من واشنطن

البابا في أميركا.. مزيج الدين والسياسة

بحثت حلقة “من واشنطن” النقاشات والآراء التي دارت حول زيارة بابا الفاتيكان فرانشيسكو إلى الولايات المتحدة، حيث يوجد فيها سبعون مليونا من أتباع الكنيسة الكاثوليكية جلهم مهاجرون من أميركا اللاتينية.

فتحت زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانشيسكو إلى الولايات المتحدة نقاشات، حول توقيت الزيارة إلى بلد يشكل الكاثوليك -الذين يشكل فرانشيسكو رأس كنيستهم- سبعين مليونا بين المسيحيين الأميركان البروتستانت.

وهؤلاء السبعون مليونا هم غالبا من أميركا اللاتينية، أو من يسمون "اللاتينو" يتحدثون الإسبانية التي هي اللغة الأم للبابا المتحدر من الأرجنتين.

وتحدثت المخرجة غلانيس ماتيو في حلقة 29/9/2015 من برنامج "من واشنطن" فقالت إن مشكلة الحديث بالإسبانية دفعت البابا للتحدث بالإنجليزية ليبدد مخاوف الأميركيين البروتستانت.

مشكلة الإسبانية
وتطرح مشكلة اللغة على طاولة الانتخابات الأميركية، حيث يرى الجمهوريون، خصوصا المتعصبين منهم، أنه يجب السماح فقط بالتحدث بلغة واحدة هي الإنجليزية.

وهنا ترى المتخصصة بشؤون الأميركيين من أصول لاتينية، ماري كروز ماغاون، أن على اللاتينيين أن يتعلموا الإنجليزية إذا أرادوا أن يحققوا تقدما بالمجتمع، منتقدة الإصرار على التحدث بالإسبانية بينما لا يفعل الأميركيون من أصل ألماني وإيطالي ذلك.

بينما رأى راتب ربيع، من مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية، أن بلدا مثل الهند به أكثر من ألف لغة تتحدث بها مكونات المجتمع، دون أن ينقص ذلك من هندية أي شخص.

المهاجرون.. اللاجئون
أما المشكلة التي لا يكف المجتمع والنخب السياسية عن طرحها فهي مشكلة المهاجرين غير القانونيين الـ11 مليونا من أصول لاتينية، وهي القضية التي تطرق إليها البابا في زيارته.

ويطرح ربيع مسألة التعريف بمن يقطع الحدود إلى أميركا: هل هو لاجئ أم مهاجر غير قانوني؟ ويرى أن الكثيرين هاربون من موت محتم ومن فقر، لذلك ينطبق عليهم طبق الدستور الأميركي وصف اللاجئين.

وانتقدت ماغاون تركيز البابا انتقاده للولايات المتحدة التي -وفق رأيها- قبلت ملايين المهاجرين وما زالت تفعل ذلك، وإن كان لا بد من الانتقاد فهي تدعو البابا ألا يكتفي بالولايات المتحدة بل ينتقد الدول اللاتينية التي ينتمي إليها.

جدل الزيارة
بدوره، قال أستاذ الأديان بجامعة كاليفورنيا أحمد عاطف إن زيارة البابا أثارت جدلا حول اعترافه بقديسية القس سيرا الذي يراه فرانشيسكو مبشرا نشيطا في نشر المسيحية لدى تأسيس الولايات المتحدة، بينما يراه سكان البلاد الأصليون عنيفا وقاسيا.

وحول مزيج السياسة والدين بهذه الزيارة، قال إن من الصعب فصلهما عن بعضهما، مشيرا إلى أن البابا قدم كلاما ذكيا متطورا سواء السياسة أو الدين، خصوصا حين قال إنه "لا ينبغي علينا الإصرار على أن هناك حقا وباطلا وخيرا وشرا".