من واشنطن

أوباما في أفريقيا.. مصالح ودكتاتوريات

بحثت حلقة “من واشنطن” في أجندة زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لأفريقيا، ما بين المصلحة الأميركية في محاربة “الإرهاب” والاستثمارات، وانتقادات لما يقال إنها إعطاء شرعية لدول دكتاتورية.

لم يخف الرئيس الأميركي باراك أوباما أجندته لدى زيارته أفريقيا للمرة الثالثة، والتي كان عنوانها الأبرز المصلحة الأميركية.

غير أن منتقديه رأوا أنه زار أنظمة دكتاتورية في أفريقيا ذات سجلات سيئة في حقوق الإنسان، وقبل ذلك لم تصدر عنه إدانة الانقلاب في مصر، بل إنه ألقى كلمة في مقر الاتحاد الأفريقي الذي شيد بتمويل دولة قمعية هي الصين، حسب قولهم.

حلقة 4/8/2014 من برنامج "من واشنطن" استعرضت أصواتا إثيوبية، حيث تقيم جالية تقدر بعشرين ألفا في العاصمة الأميركية واشنطن، وأبدى العديد منهم عتبه على الإشادة بالنظام الإثيوبي الذي يرونه مستبدا.

مقابل ذلك عرض البرنامج مقطعا من لقاء سابق مع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون قال فيه إنه لا يظن أن بمقدور أحد أن يتجاهل أفريقيا التي تملك 60% من الأراضي الصالحة للزراعة، مشيرا إلى أن الصين انتبهت إلى قيمة هذه القارة واستثمرت في البنية التحتية.

أما مبعوث أوباما السابق إلى السودان برينستون لايمان فقال إن سياسة أوباما واقعية، وإن زيارته إلى إثيوبيا تعكس أهميتها في القرن الأفريقي، كما أنها مهمة في قيادة النقاشات حول الوضع السوداني.

ومع ما تحمله الزيارة من مصلحة أميركية، أشار لايمان إلى أن أوباما تحدث عن القيود السياسية بوصفها خطأ.

القوة الناعمة
من جانبه، قال الباحث في مركز التقدم الأميركي مختار عوض إن منتقدي زيارة أوباما هم من مناصري حقوق الإنسان.

ومضى يقول إن أميركا يمكن لها أن تبني علاقات اقتصادية مع أفريقيا، ثم استغلال القوة الناعمة لإيصال رسائلها وإقناع الأنظمة بتبني برامج النمو الديمقراطي.

أكثر من ذلك -كما يضيف- لن تتجاوز واشنطن الواقعية السياسية، فلا يمكن أن تعاقب أنظمة على سلوكها الداخلي، مع العلم أن البديل عن أوروبا وأميركا جاهز وهو الصين ومعها الهند، بحسب رأيه.

أما شريف بسيوني أستاذ القانون الدولي بجامعة دي بول فقال إن أوباما يحاول كما حاول من قبله كلينتون وكارتر وكنيدي من الحزب الديمقراطي أن يجمع بين بعض المبادئ وبعض المصالح.

وقلل بسيوني من قدرة أي دولة حتى لو كانت أميركا على إحداث تغييرات ديمقراطية عبر شبكة المصالح مع الأنظمة السياسية، وأضاف أن الديمقراطية تختلف من بلد إلى بلد، وأن أي ديمقراطية هي انعكاس للتغير الاجتماعي الداخلي والمستوى الثقافي والقيم الاجتماعية.