مع هيكل - هوامش على حوارات لندن - صورة عامة
مع هيكل

هوامش على حوارات لندن

يتحدث محمد حسنين هيكل من لندن ويتطرق في هذا الجزء للأهمية الحقيقية لوثائق ويكيليكس، كما يتحدث عن رهان السلطات المصرية بعد الانتخابات الأخيرة.

– الرؤى الإستراتيجية المهمة في وثائق ويكيليكس
– الصورة البانورامية للعالم العربي كما تبدو في الوثائق
– آفاق استفتاء السودان ومشكلة مياه النيل في مصر
– عن الانتخابات المصرية ورهان الخوف

 محمد حسنين هيكل
 محمد حسنين هيكل

محمد حسنين هيكل: مساء الخير. لم يكن مفروضا أن أفتح بنفسي هذا الحديث هذه الليلة وكان المفروض أن يفتحه بطبيعة الأحوال محاوري في هذه المجموعة من الأحاديث وغيرها وهو المحاور المتميز الأستاذ محمد كريشان وكان اتفاقنا في الأصل الأصلي الأستاذ وضاح خنفر المدير العام لشبكة قنوات الجزيرة والأستاذ محمد كريشان وأنا أننا سوف نجري مجموعة حوارات تتفق مع أو تتوافق مع نهاية عشرية من هذا القرن الواحد والعشرين وبداية عشرية أخرى وتحاول أن تستخلص مما فات صورة بشكل أو آخر تطل منها على شكل ما هو قادم كنوع من محاولة الاستشراف وكان مفروضا أن تجري هذه الأحاديث كلها هنا في القاهرة لكنه من سوء الحظ أن الأستاذ محمد كريشان لم يتمكن من أن يحصل على تأشيرة سفر إلى القاهرة في هذه الفترة وكان ممكنا أن تتعطل هذه الأحاديث ثم ولأني كنت مسافرا في رحلة إلى أوروبا اتفقنا أن نتقابل في أول ديسمبر أو في أوائل ديسمبر في لندن ثم أن نجري بعض هذه الحوارات هناك على أن نعود فنختتمها هنا في القاهرة بنظرة أخرى على هوامش ما قد يجري وما قد يستجد خصوصا وقد كان متوقعا الكثير، وكنا نأمل ولا نزال نأمل أن الأستاذ كريشان حيستطيع أن يجيء إلى القاهرة ويجري هذه النظرة يكون رفيقي ومعي ويدير هذه الإطلالة على ما هو قادم في الحلقة الأخيرة منها في اللحظة الأخيرة منها لكن أيضا ما أملنا فيه لم يتحقق وبالتالي فأنا لسوء الحظ أجري هذا الحديث أو أجري لقاء هذه الليلة وحدي وبدون محاور وهذا وضع في منتهى الصعوبة لكنه هو البديل المتاح وأنا أتقبله وأتقبله آملا أيضا، لا أقول آسفا ولكن أقول آملا ألا تقوم حواجز ولا عقبات ولا أي شيء قدام أي مشتغل بشؤون الإعلام.

الرؤى الإستراتيجية المهمة في وثائق ويكيليكس

محمد حسنين هيكل: كنا نتوقع وهذا هو السبب الذي استبقينا من أجله حديث هذه الهوامش على كل حوارات لندن أن هناك أشياء كثيرة سوف تستجد في الفترة القادمة أو الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر أو النصف الثاني من شهر ديسمبر وبالتحديد كنا نتوقع عدة أشياء، الشيء الأول هو أنه في هذه الفترة كانت وثائق ويكيليكس سوف تذاع وهذه قضية في منتهى الأهمية والحاجة الثانية أن موضوع الاستفتاء في جنوب السودان قد تبين بوادره وقد تبين اتجاهاته بصورة أكثر والحاجة الثالثة وأنا لست راغبا في الإطالة فيها هي الانتخابات المصرية لأني تكلمت عنها وأنا أعتبرها على أي حال موضوعا عابرا موضوعا مش هو ده المشكلة الانتخابات مش مشكلة ولكن المشكلة أكبر من كده. لكن حأبدأ بالترتيب وأطل على الموضوع الأول الذي كنا ننتظره وهو ما أذيع من وثائق ويكيليكس، بعض الناس يتصورون -أظن- يتصورون تصورات قد تكون في حاجة إلى بعض المراجعة فيما يتعلق بهذه الوثائق، في تصور أن هذه الوثائق.. أولا حجم مهول كبير لم يسبق له مثيل، اللي أنا عايز أقوله إنه لا أحد يتصور ما يحدث في هذا العالم الحديث، أذيعت 250 ألف وثيقة وهذا أدى إلى تصور عند الناس أنه في إعصار من الوثائق تدفق عليهم ولكن لو يتصوروا في قد إيه موجود وهم لا يعلمونه أظن أن ناس كثير قوي قد تستغرب، قد يستغرب البعض أن مجموع ما تسجله وكالتان اثنتان فقط متعاونتان مع بعض وهما الـ MI6 الإنجليزية ووكالة المخابرات الوطنية -مش الـ CIA– وكالتان اثنتان فقط وطبقا لمشروع واحد اسمه H Non هذا المشروع بيسجل يوميا من المحادثات السرية والتليفونات الشخصية والخاصة كل ما يمكن أن نتصوره والرسائل والمشفر وغير المشفر بيسجل كل يوم ستة بليون وثيقة أو ستة بليون محادثة كل واحدة منهم ممكن قوي يعني لو قلنا إن 1% منهم يبقى له أهمية إذاً فنحن أمام طوفان هائل وبالتالي فـ 250 ألف وثيقة بتذاع مرة واحدة لا ينبغي أن تشغل أحدا بالحجم المهول اللي فيها. الحاجة الثانية أن كل ما أذيع من وثائق -وهذه نقطة مهمة جدا- كلها عند درجة سرية معينة كلها معظمها confidential أي خاص تقريبا أو للعلم، هذه الوثائق ما كانتش محطوطة تحت درجات السرية العالية جدا، أولا محطوطة في وزارة الخارجية ووزارة الخارجية ماهياش الجهة المختصة قوي بالتعامل مع المنطقة التي تعنينا بالدرجة الأولى وهي منطقة الشرق الأوسط لأن هذه المنطقة لسوء الحظ التعامل فيها أكثر ما يمكن المنطق الأمني هو الذي يحكم سواء من وجهة نظر الولايات المتحدة الأميركية اللي إحنا بنتكلم عليها أو من وجهة نظر النظم الحاكمة في المنطقة، الموضوع الأمني والموضوع الأمني على طول بيأخذنا إلى ثلاث جهات إما وكالات المخابرات وإما وزارة الدفاع البنتاغون بقياداتها المختلفة خصوصا قيادة المنطقة الوسطى المنطقة المركزية الشرق الأوسط يعني اللي كان فيها الجنرال باتريوس والحاجة الثالثة هي وزارة.. الأمن القومي باختلاف درجاته، فمعظم الوثائق فيما يتعلق بالشرق الأوسط فيما أذيع كلها في الشأن العام بشكل أو آخر بعضها بيكشف نواح لكن ليست هذه هي أسرار المنطقة، أسرار المنطقة لا تزال غائرة في بئر عميقة جدا موجودة في الـ CIA وموجودة في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض وموجودة في وزارة الدفاع وموجودة في قيادات المناطق وخصوصا المنطقة المركزية بالتحديد لكن ما أذيع من وثائق أنا أعتقد أنه في منتهى الأهمية، في منتهى الأهمية من عدة نواح على الأقل من ناحيتين بالتحديد في رأيي، الحاجة الأولانية أنه ولو أنها ليست مسائل سرية جدا وهي تقريبا معظمها في العلم العام ووضعها تحت درجة confidential أو للعلم فقط، لو نبص على الوثائق وأنا قرأت منها كثيرا جدا يعني قد لا أبالغ إذا قلت إنه أنا شخصيا على الآي باد أو على مختلف الوسائل مشيت على مثلا عشرة آلاف وثيقة وإن مكتبي في النهاية صور لي 2500 وثيقة طلبتها لكي أقرأها قراءة متأنية إذاً فنحن قدام صورة كبيرة قوي صورة واسعة جدا، الواسعة حتى وإن لم تكن عميقة السرية في اعتقادي تلقي أضواء في منتهى الأهمية، وهنا أنا أعتقد أهمية ما أذيع من وثائق ويكيليكس، أهمية الوثائق بالدرجة الأولى أنها بتوري حاجتين حتى من غير سرية وحتى من غير سرية جدا وحتى من غير بئر الأسرار الموجود في أماكن كثير أو آبار الأسرار الموجودة في أماكن كثيرة جدا في واشنطن، بتوري أول حاجة بتوري صورة عن الإستراتيجية في المنطقة والحاجة الثانية بتوري صورة اجتماعية سياسية إنسانية للتناقضات الموجودة فيها. الحاجة الأولانية اللي حأقف عندها هي ما تظهره هذه الوثائق بالنسبة للحقائق الإستراتيجية والسياسية التي تبدو من خلال هذه الوثائق وتبدو جلية وواضحة وأنا أظن أن أهمها على وجه اليقين أهمها قدامي سبع حقائق ضرورية جدا في النظر إليها ولكي لا.. يعني أنا أستأذن أن أطل على أوراقي لأنه لو كان الأستاذ محمد كريشان قدامي كان هو استفزني أو راجعني فيما أقول لكن لأني أتكلم وحدي فأنا أستأذن أن أطل على بعض أوراقي. الحاجة المهمة جدا في اعتقادي في السبع حقائق متعلقة بالإستراتيجية اللي أظهرتهم وثائق ويكيليكس كما أذيعت أول حاجة أن النظام العربي اللي كنا بنتكلم عنه واللي كانت أميركا تخشاه باين جدا في الوثائق أن هذا العالم العربي تفكك وأن الموجود قدام الولايات المتحدة الأميركية تتعامل معه هو نظم معزولة معظمها كاره لبعضه وهذا يعطي فرصة للحركة بينها حتى بالوقيعة وبالتالي في سياسة أميركية تتعامل مع أطراف عديدة في المنطقة وهي تتعامل مع كل طرف على حدة ولا تعرف اليد اليمنى ماذا تفعله اليد اليسرى لكن الأميركان بيعرفوا، دي أول حاجة تبان لي على طول من قراءة الوثائق. الحاجة الثانية أن كل هذه النظم كل النظم الموجودة إما موجودة قريبة بأكثر مما هو صحي، وأنا أستعمل تعبيرا مهذبا، قريبة جدا بأكثر مما هو صحي وبأكثر مما هو ضروري من الولايات المتحدة الأميركية وهذه نقطة لأنه يبدو في كل الوثائق أنه في نوع من الحميمية، مش الصداقة مش بمعنى الصداقة لكن بمعنى القرب الوثيق والاطلاع العميق على ما يجري إلى درجة ملفتة يعني تستوجب إعادة نظر لأنه في بعض الحاجات في أشياء كثير جدا لا تشرف لا قائليها ولا حتى حاضريها ولا المشاركين فيها. الحاجة الثالثة أن الولايات المتحدة الأميركية لم تعد تخشى من أي خطر في المنطقة إلا من حاجتين، من بقايا نظم.. من بقايا إرهابية أو تتصور أنها إرهابية بقايا جماعات شاردة أو إرهابية والحاجة الثانية أنها بتخشى من بقايا موجودة للصراع العربي الإسرائيلي وهي تريد أن تتخلص منه هذه السنة وهذا واضح جدا في الوثائق خصوصا القريبة منها جدا تريد أن تتخلص منها في العام المقبل، بأيقول هذه السنة على أساس القفز إلى مستقبل الأيام وتصور أننا فعلا سنة 2011، والولايات المتحدة لأسباب كثير جدا تريد أن تصفي القضية الفلسطينية في هذه المهلة من الزمن لسببين جنب الأسباب الثانية جنب تأمين الأوضاع نهائيا في الشرق الأوسط تريد أيضا أن تمهد للرئيس.. لسببين، في سبب متعلق بالرئيس أوباما، الرئيس أوباما بالتأكيد قدامه مأزق كبير جدا، شعبيته تتدنى والاقتصاد لم يتحسن بالقدر الذي كان يتصوره وإن كان تحسن بعض الشيء لكنه يتحسن لأسباب ليست متعلقة بما فعلته الإدارة، لكن قدامه العالم كله خريطة العالم كلها قدامه تقريبا مقفلة، شرق آسيا كلها مقفلة كل آسيا مقفلة وأوروبا عندها استقلالها، ما فيش حاجة يتحرك فيها إلا منطقة الشرق الأوسط فإذا استطاع أن يحل الصراع العربي الفلسطيني وقدم نفسه للناخب الأميركي في انتخابات قادمة بعد أقل من سنتين وهو الرجل الذي صنع معجزة السلام في الشرق الأوسط في أرض السلام فإذاً فقد ضمن شيئا وبالتالي فالضغوط شديدة جدا. من الناحية الثانية غريبة جدا أن هيلاري كلينتون أيضا وزيرة الخارجية الأميركية تحاول بجهد حثيث أن تحل المشكلة وربما أن هي عندها أغراض أنها تتصور أنه وقد لا يطمئن الحزب الديمقراطي إلى ترشيح الرئيس أوباما مرة ثانية لمدة ثانية فقد تكون لديها هي فرصة للرئاسة تترشح ثاني أو قد تكون قدامها فرصة لتغيير موقعها من وزيرة خارجية إلى نائبة رئيس ورغم أنها صرحت قالت إن وزارة الخارجية هي آخر منصب عام سوف تتولاه وأنه بعد كده مش حتعمل حاجة ثانية لكن أنا أظن أنه لا يزال حلم البيت الأبيض موجود مسيطر على أسرة كلينتون كلها، ففي محاولة حثيثة جدا لحل المشكلة في هذا العام وهي باينة جدا قدامي في الوثائق سواء لتصفية القضية الفلسطينية أو سواء للأغراض الانتخابية، حاجة واضحة قدامي مثلا الرابعة في الوثائق أنه على وجه اليقين العدو هو إيران وأن العدو الرئيسي في المنطقة هو إيران وأن كل أخطار أخرى كلها تلاشت وأن الباقي الخطر الباقي هو إيران وجزء من رغبة ضرب إيران أو الاقتراب من إيران أو تصفية الأوضاع الموجودة في إيران مهما تكن التسمية التي نريد أن نستعملها متعلق بأن الدول العربية كلها تتعاون وتتعاون دون محاذير وكل اللي موجود أن بعض الناس بيقولوا والله له نستطيع أن نتعاون بلا قيود والقضية الفلسطينية معلقة فصفوا لنا القضية الفلسطينية وإذاً فنحن على استعداد للتعاون في موضوع إيران، فالخطر هو إيران وأظن أن جزءا كبيرا جدا مما يبدو من تحركات لحل القضية الفلسطينية فيه أيضا رغبة في إعفاء بعض الدول العربية من حرج أن تتحرك ضد إيران أو تساعد في الحركة ضد إيران بينما القضية الفلسطينية معلقة وهذا أيضا واضح. الحاجة الخامسة أن القوة الفاعلة الذي يضع جدول الأعمال في المنطقة الحقيقة يعني وبوضوح كده في المنطقة محليا يعني بين الأطراف المحلية هو إسرائيل وأن الباقي كله هو ردود فعل على ما تفعله إسرائيل سواء بالموافقة أو بالممانعة بصرف النظر عن أي حاجة ثانية لكن هذا أيضا كل هذه الحقائق واضحة جدا في.. الحاجة السادسة في مجموعة الملاحظات السبعة الإستراتيجية الأساسية أن الوثائق كلها تلاحظ في العالم العربي أن دور الجيوش ودور العسكريين في المنطقة يتراجع لصالح دور البوليس وضباط البوليس وهذه ملحوظة جدا في هذه الوثائق، بما أن المخاطر كلها لم تعد.. الأمن القومي للدول العربية -وهذه واضحة في الوثائق- لم يعد متعلقا برؤية معينة وإنما متعلق تحول إلى أمن الأنظمة في الواقع إذاً فإن أمن الأنظمة لا يحتاج قوي إلى الجيوش ولكن يحتاج بالدرجة الأولى إلى الأمن الداخلي وهنا واضح في كل الوثائق بصفة عامة كده وأنا أبص عليها على عرض الأفق زي ما بيقولوا الجيوش دورها بيتراجع العسكريون اللي كانوا في الستينات مثلا أو في الخمسينات أو في مراحل سابقة دورهم بارز والجيوش هذا الدور يتراجع إلى الخلفية وواجهة الصورة يبدو فيها عنصر الأمن ورجال الأمن ظاهرا أكثر من أي شيء موجود. الحاجة الباقية بعد كده هي أنه في باستمرار نقطة خلاف وهي واضحة في كل الوثائق في نقطة خلاف، هذه النظم الموجودة في العالم العربي والمقتربة من أميركا بأكثر مما هو صحي في رأيي لعلاقات سوية ومستقيمة تشهد توترات في بعض الأحيان لكن هذه التوترات غريبة جدا تستحق أن تدرس لأن هذه التوترات مرجعها إلى وضع غريب قوي، هذه النظم بتدي الولايات المتحدة ما تريده إستراتيجيا وفي مقابل هذا لا تريد للولايات المتحدة أن تتدخل في الشأن الداخلي لأحوالها في الداخل وينشأ نزاع أنا شايفه في كل الوثائق، منشؤه إيه؟ منشؤه أن الولايات المتحدة الأميركية بتقول إيه؟ بتقول كويس أنتم بتؤدون خدمات إستراتيجية لنا وإحنا ده بنقدره والحاجة الثانية أن الشأن الداخلي شأنكم أنتم ونحن لن نتدخل فيه لكن نحن نرى في بعض الأحيان -وهنا المشكلة تنشأ- أن ما تفعلونه في بلادكم قد يؤثر على مستقبلكم فيما نرى ونحن حريصون عليكم وبالتالي فنحن ننصحكم بأن تتعدل وتنصلح بعض أحوالكم لكي نستطيع أن نطمئن إلى أوضاع صداقات دائمة في المنطقة نطمئن إليها ونتعاون معها، والمشكلة أن إحنا العالم العربي في أكثر من مكان منه نرد على هذا بأنه لا ما لكوش دعوة بالموضوع ده هذا موضوع يتعلق بخصوصيتنا يتعلق بتراثنا يتعلق.. ويتردد تعبير كثير قوي في تعبيرات كثيرة قوي ترددت في الفترة اللي فاتت، تعبيران بالتحديد في الوثائق موجودان كلها عن الأفعى في إيران وقطع رأسها وعن أهل مكة أدرى بشعابها، سيبونا نعمل في الداخل ما نشاء إحنا نعرف، وهذا برضه في الوثائق يشير في حالات كثير جدا إلى نفس اللي عمله شاه إيران محمد رضا بهلوي لأن الأميركان تعبوا جدا في موضوع إيران وكانت بتقال فيه نفس الحجج، الشاه بيخدم المصالح الإستراتيجية الأميركية وينفرد بالداخل ويعتقد أن هذا حقه لكن انفراده بالداخل ينشئ مشاكل تقلق منها الولايات المتحدة حتى عليه هو فتحاول تراجعه فهو بدعوى الاستقلال وبدعوى استقلال الإرادة والخصوصية الخاصة والثقافة الخاصة يقول لهم مالكمش دعوة لكن المشكلة أنهم في الآخر المسائل اختلفت أن هم في الآخر ساءت أحواله جدا بحيث لم يستطيعوا إنقاذه وهو أيضا تصور أنهم تخلوا عنه ولم يتدخلوا بالقدر الكافي والأميركان يتصورون أن أصدقاءهم في المنطقة، وهذا أيضا برضه واضح في الوثائق كلها لأن هذه الوثائق تحتاج إلى قراءة اللي عاوز يقرأها علشان يبقى يأخذ معلومات كثير زيادة آه حيلاقي معلومات كثير قوي لكن هذه المعلومات معظمها في مجال.. ما هواش العمق البعيد في الإستراتيجيات الكبرى وفي الأسرار الحقيقية لما يجري أو ما يمكن أن يجري لكن نموذج الشاه موجود وهو متكرر، ده فيما يتعلق بالرؤى الإستراتيجية الأساسية كما تبدو في الوثائق.

الصورة البانورامية للعالم العربي كما تبدو في الوثائق

محمد حسنين هيكل: الوثائق بتبدو فيها كمان مسألة مهمة زي ما قلت إن فيها بانوراما في صورة عريضة جدا للأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية في صورة غريبة قوي بتترسم، وأنا قلت إنه يعني أنا قضيت وقتا طويلا جدا مع الوثائق اللي كنت معتقدا أنها بالنسبة لي وبالنسبة لأي مشتغل بالعمل العام وبالصحافة وبالإعلام وبالتفكير في المستقبل مسألة مهمة جدا وقرأتها قراءة يعني متأنية، الوثائق زي ما كنت أقول لم تعطني جديدا كبيرا جدا يعني أستطيع أن أقول آه أنبهر به لكن إدتني، ما أبهرني فيها ليس وقع هنا أو وقع هناك لكن ما أبهرني فيها أو ما شدني إليها بالدرجة الأولى هو عرض الصورة التي تعطيها وتقدمها سواء من ناحية الحقائق الإستراتيجية التي تتبدى من خلال السطور أو من ناحية الصورة البانورامية أو الصورة العريضة جدا التي ترسمها. في الصورة العريضة أنا برضه يعني أظن أنه في قراءتها في مجموعة حقائق في مجموعة مشاهد مهمة جدا في ظني، أقول مهمة في دلالاتها في ما تعنيه، الحاجة الأولانية أول حاجة أنه تقريبا كل بلد عربي في أسرة متحكمة أو مالكة متملكة وأقول بمعنى الملكية وليس بالمعنى الدستوري والقانوني للملكية بصرف النظر عن نظم الحكم بصرف النظر عما تقوله الدساتير لكن في نموذج في نمط أساسي وهو أنه في عائلة وفي أصدقاء عائلة وفي أنصار عائلة وفي أقرباء عائلة وأصدقائها وهذه هي مجموعة القوى، الحاجة الثانية أنه في كل البلاد العربية في محاولة توريث تحت أي اسم وبأي صيغة وأنه -وده طبيعي- أنه إذا كان المنطق هو منطق العائلة منطق الحاكم هو منطق الأسرة إذاً فمنطق التوريث هو النتيجة الطبيعية وهذا مفهوم، ممكن مفهوم جدا ومتسق. الحاجة الثالثة أن -وهي مزعجة جدا- أنه تقريبا جزء كبير جدا من الحيوية وحيوية الثراء وحيوية فائض الإنتاج وحيوية أشياء كثير جدا في الثروة بتؤول إلى هذه المجموعات إلى درجة أنها تكاد تكون، أنا أقول أوليغاركي، أقول التعبير أوليغاركي اللي هي تحالف سلطة ومال لكن التقارير اللي قدامي تردد فيها أكثر من مرة وأنا توقفت أمامها ولازم أقول إنها وجعتني وجعا أحسيت بوجع لأن كلمة المافيا ترددت في التقارير وصف عصابات المافيا تكرر في التقارير أكثر من مرة وبطريقة يعني أنا أقول مزعجة جدا. الحاجة الرابعة أنه في مستوى معيشة خرافي بتعيشه هذه النخب وأن هذا في رأي السفراء الأميركان وهم يصفون، الغريبة جدا، هو إحنا عندنا.. أنا عارف وثائق الخارجية المصرية وعارف وثائق الخارجية في بعض برقيات السفراء في بعض السفارات العربية تقريرية معتمدة تقريبا على اللي في الصحف لكن التقارير في العالم كله بتصل في التحليل وبتصل في رسم الصور لكي تعطي صانع القرار أينما كان تعطيه بعدا إنسانيا في صنع الخبر وفي صنع القرار بعدا إنسانيا واسعا جدا وبالتالي تفاصيل كثير قوي وصور إنسانية مدهشة يعني والحضور في عزومة في حفلة في مأدبة سواء خاصة أو عامة ملفت للنظر لأن السفير الأميركي اللي قاعد قاعد يصف بالتفصيل حتى عدد الأطباق التي تقدم وأنه يدهشه جدا أنه في بعض المآدب قدمت له عشرة أطباق، وده متكررة مش واحد بس مش سفير واحد في منطقة واحدة ولا سفير واحد في عهد واحد أبدا هذه متكررة في مستوى من الحياة يصفه بعض السفراء في التقارير مش بس أنه opulent مش بس أنه في أبهة لا لزوم لها لكن يصفه بأنه vulgar بذيء، وهذه محزنة أيضا. الحاجة الغريبة قوي أن.. طبعا هذه أوضاع لا يمكن أن تمسك بها إلا قبضة بوليسية قوية وكثير قوي من السفراء والسفيرات الأميركان في كل حتة -على فكرة المنطقة فيها كذا سفيرة أميركانية مش بس سفراء يعني وأنا ما أعرفش ليه بيجيبوهم مرات حتى في بلاد لا تحتمل أن يبقى في سفراء ستات بطبيعة الأحوال الموجودة فيها هذه البلدان- لكن في بهذه الأوضاع كل السفراء والسفيرات بيلاحظوا أن هنا القبضة البوليسية ضرورية جدا لكي يمكن الاحتفاظ بهذا الأمر الواقع بهذه الطريقة. الحاجة السادسة اللي بيلاحظوها السفراء كلهم أنه في محاولات لتلطيف الردع أن قوة البوليس في الغالب لا بد أن وهي تحاول أن تؤمن أوضاعا من الصعب جدا المحافظة عليها فقوة البوليس لا بد أن تساعدها أشياء أخرى وهنا تدخل وسائل التلطيف سواء بوسائل المال أو وسائل الإعلام أو الإلهاء أو بشكل أو آخر إشاعة فكرة الرضا بالمقسوم والحظوظ وإلى آخره يعني. الحاجة السابعة أن وهذه.. أنا نفسي أن ناس كثير قوي يقرؤوا الوثائق دي خصوصا من المتنفذين يقرؤوا هذه الوثائق ويدوها وقتا لأني أعتقد أنها تساعدهم كثير جدا حتى في استعادة شيء ضائع، بعض الوثائق وأنا عايز أقول بعض التقارير مكتوبة بلهجة فيها استهانة، الوصف أنا مستعد أقبل به لكن لما يتحط التحليل ويبقى فيه نبرة سخرية فيه نبرة sarcasm في نبرة سخرية لا يمكن حد يخطئها وهو يقرأ مرات كثير جدا في الوثائق فأنا نفسي قوي أن بعض المتنفذين يقرؤوا هذه الوثائق لكي على الأقل يستطيعوا أن يراجعوا ربما ما يقولونه أو يتصرفون به قدام الناس. نمرة سبعة اللي كنت أتكلم فيها أقول إن هؤلاء السفراء كلهم بيقولوا إن فكرة الدولة أو ما كان تبقى منها تلاشى في معظم الدول العربية وأن الباقي موجود وفي غياب شرعية -وكلهم مجمعون أن الشرعية غائبة- أن القانون في المنطقة بقى مجرد نص تحكمي والكلام على القانون لا يؤثر فيهم إطلاقا ولما بيسمعوه مرات من بعض الناس لما يروح سفير أو سفيرة تشتكي في شيء فيقال لها القانون وهي أو هو يكتب عن الرد اللي سمعه ويتكلم يجيب سيرة القانون ثم يشير إلى أن الشرعية ضائعة والقانون بهذه الطريقة يبقى نصا تحكميا، أنا أعتقد أنه قد تكون القراءة مفيدة جدا لبعض الناس. الحاجة الثامنة النقطة الثامنة أنه نتيجة ده أن الحكم نتيجة غياب الشرعية أن الحكم في معظم البلاد العربية والحكومات في معظم البلاد العربية أصبحت أجهزة تسيير شؤون، تسيير شؤون بمعنى أنه تسيير ما هو جاري تسيير الأمور بما هو جاري هذه قضية هذه لا تكفي لأن هذه تسيير الأمور ومواجهة الطارئ منها بعمليات إسعاف سريعة جدا أنا أعتقد أن هذه باينة قدام العالم هي قيمة بعض قيمة هذه الوثائق أنه نحن لما أي حد أي طرف يعمل يتصرف كما يشاء وينسى أنه مكشوف أمام العالم وينسى أن العالم يراه وينسى أنه يحتاج إلى هذا العالم إذاً فهو محتاج إلى أن يراجع يعني محتاج حتى.. يعني أنا قد أكون مختلفا مع كثير قوي من اللي أقرأه لكن حتى أنا أشعر لكرامة الانتماء انتمائي، ما هو حأروح وحآجي أنا موجود في هذه المنطقة في هذا العالم العربي أنا وغيري موجودون في بلادنا وموجودون في أوطاننا وموجودون وسط أمتنا ونحن أنا وغيري وكثير قوي حريصون أن الأمور لا تكون بهذا الشكل وأن الناس تراجع تقرأ الوثائق هذه بصرف النظر عن قراءة أي حد لكن هم يقرؤوها كدرس قد يعلم شيئا لأن التقارير على سبيل المثال وأنا شايفها كثير قوي في تقارير بتقول تقريبا أن تسيير الأمور، الحكم في الوقت الحالي أصبح هدفه في معظم البلاد العربية تسيير الأمور لكي لا تتعطل ولا تتوقف الحياة ولكي لا تواجه الأمور لحظة انفجار لا أحد يريدها فيعني أنا قد أقول إن هذا وضع ينبغي أن يعالج.

[فاصل إعلاني]

محمد حسنين هيكل: الحاجة الثالثة أن في إجماع تقريبا على حاجة أنا قلتها في حديث سابق مع الأستاذ كريشان وهي أن بحر السياسة جف والغريبة جدا أنه لأنه إذا كانت السياسة هي يعني جوهر السياسة هو إدارة الحق العام إدارة المصلحة العامة فإذا توقفت الأمور إذا توقفت المصلحة العامة وإذا توقف الحق العام ولم يبق إلا المغانم الشخصية فكرة الحكم كلها تروح فكرة السلطة كلها تروح خصوصا إذا كان في ضرورة تقدم. الحاجة العاشرة وبيلاحظوها برضه أنا أشرت لها أن ظهور -وهذه نقطة يلحون عليها كثيرا جدا- ظهور الأمن ظهور عنصر الأمن الذاتي أو الشخصي أو المباشر للأنظمة وليس للأمن القومي، غياب الأمن القومي. وأنا أظن أنه هنا يعني قد تكون.. أنا حأقف في وثائق ويكيليكس لأني قد أكون استطردت فيها بأكثر مما هو لازم لكن أنا أتمنى أن هذه الوثائق تقرأ على مستوى صنع القرار في مصر وتقرأ ليس من باب الفضول ولا من باب معرفة الأسرار ولا مين قال إيه علي ولا مين قال إيه على الثاني ولكن من باب أن يستفاد بها لأنه زي ما كنت أقول ما فيهاش حاجات earth shocking ما فيش حاجة بتهز الأرض ولا حاجة بتزلزل ولا حاجة تعمل تسونامي لكن فيها البانوراما العريضة اللي فيها أنا أعتقد أنها مزعجة جدا.

آفاق استفتاء السودان ومشكلة مياه النيل في مصر

محمد حسنين هيكل: حأنقل لموضوع ثاني، الموضوع الثاني ما طرأ بعد حوارات لندن وهو استفتاء السودان، الاستفتاء في السودان موضوع له أكثر من شق له أكثر من جانب، الجانب الأول أنه -وأنا أتكلم هنا حتى من منظور مصري- في بلد عربي شقيق ومجاور وهو مهم جدا لنا وهو السودان وفي ما يمكن أن يتعرض له هذا البلد ونحن مقبلون على لحظة حرجة جدا، 9 يناير اللي جاي يعني بعد كذا يوم من دلوقت. في احتمالين في احتمال استفتاء بوحدة وهذا أنا أظنه مستبعدا وفي احتمال أن الاستفتاء سوف يكون بالانفصال وهذا هو الوضع تقريبا شبه المؤكد وفي هذا الوضع شبه المؤكد أيضا في احتمالين في احتمال الانفصال وأن تجري الأمور بهدوء وفي إطار الاتفاق بالتراضي وفي احتمال أن تنشب حرب أهلية، في احتمال أن الأمور تتعقد بحرب أهلية وهذه نحن هذا البلد مصر يعني و لا العالم العربي كله يستطيع أن يقف منها موقف المتفرج. بالنسبة لمصر بقى في تعقيد مهم جدا سوف يطرح مشكلة سابقة، هذا التعقيد أنه عندما تقوم حكومة جديدة في جنوب السودان حكومة جنوب السودان -ما أعرفش حيسموها إيه هم، حتتسمى إيه- لكن عايز أقول إن هذه الحكومة سوف أول حاجة حتعملها أنها -وهذا موجود بند موجود ومن الغريب جدا أن ما حدش التفت له بقدر كاف- بند موجود في المفاوضات وهو إعادة الاتفاق على تقسيم حصص النيل مياه النيل المخصصة للسودان لأن في جنوب حيبقى عايز حصصا وفي شمال حيبقى عايز حصصا وهذا من شأنه أن يعيد طرح اتفاقية مياه النيل مرة ثانية، هذه نقطة في منتهى الخطورة وأنا لا أظن أن إحنا مستعدون لها في هذا البلد، قضية مياه النيل كانت قضية مطروحة باستمرار في الفترة الأخيرة لأن هذه قضية حيوية جدا بالنسبة لمصر جدا جدا، أنا أعتقد أنها أهم قضية يعني هي وقضية الوحدة الوطنية في هذا البلد هما القضيتان الرئيسيتان والأمن القومي الحقيقي له بمعناه الاجتماعي والاقتصادي والحياتي متعلق بالمياه وبالوحدة الوطنية، في أمن آخر متعلق بأي تهديد خارجي وده في الشرق لكن هذه قضية ثانية. فيما يتعلق بموضوع المياه وهو موضوع ما فيش ما.. ليس في مصر مصدر آخر غير مياه النيل للحياة كلها سواء في زراعة في صناعة في الشرب، كل حاجة، وهو مصدر واحد هو مياه النيل، مياه النيل كان باستمرار هي بتخضع.. قبلها زمان ما كانش في حاجة لتنظيم حاجة كنا بنروي بالحياض وكانت بتيجي المياه بتغمر وما حدش كان بيتعرض، في العصر الحديث نشأت أشياء كثير جدا نشأت أوضاع طبيعي بطبيعة الأمور الري المنظم وبناء الخزانات وثم جاء بناء السد العالي بالطريقة اللي بيحجز فيها المياه، لكن كان في باستمرار من أول سنة 1929 في اتفاقية عملوها الإنجليز وأنا أعتقد أنها أحسن خدمة بالنسبة لنا يعني أنا شخصيا أنا أشعر بامتنان كبير جدا لكل الإنجليز من ناحيتين في حاجتين فيما يتعلق بمياه النيل، الحاجة الأولانية بالدراسات الهائلة اللي اتعملت فيما يتعلق بالنيل وأهمها دراسة الدكتور هيرست وهو من أهم مهندسي النيل في رأيي وكتب كتابا من 31 جزءا، ثلاثون جزءا أساسيا وجزء فهرسي، وأنا أعتقد أن هذا من أهم المراجع. لكن الحاجة الأولانية أنهم درسوا لنا حركة النيل وأمكن أن يبقى في بداية لمتابعة حركة النيل على طريق علمي وأساسي، والحاجة الثانية أنهم اعتبروا، عرفوا يمكن لأسبابهم الخاصة في ذلك الوقت لأن مصر كان مطلوبا تبقى هي في واقع الأمر مزرعة القطن الرئيسية بالنسبة للإمبراطورية، فالحقيقة أن الاتفاقية راعت ظروف مصر وبالتالي إدتها سمحت لها بحصة معقولة حصة كبيرة لأنها كانت البلد كمان هي البلد اللي عند المصب، باستمرار البلدان القريبة من المنابع أحوالها مؤمنة لكن البلد اللي عند المصب في خطر خصوصا إذا كان عند المنابع أو دول حوض النيل سبعة أو ثمانية زي ما هو حاصل في حالة النيل، هذا نهر معقد جدا واتفاقية مياه النيل اللي حطوها الإنجليز في ذلك الوقت واللي إحنا صدقت عليها وزارة محمد باشا محمود سنة 1929 أنا أعتقد أنها عملت حاجة مهمة جدا في تأكيد الحقوق المصرية وإحنا فضلنا متمسكين بها قوي جدا، لكن ده كان موجودا في عهد الإنجليز، لما خلص عهد الإنجليز وجاءت حركات الاستقلال كان النفوذ المصري الناشئ عن مساندة الثورة المصرية لحركات التحرر الإفريقي بيغطي كل شيء فيما يتعلق بوجودنا في إفريقيا وعند مناطق المنابع في أوغندا وفي كينيا وحتى في إثيوبيا اللي ما كانتش خاضعة للحكم الإنجليزي في وقت كثير قوي وقت الاتفاقية على أي حال وكانت بشكل أو آخر تحت النفوذ الإيطالي أو قريبة من النفوذ الإيطالي حتى ولو لم يكن الغزو قد حدث بعد لأن الغزو جاء بعد كده الغزو الإيطالي جاء بعد كده المسلح سنة 1934، 1935 لكن في بشكل ما اتفاقية وضعت لكن مصر أقول مصر لما جاءت ما كانتش محتاجة اتفاقية مصر في مرحلة من المراحل نفوذها وحده موجود في إفريقيا كان لا يدعو أحدا للمطالبة بمراجعة الحصص جانب أن كمان من باب الإنصاف أنه في ذلك الوقت ما كانش في التكنولوجيا الكافية لكي يتقدم أحد ويهدد مياه النيل اللي جاية لنا، لكن اللي حصل بعد كده حصل عدة حاجات، الحاجة الأولانية اللي حصلت وأنا أعتقد أنها خطرة جدا أن السياسة التحررية اللي عملتها مصر في مرحلة معينة مساهمتنا في إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية دورنا في حركات التحرر الإفريقي بشكل أو آخر توقف، بشكل أو آخر وأنا مش عايز أخش في هذا الموضوع مش عاوز أخش في تفاصيل ولا ألقي اللوم على أحد لكن اللي حصل أنه انتهى بشكل ما، ثم أننا دخلنا في إشكالات كثير مع السودان خصوصا بعد -مع الأسف الشديد- محاولة اغتيال الرئيس مبارك -الحمد لله لم تنجح- في إثيوبيا لكن بعدها دخلت علاقتنا مع السودان في.. هي الحقيقة كانت دخلت قبل كده في وقت ما دخلنا إحنا في مغامرات في إثيوبيا وفي الصومال، في إثيوبيا لأننا بنعادي منغستو هيلامريم وبنعتبر نظامه شيوعيا وبعدين دخلنا في صراع إثيوبيا مع الصومال على الأوغادين في القرن الإفريقي ودخلنا في الصراع الإفريقي مع أنغولا وصراعات في إفريقيا أنا حقيقي مش فاهم لها معنى لأنه كانت سياسة مصر الثابتة دائما سواء في العصر ما قبل الثورة في العصر الملكي أو عصر الأحزاب أو إلى آخره أو في عصر الثورة أنه ليس هناك بصرف النظر من يحكم في أي حتة نحن في إثيوبيا لأنه في مسألة مهمة جدا، مياه النيل اللي بتجيني الثلث منها تقريبا جاي لي من الجنوب من أوغندا، كينيا، المنابع الجنوبية من بحيرة فيكتوريا وما حولها، لكن في الثلثين منه تقريبا، تقريبا 52%، 53% منه بيجي لي من إثيوبيا من الفيضان هو ده اللي بأقدر أحجز منه مياها، فإثيوبيا يحكمها شيوعي يحكمها ملك يحكمها إمبراطور إحنا باستمرار كان تقليدا ثابتا أن علاقتنا بها لا ينبغي أن تتأثر، فبدأ أول مرة تأثرت وبعدين تأثرت بعد محاولة الاغتيال ودخلنا في حاجات أنا أعتقد أنه لم يكن لها لزوم لأنه يمكن في رغبتنا أن إحنا زعلانين من الشمال من الخرطوم ساعدنا في الشمال بالسلاح، أنا واحد من الناس اللي ضد المساعدة بأسلحة إلا لدول ولدول مستقرة ولدول ليست في حروب أهلية لو كنا عاوزين نساعد ونقدر نساعد ولو أن أنا أفضل قوي البعد عن مساعدات السلاح لأنه مش معقول بلد زينا داخل في قلب إفريقيا أنه مهما كانت الأوضاع مش.. ما هواش بائع سلاح هو في حاجة ثانية في علاقات عنده، إسرائيل ممكن تبيع سلاح إنجلترا وفرنسا وأميركا ممكن يبيعوا سلاحا لكن مصر ما تبعش سلاحا، لكن على أي حال تورطنا في أشياء قد لا يكون لازمة لها لكن المشكلة إيه؟ المشكلة أن إحنا تورطنا في هذا كله تحت وهم أن حقوقنا في مياه النيل لا تمس تحت تأثير أوضاع قديمة نحن اطمأننا إليها طويلا ورضينا بها وكانت مرضية على أي حال، فضلنا معتقدين أنه ما فيش خطر المسائل ما فيش حاجة وتركت المسائل لوزارة الري وحصل بشكل أو آخر وأنا مش بألوم حد أبدا إطلاقا يعني لأنه مش هدفي أن ألوم لكن اللي حصل أن إحنا.. أنا سمعت مرات أنا مرة في مكتب أحمد إمبو وهو كان في ذلك الوقت مدير اليونسكو في باريس لقيت واحدا من الوزراء الأفارقة بيسألني بيقول لي إيه جرى للوفود المصرية اللي بتروح تتفاوض في مياه النيل؟ إيه جرى للمندوبين لا هم محضرين ملفاتهم ولا هم مستعدين ولا هم فاهمين حاجة. إحنا باستمرار كان عندنا فكرة أن المفاوضين المصريين والممثلين المصريين على درجة كبيرة جدا من الكفاءة لكن المستوى اللي إحنا بنشوفه الحقيقة بيخضنا، إيه حصل إيه في مصر؟ لما أنا رجعت هنا سألت في بعض الجهات اكتشفت حاجة غريبة جدا ضمن أشياء أخرى، اكتشفت أن وفودنا اللي بتروح في إفريقيا في مفاوضات مياه النيل بتروح بالتناوب علشان بدلات السفر لأنه في المرة دي يبعثوا فلانا وفلانا وفلانا في المرة الثانية يبعثوا فلانا وفلانا لأن عليهم الدور، نتيجة ده الناس بتروح مش متابعة ما فيش تراكم، الملفات مش محضرة الناس.. ده في موضوع مياه النيل! وأظن أن في غيري تنبه في ناس كثير قوي تنبهوا لهذا الموضوع وفي ناس كثير قوي تكلموا سواء في وزارة الري أو تكلموا في وزارة الخارجية أو تكلموا في المخابرات ولفتوا النظر إلى أنه في مسألة كبيرة جدا بتحصل وأنه في حاجة في اطمئنان إلى أوضاع لم تعد موجودة وفي استهانة بمخاطر أصبحت متحققة لأنه في تكنولوجيا ممكن تحول، أخيرا أنا أقلقني جدا مثلا أنا لقيت في إشكال بيننا وبين إثيوبيا وأنه إحنا متصورين أن زيناوي بيقول حاجة قال حاجة ماهياش ملائمة بالنسبة لنا أو بتضايقنا وإحنا دخلنا في حملة معه وبعض الناس لوحوا بالقوة العسكرية، وأنا عايز أقول -وهذه مسألة مهمة جدا- إن القوة العسكرية غير قابلة للاستعمال فيما يتعلق بمياه النيل، ببساطة هذا في قلب إفريقيا مهام لا نستطيع أن نصل إليها مهما كان القوات اللي عندنا لا نستطيع لا طيارننا عندنا مدى الطيران ولا عندنا مدى الصواريخ و لا عندنا مدى المدرعات، ما يمكنش حرب، ده حتى لو أنا استهترت بحرمة الدم واستهترت بأشياء كثير جدا بمصالح وبعداوات لا يمكن أن تحدث ولا يمكن أن نسمح بها في موضوع مياه النيل حتى لو نسيت هذا كله التهديد لا ينبغي والغضب من إفريقيا ومن زيناوي لا يليق ما يمكنش، أنا يعني ما يهمنيش زيناوي في حد ذاته أنا مالي وماله ولا.. إثيوبيا آخ بلد عزيز علينا وجار لكن أنا هنا في إثيوبيا عندي مصالح حيوية لا تحلها -وعاوز أقول بوضوح كده- ما يحلهاش حكاية وفد يروح ويقعد يوم ويجي ثاني يوم وثالث يوم والكلام الفارغ ده كله يعني، لا تحلها محادثات تلفونية مع احترامي للقائمين بها، هذا موضوع يحتاج إلى شيء أكبر من هذا جدا وأنا شخصيا واحد من الناس اللي مستعدين يتقدموا باقتراح في هذا الموضوع وأقول فيه إنه تعالوا نفصل بين حاجتين نفصل بين موضوع منابع مياه النيل وما يجري عليها لغاية ما المياه تصل للسد العالي وهذه مهمة سياسة، وفي موضوع فني يتعلق بوصول المياه من أول السد العالي إلى حيث نطلبها في داخل مصر سواء في الصعيد أو في الدلتا وهذا موضوع فني وأقترح أنه في الموضوع السياسية ولأهميته ولعجلته خصوصا وسوف يطرح الموضوع بعد الاستفتاء مباشرة بعد الاستفتاء في جنوب السودان سوف يطرح هذا الموضوع لأنه متعلق بتقسيم المياه بين بلدين السودان انقسم بلدين أو حينقسم بلدين فهذا موضوع على الأفق فلا بد أن يكون هناك حد مسؤول سياسي بدرجة نائب رئيس وزارة وزير دولة لكن يدخل أو يختص أو يتابع الموضوع السياسي لغاية أضمن وصول المياه بترتيبات مستمرة ودائمة تطمئن هذا موضوع وفي موضوع الري التوزيع هنا في الداخل ده موضوع يعني مقدور عليه في الداخل وهو موضوع فني وهندسي. بقي..

عن الانتخابات المصرية ورهان الخوف

محمد حسنين هيكل: حأسيب موضوع مياه النيل ومع الأسف ما عنديش وقت أتكلم في الموضوعات الثانية ولو كان الأستاذ كريشان موجودا كان حيقاطعني ويفكرني أن الوقت قارب أن ينتهي وأنا أعتقد أنه قارب أن ينتهي وكنت عاوز أتكلم على موضوع الانتخابات، موضوع الانتخابات أنا قلت الانتخابات في حد ذاتها مش هي الموضوعات، الانتخابات حصلت بعد جئنا من لندن وأنا أعتقد أن هذه الانتخابات أن هي في حد ذاتها لا تعنيني كثير قوي وعايز أقول إنه أولى من هذه الانتخابات أنا أترجى حاجة واحدة بس، في أوضاع حتتغير غصبا عني وغصبا عن أي حد بحقائق الطبيعة في أشياء بتتغير، أشياء بتتغير ولازم تتغير الحقيقة يعني وليس عيبا أن تتغير وفي أشياء جديدة لكنها ليست مستعدة، وأنا أظن أن الرهان الأساسي الموجود في هذا البلد هو رهان على الخوف، أن العناصر القادرة على التغيير كلها والعناصر المستعدة للتغيير كلها وملايين الشباب في هذا البلد والقادرون على هذا العصر والعصر جاي كلهم قلقون جدا من سيناريو الفوضى، لا هم قادرون على التقدم ولا قادرون على عدم الاهتمام، ورهان النظام على التخويف بأنه إذا أردتم استقرارا ها هو، إذا أردتم تجديدا فأنتم داخلون في المجهول، هذا من فضلكم هذا الرهان على الخوف هذا تعليق المستقبل برهان على الخوف أنا أتمنى أنه لا لزوم له وأنه أحسن قوي نعمل انتقالا شرعيا والتأسيس لشرعية جديدة أظن أنه لا مفر منها. تصبحوا على خير.