الاقتصاد والناس

هل تمتلك السياحة العربية مقومات النجاح؟

تناول برنامج “الاقتصاد والناس” أوضاع قطاع السياحة في العالم العربي وجهود بعض الدول العربية لجذب السياح العرب إليها.

لم تعد السياحة نحو الغرب كالسابق بسبب التوتر الأمني هناك وصعوبة الحصول على تأشيرة وغير ذلك، وهنا يبرز الحديث عن السياحة العربية كبديل محتمل، فهل تملك الدول العربية المنتج البديل الذي يغطي احتياجات الناس خلال العطلة؟ وهل يمكن أن تمثل السياحة العربية -سواء البينية أو الداخلية- اختيارا مقبولا لدى من اعتادوا قضاء عطلاتهم في لندن أو باريس أو حتى في شرق آسيا.

حلقة (21/5/2016) من برنامج "الاقتصاد والناس" تناولت مع عدد من المسؤولين العرب المشاركين في منصة سوق السفر العربي في دبي أوضاع قطاع السياحة بالعالم العربي وجهود بعض الدول العربية لجذب السياح العرب إليها.

وبحسب منظمة السياحة العالمية، فقد بلغ عدد السياح الذين تنقلوا خارج حدودهم مليارا و148 مليون سائح في عام 2015، بلغ نصيب أوروبا وحدها من هذا العدد 609 ملايين سائح، بينما تذيلت المنطقة العربية قائمة المناطق المستقبلة للسياح، إذ زارها 54 مليون سائح فقط بنسبة أقل من 3% من حجم السياحة العالمية.

وعلى الرغم من قلة مساهمة العرب في السياحة العالمية فإن إنفاقهم خارج الوطن العربي يصل إلى أربعين مليار دولار سنويا، حيث يشكل السياح العرب 20% من ضيوف الفنادق الممتازة في بريطانيا.

كما تصنف منظمة السياحة العالمية المواطن الخليجي الأكثر إنفاقا في العالم، حيث ينفق في الليلة الواحدة ما يعادل 1200 دولار، بينما ينفق الأوروبي 880 دولارا فقط.

واقع صعب
ويقر رئيس المنظمة العربية للسياحة دكتور بندر آل فهيد بأن السياحة العربية تأثرت بالظروف السياسية التي تعرضت لها بعض الدول العربية، مقدرا حجم الخسائر في هذا القطاع بنحو 42 مليار دولار.

ويشير إلى أن سياحة بعض الدول العربية كانت تعتمد في المقام الأول على السياح الأجانب، لكنها توصلت إلى قناعة بأن السياحة البينية بين الدول العربية هي الملاذ الآمن.

أما مدير الترويج السياحي في سلطنة عمان سالم المعموري فيؤكد أن بلاده تسعى لجذب السائح العربي من خلال برنامج "اكتشف عمان في الصيف"، مشددا على أن أهم ما يميز بلاده أنها سوق بكر في عالم السياحة، كما أن أسعار السياحة فيها منخفضة وبها مقاصد جبلية وطبيعية وبحرية متنوعة.

مركز حضاري
بدوره، يقول رئيس قطاع الترويج في هيئة السياحة القطرية راشد القريصي إن "القطاع السياحي هو أحد القطاعات الاقتصادية التي تركز عليها دولة قطر في المستقبل لتنويع مصادر الدخل، وإن أحد بنود الإستراتيجية القطرية للسياحة هو جعل قطر مركزا حضاريا عالميا ذا بعد ثقافي".

وعن مؤهلات بلاده لتحقيق ذلك يشدد القريصي على أن قطر تمتلك شركة طيران عالمية تصل إلى 150 وجهة حول العالم، ولديها أكثر من 21 ألف غرفة فندقية، كما أن لديها بنية تحتية سياحية وثقافية كبيرة، لافتا إلى أن بلاده تستهدف السياح المهتمين بالسياحة الترفيهية العالية التكلفة والسياحة الثقافية والفنية، سواء من الدول العربية أو الآسيوية أو الأميركية أو الأوروبية.

في المقابل، تسعى السعودية -كما يؤكد رئيس الهيئة العامة للسياحة في السعودية الأمير طلال بن سلمان- إلى أن تكون وجهات المسلمين في العالم كله ليس فقط من أجل الحج والعمرة بل للعلاج والتجارة والتعرف على تاريخ الإسلام.

ويضيف أن السعودية ستدشن قريبا برنامج "سياحة ما بعد العمرة" للسياح من خارج السعودية، وبرنامج "عيش السعودية" الذي يستهدف ربط المواطن السعودي ببلاده عن طريق السياحة.

تجارب جديدة
أما في تونس فرغم تراجع السياحة خلال الموسمين الماضيين بسبب الهجمات الإرهابية فما زالت البلاد تحافظ على مكانتها كإحدى أبرز وجهات السياحة العربية والأفريقية، لما تتميز به من شواطئ سياحية ومساحات خضراء، كما باتت تركز على السياحة الصحراوية في الجنوب.

ويشير المندوب الجهوي للسياحة في الحمامات عز الدين القرامي إلى أن هناك تحسنا في أعداد السياح هذا العام مقارنة بالعام الماضي بسبب ارتفاع أعداد السياح الجزائريين والليبيين، الأمر الذي ساهم في تغطية غياب السياح الأجانب.

وكمحاولة لجذب السائح العربي لجأ الأردن إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي يرى وزير السياحة والآثار الأردني نايف حميدي الفايز أنها ساهمت في الوصول للمواطن العربي وإقناعه بزيارة البلاد.