حديث الثورة

هل تشكل "عاصفة الحزم" تحالفا لمواجهة المد الإيراني؟

ناقشت حلقة “حديث الثورة” الدلالات التي يعكسها تشكيل التحالف العربي والإقليمي في “عاصفة الحزم” وما إذا كان يشير لتشكيل تحالفات جديدة في المنطقة ربما يكون عنوانها الأبرز مواجهة ُالتمدد الإيراني.

يحظى تحالف الدول المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن "عاصفة الحزم" بدعم متزايد رسميا وشعبيا من عدة أطراف ترى في السياسات الإيرانية في المنطقة خطرا حقيقيا بات التعامل معه فرضا واجبا وليس مجرد خيار قابل للتأجيل.

حلقة الجمعة (3/4/2015) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت الدلالات التي يعكسها تشكيل التحالف العربي والإقليمي في "عاصفة الحزم" وما إذا كان يشير لتشكيل تحالفات جديدة في المنطقة ربما يكون عنوانها الأبرز مواجهة ُالتمدد الإيراني.

ويرى محللون إن في ما يجري في اليمن واجهة لصراع جيوإستراتيجي بين أكثر من طرف إقليمي.

موازين القوى
حول هذا الموضوع، قال الخبير الأمني والإستراتيجي السعودي إبراهيم آل مرعي إن هذا التحالف سيغير من موازين القوى في الشرق الأوسط، وليس الهدف منه التوسع وإنما للدفاع عن مصالح الدول العربية.

وأضاف أنه اتضح لدى جميع صناع القرار في الدول العربية أن لغة الحوار وحسن الجوار التي كانت تستخدمها الدول العربية والخليجية تجاه إيران لم تجد نفعا، وسمحت طهران لنفسها بالسيطرة على ثلاث دول عربية وكانت تريد السيطرة على البحرين واليمن "وأراد الله أن يحبط هذه المؤامرة".

وأكد آل مرعي أن التحالف الحالي سيعيد سياسات الدول العظمى في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على أنه جاء استجابة للشرعية اليمنية، ولحماية للشعب اليمني ووفق ميثاق الدول العربية وقرار مجلس الأمن الدولي.

ولفت إلى أن إيران منذ 36 عاما وهي تتلاعب بالألفاظ، ولها أكثر من 5000 جاسوس في دول الخليج العربي، حسب تقرير للاستخبارات الألمانية صدر عام 2008.

وتساءل الخبير السعودي "لماذا ترسل إيران 14 طائرة لصنعاء؟" مجيبا "بالتأكيد لتقديم السلاح. وعندما تعرض ذراعها العسكري للهزيمة وفشلت في إسقاط عدن وتصفية الرئيس دعت للحوار".

وأكد أنه بالنسبة للملف النووي الإيراني "إذا امتلكت إيران السلاح النووي فسنمتلك السلاح النووي والدول العظمى تعلم ذلك جيدا".

غطرسة القوة
من جهته، اعتبر الكاتب والباحث السياسي ياسر الزعاترة أنه من المبكر الحديث عن صفقة إقليمية مع إيران التي قال إنه "يتلبسها جنون الغطرسة والسيطرة على عواصم عربية".

وأضاف أنه لا يمكن إجراء حوار مع إيران في المرحلة الحالية، وعندما تدرك أنها لن تكون قادرة على الهيمنة على المنطقة يمكن الجلوس على طاولة المفاوضات.

ورفض الزعاترة الفصل بين ما يحدث في العراق وسوريا ولبنان واليمن، مؤكدا "هي قضية واحدة تشمل الغطرسة الإيرانية. والحوثيون ليسوا سوى أداة للتغول الإيراني في المنطقة".

واستغرب من وصف إيران لما يحدث في اليمن حاليا بأنه تدخل وقال "لماذا عندما تأتي السعودية والدول العربية لمساعدة الشعب اليمني في مواجهة أقلية تحتل البلد يعدونه تدخلا في حين تتدخل إيران في سوريا ولبنان والعراق واليمن".

كما رفض "حشر" القضية الفلسطينية فيما يحدث حاليا في اليمن وقال "غزة تعرضت للقصف 51 يوما ولم تقدم لها إيران شيئا".

تضخيم للتحالف
في المقابل، يرى الكاتب والباحث السياسي قاسم قصير أن التوصيف الحقيقي للحرب الدائرة في اليمن حاليا أنه لا عدو موجود على الأرض والتحالف يواجه الشعب اليمني ولا يواجه القوى العظمى ولا إيران، بل يدمر اليمن وجيشها.

وتساءل "كيف يمكن أن يغير هذا التحالف المنطقة، ولم يستطع بعد تسعة أيام أن يغير أي شيء في المعادلة على الأرض"، معتبرا أن هناك تضخيما للتحالف ودوره في تغيير ميزان القوى.

وبشأن الاتفاق الأخير بين إيران والقوى الغربية تساءل قصير "لماذا لا يكون هناك تحالف إيراني عربي لإدارة شؤون المنطقة ويكون في مواجهة إسرائيل؟".

واعتبر أن الصراع في اليمن شأن يمني "وقد يكون الحوثيون ارتكبوا أخطاء سياسية لكنها تعالج بالحوار السياسي وليس بتدمير اليمن".

أما الأكاديمي والباحث في الشؤون الإستراتيجية حسن أحمديان فأعرب عن أسفه لما قال إنه "خطاب طائفي" يقسم الأمة الإسلامية على أساس مذهبي.

وأضاف أنه عن دولة كاليمن وشعب تحت ضغوط اقتصادية جمة لا يجب أن يكون الحديث مدعاة لاقتتال يمني-يمني، نافيا أن تكون إيران قد طرحت أي خطاب طائفي منذ بدء الربيع العربي حتى اليوم.

وبشأن تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول السيطرة على أربع عواصم عربية، قال أحمديان إن هناك لغطا إعلاميا شديدا حول تصريحات المسؤولين الإيرانيين بشأن السيطرة الإيرانية والطائفية.

تحالف إسلامي
وحول الموقف التركي من هذه القضية قال المحلل السياسي في معهد الفكر الإستراتيجي جاهد توز إن تركيا دائما تحذر من حرب طائفية في المنطقة بين السنة والشيعة، ولا بد من الابتعاد عن هذا السيناريو، ولا بد من تحالف إسلامي يشمل إيران أيضا.

وأضاف أن المشكلة اليمنية لا يمكن أن ندرسها بمعزل عن مشاريع إيران في الإقليم، ولا بد من العودة لتاريخ مشروع الهلال الشيعي في المنطقة.

وأوضح أن كثيرا من الباحثين منذ الثورة الإيرانية حتى اليوم يتحدثون عن هذا المشروع، وفي كل مرة كانت إيران تنفي، ومع اندلاع ثورات الربيع العربي ظهر استغلال إيران للمشاكل في المنطقة، وهي موجودة اليوم بشكل مليشيات في هذه الدول.