حديث الثورة

المرشح السيسي ورؤيته لمصر سياسيا واقتصاديا

تباينت ردود الفعل حول تصريحات عبد الفتاح السيسي بأول حوار تلفزيوني في إطار حملته الانتخابية، حول رؤيته للأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد، والطريقة التي قدم بها نفسه لخوض الانتخابات.

تساؤلات جدية تثور حول الانتخابات الرئاسية بمصر في ظل تركز الإعلام والدعاية على المرشح عبد الفتاح السيسي بحكم انتمائه إلى المؤسسة العسكرية.

وقد تباينت ردود الفعل حول تصريحاته في أول حوار تلفزيوني بإطار حملته الانتخابية، حول رؤيته للأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد، والطريقة التي قدم فيها المرشح السيسي نفسه لخوض سباق الرئاسة.

هذا ما تناوله برنامج "حديث الثورة" في الحلقة التي بثت مساء 8 مايو/أيار 2014، حيث وصف رئيس حزب "غد الثورة" أيمن نور المرشح السيسي بأنه "متناقض"، فهو يعلن أنه ضد التظاهر بينما هو ذاته قفز إلى المشهد عبر آلية التظاهر، كما أنه يتحدث بصورة واضحة عن اجتثاث فريق سياسي بعينه، وهو الذي تولى أول موقع رسمي وزيرا للدفاع في ظل هذا الفريق.

غير مطمئن
ورأى نور أن خطاب السيسي غير مطمئن ولا يعطي مؤشرات "للخروج من هذه الدائرة الجهنمية"، ومستشهدا بعبارة "تكلم لأراك" قال إن السيسي كان صامتا وهو في البذلة العسكرية، لكنه بدا في الحوار التلفزيوني "قليل الخبرة ومحدود الرؤية".

بدوره قال أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة إن ثمة قطاعا في مصر يرى في السيسي الشيطان، وآخر يرى أن مجيئه إلى المشهد جاء باستدعاء شعبي، وهناك قطاع ثالث لديه مخاوف وينتظر المزيد.

وأبدى نافعة قلقه من موقف السيسي من قانون التظاهر ومن جماعة الإخوان المسلمين، وفي التظاهر قال إنه حق أصيل نص عليه الدستور، كما أعلن تأييده لمكافحة الإرهاب لمن يمارسه أو يوفر له غطاء سياسيا، لا أن يكون الاجتثاث موجها ضد جماعة تضع نفسها في موضع المعارض السياسي.

أيمن نور يرى أن السيسي متناقض، فهو يعلن أنه ضد التظاهر بينما هو ذاته قفز إلى المشهد عبر آلية التظاهر، كما أنه يريد اجتثاث فريق سياسي بعينه، وهو الذي تولى أول موقع رسمي في ظل هذا الفريق

أما القيادي في حزب الحرية والعدالة حمزة زوبع فوصف كلام السيسي في اللقاء التلفزيوني بأنه "أجوف"، مضيفا أن "ليس لديه ما يقوله ولا هاجس عنده سوى الإعلام".

واعتبر أن المرشح السيسي بعد عقود من العمل في المؤسسة العسكرية بدا أقل مما حاول تسويقه.

موقف واقعي
من جانبه دافع كبير الباحثين في معهد بوتوماك للدراسات توفيق حميد عن صورة السيسي عقب اللقاء التلفزيوني، قائلا إن موقفه من التظاهر واقعي وإن جزءا من الشعب بدأ بالتذمر من المظاهرات المتواصلة التي -بحسب قوله- تدمر الدولة وتبعد المستثمرين.

أما كيف رضي السيسي بفكرة التظاهر يوم 30 يونيو/حزيران الماضي ضد الرئيس المعزول محمد مرسي فقال إن هذا يشبه حاجة المريض إلى جرعة، أما تكرار الجرعات فوق الحد المطلوب فقد يؤدي إلى تسمم الجسم، حسب توصيفه.

وفي زاوية ذات صلة قال استشاري الطب النفسي محمد حباشنة إن السيسي كان في الحوار انبساطيا ويظهر حالة من الود والأدب المبالغ، لكنه أشار إلى سلوك عدائي برز أمام المذيعين اللذين حاوراه.

ولاحظ الحباشنة أن كثرة الكلام عن الأخلاق والمثالية ربما تشكك في أصالة المشاعر التي أظهرها السيسي، إضافة إلى ما اعتبره تناقضا واضحا برز أثناء الحوار، مشيرا إلى أن الرجل لديه طبقتان واحدة وجدانية وفي الخلفية نزعة للانقضاض، وأنه لا يجزم بأي منهما ستسود على الأخرى، لكن ما كان الحباشنة جازما به أن السيسي كان بوجهين لا وجه واحد.