في حاجة جاية وفينا من يطالب ويحرض على تأديب حماس لكن لم يكن هناك أحد يتصور أن الضربة قادمة بهذه القسوة وبهذه الشدة وبهذه الغلاظة وبهذه القدرة على التدمير التي لا يمكن في اعتقادي أن تصنعها عقلية سليمة. لكنني أنا بأعتقد والشواهد قدامي بتؤكد أنه أنا في إسرائيل لست أمام حالة طبيعية أنا قدام كيان لا يستطيع إلا بأن ليس فقط أن يضرب ولكن أن يقتل لأن بقاء الطرف الفلسطيني أمامه يجعله قصة القديمة بالضبط لسيدة لها زوجين لا يمكن أحدهما يجب أن يختفي وأظن أنه والزوجين، الزوجة هي الأرض الفلسطينية هي فلسطين والزوجة الشرعية الحقيقية هي الشعب الفلسطيني وهذا طبيعي ولكن أخوانا اللي في إسرائيل جايين وهم يقصدون القتل والقتل كان مروعا أكثر هذه المرة لأنه أريد به أن يعطي درسا لآخرين، مش لحماس، هذا الحجم من العنف هذا الحجم من القسوة هذا الحجم من الدمار أكبر كثير جدا، لما يقول بعض الناس إن هذا استعمال مفرط للقوة يفوق ما هو مطلوب، هذا صحيح لأنه كان مطلوبا أولا القتل مطلوب في حد ذاته والإزاحة مطلوبة بحد ذاتها، ثانيا كان مطلوبا إعطاء درس لآخرين وأظن أن أول المقصودين بالدرس هو سوريا مش إيران، لكن أول المقصودين بالدرس هذه اللحظة هي سوريا لأنه نحن أمام مرحلة جديدة ومختلفة وأظن أن مجمل التصورات ومجمل الأفكار سواء في اختلاط فكر الإدارة القديمة الأميركية مع فكر الإدارة الجديدة الأميركية أظن أنه متوصل إلى شيء يستحق جدا أن يطل عليه قبل العبور من ضفة إلى ضفة فوق نهر أنا أعتقد أن النهر اللي كان بيجري طول الشهر اللي فات وأنا بأعتقد أنه نهر جنون نهر من الجنون نهر من الدم والجنون.

ملامح ما هو قادم.. أميركا منشغلة وواقع يُفرض

لم يدع العرب إلى اجتماع شرم الشيخ الذي عقد أثناء العدوان، وإسرائيل كانت على علم أكثر بهذا الاجتماع، وللوهلة الأولى ترى التطور الجديد للقضية الفلسطينية وهو تدخل حلف الأطلسي، وهو واقع يفرض نفسه على الأرض

محمد حسنين هيكل: لكن على أي حال أظن أنه نحن قبل أن أنتقل إلى تجربة حياة بالطريقة الطبيعية أظن أنني أحتاج إلى، أحتاج وأظن أنني مطالب أيضا بأن أحاول أطل على ملامح فترة لم تتشكل بعد، هي في طريق التشكيل وأظن أنها في طريق التجريب ولذلك فأنا أعتقد أنه في منتهى الأهمية أن نطل على ملامحها، شكل ملامحها الجاي. عايز أقول إن هذه المرحلة تتبدى لي من خلال السحاب، سحب الدخان والغبار التي تخرج من غزة وأي أحد فينا يحاول أن يطل عليها سوف يطل عليها ولكنه لن يرى صورة مدققة لأن سحب الدخان والنار الموجودة في غزة تحجب رؤى كثيرة لكننا رغم هذا كله نستطيع أن نرى بعض الملامح، بعضها قد يكون صادقا بعضها قد يصدق وبعضها قد لا يتحقق لكنه مهم جدا في هذه اللحظة أن ننظر إلى شكل ما هو قادم وأن نرصد منه ما قد نستطيع أن نراه ونستطيع أن ندقق فيه. الأول اعتقادي أننا مقبلون على مرحلة سوف توضع فيها حقائق على الأرض بمعنى أنه أنا لا أظن، وحتى إذا بدا في أول لحظة من أول وهلة، لا أظن أن الإدارة الأميركية الجديدة سوف تدخل إلى ساحة التفاوض بالشكل الذي عرفناه من قبل، أظن وحتى إن بدا في الأول أن هناك مبعوثين وأن هناك رسلا فأنا عايز أقول إنه في الفترة اللي فاتت حصلت قدامنا شواهد تدل على أشياء أخرى. أول حاجة ظاهرة قدامي أن الولايات المتحدة الأميركية تعتقد أنها لم تعد أمام طرف يمكن التفاوض معه، تعتقد أولا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية تعتقد أنه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أنها الآن أمام غزة أو حماس جريحة وأنها أمام رام الله السلطة الوطنية مريضة وأن كلا الاثنين لم يعد في مقدوره ولا هو راغب، حماس لا ترغب والسلطة ليس في مقدورها أن يجلس أحد منها إلى مائدة المفاوضات ويتحدث ويصل في ذلك إلى قرار يمكن أن يتحمل مسؤوليته أو تسوية يستطيع تمريرها، فات، هذا الوقت فات. والشيء الثاني أن الإدارة الأميركية الجديدة تعتقد أن الأنظمة الموجودة في العالم العربي كلها هي أنظمة تقريبا استهلكت. وعايز أقول عايز ألفت النظر إلى خطاب التنصيب للرئيس الأميركي وأنا كنت عاوز لسه أؤجله شوي لكن أنا عايز ألفت النظر إلى فقرة واحدة فيه، خطاب الرئيس الأميركي في فقرة واحدة أعتقد أنها متصلة هو وجهها للعالم الإسلامي وأنا أعتقد أنها تستحق أن تقرأ وباهتمام، أمامي نص الخطاب وهو خطاب لا يزال بيرن في الأسماع ده لم يمض به العهد، لا يزال، من ساعات سمعناه يعني، بيقول فيه وهو يتوجه إلى العالم الإسلامي وهذه مهمة لأنه وهو يتوجه إلى العالم الإسلامي هذا إطار عام ولكنه بيقول إيه للعالم الذي يقصده؟ بيقول إنه "أتوجه للعالم الإسلامي، نحن سوف نتطلع إلى الأمام وسوف نتصرف وفق مصالحنا واحترامنا للآخرين" وبعدين بيتكلم "وإلى هؤلاء القادة الذين يمسكون بزمام الأمور أن يعرفوا أن مجتمعاتهم سوف تحكم عليهم ليس بما يقولونه أو يبدونه من حجج وإلقاء المسؤوليات على الآخرين ولكنها سوف تحكم عليهم بأعمالهم" وأن "ما يهم ليس هو قدرتهم على القمع ولكن قدرتهم على البناء" وبعدين بيقول إيه؟ وأنا.. "إلى هؤلاء الذين يتمسكون بالقوة ويحكمون على نظم فاسدة تخدع شعوبها وتسكت صوت أي معارضة، عليهم أن يعرفوا أنهم يقفون في الجانب الخاطئ من التاريخ ولكننا سوف نمد يدا إذا أحسسنا أن قبضتهم" -التي تضرب شعوبهم يعني طبعا- "قد انفتحت لكي تصافح يدا أخرى". أنا هذا الكلام له معنى في تقديري له معنى أبسطه أن الولايات المتحدة الأميركية أو على الأقل النظام الجديد مشغول جدا بأشياء أخرى، أول حاجة تلفت نظري أن، هذا النظام القادم مشغول بأشياء أخرى وهو مستعد أن يتقدم إلى المنطقة بعدة أساليب مختلفة أولا بسياسة بدأها نظام الرئيس بوش في أواخر أيامه في فترة الانتقال وهي فرض أمر واقع على الأرض وأول نموذج منه، دون تشاور مع أحد، أول نموذج منه المعاهدة الأمنية التي وقعتها كوندليزا رايس في الأسبوع الأخير من وجودها في وزارة الخارجية مع تسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل وهي اتفاقية سميت أنها اتفاقية أمنية وهي تتعلق بترتيبات تتصل بغزة وتتصل بمحيط غزة سواء العربي أو البحري أو أي حاجة ثانية والبحر الأحمر تتصل بكل حاجة حول غزة، دون أن يتم تشاور مع أحد، وممكن قوي أن بعض الناس يقولوا إنه والله نحن نرفض هذا ونرفض أي مساس لكن علينا أن نعرف أن هذه سياسة أميركية موجودة أو قادمة وأنه في نوع من اليأس من أحوال العالم العربي سواء يأس مبعثه، وموجودة في المجتمع الدولي وكله وهي باينة أمامي من اتصالات بناس كثير جدا، واحد أصابهم نوع من الملل أصبحوا يجدون أن الصورة دموية بأكثر من اللازم، أصبحوا يجدون أنه ليس هناك، العالم العربي يمر بمرحلة تطور أو بمرحلة تحول أو بمرحلة مخاض آلامها شديدة جدا وليس هناك طرف مستعد أن ينتظر لكي يتحمل مع العالم العربي آلام المخاض لأن الناس زهقت فوصلنا إلى حيث تقرر أو إلى حيث بان قدام أطراف كثيرة جدا أنه لم يعد مهما أن نوافق أو لم يعد مهما أن نعارض لأنه أولا تفرقنا بطريقة شديدة جدا وبعدين هذه الفرقة في كل الأحوال وفي أبسط الأحوال لم تستطع أن تترك طرفا على الأرض يمكن أن يكون طرفا معتمدا، تركت على الأرض أشياء كثيرة جدا أنا مش عايز أخش فيها لأنه مش لحاجة لأنه لا أريد أن أدخل في معارك فرعية مع أي أحد، أنا في هذه اللحظة ما بأتكلمش الشأن اللي جاري أنا بأحاول أن أضع بعض النقاط على بعض الحروف لكي أعود فأستأنف ما كنت أتحدث فيه لأنه لا يعقل أن أمضي، أن أقف من شهر تقف تجربة حياة من شهر ثم أعود هذا اليوم وكأن الأمور بسيطة ما حصلش فيها حاجة ولذلك فهذا الحديث بشكل أو بآخر هو خليط بين شيئين وعلى أي حال نحن الآن يظهر في عصر الزواج المختلط فأمامنا رئيس أميركي من أصل أفريقي هو من أب أفريقي ووالدته من أصل أميركي فهو يظهر هذه الزواج المختلط، خلط الأمور هو سمت هذا الزمن يعني. فيعني كنت بأقول إن أول حاجة باينة قدامي في ملامح ما هو قادم أن هناك عملية فرض لأمور واقعة تعتقد الإدارة الأميركية ويعتقد غيرها أنه ليس هناك ما يقاومها، وعلى أي حال حتى إذا كانت هناك مقاومة فهذه المقاومة عاجزة، إما تدعي وإما تقبل سرا وإما ليس أمامها خيارات أخرى. وأول نموذج منه في اعتقادي هذه الاتفاقية الأمنية التي أعتقد أنها في حاجة إلى مناقشة طويلة جدا وأنا لما أقرأ نصوصها ونصوصها كلها قدامي أشعر حقيقة بضيق كمواطن عربي وكمواطن مصري بالدرجة الأولى ولكن أيضا أنا لا أريد أن أقف طويلا قدامها ولكنني أتمنى أن نتحرك فيها بأكثر من القول ببساطة كده يعني أكثر من قول هذا خط أحمر وأخضر وأصفر وكل الكلام اللي بنقوله مرات ده. الحاجة الثانية اللي بادية قدامي أنه نحن إذا نظرنا للصور التي رأيناها في الأسبوع الماضي وأطللنا على هذه الاجتماعات الكبيرة والواسعة، وأنا أعلم من هو مهندس هذه الاجتماعات علشان لكي.. في اجتماع حصل لقمة أوروبية تقريبا جاءت شرم الشيخ في الغداء وهذه القمة الأوروبية وفيها ساركوزي الرئيس الفرنساوي وفيها براون وفيها ميركل المستشارة الألمانية وفيها بيرلسكوني وفيها ثاباتيرو من أسبانيا فيها كل الناس دول، هذه القمة لم تجئ لا لنا ولا بدعوة منا ولم تذهب إلى إسرائيل، إسرائيل كانت تعلم عنها أكثر مما نعلم لكنه أنا أخشى أن أقول إننا نحن إذا نظر أحد فينا إلى الصور نظرة سريعة جدا، يكفيه نظرة سريعة لكي يدرك على الفور أننا أمام حلف الأطلنطي وهذا هو التطور الجديد القادم. التطور الأول قلت إن الإجراءات الفردية الإجراءات الأحادية من جانب واحد دون استشارة الأطراف العربية لأنها أثبتت حتى شكل مؤتمرات القمم التي كانت موجودة كلها أثبتت أنه ليست هناك كلمة واحدة ولا رأي واحد ولا فكرة قائدة ولا رجل يتزعم، ما فيش حاجة، ساحة موجودة مفتوحة لمن يريد أن يفعل إلا من بقايا احتجاجات وتصورات وأوهام، على عيني وعلى رأسي يعني، لكن هذه حقيقة أولى أننا أمام أمر واقع يفرض أو على الأقل يمرر. نمرة اثنين أننا أمام حلف الأطلنطي، وأمام حلف الأطلنطي من ناحية إيه؟ أمام أميركا غير متفرغة وأمام أوروبا هاوية، وما بين غير المتفرغة وما بين الهاوي في السياسة الدولية أنا أشعر بقلق لأن أميركا جاية أميركا لا تريد أن تترك زمام المنطقة لكن الرئيس الجديد بالدرجة الأولى مشغول بقضايا أخرى وأميركا تعلم أنه ليس هناك حلول قريبة وإنما أمر واقع يفرض وإذاً فالتفاوض وتضييع الوقت مع المنطقة ومن فيها لا لزوم له كثيرا وبالتالي مطلوب تعاون دولي يساعد على هذا التعامل مع الأمر الواقع كما هو، وأوروبا كانت بتلح طويلا في أنها تلعب دورا في الشرق الأوسط وأظن أن أوروبا القادمة إلينا هي حلف الأطلنطي وأظن أن المرحلة القادمة سوف تشهد، كما قلت أو حاولت أن أقول، سوف تشهد أميركا غير متفرغة لنا والاتحاد الأوروبي حلف الأطلطني على وجه التحديد وراء الواجهة المدنية، وأنا أظن أن هذه الصور اللي رأيناها لمؤتمرات القمة توحي بوضوح أن هناك شيئا آخر أن هناك حركة أخرى موجودة على الساحة تستحق أن بعض الناس يلتفتوا لها باهتمام أعمق شوية من أن يعالج على صفحات الجرائد وأعمق من أي حاجات تتقال في الراديو وفي التلفزيون، محتاجة، الأمور محتاجة.. يعني أنا مرات أشعر أن -ولا أستثني نفسي- أن كلنا العالم العربي كله بقى عجوزا جدا ومرهقا جدا والأجيال القادمة نحن لا نعطيها فرصة وعلى أي حال بقيت أخشى قوي أنه إحنا من كثر ما صدينا الطريق قدامها بدأت تنشغل بأشياء أخرى.

دخول حلف الأطلسي ومعركة إعادة الإعمار

محمد حسنين هيكل: لكن على أي حال أنا أرجع لحديثي، واحد أمر واقع يفرض، اثنين أوروربا داخلة، أميركا غير متفرغة لأنها مشغولة بالمشكلة المالية بالدرجة الأولى وأوروبا تستطيع أن تقبل بجوارها بالجوار الأطلنطي وأرجو أن نلاحظ أن إسرائيل موجودة عضو منتسب في حلف الأطلنطي، ونحن بعيدون، نحن ساحة ممكن أن يتحرك فيها حلف الأطلنطي، لكن مهندس هذه الصور ومهندس هذه العملية -وأرجو أن بعض الناس يتنبهوا- هو رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير، رئيس اللجنة الرباعية وأنا واعتقادي أنه هو، مش اعتقادي، وأنا أيضا بأتكلم أخشى أنه بأتكلم وفي حديثي في خلفية حديثي بعض معلومات، بأترجى أنه يبقى واضحا، حذار أن نتصور أنه إحنا أطراف فاعلة في الأزمة، قد نكون في المستقبل إذا غيرنا أساليبنا كلها وإذا تصرفنا بطريقة أخرى مختلفة قد نكون أطرافا، لكن أنا ما رأيته هو أننا لم نكن أطرافا وأن بعض.. أشياء تفرض علينا، قوة جديدة تدخل ونحن لسنا متنبهين بالقدر الكافي. وأنا كنت بأقول إن توني بلير رتب هذه الزيارات وهو الذي حرك قادة أوروبا في هذه اللحظة من الفراغ إلى أن يجيئوا وفي ذهنهم عدة أشياء، عايز أقول إنه وبأترجى أن لا يضيق صدر أحد بهذا الكلام وأن نفهمه جيدا أو نحاول على الأقل أو نناقشه لأنه ليس فينا من يملك أن يقطع برأي لا في معلومة في هذا الوقت وإنما في قدرته أن يدققها وليس من حق أحد أن يقطع برأي في هذا الوقت وإنما في مقدوره أن يناقشها وأن يطرحها للمناقشة العامة ولكن جزء من اللي أنا كنت بأقوله إنه بنكلم نفسنا، أنه ما عادش أحد بيتكلم مع أحد، كل واحد بيتكلم لوحده وكل واحد بيقول اللي هو عايزة ولا أحد بيرد على أحد، فإذا أي أحد قال حجة أكثر حاجة تواجهه أن أحدا يتخانق معه، وأنا واحد من الناس مش مهتم قوي أنه أحد يتخانق معي، تخانقوا يعني ما بيضايقنيش قوي، لكن توني بلير جاء أو رتب بالتشاور مع إنجلترا ومع براون ومع ساركوزي ومع الإدارة الأميركية القادمة أن حلف الأطلنطي أو المجتمع الأوروبي يعمل تظاهرة من شأنها أن تحقق عدة أشياء، أولا تعطي مخرجا من هذا الذي يجري في غزة لأن ما جرى كان باين أنه في جرى شيء مهم جدا كبير قوي حصل وأنه فعلا في مذبحة غير مسبوقة في التاريخ وأنه علشان يقف هذا القتال علشان إسرائيل تقف وعلشان، لأن هذه معركة باستمرار في المعارك لا بد أن يبدو أن هدفا تحقق لكي يتحقق القتال، هدفا تحقق لأحد من الطرفين لكنه في الدخان الموجود في غزة وفي النار لم يكن باديا أن هناك هدفا تحقق لطرف يملك أن يقول القتال يوقف فكان مطلوبا أنه على الساحة أن تجري إجراءات وأن تحدث تظاهرات يمكن في ظلها أن يقف، أن تتخذ إسرائيل قرارا بوقف إطلاق النار وأن تلحقها حماس بعدها بساعات -يعني على فرض أنه كان مؤثر قوي على إسرائيل يعني- لكن حصل وقف إطلاق نار ولكن هنا اجتماع القمة الأوروبي مع أطراف عربية ومع أطراف إسرائيلية كان مطلوبا أيضا كان مطلوبا منه أن يكون وسيلة إخراج لأن الكل كان يبحث عن وسيلة إخراج. أنا أخشى، أنا كنت.. كان في سياسي أوروبي كان بيتغدى معي في بيتي من كذا يوم وهو يناقشني في الأزمة وأنا وقفنا جميعا، إحنا الاثنان يعني وقفنا قدام كيف يمكن لهذا المشهد المأسوي أن تحدث له عملية إخراج؟ كيف يمكن أن.. باب، أين هو الباب في وسط هذا؟ من أي الأبواب؟ حاجة ثانية كانت في ذهن بلير وأنا أخشى أن أقولها وهو أن الزعماء الأوروبيين ذهبوا، الهدف المقصود بالدرجة الأولى كان الذهاب إلى إسرائيل، إحنا عندنا جاء المجيء هو التحرك على الأرض التاريخية، الأرض التاريخية لهذا البلد الذي هو في قلب العالم العربي سواء هو أدرك مسؤولياته أو لم يدركها لكنه زي ما أي أحد بيجي مرات، زي ما بيجي ساسة -وعملها قبل كده ساركوزي وعملها شيراك وحتى عملتها الأميرة ديانا- أنه أحد يجي يأخذ صورة وهو واقف وحده أمام الهرم الأكبر، أمام خوفو، هرم خوفو، هذا استغلال سياسي لمصر التاريخية لكن أنا حأسيب ده. لكن كان مطلوبا الذهاب إلى إسرائيل لأنها الطرف الذي يملك وقف إطلاق النار يملك قرار وقف إطلاق النار وتهدئة الأمور ثم، وهذا قاله بلير، أن ذهاب الزعماء الأوروبيين إلى إسرائيل في هذه اللحظة قد يكون بمثابة صك غفران تعطيه أوروبا لإسرائيل، أصوات كثيرة جدا كانت ارتفعت خصوصا في تركيا وخصوصا في بلاد أخرى عربية وغير عربية تطالب بالتحقيق فيما جرى في مجزرة غزة، والزعماء الأوروبيون وأظن توني بلير هذا كان رأي توني بلير أن ذهابهم إلى إسرائيل في هذه اللحظة وقبل أن تشتد الدعوات إلى محاكمة إسرائيل إنسانيا على هذا الذي فعلته في غزة أن وجود زعماء أوروبا مع رئيس وزراء في عشاء، مع رئيس وزراء إسرائيل الخارج وفي حضور وزير الدفاع وكل أوروبا مجتمعة وبعد أن قاربت العمليات نهايتها أو بدأت تهدأ حدة القتال أن هذا الوجود الأوروبي سوف يكون نوعا من صك الغفران لإسرائيل يستطيع أن يغطيها خلال لحظة حساب لا بد أن تجيء. وهنا أهمية اقتراح زي اللي بأقوله وقد يكون لدى غيري اقتراحات متماثلة أن نطلب من الأمين العام مجرد شهادة، أن يذهب الأمين العام بان كي مون قدام الجمعية العامة، قدام مجلس الأمن ثم أن يدلي بشهادة عما رأى في غزة، وأنا لا أطلب ما هو أكثر من كده لأنه بأعتقد أنه يعني منصف. ملامح ما هو قادم إذا كنت بأقول إنه في أمر واقع وأنا أعتقد أنه سوف نرى محاولات تغطية لكن المشكلة أنه نفذ، السياسة الأميركية في الفترة اللي فاتت كلها كانت بتحاول تزيح العقبات، لما أطل على مجموعات الوثائق اللي كانت موجودة واللي نشرت، نشرت من أسبوع في مجلة فانيتي فير وفيها أوراق المفاوض الأميركي، المفاوض الأميركي بيذهب للرئيس محمود عباس ويعطيه خطة لضرب، خطة أن قوى الأمن الفلسطينية ترتب لضرب حماس، الكلام ده كان من سنتين، سنة 2007، والخطة موجودة والتعليمات. الغريبة جدا أن أخونا اللي راح مندوب من كوندليزا رايس راح ومعه ورقة تعليمات يقنع بها الرئيس عباس أن هذه فرصتك هذه هي الأمل الوحيد في حل، هذا لتثبيت السلطة الفلسطينية، أن تستعدوا، قوات الأمن تستعد لضرب حماس وقد كان هناك تخطيط كامل وموجود لضربها والأميركان موجودين فيه، أما وقد ضربت حماس، ما حدش بيعرف مرات إحنا يغرينا أن ننقض على من نتصور أنهم خصوم أو معارضين ناسين أن هذا الانقضاض إذا أزاحهم عن الساحة فقد نزلت قيمة الأطراف كلها، عباس.. وأنا يعني أنا ما عنديش يعني ما ليش، لازم أقول إنه مانيش معجب قوي باللي حصل في السلطة الفلسطينية يعني أنا موجودة هناك وبمقدار ما يطلب الشعب الفلسطيني طبعا لكن أنا شخصيا حين أطل لا أستطيع أن أعتبر نفسي معجبا بهذا الذي يجري في رام الله لكن هذا لم ينجح وعدم نجاحه أدى إلى العملية الإسرائيلية، إسرائيل تقوم بالمهمة بنفسها وهذا في النهاية لما قامت بالمهمة بنفسها جعل الساحة الفلسطينية فراغ وجعل الإدارة الأميركية اللي جاية يعني المرحلة الجاية اللي حنشوفها، وأنا بأتكلم ثاني بأرجع أؤكد ثاني بأقول الأمر الواقع يفرض، أوروبا داخلة، حلف الأطلسي داخل والحاجة الثالثة وهي مهمة جدا أن العملية في غزة لم تنته وسوف تزاح أو سوف يحاول إزاحة حماس من غزة تماما والوسيلة القادمة هي المساعدات القادمة لإعادة إعمار غزة وأظن أن هذه المعركة القادمة وهي معركة الإعمار وفي ظل معركة الإعمار سوف تدور مرحلة، عملية سياسية في منتهى الأهمية لأنها في هذه المرحلة السياسية أنا أظن أنه واحد هناك أموال كثيرة جدا للإعمار وأنا سمعت من ساسة أوروبيين أنهم، الإعمار لن يترك، في مبالغ كبيرة سوف تخصص للإعمار وسوف توجه عملية الإعمار إلى إغفال القضية السياسية بالكامل والالتفات إلى شيء آخر، ولا السلطة الفلسطينية إذا كانت تتصور أنها هي تشرف على الإعمار غلطانة وأي دولة عربية تتصور أنها حتشرف على الإعمار غلطانة أيضا، عايز أقول إن اعتمادات الإعمار سوف تتقدم إليها، سوف يتقدم إليها وسوف تجري تحت رعاية وعناية ورقابة حلف الأطلسي، وهذا تطور في منتهى الأهمية. يتصور الإسرائيليون أنهم نجحوا في غزة، يتصورون ويقدرون أنهم أولا عملوا عملية تدمير كبيرة جدا ويعتقدون أنهم ضيعوا أو كسروا جزءا كبيرا من قاعدة حماس، (إنفراست شاكشر) هو القاعدة العسكرية والإنسانية والاقتصادية والنظامية اللي ممكن تعتبر لحماس، جزء كبير منها قد انكسر هكذا ما تعتقده إسرائيل وتعتقد إسرائيل أيضا حاجة مهمة جدا وأنا بأعتقد ضروري جدا التنبه له، أن هناك ما يسمونه فعل مرتد، هناك backlash قادم ضد حماس في غزة وسوف يغذى، وسوف يغذى أيضا جانب الناس حتحس أو بيتصوروا هم أنه حتجي مرحلة حماس حتواجه فيها شعب يسائلها ما الذي جرى؟ دخلنا في عملية ظهر أنها كانت أكثر من استعداداتكم، أو هكذا يقول الإسرائيليون، وأن الخسائر فادحة جدا بأكثر مما قدرنا المكاسب وهنا مع backlash مع فعل مرتد مع اليقظة بعد كابوس فظيع في مساءلة، تعتقد أيضا، حلف الأطلنطي يعتقد وتعتقد إسرائيل معه أن هذه المساءلة سوف، ومع الإعمار مع أموال الإعمار المتدفقة، سوف تفعل فعلها في إزاحة حماس من غزة. نحن مقبلون على مرحلة بالإعمار بالقوة التي استعملت، بالرغبة في.. بالـ backlash بردة الفعل، نحن مقبلون على مرحلة تصفية حماس في غزة وتتصور إسرائيل وتتصور مجموعة حلف الأطلنطي ويتصور مهندسها في هذه اللحظة توني بلير أن هذا ممكن وأنه في متناول اليد. وبالتالي فنحن الحقيقة الثالثة الإجراءات الأحادية من جانب واحد زي الاتفاق الإسرائيلي الأميركي، مجيء حلف الأطلنطي، وهو الحاجة الثالثة، استعمال الإعمار في تسوية الأرض لقبول ترتيبات أمر واقع وليس حل، لم يعد في المرحلة القادمة، نحن لسنا أمام مفاوضات حتى وإن بدت أشكال المفاوضات، لسنا أمام حلول، نحن بالنسبة للقضية الفلسطينية وبالنسبة للعالم العربي أولا في مرحلة، المرحلة القادمة هي إجراءت أمر واقع عن طريق التعمير وعن طريق الضرب وعن طريق التهدئة وعن طريق حلف الأطلنطي وعن طريق الرئاسة الأميركية بوجه جديد مشرق، نحن مقبلون على حالة تنمية على الأرض، مع أن العالم العربي متروك لتفاعلاته، يعني أنا عايز أقول إنه كان في وقت إدارة بوش كان في دعوة زائفة تقال في أميركا عن الديمقراطية وأظن أن توني بلير وأنا في حديث له الشهر اللي فات بيتكلم أظن كان في لقائه الوداعي مع الرئيس بوش لما راح يتسلم وسام الشرف بعد ما كان عندنا هنا في المنطقة يعني، أظن أنه من رأيه كان أن أوروبا وأميركا يضيعون وقتهم في الديمقراطية، في نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط، سيبوا الشرق الأوسط سيبوا العالم العربي بمعنى أدق مع أحواله كده الطبيعية وتطوره الطبيعي لأنه -وهذا رأيه- الشرق الأوسط أو العالم العربي ليس مهيئا بعد للديمقراطية لأنه ليس هناك البناء التحتي الاقتصادي والاجتماعي الذي يهيئه للديمقراطية فأزيحوا قضية الديمقراطية. فنحن بهذا الشكل مقبلون على، واحد، مرحلة تسوية على الأرض بالأمر الواقع ما حدش حيقول لي التهدئة ولا أحد حيقول لي اعترف بحاجة ولا حاجة أبدا، ناس جاية بتتصرف عندي كما تشاء، إذا كانت بلد، إذا كان في اتفاقية بشأن بلد كبير في المنطقة، اتفاقية ليفني وكوندليزا رايس هذه تدعو إلى مراجعة أهم كثير قوي من مجرد الاحتجاج، هذه تدعو، ناس بيتكلموا على ترتيبات يمكن أن تجري على أرضي ومن حولي ثم لا يحدث فيها شيء! كلام الرئيس باراك أوباما أول امبارح ملفت جدا في هذه الفقرة وفي هذه العبارة، نحن في اعتقادي مقبلون على مرحلة أنا أعتقد فيها أن كل قوانا يجب أن تتنبه وكل مشاعرنا يجب أن تتحفز وكل عقولنا قبل أي حاجة ثانية يجب أن تتحرك وكل شبابنا يجب أن يدعى، لا يعقل إطلاقا أن تبقى الأمور أنه كل.. لما أطل على المؤتمرات، مؤتمرات القمة العربية كلها وأطل على كل الاجتماعات التي تجري، نحن عالم عربي.. ليس ضروريا أن كبر السن يرتبط بالحكمة، مش دائما مش في كل الأحوال على أي الأحوال يعني. ولكن نحن في أحوال بأعتقد أنه نحن في أحوال خطيرة جدا وعلينا أن نتنبه وما هو قادم مهم. بأتكلم هذا الكلام وأنا أنتقل من ضفة إلى ضفة، أنتقل من توقف أحاديث على تجربة حياة إلى كل هذا الذي جرى لكي أعود وأستأنف لكي أقول إن المعركة، إننا أمام معركة في واقع أمرها معركة مستمرة، ما كنت أتحدث فيه عن تجربة حياة هو هذا الذي يجري بالتحديد هو هذا الصراع على الشرق الأوسط وعلى العالم العربي أو فيه ولكي.. غريبة جدا، لكي يكون واضحا أمام كل الناس أن هذه معركة متصلة، أنها.. مرات حتى في الأفلام هم بيحكوا قصة واحدة، يوروا مشاهد من قصة بعدين يقولوا، يتكتب حتى على الشاشة كده  twenty year later عشرون سنة فيما بعد، يبان حاجات ثانية. هذه فصول، ما كنت أتحدث به وما جرى وما سوف يجري، فصول قصة مستمرة. لكي أدلل بأترجى.. أول كتاب ظهر هذه السنة في أميركا، أول كتاب سياسي ظهر هذه السنة في أميركا غريبة جدا أنه بيحيكي، عنوانه world of troubles "عالم من المتاعب" وهو العنوان بحد ذاته بيوحي، هذا كتاب يناير سنة 2009، يعني أول كتاب ظهر هذه السنة ثم هو كان بيتكلم عن إيه؟ بيتكلم عن علاج كل الرؤساء الأميركيين لأزمة الشرق الأوسط، لأن أزمة الشرق الأوسط كانت هي محور الصراع العالمي كله لأن الصراع العالمي في النصف الثاني من القرن العشرين كله، النصف الأول من القرن العشرين جرى على المستعمرات وقد انتهت بسايكس بيكو وكنا نحن الضحية، النصف الثاني من القرن جرى بين الشيوعية والرأسمالية وكان الشرق الأوسط هو ميدان اللقاء بينهم والكتاب اللي طالع ده على سبيل المثال بيتكلم كيف تصدى كل رئيس أميركي لأزمة الشرق الأوسط ابتداء.. والعنوان حتى بكامله بيقول the white house and the middle East from cold war to the war terror "البيت الأبيض من أول الحرب الباردة إلى الحرب على الإرهاب"، لأنها قضية مستمرة. والغريب جدا لما أفتح هذا الكتاب وألاقي أول فصل فيه، ألاقي أول فصل فيه هو قصة أنا كنت بأتكلم عليها في آخر حديث من هذه الأحاديث وهو عن السيدة ماتيلدا كريم التي أثرت على الرئيس جونسون وكانت أكبر تأثير عليه في حرب سنة 1967 والكتاب وهو صادر 2009 في أميركا أول كتاب سياسي بيتكلم في أول فصل فيه بيتكلم عن قضية ماتيلدا كريم وعن تأثيرها سنة 1967. الماضي ليس منفصلا عن الحاضر ولا.. هو قصة واحدة مستمرة حتى وإن مرات عبرت فوق جسور نهر الجنون.
تصبحوا على خير.