المرصد

دراما رمضانية بنكهة التطبيع واحتفاء بالإسرائيليين.. جديد الإعلام السعودي

سلطت حلقة (2020/5/4) من برنامج “المرصد” الضوء على ترويج الدراما الرمضانية التابعة لقناة “إم بي سي “السعودية للتطبيع مع إسرائيل، بالإضافة إلى احتفاء الصحف السعودية بشخصيات إسرائيلية.

يعتبر شهر رمضان المبارك شهر العبادة والتراحم عند المسلمين، لكن البعض يعتبره شهرا مهما لتمرير الرسائل عبر البرامج الرمضانية المختلفة، وفي هذا العام تخصصت قناة "إم بي سي" السعودية بإرسال رسائل التطبيع مع إسرائيل عبر إنتاجاتها المختلفة.

حلقة (2020/5/4) من برنامج "المرصد" تابعت ما بث عبر القناة السعودية من هجوم وصف بالصادم ضد الفلسطينيين، ويمجد إسرائيل ويشرع وجودها التاريخي والسياسي في المنطقة بأسلوب أثار موجة واسعة من الرفض عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

وبدأ الترويج للتطبيع مع إسرائيل عبر مسلسل "المخرج 7" الذي يوصل في الواقع إلى مقر مجموعة "إم بي سي" في دبي بالإمارات.

وبحسب النقاد، لم يكن هذا المسلسل هو أول المشاريع السعودية للتطبيع عبر "إم بي سي"، لكن المسلسل ذهب بعيدا ولم يكتف بالتطبيع، بل هاجم الفلسطينيين ووصفهم بالعدو.

وأثار حديث المسلسل عن الفلسطينيين بهذه الصورة ضجة في منصات التواصل الاجتماعي ترفض هذه الفرضيات وطريقة الحديث غير المبررة، ولم يذهب مسلسل "أم هارون" بعيدا عن سابقه، بل إنه مجد الوجود الإسرائيلي ومنحه المشروعية السياسية والتاريخية في المنطقة.

ويرى الصحفي الفلسطيني المقيم في السويد مصطفى قاعود أن حديث مسلسل "مخرج 7" -الذي يطالب الفلسطينيين بالامتنان لما قدمته السعودية وبعض دول الخليج للشعب الفلسطيني- غير منطقي، لأن الفلسطينيين قدموا لهذه الدول الكثير، معتبرا ما يحدث ببالونات اختبار لردة الفعل بشأن التطبيع.

وأضاف أن ما يحدث عبارة عن تطبيع مجاني كون التطبيع يأتي بعد صراع عبر حل سياسي وتحقق معه بعض المكاسب، لكن الشعوب العربية -وعلى رأسها الشعب السعودي وكل شعوب الخليج- أكبر من أن تهتز أمام هذه الأصوات.

بدوره، يقول الكاتب المسرحي عبيدو باشا إن المسلمين تعودوا على من يسليهم في رمضان، وتقديم برامج فنية على مستوى عال من الحرفية، مستنكرا توجه الدراما العربية إلى التطبيع مع إسرائيل، معتبرا أن ما يحدث هو مصاحبة هذه المسلسلات للتوجه السياسي في المنطقة والمهرول نحو التطبيع مع إسرائيل.

وعبر عن استنكاره انجرار المثقفين العرب خلف التطبيع، وسعيهم لترجمة ذلك عبر الأعمال الفنية والدرامية، كما انتقد مقال الصحفية السعودية سهام القحطاني التي احتفت من خلاله برئيسة وزراء إسرائيلية سابقة، واعتبر المقالات أكثر خطورة من الأعمال الفنية لأنها تستهدف المثقفين.

ويصف البعض هذه الأعمال العربية التي أنفقت عليها ملايين الدولارات بوصمة عار على من قام بالإشراف عليها وتنفيذها، وستظل تلاحقهم على مر الزمن، لكن لا علاقة للشعوب العربية والخليجية بها، كما لقيت هذه المسلسلات ترحيبا وصف باللافت من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث رحب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بهذه المسلسلات، واعتبر أنها تمهد للتعايش مع إسرائيل في الذهن العربي، والاعتراف بمكانتها كقوة في المنطقة، وامتدح ظهور العبرية في مسلسل "أم هارون".

ولم يكتف الإعلام السعودي بالتطبيع مع إسرائيل عبر الشاشات، بل وصل إلى الصحف السعودية، حيث احتفت جريدة "الجزيرة" السعودية برئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة غولدا مائير، واعتبرتها شخصية مكافحة تشكلت من خلال الظلم والاضطهاد، وأن الصهيونية شكلت شخصيتها لتكون أقوى وأجمل نساء العالم.

كما تناست كاتبة المقال أن حريق المسجد الأقصى كان في زمن مائير، وأنها من اشتهر بالتنكيل بقطاع غزة، كما أنها شنت حربا على الدول العربية عام 1973، ونقل عن مائير ليلة حريق المسجد الأقصى قولها "كنت خائفة ولم أنم طوال الليل، كنت خائفة من أن يدخل العرب أفواجا إلى إسرائيل، ولكن عند شروق شمس اليوم التالي علمت أن باستطاعتنا عمل أي شيء نريده".