في العمق

أحمد التويجري: تحديات مجلس التعاون صهيونية وفارسية

ناقش برنامج “في العمق” في حلقة الاثنين 23/3/2015 أهم التحديات التي تواجه السعودية ودول الخليج، وشكل التعاون العربي والإقليمي المطلوب، وفرص المملكة ومجلس التعاون في تحقيق الاستقرار من جديد.

عُروبَـةُ اليـومِ أُخـرى لا تنـم علـى
وجودها اسم ولا لَـونٌ وَلا لقبُ
تسعونَ ألفاً "لِعمُّـوريـة َ" اتقدوا
وللمنجـمِ قَـالُـوا: إِنـنـا الشُّـهـبُ
قِيلَ: انتظار قطاف الكرمِ مَـا انتظَـروا
نضـج العناقِيـدِ لكن قَبلهـا التهبـوا
واليوم تسعـونَ مليوناً وما بلغوا
نُضجاً وقد عُصِـرَ الزيتـونُ والعنـبُ

بهذه الأبيات للشاعر عبد الله البردوني بدأ عضو مجلس الشورى السعودي سابقا أحمد عبد الرحمن التويجري حواره مع برنامج "في العمق" يوم الاثنين 23/3/2015 الذي تناول فيه التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية ودول الخليج، في ظل المستجدات والتطورات السياسية الجديدة التي تمر بها المنطقة.

ورأى أن الواقع لا يسر صديقا، وأن الأمة لم تواجه عبر تاريخها الطويل محنا وتحديات مثل التي تواجهها اليوم.

واعتبر التويجري أن عدم امتداد الانقلابات العسكرية إلى دول الخليج يعتبر من نعم الله على شعوب هذه المنطقة، وحذر من الخطر الصهيوني الذي يسعى إلى تمزيق الكيانات والدول، وكذلك الخطر الفارسي الصفوي الذي يسعى للتغلغل إلى المنطقة العربية والسيطرة عليها، وناشد جميع المهتمين بالشأن العام العربي أن يعتبروا الخطر الصهيوني هو الخطر الأكبر الذي يهدد الأمة، بينما وصف الخطر الفارسي بـ"المرحلي" الذي سيزول بإذن الله.

واتهم إيران باستغلال الغفلة وحسن النوايا ورغبة دول الخليج في معالجة الأمور بالهدوء والمسالمة، وأكد أنها صاحبة مشروع حددت أهدافه منذ فترة، وكانت تعمل بجد لتحقيقه، في وقت غفلت فيه الشعوب العربية.

وحدة الصف
وأشار إلى أن عهد الملك فيصل رحمه الله شهد قمة المد القومي، وأن الملك فيصل استطاع حينها مواجهة أحلام شاه إيران التوسعية بالتخطيط السليم، كما استطاعت المملكة في عهده أن تواجه المد الشيوعي حينما توحدت الأمة من إندونيسيا حتى موريتانيا، ودعا الجميع إلى عدم استخدام ما أسماه  بالمناكفات الداخلية التي حدثت في مصر لإعاقة وقوف الأمة في وجه التحديات التي تعترضها.

وأكد التويجري أن تقييم المملكة السليم للأوضاع سيمكنها من مواجهة المخاطر الصهيونية وكذلك الفارسية التي احتلت عواصم الحضارة الإنسانية في اليمن وفي العراق، كما دعا إلى معرفة حجم المشكلة حتى يمكن للمملكة أن توجد العلاج اللازم لها، وأكد أن وحدة الصف الداخلي ضرورية جدا لمواجهة الأخطار، وناشد دول الخليج أن تعلن نفيرا على جميع المستويات لمواجهة الكماشة التي تحيط بالمنطقة.

وحول التحالفات المطلوبة، نادى التويجري بضرورة الاهتمام بتحالف دول مجلس التعاون الخليجي الذي لم يحقق الحد الأدنى من أهدافه، حسب رأيه، وناشد قادة دول المجلس نبذ الخلافات والتصدي للمخاطر بروح موحدة، وأكد أن التحالف مع تركيا ضروري جدا، لأسباب علمية لا علاقة لها بالعواطف، لأن لديها إمكانات عسكرية واقتصادية لا توجد في دولة أخرى، كما أشار إلى ضرورة عقد تحالفات مع باكستان والمغرب، وتحشيد الأمة جمعاء.

اجتياح فارسي
كما دعا إلى ضرورة إدراك أن المعترك مع "النظام الصفوي" هو معترك عقائدي وفكري، الأمر الذي يتطلب حشد جميع العلماء والمدارس الإسلامية لتبيين الحق وفضح الباطل الذي يروج له الطرف الآخر.

ووصف ما حدث في اليمن بـ"اجتياح فارسي صفوي للبلد"، وأكد أن الوصف نفسه ينطبق على ما يحدث في العراق وسوريا ولبنان، وأوضح أن موقف دول الخليج يجب أن يكون موقف مقاومة الاحتلال.

واستنكر قيام البعض بالانحياز إلى الصهاينة على حساب "إخواننا" في غزة، كما تعجب من قيام من أسماهم "المسوخ" بالترويج لإسرائيل والوقوف ضد الحوار مع الإخوان المسلمين وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).