من اليمين : رمضان عبد الله شلح – حسين عبد الغني
لقاء اليوم

رمضان شلح.. الهدنة والثوابت الفلسطينية

يستضيف البرنامج زعيم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حيث يتناول بالحديث الدور المصري المطلوب لدعم الجهد الفلسطيني من أجل التهدئة وتأمين الشروط اللازمة لها.

– حركة الجهاد بين المقاومة ودعوى التهدئة
– موقف حركة الجهاد من الانتخابات الفلسطينية
– رؤية الحركة للدور السوري والمصري


undefinedحسين عبد الغني: لقاءنا اليوم مع الدكتور رمضان شلح أمين عام حركة الجهاد الإسلامية في فلسطين، أهلا بك يا دكتور رمضان، في هذه الفترة الحساسة من تاريخ النضال الفلسطيني اتفقت حركات المقاومة مع رئيس السلطة الوطنية الجديد السيد محمود عباس أبو مازن على فترة تهدئة، هذه الحركات التي شغلت العالم باستمرار إنها لن تدخل في مسألة التهدئة أو الهدنة دون أن يكون هناك مقابل من الطرف الآخر، ما هو المقابل الذي حصلتم عليه أو وعدكم به أبو مازن؟

حركة الجهاد بين المقاومة ودعوى التهدئة

رمضان عبد الله شلح- أمين عام حركة الجهاد الإسلامية: في البداية دعني يعني أؤكد أننا هنا في القاهرة بدعوة من القيادة السياسية المصرية للحديث عن هذا المقابل وللبحث في شروط هذه التهدئة.

 لقاءاتنا في غزة كانت مع الأخ أبو مازن لقاءات إيجابية تحدثنا فيها عن أمرين أثنين تُطالب بهم الفصائل وحركات المقاومة، أولا وقف كل أشكال العدوان الصهيوني المتواصل ضد شعبنا الفلسطيني من اغتيالات واجتياحات واعتقالات وملاحقة للمطاردين والجدار العازل وكل هذه التي تتعلق بالاعتداء اليومي ومصادرة الأراضي ثم هناك مطلب أساسي آخر وهو الإفراج عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.

حسين عبد الغني: طيب أنا أسألكم يعني هذا الموضوع ألا يعني أنكم ربما تودون العودة إلى المناخ الذي كان سائد أيام ما كان الرئيس كان محمود عباس هو رئيس الوزراء في ظل وجود ياسر عرفات.. يعني تحدث عن أنه سيقوم بملاحقة كل من يقوم بخرق عملية الهدنة التي استغرقت على حد ما أتذكر ثلاثة أشهر من أبريل إلى يونيو.. بملاحقة كل من يقوم بخرق هذه الهدنة باعتبار أن كل من يقوم بعمليات مقاومة ضد إسرائيل هو يستهدف إفشال مشروعه السياسي، هل يعني تريدون أن يعود إلى الوضع الذي كان يزود فيه الوزير محمد دحلان بتعليمات صارمة بملاحقة عناصر المقاومة؟

"
هناك توافق بين كافة القوى الفلسطينية بما في ذلك السلطة على وجوب العمل للتحرر من الاحتلال، ومتفقون على أن من حقنا الدفاع عن أنفسنا وأن لا تهدئة مجانية
"

رمضان عبد الله شلح: معروف أن سنوات أوسلو يعني أحدثت انقسام كبير في الشارع الفلسطيني ولم تأتي بنتيجة ثم جاءت الانتفاضة أربع سنوات من التضحيات والنضال، الآن الشارع الفلسطيني مهيأ لأن يقطف ثمار هذه التضحيات وهذا النضال الفلسطيني وهناك توافق بين كافة القوى بما في ذلك السلطة الفلسطينية بقيادتها الجديدة وعلى رأسها الأخ أبو مازن متفقون على أننا يجب أن نتحرر من الاحتلال، متفقون أننا من حقنا الدفاع عن أنفسنا في مواجهة العدوان، متفقون أنه لا تهدئة مجانية، متفقون على الثمن الذي قُدم لهذه التهدئة، الأخ أبو مازن قبل به وتبنى هذه المطالب ووعد بأن يتحرك بها حتى يعود بها للشعب الفلسطيني.

حسين عبد الغني: لكن دكتور رمضان ما الذي يعني يضمن أن لا يكون قطف ثمار تضحيات الانتفاضة الثانية مشابها لما حدث في أوسلو، يعني ألم تكن أوسلو هي قطف ثمار الانتفاضة الأولى وأنتم تعتبرون أنها لم تحقق شيء، تقولون أنكم توافقتم مع أبو مازن لكن أبو مازن برنامجه هو وقف عسكرة الانتفاضة، الاعتماد سياسيا وعسكريا وأمنيا وماليا على الدعم الأميركي، خارطة والدخول في مفاوضات سياسية مع الجانب الإسرائيلي هل هذا هو برنامجكم؟

رمضان عبد الله شلح: لا ليس هذا هو برنامجنا، أولا إذا أردنا أن نتحدث عن قطف ثمار النضال الفلسطيني.. النضال الفلسطيني مستمر من حوالي مائة سنة وقطف الثمار الحقيقية بالنسبة لنا في الجهاد الإسلامي يعني استعادة كامل حقوقنا في فلسطين لكن أيضا نحن ندرك أن هناك برنامجان في الساحة الفلسطينية، هناك برنامج يراهن على السياسة والتحرك السياسي وهناك برنامج يراهن على المقاومة واستمرار النضال والكفاح المسلح، نحن لا نطالب بأن يلغي كل طرف برنامج الطرف الآخر ويتبنى أو يفرض برنامجه على الآخرين.

حسين عبد الغني: طيب متى تقول أن هذا التوافق بينكم وبين السلطة الوطنية الفلسطينية على التهدئة يمكن أن تستمر لفترة أخرى لإعطاء محمود عباس أبو مازن فرصة لاستكمال برنامجه أو متى تقولون أن هذه التهدئة التي كانت اختبار لنوايا الطرف الآخر الإسرائيلي لم تحقق ما عليها وهنا لك تكون هناك تهدئة؟

رمضان عبد الله شلح: هناك مسألتان يعني أعتقد أنهما واضحتان حتى بالنسبة للأخ أبو مازن وللأخوة في السلطة الفلسطينية، المسألة الأولى تتعلق بالثوابت الفلسطينية.. نحن ندرك أن الأخ أبو مازن في هذه المرحلة قد لا يستطيع تحقيق الثوابت الفلسطينية ليس لأن التضحيات التي قُدمت لا تكفي بل ربما لأن الظروف لا تكون مواتية لتحقيق النصر المنشود من وجهة نظرنا في مشروع المقاومة الفلسطينية ولكن الحد الأدنى أن لا يتم التنازل عن هذه الثوابت هذه مسألة، المسألة الثانية..

حسين عبد الغني [مقاطعاً]: نحن نتحدث عن حق في الدولة وعن حق العودة.

رمضان عبد الله شلح: حق في الدولة وعن حق العودة وعن مسألة الحدود وعن السيادة وعن كثير من المسائل..

حسين عبد الغني: وعروبة القدس.

رمضان عبد الله شلح: المسألة الثانية هو ما يتعلق بالحياة الفلسطينية والجانب التكتيكي والإدارة اليومية لهذا الصراع، العدو هو الذي يمارس التصعيد الآن، في اللحظة التي يرتكب فيها العدو حماقات يريد أن يقطع بها يعني مسارات معينة أو أن كما يقول مثلا أحيانا القنابل المتكتكة من حقه أن يلاحقها في كل لحظة، ليس عندنا لا قنابل متكتكة ولا قنابل نووية نحن شعب أعزل يدافع عن حقه بلحمه وبدمه في مواجهة الدبابات الإسرائيلية، في اللحظة التي يرتكب فيها الإسرائيلي حماقات ومجازر بحق شعبنا نحن من حقنا أن ندافع عن هذا الشعب بأي طريقة نملكها أو نختارها.

حسين عبد الغني: نعم، يعني هل نريد أن نقول أن الجهاد وحماس يمكن أن يكرروا تجربة الهدنة أو التهدئة التي قاموا بها؟ يعني أنت قلت بعد هذه المسألة الفرصة أعطيت لأبو مازن، النوايا اختبرت، إسرائيل لا تريد هدنة ولا تريد مسيرة سياسية بل هي تريد فرض وقائع جديدة في الاحتلال على الأرض، ما الذي يمنع أن تتكرر هذه الخبرة مرة أخرى؟

رمضان عبد الله شلح: في المرة السابقة نحن قدمنا يعني مبادرة التهدئة من جانبنا ضمن ظروف في سياق لم يعد قائما ولم يعد لدينا استعداد أن نكرر نفس التجربة، الآن هناك حديث عن استعداد لدى السلطة أن تأتي بقبول والتزام من الطرف الآخر بهذه الشروط وأيضا نحن نطالب بأن يكون هناك ضمانات، لذلك نحن في القاهرة الآن ونتحدث مع القيادة المصرية إذا استطاعت أن تكون ضامنا مع أطراف أخرى لهذه المسألة، في حال وجود ضمانات الذي يتحمل مسؤولية أي خرق كما تحملها في السابق هو العدو الإسرائيلي، نحن أعطينا هدنة في السابق أو تهدئة أكثر من خمسين يوم.. أكثر يعني ما يقرب من ألف خرق مارسها خلال الخمسين يوم وعندما انهارت يعني تلك التهدئة هو الذي تحمل مسؤولياتها.

حسين عبد الغني: يعني أنت تقول دكتور رمضان نحن إذا اخترقوا التهدئة سنخرقها نحن؟

رمضان عبد الله شلح: يعني ليس بالضرورة أن تتم المسائل بشكل ميكانيكي ولكن إذا كان هناك ضمانات واستعداد للالتزام نحن ملتزمون لكن في اللحظة التي يضرب بها العدو الإسرائيلي عرض الحائط بأي تفاهمات مع السلطة نحن لا نوقع اتفاق معهم.. بالمناسبة مع السلطة أو الضمانة المصرية نحن سنكون في حل من أمرنا لأن الشعب الفلسطيني من حقه أن يدافع عن نفسه.

حسين عبد الغني: طيب أنا أسألك أنت تتحدث على أن التهدئة لوحدها غير كافية ويبدو أن هذا بوجهة نظر إسرائيليين، هم يريدون أن يتم حل جميع المنظمات العسكرية للمقاومة الفلسطينية، أن يتم جمع الأسلحة من أفراد هذه المنظمات من قبل السلطة الفلسطينية، أن يتم تصفية مصانع القذائف والصواريخ الموجودة التي تستخدمها المقاومة في الرد على العمليات الإسرائيلية، هذا هو السيناريو الإسرائيلي لفكرة التهدئة أو الهدنة.

رمضان عبد الله شلح: يعني السيناريو الإسرائيلي لا يصلح أن يكون سقف لتحديد مسارنا النضالي أو لتحديد سقف حقوقنا، شارون عندما جاء وعد الشعب الإسرائيلي والعالم كله بأن ينهي الانتفاضة في مائة يوم، الآن هو يريد أن يهرب من غزة بفعل عمليات المقاومة وبفعل الجهاد الذي مورس من الشعب الفلسطيني ولذلك ما يفعله الشعب الفلسطيني هو حق مشروع للدفاع عن النفس وللمقاومة لذلك سلاح المقاومة هو سلاح مشروع وليس سلاح قتل ولا سلاح إرهاب، إذا كانت المسألة مسألة القتل في الدفاع عن النفس الدولة العبرية تمارس إرهاب الدولة.

حسين عبد الغني: طب هل يمكن أن.. يعني تضع حركة الجهاد نفسها في ظل الوضع المعقد الآن إقليميا ودوليا وفي ظل الضربات التي لحقت بالبنية التحتية للمقاومة بما فيها بالتأكيد حركة جهاد.. حركة الجهاد، هل يمكن أن تضع نفسها في موقف من يعارض تفويضا أعطاه الشعب الفلسطيني لرئيس منتخب مثل أبو مازن للمضي في برنامجه السياسي؟

رمضان عبد الله شلح: يعني لا أعتقد أن الأخ أبو مازن أُعطي تفويضا حتى يتنازل عن أي حق فلسطيني وإذا كان المقصود بالتفويض هو الانتخابات.. مثلا قبل أيام كان هناك انتخابات بلدية في بيت حانون البلدة المنكوبة التي يقذف منها الصواريخ.. الفلسطينيون انتخبوا حركة حماس، هل نقول أن هذا تفويض للمقاومة بأن تستلم قيادة الشعب الفلسطيني والأخ أبو مازن والآخرين يذهبوا إلى بيوتهم؟ المسألة لا يمكن أن تؤخذ بهذه الطريقة، الجميع لديه دور ولديه جهد ولديه حضور في هذه القضية وإسهام بطريقة أو بأخرى، التحدي كيف أن نوجد صيغة لتكامل هذه الجهود.

[فاصل إعلاني]

موقف حركة الجهاد من الانتخابات الفلسطينية

حسين عبد الغني: مادمت قد ذكرت الانتخابات أين حركة الجهاد من الانتخابات؟ يبدو وكأن حركة الجهاد التي بُنيت على أساس عمل سياسي ومقاومة مسلحة يبدو أنها لم تعد سوى مقاومة مسلحة، نحن لم نشعر بأن حركة الجهاد موجودة في الشارع الفلسطيني لا في انتخابات الرئاسة ولا في انتخابات البلديات.

"
حركة الجهاد ليست ضد الانتخابات ولكن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى انتخابات حقيقية تتم في ظل سيادة فلسطينية حقيقية
"

رمضان عبد الله شلح: لا حركة الجهاد موجودة وهي ليست حركة مسلحة فقط كما أشرت ولكن في رؤيتنا السياسية لما يدور.. نحن نعتبر أنفسنا نخوض مرحلة تحرر وطني، في مرحلة التحرر الوطني هناك سلم أولويات يعني إذا أخذت انتخابات الرئاسة جميع قوى المقاومة الفلسطينية تقريبا لم تدخل طرفا في هذه الانتخابات، إذا تحدثنا عن أي انتخابات سياسية.. نحن لسنا ضد الانتخابات بل نقول الشعب الفلسطيني يستحق أن يتخذ يعني قراره بنفسه وأن يختار قيادته وأن يمارس دوره ويشارك في الحياة السياسية ولكن هو بحاجة إلى انتخابات حقيقية، انتخابات تتم في ظل سيادة فلسطينية ليس تحت الاحتلال.

حسين عبد الغني: يعني دكتور رمضان ألا تخشى أنه هذا الوضع السياسي خاصة مع خطة فك الارتباط من قطاع غزة ومع النتائج المهمة جدا التي حققتها حماس أن تبدو وكأن حركة الجهاد حركة صغيرة إسلامية ملحقة بحركة إسلامية أكبر هي حركة حماس؟

رمضان عبد الله شلح: لا طبعا هذا الإحساس غير موجود لدينا وطالما أننا كما..

حسين عبد الغني [مقاطعاً]: والأخطر أن يتولد لدى الآخرين.

رمضان عبد الله شلح [متابعاً]: طالما أننا نعيش مرحلة تحرر وطني وطالما أن الاحتلال موجود الفعل المقاوم دائما له الأولوية في أجندة وبرنامج حركة الجهاد الإسلامي وفي الفعل المقاوم.. يعني الجميع يعرف أن حركة الجهاد كانت لها دور فاعل ومميز إلى جانب الفصائل الأخرى وبالذات حركة حماس وحركة فتح.

حسين عبد الغني: طب هل تعتقد دكتور رمضان أنه إذا بدا للحظة واحدة أن حركة حماس يعني تريد أن تبدو وكأنها تحتكر القرار الإسلامي على الساحة الفلسطينية ويدلل البعض على ذلك بأنها أعطت موافقتها على فكرة التهدئة دون الرجوع إلى حركة الجهاد، أعطتها لأبو مازن يعني فهل تعتقد وقتها أن حركة الجهاد قد تتحرك في اتجاه الدخول في منظمة التحرير الفلسطينية مثلا؟

رمضان عبد الله شلح: أولا ليس..

حسين عبد الغني: هناك تصريح للهندي في هذا الاتجاه.

رمضان عبد الله شلح: ليس هناك احتكار من أي فصيل ونحن تاريخيا في الساحة الفلسطينية كنا نشكو ونعاني من التفرد..

حسين عبد الغني: لفتح.

رمضان عبد الله شلح: في اتجاه معين ولا اعتقد أن الشعب الفلسطيني شغوف بأن يرى تفرد من نوع آخر، كل الخطوات التي تمت حتى الآن.. يعني حواراتنا في غزة مع الأخ أبو مازن كانت تتم بالتشاور وبالتوافق وبالذات يعني أنا شخصيا كنت على اتصال طول الوقت مع أخونا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي وهي خطوات مدروسة ومحسوبة لما فيه يعني خير ومصلحة الشعب الفلسطيني جميعا، الشعب السلطة بالفصائل بلا استثناء.

حسين عبد الغني: يعني ألا تشعرون بقدر من العتاب أنكم ربما تفاجؤون بقرارات لحماس دون التنسيق أو التشاور معكم؟

رمضان عبد الله شلح: يعني نحن دائما نحرص على أن يكون الموقف بالذات يعني بين حركات المقاومة وبيننا وبين الأخوة في حماس على وجه الخصوص موقف موحد أو يعني مُنسق وحتى هذا الوقت نحن راضون يعني عن مستوى التنسيق والتفاهم الموجود بينا وبين الأخوة في حماس ونأمل أن يتعزز إنشاء الله.

حسين عبد الغني: وكيف تفسر تصريح أحد القياديين في الجهاد اللي هو السيد محمد الهندي بأن الحوار بين الجهاد وأبو مازن يتعلق في جانب منه بمسألة التوافق والتهدئة وفي جانب آخر منه احتمال أن يدخل الجهاد إلى فصائل لمنظمة التحرير الفلسطينية؟

رمضان عبد الله شلح: موضوع منظمة التحرير هذه مسألة أخرى، يعني مطروح.. الأخ أبو مازن في الحوارات في غزة أثار مسألتين أساسيتين التهدئة من جانب ثم موضوع ترتيب البيت الفلسطيني وطُرح عنوان منظمة التحرير الفلسطينية، طُرح علينا وطُرح على الأخوة في حماس ونحن منذ فترة أعلنا بأنه ليس لدينا حساسية أو تحفظ على الدخول في منظمة التحرير بشرط إعادة بناءها على أسس يعني سياسية وتنظيمية جديدة.

حسين عبد الغني: هل مغادرة خمس مدن فلسطينية أو أربع مدن فلسطينية.. عن قلقيلية وطولكرم ورام الله وأحيانا عن بيت لحم أيضا، هل يمكن مع الانسحاب أحادي الجانب لإسرائيل من غزة ومن مناطق في شمال الضفة الغربية أن يكون كافيا لفصائل المقاومة الفلسطينية لكي توافق أو تمضي قدما في التفويض الممنوح لأبو مازن لفترات طويلة من الزمن؟

رمضان عبد الله شلح: يعني نحن لا نتحدث عن تفويض سواء كان قصير الأجل أو طويل الأجل، نحن نتحقق عن مصلحة فلسطينية يعني يراد تحقيقها للقضية وللشعب الفلسطيني ولكن أيضا هناك ضوابط لهذا التحرر، يعني تجزئة القضية الفلسطينية إلى ضفة وغزة هذا بالنسبة لنا غير مقبول، تجزئة القضية الفلسطينية إلى داخل فلسطين وشتات ينسى وحق العودة يترك أو يضيع غير مقبول ولا اعتقد أن هناك فلسطيني يمكن أن يُفرط بهذه الثوابت كما أشرت سابقا والأخ أبو مازن أكد لنا أنه متمسك بهذه الثوابت.

حسين عبد الغني: يعني هل هذا معناه أن أبو مازن لن يعمل في قضية اللاجئين وقضية حق العودة على ما تم التوصل إليه من قبل قيادات في فتح في اتفاقيات من نوع اتفاقية جنيف؟

رمضان عبد الله شلح: يعني أنا اعتقد أن الأخ أبو مازن اعقل وأوعى وأكثر التزاما يعني ومسؤولية وطنية من أن يفرض على الشعب الفلسطيني أو يُسوق عليه اتفاقا سيئا كاتفاق جنيف الذي فرط بالثوابت الفلسطينية، هذه الاتفاقية غير مقبولة والشعب الفلسطيني يرفضها ولا أظن أن الأخ أبو مازن جاء ليحول من اتفاقية جنيف برنامج يُفرض على الشعب الفلسطيني.

حسين عبد الغني: هل يمكن أن نشهد في المستقبل القريب التحاقا لحركة الجهاد بقاطرة منظمة التحرير الفلسطينية ويكون هناك نوع من أنواع المفارقة السياسية لفكرة التزامن بين حماس والجهاد؟

رمضان عبد الله شلح: يعني أنا لا أريد الحقيقة أن أربط المسألة أو أصر على الأسماء والعناوين والحديث عن الفصائل بهذه الطريقة، نحن نقول أن لدينا مبادئ ولدينا خط سياسي معروف ولدينا أهداف معروفة، مَن يعني نتقاطع معه في هذه الأهداف كائنا من كان في الشعب الفلسطيني فنحن على استعداد أن نضع أيدينا في يده من أجل الوصول إلى الهدف مشترك.

رؤية الحركة للدور السوري والمصري

حسين عبد الغني: هل لديكم بدائل في حال إذا زادت الضغوط إلى حد لا تستطيع سوريا مقاومته خاصة بعد القرار الخاص بلبنان 1559 هل لديكم بدائل بالنسبة لوجودكم السياسي والإعلامي في دمشق؟

رمضان عبد الله شلح: يعني الضغوطات التي تتعرض لها سوريا بسبب موقفها من قضية فلسطين وتأييد المقاومة الفلسطينية ليست جديدة وفي السابق طُلب من سوريا يعني أن تُبعد حركات أو رموز وقيادات المقاومة الفلسطينية وكان الرد السوري المشرف هو أن هؤلاء لاجئين فلسطينيين وليس لهم من وجهة إذا خرجوا إلا أن يعودوا إلى بلادهم فلسطين.

حسين عبد الغني: بس رغم هذا الرفض الوضع لم يعد كما كان يعني هناك الآن صعوبات وقيود معينة في الحركة على الفصائل الموجودة في دمشق.

"
نلمس حرصا مصريا كبيرا على وحدة البيت الفلسطيني وعلى استرداد الشعب الفلسطيني لحقوقه 
"

رمضان عبد الله شلح: يعني ما الذي يمكن أن يحدث؟ هل سيكون هناك احتلال جديد لسوريا مثلا على غرار العراق بسبب وجود زيد أو عبيد في دمشق مثلا؟ القضية يعني نحن نعتقد أنها قضية معقدة وكبيرة ومتداخلة ونحن موجودين في دمشق كلاجئين فلسطينيين ونحن اليوم أيضا في القاهرة أيضا بنفس الصفة وبنفس الصيغة نناضل من أجل استرداد حقوقنا ومن أجل العودة إلى وطننا ولا أعتقد أن هناك أحد يمكن أن ينكر هذه الحقيقة أو يعارضها أو يقاومها بقوة إلا العدو الصهيوني ومن لف لفه في العالم والسياسة الدولية.

حسين عبد الغني: هل الدور المصري هو هدفه كما تردد بعض الصحف العربية.. هو أن يتم نزع سلاح حركات المقاومة وتنفيذ التصور الأميركي والإسرائيلي عن التسوية أم أن مصر تلعب دورا يختص بدعم الداخل الفلسطيني والبناء الداخلي الفلسطيني؟

رمضان عبد الله شلح: نحن لا نبني مواقفنا من أي طرف يعني عربي أو إسلامي أو فلسطيني بناء على الشكوك والهواجس، من خلال العلاقة المباشرة والتواصل المباشر مع الأخوان في القيادة المصرية نحن نلمس حرص مصري كبير على وحدة البيت الفلسطيني وعلى استرداد الشعب الفلسطيني لحقوقه، قد يكون هناك خلاف في بعض وجهات النظر حول كيفية وآلية استرداد الحقوق لكن ليس هناك استعداد للتفريط في الحق الفلسطيني ونحن ننظر إلى الدور المصري بأشكاله المتعددة في هذه المرحلة نظرة إيجابية مطمئنة ومتفائلة إن شاء الله أن تكون في خدمة القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني.

حسين عبد الغني: الرئيس الفلسطيني أبو مازن سيلتقي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون ربما في مصر كما تذكر بعض الأنباء، هل تعتقد أن ما يقوله أبو مازن من ناحية وشارون من ناحية أخرى وإن بعبارات مختلفة أن هناك أكبر فرصة تاريخية لصنع التسوية السلمية أصبح أمرا واقعيا الآن؟

رمضان عبد الله شلح: يعني إطلاق التوقعات ولا أريد أن أقول إطلاق الأوهام مجددا هذه شغلة يعني ليست جديدة، عندما حدثت أوسلو كان هناك إطلاق للتوقعات وحديث عن سلام وعن سنغافورة جديدة وهونغ كونغ وشرق أوسط جديد ولكن ثمانية سنوات كانت معاناة وجحيم بالنسبة للشعب الفلسطيني لذلك جاءت الانتفاضة، حتى شريك السلام الذي استقبل في البيت الأبيض أكثر من 16 مرة الرئيس الراحل ياسر عرفات تحول إلى سجين بقرار إسرائيلي وبرعاية أميركية، لذلك نحن لا نريد أن ندخل مجددا في تسويق هذه التوقعات والأوهام على الشعب الفلسطيني والأمة، نحن نخوض صراع طويل ومرير صمودنا في هذه المعركة هو القوة الأساسية التي نعتمد بها، الآن نحن بصمودنا عطلنا تحقيق انتصار نهائي لشارون على الشعب الفلسطيني وعلى الأمة وحمينا أنفسنا من هذه الهزيمة، نحن فعلا حتى اللحظة ربما لم نقطف النصر المنشود ولكننا لم ننهزم ولم ننكسر والشعب الفلسطيني لديه مخزون هائل من إرادة المقاومة والصبر والتحمل ونحن نرى النتائج كل يوم.

حسين عبد الغني: دكتور رمضان شلح أمين عام حركة الجهاد الإسلامي شكرا جزيلا لك على هذا اللقاء مع قناة الجزيرة.

رمضان عبد الله شلح: شكرا.

حسين عبد الغني: أما أنتم مشاهدون الأعزاء فحتى لقاء آخر هذا حسين عبد الغني يحييكم من القاهرة.