الاتجاه المعاكس

هل تجب مغادرة الرئيس اليمني المخلوع البلاد؟

أليس المطالبون بإبعاد الرئيس اليمني المخلوع خارج اليمن على حق؟ ألم يتسبب بقاؤه بالبلاد بمشاكل عديدة؟ بالمقابل، ألم تثبت تجارب الثورات العربية أن المشكلة ليست رأس النظام بل الدولة العميقة؟

ماذا استفاد الشعب اليمني من إبعاد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عن السلطة وإبقائه داخل البلاد؟ ألم يصبح وجوده خارج السلطة أخطر منه داخلها؟ أليس بقاء الطغاة خارج السجن هو الخطر الحقيقي؟ ألا تشبه المطالبة بإخراج علي عبد الله صالح من اليمن المطالبة بإخراج السكين من الجسد؟ ألم يتحول الرئيس اليمني السابق إلى خنجر مسموم في الجسد اليمني المريض أصلا؟ ألم يتعاون مع أعداء بلاده لمجرد الانتقام من خصومه؟ ألم يسهم في إحراق اليمن من أجل إشعال سيجارة انتقامه؟ أليس الذين يطالبون بإخراجه من البلاد على حق؟

لكن في المقابل، ألم تثبت تجارب الثورات العربية أن المشكلة ليست أبدا في رأس النظام فقط بل في الدولة العميقة؟ ألم يهرب الرئيس التونسي السابق إلى الخارج لكن نظامه عاد إلى السلطة بقوة عبر دهاليز الدولة المتغلغلة في كل حدب وصوب؟ ألا يمكن للرئيس المخلوع أن يمارس كل أنواع التخريب من الخارج في ما لو اضطر للخروج من اليمن؟ أليست مشكلة اليمن في جذر النظام لا في رأسه تماما مثل بقية الديكتاتوريات العربية؟ أليس من الإجحاف المطالبة بإخراج الرئيس السابق من البلاد بينما يحظى بشعبية كبيرة داخل اليمن؟ ألا ينتمي لحزب تضرب جذوره بعمق في الحياة السياسية في البلاد؟

هذه الأسئلة طرحت ضمن حلقة الثلاثاء (23/12/2014) من برنامج "الاتجاه المعاكس" التي شارك فيها كل من ياسر اليماني القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ومحمد جميح الكاتب والمحلل السياسي اليمني.

شعبية صالح
وذكر اليماني أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح يحظى بشعبية في الشارع اليمني، مضيفا أنه سلم السلطة سلميا وقدم يده لخصومه وهو باقي ببقاء الشعب اليمني.

وقال "نحن نريد أن نفضح المؤامرة التي يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي والحوثيون خدمة للمشروع الإيراني في المنطقة".

واتهم اليماني الرئيس هادي بتمكين الحوثيين من محافظات حدودية من أجل تهديد دول مجلس التعاون الخليجي، وبتدمير كل شيء في البلاد من خلال توفير غطاء للحوثي للتوسع في كل مؤسسات الدولة.

واعتبر القيادي في المؤتمر الشعبي العام أن المبادرة الخليجية انتهت لتحل محلها مبادرة إيرانية بإسناد من هادي الساعي إلى تأبيد حكمه، وفق وصفه.

وقال اليماني إن الحوثيين يتمددون في اليمن بقرارات جمهورية من الرئيس هادي، مضيفا أن الأخير يدفع البلاد باتجاه حرب أهلية بسبب تمسكه بالسلطة.

في ركاب الحوثي
من جانبه، ذكر محمد جميح الكاتب والمحلل السياسي اليمني أن علي عبد الله صالح وعبد ربه منصور هادي رجلان مسؤولان مسؤولية تاريخية عما آلت إليه اليمن، وكلاهما عمل في ركاب الحوثي.

ولفت جميح إلى وجود ما أسماه تيارا حوثيا داخل حزب المؤتمر الشعبي العام ورّط قيادات عسكرية مهمة في عملية دخول الحوثيين إلى العاصمة صنعاء.

ووصف الرئيس هادي بالرجل الضعيف، والرئيس صالح بالرجل الماكر، وكانت النتيجة أن اجتمع الضعف والمكر منتجين وضعا استفاد منه الحوثيون بدخولهم صنعاء.

وبيّن الكاتب والمحلل السياسي أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح أجرم في حق البلاد، ولا تزال لديه مخالب مالية وعلاقات قبلية وعلاقات في الجيش.

وقال جميح إن الطبقة السياسية في اليمن مترهلة، واستطاع الحوثي أن يسوقها ليلة سقوط صنعاء، لافتا إلى أن صالح عندما غادر السلطة كان ذلك بنية العودة إليها بشكل أو بآخر.

ورأى أن اليمن اليوم خاضع لاحتلال إيراني واضح بعدما انتزع من حاضنته العربية الأصيلة.