المقابلة

جمال سليمان: التلفزيونات العربية ترفض الدراما الداعمة للثورة

استضاف برنامج “المقابلة” الممثل السوري جمال سليمان الذي تحدث عن الثورة السورية، والتحولات الاجتماعية والفنية التي أحدثتها الثورة وقمع النظام لها، وموقف الفنانين السوريين منها.

قال الممثل السوري جمال سليمان إن "التلفزيونات العربية -بما فيها تلفزيونات الدول الداعمة للثورة السورية– لا ترغب في نشر أي عمل درامي أو فني يتحدث عن القضية أو الثورة السورية".

وأثناء مشاركته في حلقة (2017/1/5) من برنامج "المقابلة"، أكد سليمان أنه كتب سيناريو مسلسل اجتماعي بعنوان "التغريبة السورية"، يحكي قصة عائلة سورية مكونة من أب مسلم يساري التوجه وأم مسيحية وابن شارك في المظاهرات الشبابية وأصبح لاحقا في جبهة النصرة، ويرصد التحولات الاجتماعية التي حدثت في الثورة السورية، لكنه لم يجد طريقه إلى النور حتى الآن.

وأقر سليمان بأنه تأثر بموقفه الداعم للثورة السورية لكنه لم يندم على ذلك، قائلا "عندما أتخذ أي موقف لابد أن أكون مدركا لتبعاته وجاهزا لدفع الثمن، وأشعر أنني سجلت موقفا لصالح نفسي وشعبي وبلدي".

وأضاف "السوريون أحبونا كفنانين، ورد الجميل لا يكون بالمجاملات والتقاط صور السيلفي، ولكن عندما يكون الناس في مشكلة كبيرة وتحدّ وجودي، لا بد أن يكون للفنان موقف واضح".

أزمة الثورة
ورأى سليمان أن الثورة السورية انطلقت نتيجة الاحتقان والفساد وسوء التخطيط والبطالة والانفجار السكاني وانهيار منظومة التعليم، لكنها اصطبغت بالصبغة الإسلامية وأصبحت ثورة مسلحة، وهو أمر يرفضه لأن ما جرى في سوريا ثورة حرية وليس ثورة إسلامية، حسب رأيه.

وردا على سؤال حول موقف غالبية الفنانين السوريين الداعم لنظام الرئيس بشار الأسد رغم أعمال هؤلاء السابقة التي كانت تتحدث عن الحرية ومقاومة الاستبداد، أوضح سليمان أن الفنانين جزء من المجتمع وأبناء ظروفهم، ولذلك فهو يتفهم أن يقف فنان مع النظام، لكنه لا يتفهم أو يحترم أن يهاجمه أحد الفنانين لأنه يقف مع الثورة.

وشدد على أنه كان من المؤيدين بقوة لبشار الأسد ومن المتحمسين له، لأنه كان يحمل في بداية حكمه مشروعا إصلاحيا حقيقيا، ولو سار فيه لدخل التاريخ السوري من أوسع أبوابه، لكن سوريا شهدت خلافا بين أنصار الإصلاح السياسي وأنصار الحفاظ على النظام، ويبدو أن بشار وجد في النهاية أن الإصلاح سيكلفه ويفقده الكثير من المصالح والسلطات.

وبحسب سليمان فإن أحد أسباب ما وصل إليه العالم العربي من أزمات يرجع بالدرجة الأولى إلى انهيار منظومة التعليم واضمحلال الثقافة بجانب الفساد والاستبداد السياسي، لذلك يمكن للفن أن يساهم في محاربة التطرف وتعزيز ثقافة الديمقراطية وتحسين العلاقة بين المواطن والدولة في العالم العربي.