حديث الثورة

لاجئو سوريا.. تداعيات صراع تحولت لأزمة

ناقشت حلقة “حديث الثورة” الحلول المطروحة لأزمة اللاجئين السوريين المتصاعدة، وما إذا كان يمكن اعتبارها أزمة أم جزءا من تداعيات الصراع في سوريا.

تسيطر أزمة اللاجئين السوريين وصور تدفقهم بالآلاف نحو أوروبا على تغطيات وسائل الإعلام الدولية ومعها تصريحات المسؤولين الأوروبيين بشأن السبل الكفيلة بالتعامل مع هذه الأزمة الجديدة الوافدة.

غير أن بحث الهاربين من الحرب وبراميل الأسد المتفجرة تحول في حد ذاته إلى أزمة متكاملة العناصر، في حين أنها لا تغدو سوى أحد أعراض الأزمة الحقيقية المتمثلة في نظام الأسد والمجازر التي يرتكبها بحق شعبه، مما دفع منظمات حقوقية للدعوة إلى ضرورة حل الأزمة من جذورها بدل الانشغال بتجلياتها المتعددة.

حلقة الجمعة (4/9/2015) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت الحلول المطروحة لأزمة اللاجئين السوريين المتصاعدة، وما إذا كان يمكن اعتبارها أزمة أم جزءا من تداعيات الصراع في سوريا.

تطور متوقع
حول هذا الموضوع، يقول الكاتب والباحث السياسي مروان بشارة إن المسؤولية الأساسية لأزمة اللجوء المتفاقمة حاليا تقع على أوروبا والغرب عموما، وكان عليهم أن يتوقعوا أن هذا سيحدث، فهناك أكثر من أربعة ملايين لاجئ سوري في دول الجوار التي لم تعد تحتمل المزيد.

واعتبر بشارة أن النزوح السوري سببه الفشل السياسي الغربي تجاه الأزمة السورية منذ البداية، واليوم بدأت أوروبا تدفع الثمن ويجب عليها تصحيح خطئها والضغط على روسيا والولايات المتحدة من أجل الضغط على النظام لحل الأزمة.

وأضاف أن سوريا أصبحت اليوم عمليا مجزأة إلى ثلاثة أجزاء بين تنظيم الدولة الإسلامية ونظام الأسد والمعارضة، وهناك بالفعل حالة حرب أهلية متكاملة الأركان، ولا يوجد أي حل في الأفق.

تعامل جماعي
وبشأن الموقف الأوروبي قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي النرويجي فيدر هلكيسن إن بإمكان أوروبا التعامل مع وضع اللاجئين بشكل جماعي، معتبرا أن رئيس وزراء المجر هو الاستثناء في أوروبا لذلك قوبلت تصريحاته بشأن الأزمة بالانتقاد.

وأشار الوزير النرويجي إلى النموذج الألماني، حيث تستقبل ألمانيا أعدادا هائلة من اللاجئين، لكنه قال إنه يجب على المزيد من الدول الأوروبية أن تتحمل حصتها من اللاجئين.

وأضاف هلكيسن أن هناك تحديا إنسانيا قويا أمام أوروبا، وهناك تحد آخر في تحديد نهج أوروبي متجانس، "والمسؤولية يجب أن تشترك بها كل الدول الأوروبية للتعامل مع طلبات اللجوء بسرعة وحماية اللاجئين".

واعتبر المسؤول الأوروبي أن ما نراه اليوم في تركيا ولبنان والأردن وأوروبا من أعداد كبيرة للاجئين يأتي نتيجة فشل المجتمع الدولي في حل الصراع بسوريا، وحمل المسؤولية لـ"القوى الدولية التي تمتلك حق الفيتو" والتي قال إنها تعيق إيجاد حل للأزمة.

حرب مهملة
بدوره، اعتبر الكاتب والباحث السياسي جمال خاشقجي أن قضية اللاجئين جاءت نتيجة الحرب التي أهملها العالم، مشيرا إلى أن عدد اللاجئين يرتفع سنويا في الدول المحيطة بسوريا، والتي قال إن اقتصاداتها لا يمكنها استيعاب هذا العدد، ولذلك يشق الكثيرون منهم طريقهم إلى أوروبا.

وأكد خاشقجي على ضرورة أن يتجه الجميع إلى القضية الأم لحلها وهي الأزمة السورية والتي قال إنها متداخلة ولا يمكن أن تعالج أزمة وتترك أخرى فيجب التعامل معها كحالة كاملة، ومركزها هو وجود نظام فاسد سيئ الإدارة.

وفي هذا الصدد، أشار إلى تصريحات الملك السعودي خلال لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن إعادة الاستقرار للمنطقة، معتبرا أن ذلك يتطلب تحركا من أبناء المنطقة.

وختم بأنه إذا قامت السعودية بالمبادرة فلن يكون بيد أوباما إلا الوقوف بجانبها "وأعتقد أن هذا ما تسعى إليه المملكة".

أما ممثل الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية في الولايات المتحدة نجيب الغضبان فاعتبر أن قضية اللاجئين تفاقمت نتيجة طريقة تعاطي النظام مع ثورة بدأت سلمية، وقال إن المسؤولية الأولى هي مسؤولية هذا النظام المجرم الذي ارتكب جرائم ضد الإنسانية.

وأضاف أن عامل التدخل الإقليمي السلبي -وتحديدا من قبل روسيا وإيران– ساهم في تغذية آلة القتل للنظام السوري، لكنه شدد على أن الجميع يتحمل المسؤولية.