الجانب الآخر

كشف عن جوانب خفية من حياته.. ما الذي أبكى برهم صالح ومن أجمل زهرة في حياته؟

حل الرئيس العراقي برهم صالح ضيفا على أولى حلقات برنامج “الجانب الآخر” الذي عرضته قناة الجزيرة، حيث سلط الضوء على مساحات متوارية من شخصيته على المستويين السياسي والاجتماعي.

تجولت علا الفارس مع ضيفها بين جبال السليمانية بإقليم كردستان حيث نشأ وترعرع، وهناك استعاد ذكريات الماضي، جذوره وأصوله، وتحدث عن والده الذي قال إنه كان قاضيا وسياسيا، لكنه لم يكن متحزبا، وكان مع الحركة الكردية وأيضا كانت له علاقات واسعة مع القيادات العراقية.

أما الوالدة فكانت شخصية قيادية، ولديها اهتمام بحقوق الفتيات وتمكينهم من التعلم، لكن العرف الاجتماعي منعها من إكمال دراستها.

ويستذكر ضيف أول حلقة (12/9/2021) من برنامج "الجانب الآخر" كيف أنه استلهم القيم من والده، وكيف شجعه على تعلم اللغة العربية، التي كان يعتبرها لغة مهمة.

وعرج الرئيس العراقي في حديثه على ذكريات مرحلة الشباب ودفاعه عن القضية الكردية، ويتوقف خصوصا عند حادثة وقعت عام 1977، حيث كان يفترض أن يلقي كلمة حول نضال الشعب الفلسطيني في مهرجان للخطابة نظم على مستوى المدارس الإعدادية في السليمانية، بيد أنه استخدم كلمة كردستان عوضا عن فلسطين، وشجرة البلوط بدل شجرة الزيتون، مما تسبب في استدعاء عمه من قبل قوات الأمن، إضافة إلى تعرض مدرسته لضغوط كبيرة.

ويكشف صالح أنه تعرض للمراقبة الأمنية منذ تلك الحادثة، واعتقل مرتين: الأولى سنة 1979 لمدة 43 يوما، والثانية لمدة 5 أيام من طرف الاستخبارات العسكرية.

وبسبب الظروف الأمنية، اختار برهم صالح العاصمة البريطانية لندن محطة لدراسته، وتخصص في الرياضيات المجردة والإحصاء، رغم أن والده كان يرغب في أن يدرس الطب.

الدفاع عن القضية الكردية

ويكشف ضيف برنامج "الجانب الآخر" عن بدايات انخراطه في القضية الكردية، ومن ذلك أول لقاء جمعه مع الزعيم الكردي الراحل جلال طالباني في لندن، ثم انتقاله إلى العاصمة الأميركية واشنطن ومعايشته للنزوح الكردي وصدور قرار 688 عن مجلس الأمن الدولي -بدفع من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة- الذي شكل أساسا لتدخل دولي، وفرض منطقة حظر جوي، وتمكين الأكراد من تأسيس حكومتهم، وتنظيم انتخابات عام 1992.

وتحدث أيضا عن الخلافات والصراعات بين الأشقاء الأكراد، ثم تصالح الحزبين الرئيسين في إقليم كردستان. ويقر صالح بأن من حق الشعب الكردي تقرير مصيره، لكن من مصلحة الأكراد التفاهم والاندماج مع العمق العراقي.

وفي السياق نفسه، توقف عند محطة توليه منصب رئاسة العراق عام 2018، وكشف أنه لم يكن يطمح أن يكون رئيسا، لكنه مع ذلك لم يخف رغبته في إعادة خوض غمار الانتخابات القادمة.

وتحدث عن التحديات التي تواجه العراق وعن الحراك الشعبي، مقرا بأن الاحتجاجات جاءت على خلفية البؤس ورفض العراقيين لانتهاك بلدهم، وأنه -من موقع منصبه- حاول ويحاول منع البلد من الدخول في صراعات دموية وأن يحظى بنظام حكم رشيد يضمن للعراقيين حياة كريمة.

ومن جهة أخرى، ينفي الرئيس العراقي وجود أي نقاش داخل العراق بشأن التطبيع مع إسرائيل، ويشدد على أن بلاده ملتزمة بالدفاع عن القضية الفلسطينية وعن حق الشعب الفلسطيني، وأنه "لا يمكن أن يستتب السلام في المنطقة بدون إقرار الحقوق الكاملة والمشروعة للشعب الفلسطيني".

"أجمل زهرة في الحديقة"

بعيدا عن السياسة ودهاليزها، ظهر "الجانب الآخر" من حياة ومسيرة الرئيس العراقي عبر حديثه عن أمور خفية لا يعلمها الرأي العام، فقد أبدى تأثرا شديدا في حديثه عن الغربة، وعن وفاة والده، وعن زوجته وشريكة حياته.

ووصف الغربة بأنها كانت صعبة جدا بالنسبة إليه، وأقر -ردًا على سؤال علا الفارس- بأن الشيء الذي أبكاه في الغربة كان "استشهاد" أصدقائه، ثم وفاة والده بينما كان هو في واشنطن. واستعاد ذكرى وفاة والده بتأثر شديد، لكن حمد الله أنه تمكن من وداع والدته عند وفاتها.

وأظهرت حلقة "الجانب الآخر" تفاصيل من حياة برهم صالح رفقة زوجته وشريكة حياته، الدكتورة سرباخ محمد سعيد. إذ يقول: "سرباخ شريكة حياتي وأم أولادي، وكانت دوما داعمة ومساندة لي في كل الظروف".

ويعني اسم سرباخ "أجمل زهرة في الحديقة"، ويضيف الرئيس العراقي قائلا عن زوجته التي كانت جالسة بالقرب منه: "هي زهرة جميلة في حياتي".

ولا تقدم سرباخ بوصفها سيدة العراق الأولى، لأن قرار العائلة -كما يكشف الرئيس العراقي- هو أن تكون بعيدة عن النشاط السياسي المباشر وأن يقتصر نشاطها على القيام بدعم مشاريع العائلة.

ويعترف أن زوجته لعبت دورا كبيرا خلال غيابه في تربية أولادهما (ولد وبنت)، في حين عبرت سرباخ -بدورها- عن رضاها عن الوضع الذي وصلت إليه أسرتها بعد المراحل التي مرت بها. ويكشفان معا عن مدى حبهما واشتياقهما لحفيدتهما الوحيدة، ابنة ابنتهما التي أضافت إلى حياتهما الفرحة والبهجة.