الاتجاه المعاكس

ما يفعله حفتر بليبيا ثورة مضادة أم مكافحة إرهاب؟

ناقشت الحلقة تطورات الأوضاع في ليبيا، وتساءلت: هل ما يقوم به الجنرال المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي ثورة مضادة أم أنه يحاول تطهير ليبيا من الإرهاب، كما يزعم؟

إلى أين تسير الأوضاع في ليبيا بعد نحو ثلاثة أعوام من الثورة التي أطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي؟ هل هناك ثورة مضادة تحاول استعادة حكم القذافي ويقودها الجنرال المتقاعد خليفة حفتر؟ أم أن هذا العهد قد ولّى بلا رجعة؟

حلقة الثلاثاء (11/11/2014) من برنامج "الاتجاه المعاكس" طرحت هذه التساؤلات في ظل التطورات التي تشهدها ليبيا سياسيا وميدانيا في بنغازي وطرابلس وغيرهما.

وتساءلت الحلقة: أليس التأييد الذي يحظى به حفتر من أتباع القذافي دليلاً على أنه يقود ثورة مضادة بامتياز؟ وهل ثار الليبيون ليستبدلوا لواء بعقيد؟ أم إن العهد السابق قد ولى إلى غير رجعة؟ أما زال الليبيون مختلفين في ما بينهم على طبيعة العهد الجديد؟ أم أن ليبيا تحتاج لقائد عسكري يلملم أشلاءها؟

وأظهر التصويت الذي طرحته صفحة البرنامج على موقع الجزيرة نت أن 59.3% من المشاركين في التصويت يرون أن حفتر هو خليفة معمر القذافي في ليبيا، بينما رأى 40.7% من المصوتين عكس ذلك.

حول هذا الموضوع، يرى رئيس تحرير صحيفة ليبيا الجديدة محمود المصراتي أن الليبيين الذين يعيشون المآسي والفوضى الأمنية وحرق مؤسسات الدولة بحاجة إلى قيادة عسكرية أو مدنية تسعى لعودة الدولة والقضاء على الإرهاب.

وأضاف أن حفتر لا يقاتل وحده في بنغازي، ولكن الكثيرين من الضباط والثوار والمواطنين الليبيين الذين شاركوا في الثورة على القذافي حوله.

واعتبر المصراتي أن حفتر قطع الطريق أمام الشكوك التي تقول إنه طامع في السلطة بتأكيده أن معركته الأخيرة هي تحرير وتطهير بنغازي، لكن المصراتي شدد على أن من حق حفتر الترشح للرئاسة إذا استوفى شروطها.

ويرى أن حفتر يعمل لصالح ليبيا، وكذلك كل من يقاتل الإرهاب، وتساءل: لماذا أصبح حفتر الآن انقلابيا وإرهابيا وقاتلا للأطفال؟

وقال إن الجيش الليبي يخوض عملية ضد الإرهاب وليس ضد الثوار، والإرهابيون يسيطرون فقط على 10% من ليبيا، بينما يسيطر الليبيون على الباقي، معتبرا أن مصطلح الثوار أصبح مثار للسخرية والتهكم في ليبيا.

في المقابل، تساءل الكاتب والإعلامي الليبي هشام الشلوي عن شخصية حفتر الذي قال إنه تابع للمخابرات الأميركية، ويحمل جنسية الولايات المتحدة، ويشارك في الانتخابات الأميركية كمواطن أميركي.

وأضاف "حفتر ليست له أي بدلة عسكرية، وتبنته المخابرات الأميركية التي يسكن بالقرب منها، وكل ما هو معلوم عن تاريخه أنه كان يحقق مع المعارضة الليبية وأصدر أحكاما بإعدام البعض منهم".

وتابع الشلوي "ذهب حفتر لحرب تشاد، وبأوامر مباشرة من القذافي قام بإعدام الجرحى الليبيين ثم هرب إلى الولايات المتحدة، وليس لديه تاريخ كمعارض، بل إنه أخذ يعمل على تشويش المعارضة الليبية في الداخل".

واعتبر أنه ما يقوم به حفتر وأنصاره في بنغازي هو حرق للمدينة وهدم لمؤسسات الدولة فيها، متسائلا أي إرهاب هذا الذي يزعم أنه يكافحه وهو يقصف المدينة بالصواريخ.