فلسطين تحت المجهر - القدس بين الريشة والوتر 23/8/2012
فلسطين تحت المجهر

القدس بين الريشة والوتر

تسلط الحلقة الضوء على الحركة الفنية والثقافية في مدينة القدس والتي هدفت إلى إبراز الهوية الفلسطينية وتصوير مشاكل وهموم وآمال المواطنين باللون وبالخط وبالأشكال الفنية وإعطاء الفرصة لكل الفنانين الفلسطينيين لتقديم أعمالهم.
مصطفى الكرد
مصطفى الكرد
‪سليمان منصور‬ سليمان منصور
‪سليمان منصور‬ سليمان منصور
‪طالب دويك‬ طالب دويك
‪طالب دويك‬ طالب دويك
‪سهيل خوري‬ سهيل خوري
‪سهيل خوري‬ سهيل خوري
‪رانية إلياس‬ رانية إلياس
‪رانية إلياس‬ رانية إلياس
‪جمال غوشة‬ جمال غوشة
‪جمال غوشة‬ جمال غوشة

[غناء]

أبحث عن وطني بالحدود المبهمة

استجدي زلمي بغرفي المعتمة

فألاقي ذاتي خلف غد آتي

كالجرح الباقي بالعيون الدامعة

ابحث عن اسمي في لحظة حسمي

أغرق بالرسمِ وأخط حياتي

فألاقي ذاتي خلف غد آتي

بين خزاناتي ألملم أمتعتي

[غناء]

عشقتك أنا، أنا يا أحلى للبلاد

عمري أنا بالاكي عذاب

فداكِ فداك فداكِ أنا

انتفاضة فلسطينية فنية دائمة

مصطفى الكرد/ فنان فلسطيني: أنا كثير عايش على ثروة وكنز اللي مكدس ومخزن فيّ من التاريخ من الأصوات من الألوان من الإيقاع الحركة، كل هذه الاشياء مخزنة فيّ، كلها باستمرار بعرفش جملة لحنية بتطلع معاي بدور بعد ما تطلع وتقعد وتتركز بدور كيف أجت منين أجت، بلاقيها جاي فعلا من التاريخ من الطفولة جاي من المخزون اللي موجود فيَ  آه، وهذا يعني علاقتي أنا بالتاريخ يعني أنا عايش، عايش بتاريخي، عايش بمنشأي عايش بثقافتي عايش بحضارتي اللي ما بحسش ولا يوم من الأيام في انقطاع بيني وبينها.

مازن قبطي/مهتم باقتناء اللوحات الفلسطينية: هون مدينة القدس كالعاصمة الفلسطينية أو المدينة الأساسية بفلسطين أيامات الحكم العثماني أو أيامات الانتداب البريطاني أو حتى أيامات الحكم الأردني، أدى ذلك باعتقادي إلى بروز الفن الفلسطيني من خلال مدينة القدس ومن خلال فنانين عاشوا ترعرعوا وأنتجوا وأبدعوا في مدينة القدس نيكول صايل، توفيق جوارين، صوفي حلبي، جميعهم هم من مدينة القدس.

سليمان منصور/ فنان تشكيلي: أنا بحضر في معرض، قلت بدي أستكمل بدي أحط على الأقل وحدة من المجموعة هذه في المعرض فعم بشتغل على موضوع حاجز قلنديا، اللي هو الموضوع اللي أنا بعاني منه يوميا يعني، ما بين البيت وما بين المرسم.

رانية إلياس/ مديرة مؤسسة " يبوس": الكل بعرف أن القدس كانت هي مركز الحياة، هي العاصمة وبالتالي كان فيه نشاطات كثيرة فيها، وكان في حراك اقتصادي سياحي اجتماعي أيضا في هذه المدينة، بعد الانتفاضة الأولى وبعد الصعوبات اللي كانت تواجهها كل المدن الفلسطينية وبعد اتفاقية أوسلو بالتحديد وجود الحواجز ومن ثم الجدار فقدت القدس دورها ومرجعيتها، فقدت القدس دورها كعاصمة ثقافية لفلسطين نتيجة عدم قدرة الناس على القدوم إلى هذه المدينة، عدم قدرتنا نحنا أصلا إحضار ناس من مناطق أخرى للوصول إلها، فصارت الصعوبات بتزيد وبالتالي صار تشديدات أكثر، وصار في تراجع للحراك الثقافي اللي موجود في هذه المدينة.

سهيل خوري/ مدير معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى: الظروف الخاصة لفلسطين عملت شيء ممكن اليوم نسميه موسيقى فلسطينية، هو إحنا بالنسبة إلنا الموسيقى جزء من العالم العربي، جزء من الموسيقى العربية، فلسطين تاريخيا ولا عمرها كانت مركز للموسيقى في العالم العربي، المراكز كانت في القاهرة، حلب، بغداد، قبل ذلك كانت اسطنبول في العهد العثماني، بس عربيا كانت هذه المراكز، بس فلسطين كانت ممر مهم يعني موسيقيا كانوا يمروا بين خلينا نقول مصر إلى بلاد الشام كانت فلسطين ممر مهم ليمروا من خلاله ويقدموا فيه موسيقيين ومغنيين مهمين هذا قبل 1948.

وسام مراد/ فنان فلسطيني: التناقضات الموجودة في المدينة، الاحتلال الموجود اللي يساهم كثيرا في أنه يخلق شخصية موسيقية مميزة، فالقدس بالنسبة إلي هي كثير مكان ملهم.

طالب دويك/ فنان تشكيلي: أنا بشوف القدس صورة جميلة جدا، يعني أنا ما برسمهاش زي ما هي، بضيف عليها جماليات أكثر قد ما أنا بحبها القدس، القدس دائما في وجداني وزي ما حكيت حبي إلها أجا من طفولتي اللي عشتها في القدس.

سعيد مراد/ مؤلف أوبريت القدس- بوابة السماء: الموسيقي في بوابة السماء المقطوعة الرئيسية اللي عملتها،  هي مقطوعة تعكس كل التفاصيل يعني كل تفاصيل القدس بشوارعها بزواياها بالمقاهي بالمساجد وبالفنادق وبالسواح، يعني هي عمل يعكس كل هذا الموضوع ومنها تم استعراض لكل أشكال التعبير الموجودة في المدينة، كان الدخول الى المدينة من أبوابها المختلفة، ومن كل باب ندخل على المنطقة الخاصة شبه خاصة بناس معينين، عندما دخلنا من باب الأسباط دخلنا على الحرم ودخلنا على الأقصى والصخرة وعلى المقرئين والمغنيين الدينيين الموجودين فيها وبعدين طلعوا على.. نفسهم كانوا موجودين على المنصة بغنوا دورهم، طلعنا  على حارة النصارى ورحنا على القيامة، فكان في نوع من الاستعراض لكل هذا التاريخ والثقافة والحضارة وتعايشها مع بعض.

رانية إلياس: هي سينما انبنت في الخمسينات وهلأ عم بتم ترميمها لتحويلها لمركز ثقافي، مركز يبوس الثقافي، اللي رح يكون فيه ثلاث قاعات عروض رئيسية، راح يكون فيه قاعة عروض لـ 420 شخص، قاعة للموسيقى والرقص، في قاعة عروض صغيرة، وفيه قاعة سينما أيضا رح يكون في هذا المركز بالإضافة إلى المكتبة، بالإضافة إلى غرفة اجتماعات، مكاتب المؤسسة، مركز صغير للأطفال ومطعم، سهولة الوصول لهذا المكان ووجوده بقلب المدينة كثير مهم لحضور الناس وللمشاركة وبنفس الوقت للمحافظة على هذا المبنى بجوا القدس بهذا الشارع المهم، فالموقع الجغرافي للمبنى ساعد كثيرا كمان باختيارنا إله عشان يسهل الحركة والمشاركة والتنقل وقربه للتحرك من المراكز الثقافية والمناطق المحيطة بالقدس.

طالب الدويك: أنا اللي بحزني بس  في القدس أنه النشاط الفني معدوم، فيه أماكن من غاليريهات أو صالات العرض إلها استراتيجية أو إلها رؤية معينة أو إلها خط معين بحس أنها ما بتخدم الفنانين البسطاء أو الهواة يعني خاصة عندنا اليوم خريجين يتجاوز عددهم الخمسين خريج وخريجة من كلية الفنون الجميلة بجامعة القدس وكنت أنا رئيس القسم لفترة الثلاث سنوات، بحزن على طلابي اللي بلاقيه اليوم مش قادر يعيش من فنه ولا قادر يلاقي مكان يعرض فيه، ومعظمهم اشتغلوا في مهن غير مهنة الفن.     

سهيل خوري: بداية بلش في رام الله في سنة 1993 ثم فتح فرع إله في القدس سنة 1996 لكن أخذ قرارا استراتيجيا سنة 2000 إنه رفع شعار موسم الهجرة للجنوب مش للشمال فقرر أن ينقل إدارته إلى القدس كنوع من إيمانه أنه المعركة بالأساس هي معركة ثقافية، معركة ثقافية في المفهوم العام مش بالضيق يعني، أنه المعركة في القدس الحجار بتترجع بالاستيلاء على البيوت ممكن إعادته، ولكن تخريب البني آدميين بده يأخذ أجيال لتصليحه إذا نجحوا فيه والآن هذه المعركة البني آدم عم بتعرض لتخريب إلى الأسرلة، عم بتعرض لفقدان لهويته لمقوماته كبني آدم يعني نشيط في مجتمع متماسك، هذا هو الخوف في القدس، فاليوم الثقافة في صلب المعركة.

محمد المغربي/ فرقة جي تاون الفلسطينية: الشعب الفلسطيني يعني عايش في انتفاضة طول حياته يعني كانت كل هذه الموسيقى، أصلا هي الهيب هوب هي بتحكي عن الشارع وشو بتحس أنت وشو رأيك فيه، يعني هي اللى بتعبر عن حياة الناس البسيطين، فحبيتها كثير مش زي باقي أنواع الموسيقى وحسيت أنه ناسيين شغلة بما أنه فلسطين، القدس هي عاصمة فلسطين، لازم حدا يحكي باسم القدس، ولازم حدا يعبر عن الشباب الموجودين جوا عاصمة فلسطين المحتلة، فضايقني هذا الشيء كثير لأنه ما في حد بحكي عن هذا الموضوع.

[مقطع لأغنية جي تاون الفلسطينية]

كنت صغير مش فاهم شو بصير

صرت كبير برضه مش فاهم شو بصير

كل شي بصير إلا التغيير

ولا عمري لعبت في الملعب الصغير

عنا بالحارة ولا ايشي أخضر

كل يوم عمارة والناس بتكتر 

نفسي أشوف يوم من غير طوشة

أقعد مع صحابي من دون دوشة

بشوف بالتلفزيون ولاد وبنات

عايشين مبسوطين في هالحياة

فيش عندهم حرب ما بيعرفوش شكل الدبابات

يا حسرتنا إحنا على عشيتنا ولا حدا سأل عشنا ولا متنا

في حارتنا ولاد صغار في حارتنا شباب كبار

في حارتنا في مخدرات في حارتنا في جدار

حارتنا بظل معتمة حتى في النهار

كان في مرة.

حسام أبو عيشه/ فنان مسرحي: حياة الفلسطيني كانت دائما ارتبطت في اللاجئين واللاجئ مربوطة حياته في التنك، التنك يعني الصاج يعني ملاعقنا تنك شوكنا تنك المغسلة تنك الصحون كانت توتيا، فهذا عمنا أبو حسن يقول لك: تنك نحاس صاج توتيا ألمنيوم، الله يقطعكم في هالعيشة حياتكم تنك عيشتكم صاج أنا بكره التنك والصاج من سنة ،1948 من وقت ما طلعنا من بلدنا في اللد وتقندنا في المخيم إحنا أربعين سنة تنك بتنك بتنك بتنك واللي كفى وفى رحمة الوالد كان يشتغل تنكجي والله، ضل يدق بهالتنك يدق في هالتنك أربعين سنة لخلا حياتنا كلها تنك، تاخذ له عشر 12 تنكة مصديات يعملك إياهم فيلا طبقين included البرندة، كان شايف حاله رفع مستوى حياة الناس في المخيم، تأخذ له لوح صاج مصدي ساعتين يعمل لك إياها جاكوزي، ناقشته قلت له يا به يا حبيبي بتعرفش أنه التنك والصاج وحدة من علامات النكبة في حياتنا، قال لي: أنت ما بتعرفش أنه وقفتك قدامي مثل لوح الصاج وحدة من علامات النكبة بحياتي.

جمال غوشة/ مدير المسرح الوطني الفلسطيني " الحكواتي سابقا": مسرح الحكواتي كما هو معروف، الحكواتي هو من التاريخ وكان يقعد كشخص في القهاوي ويقيم هذا النشاط، جاءت الفكرة من اسم فرقة الحكواتي اللي كانت هي فرقة جوالة داخل فلسطين واللي بلشت شغلها في 1977 وفي 1984 أو 1983 بلشت تبحث عن مكان ليكون منطلقا لهذه الفرقة اللي تستطيع تقديم أعمالها فتم الحصول على سينما محروقة اللي هو هذا المكان واللي كانت أول سينما في القدس، تم ترميمها لمدة ستة أشهر وافتتح المكان في 9/5/1984 كأول مركز ثقافي فلسطيني تحت الاحتلال، كان اللي ما بقدرش يقدم في مدينة القدس أي عمل كأنه لم يعرض لأنه هذا هو المكان الوحيد، المكان المجهز والمكان اللي تستطيع الفرق الفلسطينية أن تقدم أعمالها لجمهورها لأنه كان مسموحا التجمع داخل مدينة القدس وكان ممنوعا في الضفة الغربية.

أحد الممثلين في المسرحية: إحنا طول النهار عم نعمل potations  لمسرحية جديدة، هذه مسرحية جديدة للسنة الجديدة، مسرحية anti goni في ممثلين 15 ممثل طول النهار، ثلاثة نصوص وعنا هذا كمان الحفلة، الشغلة مش سهلة، هاي طاقية الحجي صالح هذا من البلد القديمة، القدس، عارف القدس أنتِ؟ هو أصله جزائري بس طبعا زي المغاربة اللي بقيوا في القدس أجوا يجاوروا عند المسجد الأقصى بس بعدين صاروا من أهل البلاد ومن ترابها وملحها، اسمحوا لي عن إذنكم.

العمل الفني سفير للهوية الفلسطينية

جمال غوشة: الحفاظ على هذا المكان مفتوح في مدينة القدس كان هو إبراز الهوية الفلسطينية وإعطاء فرصة لكل الفنانين الفلسطينيين لتقديم أعمالهم، كانت هي الفسحة لتطوير العمل الفني بشكل عام، وخروج هذا العمل من نطاق القدس إلى نطاق الوطن إلى نطاق الدولة نقل هوية الشعب الفلسطيني بأن تنظر له بنظرة تختلف عن أنه شعب إرهابي كما أُلصق بنا، فالمسرح الفلسطيني بهويته أصبح سفيرا للعالم، وأصبح منافساً، منافساً في المستوى الفني.

طالب الدويك: العمل هذا كمان بحب إنا نحكي عنه إذا بدنا نطلع للشكل العام تاع اللوحة هو كمضمون على شكل رصقل وأنا بدي أقول بهذه اللوحة أنه الشعب الفلسطيني هو عبارة عن قلب، إذا جيت أخذت جزء منه معناته قتلت فيه الحياة، فالقلب عنا هون بظهر مقطع من خلال الخطوط الموجودة قدامنا هيك، والظاهرة في الخطوط أنه الأشكال أصبحت عبارة عن مناطق مختلفة تفصل الناس عن بعضها البعض يعني يمكن يكون نص العيلة هون والنص الآخر هون، بالنسبة لتقنية هذه اللوحة زي ما حكيت أنا بجرب كثير تقنيات في شغلي، هذه نستخدم فيها الورق طبعا هذيك قلنا ورق روز وهذه ورق مواد مختلفة مثل الأكريليك والاسمنت.

[مقطع من أغنية للفنان وسام مراد]

أحكي للعالم أحكي له

عن بيت كسروا قنديله

وسام مراد: كموسيقى دائما أحاول أن أخلق أنماطا موسيقية مختلفة وأشكالا غير المعتمدة هلأ هذا بحث كثير طويل، وهذا اللي كان دايما يؤثر فيّ إنه أنا ما أكون تقليدي ويكون الـ style اللي بجيبه أو الـ sound اللي بجيبه تابع إلي. 

سليمان منصور: الإلهام يتطلب أنه الواحد يفكر كثيرا في الموضوع، يفكر كثيرا في المشكلة يحلم فيها في الليل وقتها بيجيه الحل بيجيه الإلهام، كيف أنه يعالج هذه المشكلة، كيف أنه يحلها.

سعيد مراد: ما إله علاقة موضوع الإبداع بالأزمة السياسة، الإبداع موضوع فردي، الوضع العام ممكن يمكن يكون يساعد يودي لقدام أو للورا بس الإبداع فردي عادة شخص واحد يا اللي بكون مبدع، ما في 15 واحد مبدعين في العمل، زي أي عمل فيه مخرج وفيه مصور وفيه.. وكل واحد مبدع في الجزئية تبعته.   

مصطفى الكرد: الإبداع والتعبير بالأدوات الفنية أقوى من أنه يحدها الاحتلال مش ببساطة الاحتلال بيقدر يحد من إبداع فنان أو أنه يقدر يقمع عناصر عم تتفاعل في حياة وبداخل الفنان وأنه يمنع أنها تطلع.

[مقطع من أغنية لمصطفى الكرد]

ترابك يا حنة لكفوف العذارى

ورودك لأحلى صبايا قمارى

بروحي عشقتك وفيك حياتي

بروحي عشقتك وفيكِ حياتي

على الجنة وفيكِ كل الخطايا

على الجنة وفيكِ كل الخطايا

 سليمان منصور: أول تجربة مع الجمهور، الجمهور الفلسطيني آنذاك كان بسنة 1975 في سنة 1975 عملنا معرضا مشتركا بين الفنانين من غزة ومن الضفة ومن كل الفنانين الموجودين في الأرض المحتلة، لمينا حالنا، وعملنا أيشي اسمه رابطة الفنانين التشكيليين في الأرض المحتلة وعملنا المعرض الأول كان سنة 1975 بدينا في مدينة القدس وانتقل لرام الله ونابلس والناصرة ولغزة، هذا المعرض أنا والفنانين التانيين كلهم كنا متواجدين في الافتتاح حسينا أديش الجمهور الفلسطيني متشوق أنه يجي على المعارض ويشوف مشاكله وهمومه وآماله باللون وبالخط وبالأشكال الفنية هذه.

سعيد مراد: التجاوب الجماهيري أنه في السبعينات والثمانينات كان في تجاوب جماهيري عالي مع كل الفرق في هذيك الفترة لأنه الحالة كانت مختلفة في هذيك الفترة بس ما كان المستوى الموسيقي أحسن. 

 سهيل خوري: موسيقيا من الأشياء القليلة اللي فيها تصاعد وفيها تطور وفيها نضج كبير، في أزمة عامة خلينا نقول بالأغنية الملتزمة وفي ضعف وفي ضياع بهذا الموضوع مش بس فلسطينيا وعربيا كمان، كان في فترة السبعينات الثمانينات كان فيه مرحلة مختلفة سياسيا يعني بكل العالم العربي، نهوض مختلف اليوم فيه توجهات أخرى عالميا، فيه سقوط منظومات في قطب واحد، فيه معركة مختلفة مع الإرهاب وهكذا ما يسمى بالإرهاب.

سليمان منصور: الواحد بده يحكي عن الفن بالقدس والثقافة بالقدس، بنحكي عن الثقافة الفلسطينية إجمالا يعني اللي حاليا تواجه مشاكل كثير صعبة يعني، خاصة فقدان البوصلة مثلا، يعني قبل في الثمانينات والسبعينات كنا عارفين أنه هون ضد احتلال وكلنا ضد الاحتلال ونشتغل بشكل جماعي إن كان الواحد إله توجه إسلامي وكان توجه قومي وكان براكسي، الكل يشتغل في مجاله وكلنا يد وحدة، اليوم بطل الواحد عارف حاله شو بده يعمل وين العدو ومين العدو.

معضلة الدعم المادي للأعمال الفنية الفلسطينية

رانية إلياس: المؤسسات كلها معتمدة على الجهات الداعمة يعني هذه مشكلة رئيسية موجودة عنا وطول نهارنا بنحكي عن مصطلح " الشحدة" لنخلي هالمؤسسات عاملة وفاعلة بهذه المدينة، كله بعتمد زي ما قلت على الأجندة السياسية لأي جهة داعمة.   

جمال غوشة: طالما ليس لديك التمويل الوطني أنت تبحثين عن طريقة حتى تقدمي أفكارك وآرائك العامة عدم وجود هذا التمويل الوطني رح يخليك أنت تبحثين، أنتِ أمام ثلاث خيارات أو خيارين: يا إما تمويل وطني وهذا هو المفضل وساعتها تعملين شو اللي بدك إياه لكن في غياب التمويل الوطني هناك خيارين آخرين: يا إما أن تتجهين للإسرائيليين وهناك بكون عمليا control كامل على ماذا تقدمين، أو التوجه للأوروبي ويكون عندك نوع من الـ Gray area يعني أن تقدمين ماذا تريدين لكن تأخذين أعذارهم ضمن الظروف الموضوعية.

[فاصل إعلاني]

إسماعيل الدباغ/ فنان مسرحي: بدي أقول لك يا سيادة الرئيس أنه الفلاحات اللي كل يوم ببسطوا باب العامود كل يوم بيأكلوا قتلة من الجيش والحجة فيهن قاطعة الهند والسند لتبسط باب العامود وتبيع شوية بقدونس ولا شوية خيار وتدفع للمحامي عشان يزور ابنها، بدي أقولك أن القدس صارت مخنوقة حارة كل يوم سبت بصير لونها أزرق وبيجوا ولاد عمنا بيأكلوا حمص، بدي أقول لك أن القدس فيها مدارس ملاينة جهل، فيها ولاد بتقتل، بدي أقول لك إني أنا، أنا أبو حليمة ممنوع أدخل على الأقصى مع أني بصليش، بدي أقول لك تعال تفضل تع اطلع على السوار وتفرج رح تشوف إعلام الدول كلها بترفرف فوق السور إلا علم المسخامين، بدي أقولك أنه قالوا عنا منكوبين ولاجئين ونازحين ومنكوسين مجتاحين وعالقين، هلأ صرنا، صرنا مركوبين، مركوبين.

وسام مراد: في وجهة نظر كثير ناس اللي هي بالنسبة إلهم الفنان الفلسطيني عشان يسوي إشي لازم يكون يعبر عن الواقع الموجود فيه أنه لازم يحطوه في الإطار الغناء السياسي وإن هو مسكين ولازم يغني دائما عن القهر والاحتلال والمعاناة، الشيء العكس اللي بسويه إني أنا بشتغل موسيقى كيف بشوفها أنا، هلأ شو المقابل اللي بتعامل مع هذا الموضوع هو تحليله الشخصي مش أنا المفروض أني أوصل له، أنا ما بدي أحط حالي بقدر أغني أكون مغني سياسي وأشتغل في هذا الموضوع وبس، بكون عليّ أسهل إني أتواصل مع العالم بس أنا ما بدي هذا الخط ما بدي أكون هيك.

سليمان منصور: الفنانون يفكروا أنه الاعتراف بالغرب يتطلب إني أشتغل مثل الغرب يعني أنا إذا كان عندهم توجه فني معين لازم إني أنا أدخل بالتوجه هذا وأشتغل فيه مع أنه برأيي أن هذا غلط يعني إحنا عنا تجربتنا الخاصة تختلف عن تجربة الغرب، أو شيء إنه إحنا أحسن أو هم أعطل لو كذا، التجارب بتختلف يعني، فكيف أنا كفنان بكون صادق مع ذاتي، أكون صادق مع فني، بدي أنا أشتغل زي فنان ألماني عاش تجربة تختلف كلية من طفولته لحد ما صار فنان، هو يشتغل في صدق في مجتمعه وفي فلسفاته ودينه ولغته وكل هذه الأمور هذه، فإحنا لما عايشين هون بثقافة بختلف كلية ونشتغل مثلهم، فيه هون نوع من النفاق في هذا الموضوع، كثير من الفنانين خاصة الشباب توجهوا نحو هذه.

أعمال فنية محاصرة داخل جدار الاحتلال

رانية إلياس: هذه هي إحدى الإشكاليات كمان اللي إحنا نواجهها، بعد الإغلاق على المدينة أصبح الجمهور نفسه هو جمهور محصور إما بالجمهور المقدسي أو من فلسطين  48 يعني عنا هدول المناطق اللي يشاركوا بالفعاليات وبعض الناس اللي معهم إذن للدخول أو تصاريح للدخول من قبل الاحتلال للمدينة، هذا ضيق الحلقة تبعت الجمهور اللي يشارك معنا في الفعاليات الموجودة ويخلق عنا إشكالية مستمرة كيف بدنا نحافظ على التواصل مع هذا الجمهور وكيف نوسع قاعدة الجمهور، فهذا بخلينا نبذل جهودا أكبر دائم لطريقة الوصول لجمهور جديد دائما أو لتوسيع الحلقة تبعتنا.

سهيل خوري: القدس كل شيء فيها صعب يعني هذا المجهود بالقدس بده أضعاف المجهود اللي بنعمله في رام الله عشان نجيب هذا العدد من الناس، الحفلة الموسيقية بسهولة تنظم برام الله، صعب تنظيمها بالقدس، الناس تعيش بالقدس ضمن أحياء خلص تنتهي الحياة الجماعية بعد ما تنتهي الحياة التجارية خلينا نقول بعد الساعة خمسة، كل واحد بحيّه بقريته نوعا ما، هذا مهم أنه إحنا في هذا المركز أن نعزز الحياة الثقافية ونخلي الناس تتحرك وتجتمع مع بعض، تجتمع مش بس للشراء والبيع تجتمع للتخالط لتبادل الأفكار تبادل الآراء للحضور، لأنه هيك المجتمع بكون حي وبكون حاضر.

سعيد مراد: القدس كانت مدينة في الوسط فش حدا يعني أي حد لازم يمرق من القدس عشان يروح لمحل ثاني، لما انحط الجدار باعتبار تحولت لقرية صغيرة محدودة وبدون إمكانيات، فالفنان في المقدسي زي اللي قاعد هيك بين أربعة حيطان وبحاول يعمل موسيقى وبحاول يطلع من هالأربع حيطان هدول يعني يقاتل.

سليمان منصور: كثير من الفنانين كانوا بجوز أنا واحد منهم كمان اللي كنا نحس حالنا إنه إحنا من القيادات المهمة للثورة الفلسطينية، بالطبع هذا الشعور يعني بخلي الفنان يعطي بخليه يشتغل فوق طاقته يعني كثير يعني بصير يحسن أنه هاي مشكلته الشخصية يعني أنه يسوي لوحة لتؤثر في المجتمع وأنها تساعد في إثارة الناس، وأنهم يقاوموا الاحتلال، التحقيق بالسجن بالطبع كان أكثر وهو نوع من الإهانة ونوع من أنه إحنا المسيطرين عليك يعني ما تفكرش حالك إنك أنت أكبر من غيرك يعني من الناس، فهذا هو موضوع التحقيق كان فيه كله فيه إهانة وفيه ضرب وفيه وضع الكيس على الراس وفيه الزنازين وكل هالأمور هذه، اللي نوع من الإرهاب، إرهاب للفنان، بعدين برضه صار يلوم فينا المحقق يعني أنتم ليش ما ترسموش امرأة عارية، ليش ما ترسموش زهرة أنا بصير أشتري منكم بعدين يعني العمل هذا، فكان بدهم يخلونا أنه إحنا نصير فنانين من دون هدف، فنانين يعني إحنا عندنا تقنية منيحة ممكن أنه نرسم من الحياة الجميلة أنه تحت الاحتلال أنه ما في مشكلة.

الحركة الفنية والثقافية في مدينة القدس

مازن قبطي/ مهتم باقتناء اللوحات الفلسطينية: إذا ما أخذتها اللوحات بعد مرحلة بداية المسيرة السلمية بعد مرحلة اتفاقية أوسلو كنت ترى فجأة أن بعض الفنانين تركوا الفن التقليدي أو الفن المعبر سياسيا وبلشوا بالتطرق إلى أمور لا دخل لها بالسياسة هي فن أو إبداع من أجل الإبداع ونرجع مرة أخرى إلى بعد الانتفاضة الثانية وبناء السور اللي حول مدينة القدس وفي الضفة الغربية نرى أن أعمال الفنانين الفلسطينيين مرة أخرى عبرت عن المشاكل القائمة لدى الشعب الفلسطيني عند مضايقات عن السور عن حائط الفصل، المبنى اللي خلف الشجر هناك رح يصير مركز أو مؤسسة إدوارد سعيد للموسيقى، بالمقابل رح يصير هونا مركز يبوس الثقافي وعندنا هونا مؤسسة الحوش يعني ثلاثة مؤسسات ثقافية مهمة جدا في مدينة القدس ستعمل من خلال شارع الزهراء ونتأمل خلال سنة 2011 و2012 بعد أن يفتتحوا كل هذه المقرات أنه شارع الزهراء يكون قلب مدينة القدس الثقافي مستقبلا.

روان شرف/ مديرة مركز حوش الفن الفلسطيني: مشروع المتحف هو حلم وطني كثير كبير، طبعا يهدف إلى حفظ هذا الإرث الإنساني المنتوج الثقافي إلى آخره، بس هو كمان مرة هو حلم كبير كثير فكان بحاجة إلى أن نوجد وسيلة لتحقيق هذا الحلم فكانت الوسيلة الأنجع أنه ننشأ مؤسسة ثقافية تُعنى بالفنون التشكيلية تدير نشاطات مشابه لنشاطات متاحف الفنون في العالم، وبنفس الوقت، وبذات الوقت اللي تدير فيها هذه النشاطات تشتغل على مشروع إنشاء المتحف.

جمال غوشة: هناك دائما رؤية أو أمل أن يكون هذا المكان ثابت في مدينة القدس يخدم حركته الفنية يتواصل مع محيطه ينفتح على الآخرين وهذه الخطة اللي عم نمشي فيها، اليوم نحن لا نتجه للتمويل الأجنبي إحنا نتخذ شركاء.  

رانية إلياس: في حركة ثقافية منيحة في المدينة بالقدس، في العديد من المؤسسات اللي عم بتشتغل رغم الصعوبات والمعوقات إلا أنه هناك فيه حراك ثقافي وبتشعر في هذه النشاطات والنتاج الثقافي الموجود بشكل يومي ملموس إن كان من مؤسسات كبيرة موجودة في المدينة أو من مؤسسات صغيرة بمجالاتها مختلفة.

سهيل خوري: واليوم المشهد في بداية التغير في بداية التغير النوعي والطريق مش بالآخر بس بأولها ولكن نشهد لأنه هذا تغير في الناس وهذا يأخذ وقتا يعني استثمار في البني آدم والتدريب هذا بيأخذ سنوات طويلة، فاليوم عم نشهد بداية هذا الكلام في انطلاقات مهمة وجديدة زي أوركسترا الوطنية الفلسطينية وتأسيسها واللي بيأخذ وقتا طويلا لنضج هذا الكلام موسيقيا.