لقاء اليوم 7-3-2008 / عايض القرني - لقطة عامة
لقاء اليوم

عائض القرني.. علماء الدين وضغوط أهل السلطة

يستضيف البرنامج الداعية الإسلامي عائض القرني ليحدثنا عن علماء الدين بين مطالب الجمهور وضغوط أهل السلطة، وتراجع تأثير تيار الصحوة السعودي على صعيد الخطاب وحضور الرموز.

– أوضاع العمل الدعوي والدعاة اليوم
– علاقة الحكام بالشعوب والدعاة بالحكام
– الموقف من القاعدة والعلاقة مع الغرب
– وضع العالم الإسلامي ومستقبله

علي الظفيري
علي الظفيري
عائض القرني
عائض القرني

أوضاع العمل الدعوي والدعاة اليوم

علي الظفيري: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحييكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج لقاء اليوم والتي نستضيف فيها الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور عائض القرني، مرحبا بك شيخ عائض وسعداء بوجودك في هذه الحلقة.

عائض القرني: حياك الله أخي وحيا الله الإخوة المشاهدين جميعا.


علي الظفيري: إذا ما بدأنا شيخ عائض في ما يتعلق بالعمل الدعوي وأوضاع الدعاة في عالمنا العربي والإسلامي اليوم، كيف تقيم دور وتأثير الداعية الإسلامي اليوم؟

عائض القرني: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه والموالاة، دور الداعي الآن والعالم أرى أنه أقل مما يحب أن يكون، هناك سلبية من الكثير من الدعاة ولا أنكر أن هناك إيجابية ودور كثير مؤثر لبعض الدعاة وبعض العلماء أما الغالب فأرى أنه يقف إما متفرجا أو متخاذلا منزويا عما يدور في الساحة الإسلامية وينبغي أن يشارك بالتصحيح وأن يشارك بالوعي وأن يشارك بالإرشاد وبإسداء النصح لأن انزواء أهل الفكر والرأي والعلم معناه أن نترك الساحة لمن لا يجيد تسيير الأمور أو للغوغاء وهذا الأمر مطلوب شرعا ومطلوب عقلا. إلى متى يتفرج علماؤنا ودعاتنا في الساحة الإسلامية أمام هذا التجاذب والصراع بين الشعوب وبين الحكام والموجهات؟


علي الظفيري: لماذا برأيك هذا الانزواء أو هذه الحالة من الابتعاد وعدم ممارسة الدور المطلوب للداعية الإسلامي؟

"
تكمن أسباب عدم ممارسة الدور المطلوب للداعية الإسلامي في إيثار بعض الدعاة وطلبة العلم للدنيا وانشغالهم، والخوف من الشرطة والحاكم
"

عائض القرني: لأحد أمرين، الأمر الأول إيثار الدنيا لأن بعض الدعاة وطلبة العلم صراحة انصرفوا إلى أشغالهم وإلى أمورهم وإلى مشاريعهم وهو غير المهمة الملقاة على عاتقهم. الأمر الثاني الخوف كثير من العلماء يخافون من الشرطة يخافون من الحاكم فهم آثروا السلامة وانسحبوا من الميدان لهذين السبيين.


علي الظفيري: السلطة، الحكم يريد من الداعية أن يكون قريبا منه ولينا مرنا، الجماهير تريد صوت الداعية عاليا مرتفعا منتقدا حادا. تعتقد أن هذا يشكل أزمة، يشكل وضعا صعبا للداعية اليوم خاصة الداعية الذي يريد أن يكون في موقف متوازي؟

عائض القرني: جميل، هذا السؤال خطير وقد عولج من زمان وحتى ابن خلدون ذكر بالمقدمة يعني بمعنى لفظ العصري يكون بين فك الشرطة وبين فك الجمهور.


علي الظفيري(مقاطعا): المطرقة والسندان شيخ.

عائض القرني(متابعا): نعم، فتجد أحيانا إذا أرضى الحاكم أغضب الجمهور وإذا أرضى الجمهور أغضب الحاكم. أرى كان يقول كما قال علي، "اعرف الحق تعرف أهله لا تعرف الحق بالرجال" أرى الإنسان يقول كلمة الحق المهذبة والمؤدبة ولا يحرص على أن يرضي البشر بل يرضي الله عز وجل. وهناك مجال في الإسلام أن الإنسان يكسب هذا وهذا، إذا كان بحكمة إذا كان ناصحا إذا كان مرشدا إذا أراد الله سبحانه في الدارالآخرة لا يلزم أن يصادم الحاكم وأيضا لا يصادم الجمهور أو لا يكون هو هدفه إرضاء الجمهور أو إرضاء السلطة، فإن هذا موقف فعله مجددون في الإسلام ونجحوا والحمد لله. وأيضا أمر آخر أنا أقول على العالم إذا خسر أحد الطرفين أن يكون عنده منهج وسطي معتدل بحيث يفهم الناس أنه صاحب مبدأ وأنه لا يريد استقواء طرف على طرف أو يريد إغضاب طرف على طرف وهذا الذي فهم على الله عز وجل االخطاب الديني أو الرسالة الشرعية.


علي الظفيري: التيار الصحوي لو تحدثنا في الإطار االسعودي، أنت كداعية سعودي كان له صوت يعني مقبول حدا من الجماهير في فترة من الفترات الآن يبدو أن جماهيرية هذا التيار تراجعت قليلا هل هذا التوصيف دقيق وحقيقي؟

عائض القرني: هذا لا له نوع كثير من الإصابة والسبب ياشيخ ترى عامل الزمن له دور يعني التكوبن التجربة المراحل ليست الدنيا كما تعرف التاريخ مرحلة واحدة وعمر في بعض الأشياء قال ذاك على ما نقضي وهذا على ما قضينا، نعم خف ذلك مثل الخطاب التهييجي خف واستبدل الآن الإرشاد والوعي والدعوة فيما نزعم أن يعني نحاول أن نستفيد أنا وأخواني من التجربة التي مرت وأنا أدعو من هذا المنبر إلى تطبيع معتدل بين السلطة وبين الشعوب الإسلامية بشرط الرفق من الحاكم والنصيحة والعدل من الرعية قبل ما ندعو إلى التطبيع من إسرائيل لماذا لا نطبع نحن بشعوبنا وبلداننا وحكامنا؟

علاقة الحكام بالشعوب والدعاة بالحكام

علي الظفيري: كيف تقيم العلاقة، علاقة الأنظمة الحاكمة أو الحكام العرب تحديدا مع شعوبهم؟

عائض القرني: ليسوا سواء وأنت تدرك أنها دول متعدة وأنها تختلف، يعني بعضهم قد يكون عنده لياقة للحوار يكون عنده قابلية وربما أخف ضغطا وبعض الأنظمة ترفض هذه، يعني بعض الأنظمة معروفة حتى أن الغرب ينادوها بالعقل وينادوها بالتؤدة لشعوبها يعني أظهرت بطولات على شعوبها كممت الأفواه وفتحت السجون، المعتقلات وأخطأت لكن هذا ليس حكما عاما، في عنا حكام يتفهمون ويسمعون من العلماء والدعاة وعندهم استعداد لفتح مجالات وفتح قنوات الحوار، أما دول أخرى فإن من هذا المنبر وغيره بل نحن بغض النظر أننا إسلاميون ودعاة يا أخي غيرنا ممن لا يحمل ديننا يطالبون هذه الأنظمة بالرحمة يقولون خافوا الله في شعوبكم خافوا الله في الرأي العام خافوا الله في حرية التعبير وهذا أمر معروف.


علي الظفيري: اقترابكم كدعاة شيخ عائض من الحكام من السلطة من النافذين في الحكم من أي مكان هنا وهناك، هل يعني بالضروة أن يستثمر أو أن يستغل هذا الداعية لحاجات أو رغبات هذه السلطة أو هذا الحكم هنا أو هنا؟

عائض القرني: والله يا أخي علي أنا أقول لك بصراحة وبتجرد وبشفافية، نحن في هذه المرحلة أنا وأخواني الدعاة قد اقتربنا حتى من صانع القرار إلى درجة أكبر رجل مسؤول في الدولة لأمور، أولا دولتنا ترى إسلامية وتعلن كذا أنها تريد تحكيم الشرع، طبعا لا ندعي أننا مثل أبي بكر وعمر أو أننا مثل الرعيل الأول لكنها نجتهد، فأننا رأينا أن هذا قد يكون أكثر في فئات يفهموننا كثيرا ونفهمهم أكثر وربما نفيد العامة من هذا الطريق، أما المطامع الشخصية فقد يجدها الإنسان في غير هذا المسلك أو هذا الطريق يعني زملاؤنا الذين انصرفوا إلى التجارة وإلى الأسهم عندهم شركة..


علي الظفيري(مقاطعا): أنا أقصد استثمار الحكومة لكم أنتم كدعاة؟

عائض القرني: أي نعم نحن وجدنا أن هذا الباب هو الصحيح، الآن مثلا تفتح القنوات يفتح الإعلام تفتح يعني المنتديات الجامعات..


علي الظفيري(مقاطعا): كانت مغلقة أمامكم؟

عائض القرني: يعني كنا لا نتستطيع أن نصل إلى هذه المواصيل التي وصلنا إليها، كنا نرى في خلال الخطاب التصعيدي الذي كان سابقا قبل عشر سنوات أننا نمنع من هذه المساحات، لكن لما أتت الثقة وجدنا أنهم يشجعوننا ويفتحون هذه المجالات فرأينا بالرأي بعد الاجتماع وبعد التدارس أن هذا هو الصحيح ما دام الدولة يعني جوانب الخير أكثر والشريعة يعني هي السائدة في الغالب ينبغي أن ننطلق ونتعاون على ما ينبغي.


علي الظفيري: يمكن القول إن التأثير متبادل بينكم وبين الحكومات؟ وأنا لا أتحدث عن حالة واحدة فقط أتحدث بشكل عام حينما يقترب الداعية من الحكم أو من السلطة أو من نظام الحكم في أي مكان، يكون التأثير متبادلا؟

عائض القرني: نعم، ينبغي أن تعرف أنك سوف تأخذ شيء وتعطي شيء لكن ليس على حساب العقيدة والمبدأ إنما تترك بعض المناطق الساخنة أنك ما تتعرض لها بسبب أنك لك مكاسب في دعاوي أخرى، وقد فعلها صلى الله عليه وسلم في بعض المراحل الدعوية وهناك أمثلة في التاريخ ولكننا نرى أن هذا الطريق يا شيخ بعد التجربة أنه يمكن أن ينفذ في بعض الدول العربية. وأنا بالمناسبة من هذا المنبر أقول على الجماعات الإسلامية أن تعيد قراءة التجربة الأولى أن تخرج الملفات السابقة ملفات التصادم مع الأنظمة الحاكمة وتدرس هل بالاستطاعة أن نغير الأسلوب الأول الذي وقع قبل أربعين أو خمسين سنة إلى أسلوب فيه حوار وفيه مرونة؟


علي الظفيري: هذه فيها جانب من البراغماتية شيخ، يعني في التعاون الإسلامي قد يكون جانب إيجابي ليس بالضرورة جانب سلبي؟

عائض القرني: يا أخي الدبلوماسية حتى في الدعوة يعني حتى الذكر حتى العيل، رسول الله  صلى الله علي وسلم دخل مكة قال "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن" وكان يوري عليه الصلاة والسلام _نحن لا نقصد النفاق_ يعني إذا رأيت أن هذا الطريق يمكن يوصلك برحابة إلى مبدئك وإلى دعوتك فأنت تسلكه. الآن يا أخي يطالبون كما سلف بحديثي بالتطبيع مع إسرائيل العدو، الرسول صلى الله عليه وسلم كتب حلفا بينه وبين اليهود في المدينة أول ما وصل صلى الله عليه وسلم للدفاع المشترك وموجود في سيرة ابن اسحق، الآن الحكام عندنا مثلا مسلمين وعندنا نحن معاصي وعندهم معاصي لكن يمكن ان نتساعد نحن وإياهم في مشروع إسلامي، نحن لا ندعي أننا في عصر النبوة معصومين عندنا خطأ، لكن هذا ترى أدى أخ علي بعد تجربة 20، 25 سنة نحن في الميدان وقرأنا ملفات الأخوة في الشام وفي مصر وفي المغرب العربي وجلست أنا مع بعضهم وكنا نقول يا أخوان ترى جربنا ما فيه الكفاية، هل يشترط في الداعي أنه لا يدخل الجنة حتى يدخل الزنزانة ويقطع ظهره ويشرد أهله وزوجاته؟ يا أخي ابن خلدون جاب هذا الحديث يقول الكثير من أهل الحسبة فعلوا حديث "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".


علي الظفيري: هل تعتقد أن تجربتكم أنتم كدعاة في السعودية تتميز تختلف كثيرا عن التجربة الأخرى في العالم العربي ولماذا؟

عائض القرني: نعم نحن نتميز بشيء، لا ندعي نحن أننا أفضل الناس وفي الناس في فضل كذا ولكن لطبيعة الحكم عندنا، لأن الحكم أعلن صراحة أنه يطبق الشريعة وفي البيعة خادم الحرم يقول أعاهدكم علنا أن أجعل الإسلام منهجي والقرآن دستوري بينما بعض الأنظمة العربية تعلن أن الإسلام ليس مصدر التشريع هو من مصادر التشريع، وبعضها تقصي هذا وتطبق طبعا الليبرالية والعلمانية مباشرة والقانون الفرنسي.


علي الظفيري: على ذكر الليبرالية، سهام الليبرالية موجهة تجاهكم شيخ عائض بحدة في غالبية وسائل الإعلام سواء في السعودية تحيددا أو بشكل عام في هذا الصراع الليبرالي الإسلامي، وكذلك سهام الدول في فترة من الفترات وأحيانا توجه ضدكم سهام الجماهير توجه ضدكم لأنها تطالبكم أحيانا بشيء أكبر قد يكون مما تستطيعون عمله، فالوضع يبدو صعبا جدا بالنسبة للدعاة.

"
الليبرالية خسرت الشارع في العالم العربي
"

عائض القرني: أنا باختصار في سطر أقول الليبرالية خسرت الشارع في العالم العربي وأنا باستقرائي ودخولي لأني دخلت الدول العربية في الغالب، وهذه المسألة يعني برقية سريعة. أما مسألة فالداعية مستهدف وأنا عبرت بقصيدة ثمانين بيتا عن هذا اسمها "القرار الأخير" فأنت الآن لن ترضي كثيرا من الساسة فهم يتعرضون لك لأنك قد تقول أشياء لا ترضيهم، الحداثيون يسمونك خارجي لأنك طبعا مطوع ملتحي تقدم الدين، الغلاة الذين يفجرون يسمونك عالم سلطة لأنك بديت تدخل على السلطان..


علي الظفيري(مقاطعا): القاعدة تحديدا..

عائض القرني (متابعا): القاعدة، أنك عالم سلطة، العامة يرون أنك اشتريت بآيات الله ثمنا قليلا. ما في يعني، أنت ترضي طرف تغضب الآخر لكن عندنا طرف وهو الواحد الأحد أنك ترضي ما بينك وبين الله ترضي ضميرك تعرف أنك أصبت أما أنك تنجو من السهام فلا لا تستطيع، فعليك أن تواصل الطريق وأنك ترضي ما بينك وبين الله عز وجل وإن شاء الله أن هذا في النجاح.


علي الظفيري: علاقتكم بما يجري اليوم في العالم الإسلامي في العراق وفي فلسطين وأيضا علاقتكم بتنظيم القاعدة كفكر وكعمل سنناقشها بعد فاصل قصير، مشاهدينا الكرام تفضلوا بالبقاء معنا.

[فاصل إعلاني]

الموقف من القاعدة والعلاقة مع الغرب

علي الظفيري: أهلا بكم مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة من برنامج لقاء اليوم ضيفنا اليوم الداعية الإسلامي المعروف الشيخ الدكتور عائض القرني. شيخ عائض القاعدة سحبت البساط يقال بهذه المواجهة الكبيرة التي قامت بها منذ فترة طويلة مع الغرب أنها سحبت البساط من الدعاة الآخرين ومن مشروعهم ومن كل ما يقدمونه اليوم للجمهور الإسلامي بشكل عام والعربي تحديدا، هل هذا دقيق؟

عائض القرني: أنا أرى مع احترامي أن هذا ينبغي يجب أن يعادل نفس الكلمة، قد يكون في أول الأحداث أول الضربات كسبت الشارع المضطهد الإسلامي المخذول المظلوم المغلوب على أمره لكن بعد ما تبينت الرؤى رأينا الخسائر التي دفعناها، الفاتورة التي سددناها من أعمال القاعدة الأعمال العشوائية يا أخي التي ما خدمت رسالتنا وشوهت ديننا بدأ الآن يفقهون الناس ويفهمون. عندنا استقراء في السعودية واستبيان 90% لا يؤيدون أسامة بن لادن والقاعدة، فالناس أدركوا يا أخي أننا دفعنا الثمن أكثر مما دفع الغرب، القتلى منا، الهدم في بيوتنا، أبناؤنا الذين يقتلون سواء العسكري الجندي أو سواء الشاب الذي يفجر نفسه، هل حررت الأرض؟ هل حميت العرض؟ هل طهرت المقدسات؟ هل أخرجت المحتل؟ هل ردت الهيمنة الأميركية؟ يا أخي أعمال هي صبيانية. وأنا بالمناسبة أقول اتقوا الله في الأمة، ارجعوا إلى العلماء وإلى العقلاء وحكموا الضمير، إذا كانت هذه الأعمال تجر علينا الويلات ونحن صبح مساء أصبحنا مدافعين اليوم محرجين، أنا يخبرني أساتذة وعلماء ودعاة سافروا الغرب يقولون يعني دفعنا من أعراضنا ومن راحتنا ووجدنا من الإيذاء والإذلال بسبب هذه الأعمال الصبيانية، مؤسسات دينية أغلقت كبرى أنت تعرفها.


علي الظفيري: القاعدة تعمل في بلدان محتلة كأفغانستان والعراق وتعمل في بلدان أخرى هذه البلدان ليست محتلة ولا فيها وجود أجنبي في فترة من الفترات في المملكة العربية السعودية الآن في الجزائر وفي بلدان أخرى، هل موقفكم من هذه الأعمال هو واحد ولا في اختلافات؟

عائض القرني: طبعا الحكم يختلف صدقت أنك ذكرت هذه محتلة وهذه كذا، لكن الذي انتهينا إليه الدعاة الذي أعرفه منا في السعودية مثلا أن العراق يبقى لعلماء العراق موقفهم من القاعدة وكذا لأن أهل الدار أدرى بما فيه وقابلت بعض الدعاة وهو الشيخ القرضاوي في اسطنبول الشيخ حارث الضاري وغيره فرأينا أن أهل الدار أعلم بما فيه وعلماء أفغانستان، لكن أنا في السعودية وفي الخليج أرى أن من المنكر العظيم والشنيع ومن الإجرام هذه الأعمال العبثية الغوغائية التي يحرمها الإسلام، يا أخي تفجر في الرياض وفي الكويت وفي الجزائر وفي المغرب وفي تونس على أي مشروع على أي هدف تفجر؟ من تقتل؟ من؟


علي الظفيري: طيب الشيخ حارث الضاري قال، القاعدة منا ونحن منها وأقر بما تقوم به القاعدة من أعمال مسلحة تجاه المحتل الأميركي كما يقول فبالتالي هل موقفكم الآن؟

عائض القرني: الشيخ حارث الضاري هو من القيادات مسؤول عن كلامه ومسؤول عن العراق، أنا أكلمك عن بلدنا عن تجربتنا يعني الجو الذي يعيش فيه يا أخي أن بإجماع العقلاء ما لاقيت عاقلا إلا ويحرم ويجرم هذا العمل لأننا وجدنا يا أخي من الأضرار ووجدنا من النكبات والويلات حتى أنني حاورت المنسوبين للقاعدة في السجون عندنا ووجدت يا أخي..


علي الظفيري(مقاطعا): لك دور في هذه الأمور وتسلط الضوء عليها؟

عائض القرني: نعم كنت أنا الذي حاور الثلاثة المشهورين الذين كانوا يفتون في هذه الأعمال في تلفزيون السعودية ثم بدأنا ننصحهم ونحاورهم ووجدنا أنهم يصادمون الأدلة ويفهمون الدليل فهما خاطئا ويعارضون إجماع العلماء حتى يقولوا يا أخي حتى ابن تيمية الشافعي أحمد ويقولون النصوص قال لا هم فهموها كده لكن أنا من حقي أن أفهم كده، ثالثا متوسط يفتي أولى ثانوي يعني رجل لم يكمل تعليمه ولم يفهم النص ثم إذا فهم أخذ الـ(آر.بي.جي) وأخذ الديناميت وراح بفجر، هذا تصرف؟ بعدين يا شيخ، القتلة غالبهم مسلمين حتى العسكر، وصل لهذا الحال لأنه كفر المجتمع وخرج عن الأمة والإجماع .


علي الظفيري: بما أننا تحدثنا عن القاعدة والقاعدة نشأت بسبب هذه العلاقة المتوترة بين المنطقة بشكل عام والإسلام والغرب، كيف تقيم اليوم هذه العلاقة وكيف ترى الشكل المفترض لهذه العلاقة مع الغرب تحديدا وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا؟

عائض القرني: والله أنا أرى أن يعاد الخطاب سواء من الغرب أو منا كمسلمين للغرب لأن النصوص الشرعية لم يفعّلها العلماء {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم..}[آل عمران/64] قالوا لا بد أن نفتح الحوار أكثر ولكن المشكلة أن عندنا أناس أزموا الخطاب مثل فكر القاعدة، وهناك في الجانب الأميركي وعلى رأسهم الرئيس كان يعني بحركات رعنة كانت سياسات حمقاء غير مسؤولة يعني خسر الرأي العام بسبب هذا التأزم وبسبب هذ الصلف، سواء من جانب بعضنا أو من جانبهم هم. أنا أرى أن يعاد الخطاب على الحوار مبني على التفاهم مبني على أن نلتقي على كلمة كما أمرنا سبجانه وتعالى أن لا إله إلا الله ولا يعبد بحقنا إلا الله وتحفظ الحقوق ويكون هناك تعايش سلمي بإمكاننا أن نتعايش مع الآخر.


علي الظفيري: ولكن يعني على مستوى السعودية غربيا مطلوب عمليات تحديث كبيرة، مطلوب معالجة أوضاع المرأة مطلوب أشياء كثيرة، تعديل المناهج، هل برأيك هذا أمر مقبول؟ هذه مطالبات التحديد الغربية مقبولة بالنسبة لك؟

عائض القرني: شوف أستاذ علي، أتت المطالب ولها سنوات ثلاث أو خمس أو ست سنوات لكن أولا نحن دولة إسلامية ونحن مؤسسة دينية فاهمة أمرها وحتى السلطة متفهمة مع ذلك أن الدولة مصيرنا الإسلام قدرنا الإسلام وأن لا يستطيع أحد يفرض علينا الحديد والنار لنغير مناهجنا، صحيح أن مناهجنا من حيث النص أنه ينبغي المحافظة على النص المقدس لا نميل عنه أبدا أما طرق التعليم فلنا أن نغير فيها يعني الأساليب وهذه الدعوات التي أطلقت من الغرب طبعا لم تلق إجابة في الأمور المصيرية وأمور الأصول، أما واقعنا فنحن نحتاج إلى تطور ونحتاج إلى تجديد ونحتاج إلى أن نراجع أنفسنا ونسمع النصح ويمكن أن حالنا ينبغي أن تكون أحسن وأحسن وأننا لسنا ندعي الكمال، وهذا الذي يقوله عندنا صناع القرار والعلماء.


علي الظفيري: نسمع رأيك في موضوع قيادة المرأة وهو موضوع جدلي وطويل جدا، يعني هل من المنطقي تعتقد أنه ما زالت تناقش هذه القضية؟ كل العالم حسم ربما أمره حى العالم الإسلامي حسم أمره في هذه المسألة.

عائض القرني: المسألة عندنا كما تعرف انتهى الرأي إلى مسألة أن يترك الحال للمجتمع، يصرح الكثير من المسؤولين عندنا..


علي الظفيري(مقاطعا): هذا قرار مجتمعي وليس قرار..

عائض القرني (متابعا): قرار مجتمعي، نحن نقول لا نتدخل في قرار سياسي نصدر مرسوم أن عليكم بكرة الساعة 7 الصبح..


علي الظفيري(مقاطعا): لكن دوركم أنتم كدعاة أنتم من يؤثر في المجتمع بشكل كبير؟

عائض القرني: ليس عندنا دور أني أطالب الناس، أن أقول يالله توكلي على الله اركبي السيارة.


علي الظفيري: ما موقفك أنت؟

عائض القرني: أنا سبق أنني قلت إن المسألة ينبغي أن تعالج بهيئة علمية وقام علي بعض الصف الإسلامي، تعرف قبل ست سنوات، قلت يا أخي ما في مسألة قاطعة و دليل شرعي للتحريم، هي المرأة يوم تقود السيارة من حيث جلوسها في السيارة ومسكها للمقود هذه مسألة بما يحف بها، لأنه قد المرأة تعصي الله وهي في البيت. ولكن في الأخير قلت للناس اتركونها في مؤسسة دعوية أو هيئة تشكل لذلك فإذا رأت المصلحة فلا بأس.

وضع العالم الإسلامي ومستقبله

علي الظفيري: طيب نتحول من هذه القضية المحلية البحتة إلى القضية الأوسع، حال الأمة اليوم شيخ عائض، هناك احتلال في العراق هناك احتلال في فلسطين هناك كوارث تجري في الصومال واحتلال أيضا كما يراه البعض احتلال إثيوبي وهناك كوارث كبيرة جدا يعني في عالمنا الإسلامي والعربي على وجه الخصوص. كيف ترى هذا الحال؟ هل تعتقد أن هناك مخرجا، هل تعتقد أن الأمة اليوم تسير في منحدر إلى طريق يأخذنا إلى ما هو أسوا؟

عائض القرني: والله يا شيخ كما تفضلت أن القرار مؤسف يعني الواقع مؤسف وأنا أتابع مثل الجزيرة وغيرها من الفضائيات وإذا القتل والتدمير والإبادة والتشريد في البلاد الإسلامية في الرقعة هذه التي فيها مسلمين والشرق سالم يصنع ويدي..


علي الظفيري(مقاطعا): المشكلة في المسلمين ولا؟

"
الجيل الجديد جيل تصحيحي عدلي وسطي يحملون الثقافة الغربية ويحملون روح الدين خلافا للمتحللين من الدين وخلافا للغلاة، وسوف يكون هذا الصوت مستقبل هذا الدين
"

عائض القرني: لا  يا شيخ في تأزم هو مسؤول، عندنا صنفان اثنان أهل العلم وأهل الحكم، الحكام والعلماء هم المسؤولون عن هذا التأزم لا للأزمة ترى التصادم موجود يعني ما حلت المشكلة بين الحكام وبين العلماء إلى الآن في العالم العربي، إما الحكام رفضوا أن يسايروا الشعوب في مسألة الحرية المعطاة مسألة العدل مسألة الإنصاف مسألة التداول السلمي للسلطة الحكم بما أنزل الله رافضين. ويأتي العلماء ينقسمون قسمين، عالم يعني من هذه الدعوة يرى المواجهة الدموية كما حدث في مصر قبل خمسن سنة وأربعين وثلاثين وكذلك في سوريا وكذلك في المغرب العربي أو عالم خلاص ركب ركاب السلطة وقال كل شيء ممتاز وكل شيء على ما يرام، العلاقة بين صنفين، كما يقال، صنفان إذا صلحا صلح الناس الحكام والعلماء، فتعادل العلاقة أنا متفائل ترى على رغم هذا هناك جيل جديد و أنا زرت أكثر الدول العربية جسلنا في الغرب في أميركا في منتديات أرى أن الجيل الجديد هذا جيل تصحيحي عدلي وسطي وهم يحملون الثقافة حتى الغربية ويحملون روح الدين خلاف المتحللين من الدين وخلاف الغلاة، أرى أن هذا الصوت إن شاء الله سوف يكون هو المستقبل لهذا الدين.


علي الظفيري: إذاً أنت شيخ عائض في حالة عدم الحزن كما هو عنوان كتابك "لا تحزن" الذي أعتقد بيعت منه مليونين نسخة حتى الآن؟

عائض القرني: الله يحفظك هذا من فضل الله علي ومن اللطائف يا أخي علي، أقول أشارت بعض الصحف عندنا أن هيئة الإذاعة البريطانية كانوا يسألون محامي صدام حسين الرئيس قالوا وجد في زنزانته "لا تحزن" قلت عسى الله عز وجل، وكنت أنا صاحب لطافة قلت أنا دعابة قلت من أراد أن يموت شهيدا مشنوقا فليقرأ كتابي "لا تحزن".


علي الظفيري: كتبت قصيدة مؤثرة أعتقد في الرئيس الراحل صدام حسين، حتى يعني خاطبته بالشهيد؟

عائض القرني: والله أنا كنت أتمنى له الشهادة لأنه كان يشهد أن الا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأنت تعرف أن الأخطاء السابقة أنا لا أقرها ولكن لعل الله ختم له بخير يوم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ومن كان أخر كلامه من الدنيا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يرجى له، ونحن نأمل في فضل الله الواحد الأحد، مفاتيح الجنة ليست عندنا عند الواحد الأحد الذي يرحم الجميع.


علي الظفيري: سقوط صدام حسين وسقوط هذا النظام والحالة المتردية للحكومات وللأنظمة العربية هل تعتقد أنه يطرح الإسلاميين اليوم كبديل حقيقي لهذه الأنظمة التي تحكم الأمة؟

عائض القرني: أنا أرى أن من فهم الإسلام من العلماء فهما صحيحا عليه أن يوصل هذه الرسالة سواء كان الحاكم يستطيع أن يستجيب لأننا ضد التصادم الدموي الثورات الدموية التي أذهبت الكثير ولم تنجح أصلا لأن الذي يقوم بها لم يدرس المرحلة التاريخية وتجدهم يتكلمون كلام يا شيخ هو ليس إلا في الأذهان لا يوجد في الأعيان..


علي الظفيري(مقاطعا): تكون بديلا في الانتخابات يعني عبر صناديق الاقتراع مثلا ليس بالضرورة تصادمات دموية.

عائض القرني: أنا أرى أن الشعوب إذا مكنت من انتخاب أنها تشارك في الانتخاب، وقد قلت هذا الكلام في صنعاء وفي الكويت، أن من حق الإنسان أن يشارك إذا رأى المصلحة أن يصل إلى التأثير وإلى صنع القرار وأن يصل إلى هذا الطريق، أما حمل السلاح فمن حمل السلاح ليس منا، علينا.


علي الظفيري: لقاء سريع جدا شيخ عائض هناك ملفات كثيرة ولكن حاولنا أن نمر على معظمها بشكل سريع جدا شكرا جزيلا لحضورك معنا.

عائض القرني: بارك الله فيكم وبالجزيرة.


علي الظفيري: باسمكم مشاهدينا الكرام أتقدم بالشكر الجزيل لضيفنا الداعية الإسلامي السعودي الشيخ عائض القرني وأشكركم أنتم على طيب متابعتكم، نلقاكم إن شاء الله بحلقات جديدة من برنامج لقاء اليوم، دمتم بخير. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.