حديث الثورة

الاتهامات العراقية للرياض والدور الأميركي بالأزمة

ناقشت حلقة الخميس 19/6/2014 من “حديث الثورة” الأبعاد الإقليمية والدولية للأزمة الحالية بالعراق، خصوصا في ما يتعلق باتهام بغداد للسعودية بدعم الجماعات المسلحة، وقرار أميركا إرسال ثلاثمائة مستشار عسكري للعراق.

ناقشت حلقة الخميس (19/6/2014) من برنامج "حديث الثورة" الأبعاد الإقليمية والدولية التي اتخذتها الأزمة الحالية في العراق، خصوصا فيما يتعلق باتهام بغداد للسعودية بدعم الجماعات المسلحة، وكذلك الموقف الأميركي الذي أعلنه الرئيس باراك أوبامابتكثيف العمليات الاستخباراتية وإرسال 300 مستشار عسكري إلى العراق.

وتدور المواجهات في العراق منذ أيام بين مسلحين من أبناء العشائر ومعهم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، في مواجهة القوات الحكومية المدعومة من مليشيات ومتطوعين، وذلك بعد انسحاب القوات الحكومية أمام المسلحين في مدينة الموصل بمحافظة نينوى.

وقال عباس الموسوي مدير المركز العراقي للإعلام المقرب من ائتلاف دولة القانون، إن الشارع العراقي وصل إلى قناعة راسخة بتدخل السعودية ودعمها للمجموعات الإرهابية في العراق، محملا إياها مسؤولية دماء السنة في البلاد.

وطالب الموسوي الإعلام السعودي بوقف التحريض على العنف في العراق، مضيفا أن "المسلحين في الموصل يتخذون الأهالي رهائن والإعلام السعودي لا يشير إلى ذلك".

وأشار إلى وجود عملية سياسية في العراق، ومن لا يؤمن بهذه العملية ويرفع السلاح فعلى القوات الأمنية مقاتلته.

ليس بإمكان السعودية أو إيران ولا الولايات المتحدة حل الأزمة العراقية، وحلها يجب أن يكون داخليا

نصائح الرياض
في المقابل، أكد الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي أن رمي المملكة بهذه الاتهامات بعد الإقرار بفشل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وطائفته، مضيفا أن "عليهم القبول بحكومة الوحدة الوطنية التي نصحتهم بها السعودية من قبل"، وذلك في فرصة أخيرة للحفاظ على "عراق موحد".

وقال خاشقجي إن حالة "الإنكار هي أساس المشكلة لدى الحكومة العراقية"، وعبر عن استغرابه من تغافل المالكي عن ترحيب أهل الموصل -ثانية كبرى المدن العراقية- بالمسلحين، معتبرين ذلك أفضل من قمع القوات الحكومية.

وتساءل: كيف لتنظيم من خمسة آلاف مسلح أن يسقط المدينة الكبيرة لولا وجود حاضنة شعبية لما سماها الثورة؟

وعبر عن قناعته بأنه ليس بإمكان السعودية ولا إيران ولا الولايات المتحدة حل الأزمة العراقية، وأن حلها يجب أن يكون داخليا.

مارك كيميت:
الولايات المتحدة لا تعتمد على شخص واحد، وقلق أوباما يعبر عن حالة إحباط تجاه رئيس الوزراء العراقي

الدعم الأميركي
وعلى صعيد المواقف الدولية، قال أوباما إنه قرر إرسال مستشارين عسكريين لدعم السلطات العراقية في المواجهات العسكرية التي تواجهها في شمال البلاد. وأضاف أن المستشارين الأميركيين سيقيّمون حجم الدعم الذي تحتاجه القوات الأمنية العراقية.

وخلال مؤتمر صحفي عقده أوباما اليوم في البيت الأبيض، قال إن الأميركيين ليسوا بصدد القيام حاليا بعمل عسكري مباشر في العراق، مؤكدا أن أميركا لن تتورط في حرب جديدة، إلا أنه استدرك بالقول إن بلاده قد تلجأ إلى عمل عسكري إذا ما تطلب الأمر ذلك.

وفي معرض تعليقه على حديث أوباما، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق والمتحدث السابق باسم قوات التحالف في العراق الجنرال مارك كيميت إن أوباما يفهم أن المعركة في العراق لن تتوقف وأن القوات العراقية تحتاج إلى مساعدة، مما دفعه لإرسال المستشارين لتحقيق الاستقرار، وصولا إلى الهدف الأسمى المتمثل في الانخراط في عملية مصالحة شاملة للحفاظ على عراق غير منقسم.

وأرجع كيميت سبب الانسحاب المفاجئ للجيش العراقي في الموصل إلى أن القوات لم تكن مستعدة لهجوم المسلحين، مشيرا إلى أن الجيش استعاد في الأيام الأخيرة توازنه وأنشأ خطوطا دفاعية لاستعادة السيطرة على المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين.

وحول أفق الدعم الأميركي للمالكي، قال كيميت إن الولايات المتحدة لا تعتمد على شخص واحد وإن مصلحتها الرئيسية هي وحدة العراق، معتبرا أن قلق أوباما يعبر عن حالة إحباط تجاه رئيس الوزراء العراقي.

رؤية كردية
بدوره اعتبر عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني عبد السلام برواري أن الأحداث الجارية في العراق تمثل نتيجة للانفراد بالقرار وتهميش أطراف فاعلة في مكونات الشعب العراقي، مشيرا إلى أن إقليم كردستان لفت النظر إلى ذلك كثيرا.

وقال إن المالكي "فشل في حكم البلد المتكون من قوميات وثقافات لا يمكن لطرف واحد الاستئثار بحكمه، وحذرنا من أن ذلك قد يؤدي إلى تقسيم العراق".