المشهد الثقافي

معرض أبو ظبي الدولي العاشر للكتاب ومتابعات أخرى

معرض أبو ظبي الدولي العاشر للكتاب – معرض لتاريخ البيانو في واشنطن – أزمة الكتاب العربي – مهرجان ثقافي لشعب التبت – خيال الظل فن دمشقي قديم – الاحتفال العالمي بيوم الشعر في المغرب.
مقدم الحلقة توفيق طه
ضيوف الحلقة عدة ضيوف
تاريخ الحلقة 10/04/2000

undefined
undefined
undefined


undefined


undefined

undefined
undefined
undefined

توفيق طه:

أهلاً ومرحبًا بكم، إلى هذه الإطلالة الجديدة على المشهد الثقافي من أبو ظبي، ومعنا هذا الأسبوع معرض أبو ظبي الدولي العاشر للكتاب، وتساؤلات حول جدوى المعارض، ومستقبل الكتاب المطبوع في ظل وجود بدائل تقنية آخرها الكتاب الإلكتروني.

خيال الظل طورُُ بدائيٌّ من أطوار السينما، يعود إلى الحياة في دمشق تحت شعار: إحياء التراث.

وورقة خاصة بالمشهد الثقافي من الشاعرة التونسية جميلة الماجري.

معرض أبو ظبي الدولي العاشر للكتاب
تقرير (فوزي بشرى- قناة الجزيرة)

توفيق طه:

وإذن، من معرض أبو ظبي الدولي العاشر للكتاب نبدأ، وفي البال أكثر من تساؤل، هل نحن أمام سوق أخرى وحسب؟ السلعة فيها هي الكتاب؟ أم هي تظاهرة ثقافية تهدف من بين أشياء أخرى إلى ترسيخ القراءة، أو حتى اقتناء الكتاب عادةً وتقليدًا؟

فوزي بشرى:

معرض أبو ظبي الدولي العاشر للكتاب، الذي افتتح الأسبوع الماضي، سبقه خلال أقل من شهر معرض في البحرين، وآخر في عمان، وسيليه قريبًا معرض في بيروت، فهل باتت المعارض سوقًا موسمية للكتاب؟ أم هي فعلاً تظاهرة تستهدف التثقيف والتنوير قبل الربح؟

خوله الحديد [صحفية سورية]:

معارض الكتب لا شك أنها تظاهرة ثقافية مهمة، لكن بالنسبة للمعارض التي عم بتصير بدول الخليج، وخاصة في الفترة القريبة بين معرض وآخر، مثلاً أغلب الناشرين عم ييجوا [يأتون] من البحرين، قبلها من مسقط، قبلها الكويت، حتى بالإمارات قبل بشهرين أو ثلاثة كان معرض الشارقة فتحول دور النشر بما يشبه المكتبات المتجولة، عم يعطيها الطابع التجاري هذا.

فوزي بشرى:

لكنَّ للسوق أحكامها وقواعدها، فسعر الكتاب مثلاً يؤثر في مدى الإقبال على شرائه، سواء لقراءته أو لمجرد اقتنائه، وهذه نقطة يحتسبها البعض لمعرض أبو ظبي دون سواه.

خالد قبيعة [رئيس لجنة المعارض باتحاد الناشرين العرب]:

فيه إلزام بخصم من الـ 25% إلى 30 % على جميع الأسعار، وفي مراقبة شديدة بهالموضوع، يعني في حالة ما التزم فهيا المشترك، طبعًا في له جزاءات كثيرة، والأسعار هي -بعتقد- منطقية جدَّا، ورخيصة.

فوزي بشرى:

وأيـًّا كان هدف العارضين أو المنظمين، فإن الأجواء الاحتفالية التي تحاط بها معرض الكتاب تثير اهتمام وسائل الإعلام التي تتسابق لتغطية التظاهرة، مضيفة إليها بعدًا حدثيًّا وجماهيريًّا، يسهم في تعميمها وإنجاحها.

محمد أحمد السويدي [أمين عام المجمع الثقافي-أبو ظبي]:

بمناسبة لقائي مع تليفزيون الجزيرة أقول: أنا كثير شاكر ، وسعيد بهذا التواجد، لأني أراه هو الشكل الصحيح للتواصل، وأدعو إلى مزيد من التعاون المشترك.

فوزي بشرى:

مصادر المجمع الثقافي الذي نظم العرض، قالت إنه استقطب نحو أربعمائة مؤسسة ودار نشر، وإن بدت المساحة التي أقيم عليها أقل من تلك التي شهدت معرض البحرين، في الثلث الأخير من مارس (آذار) الماضي.

وكما في معرض البحرين لوحظت غلبة الكتب السلفية والإسلامية وكتب الأطفال على ماعداها، فكيف يفسر الناشرون ذلك؟

الفاتح الجزوري [سافانا للنشر-السودان]:

الصحوة الإسلامية التي بدأت تسود العالم العربي حاليًا، وكثرة إقبال الشباب على القراءة الإسلامية.

حسن باغي [المركز الثقافي العربي-لبنان]:

موضوع الرقابة في معرض أبو ظبي يكاد يكون غائب، وهو عند حضوره يكون بنوع من التفاهم الضمني حول بعض القضايا يعني المنفرة، إذا قلنا، أمَّا الرقابة بما هي رقابة على الفكر، بما هى تعارض الفكر فهي غير موجودة.

فوزي بشرى:

معرض أبو ظبي الدولي العاشر للكتاب، أفرد حيِّزًا غير قليل لوسائل الإيضاح التعليمية وتقنية المعلومات، ممثلة في برامج وأجهزة الكومبيوتر إلى جانب ما بات يعرف بالكتاب المسموع، أي المسجل على أشرطة صوتية، مما يضيف إلى المكتبة العربية بعدًا آخر، بدأ يثير جدلاً ولغطًا حول مستقبل الكتاب المطبوع،

معرض لتاريخ البيانو
تقرير (خالد القضاة- قناة الجزيرة)

توفيق طه:

منذ اختراعه قبل ثلاثمائة عام أخذ البيانو طريقه إلى قلوب عشاق الموسيقى في كل أنحاء العالم، واحتفاءً بهذه المناسبة، أقام متحف (سمسين) الوطني للتاريخ الأمريكي معرضًا في واشنطن لتاريخ البيانو وروائع مصنوعاته.

خالد القضاه:

ثلاثة قرون من التاريخ هى عمر هذه الآلة الموسيقية الجميلة (البيانو)، وهذا المعرض، وهو الأول من نوعه كشف النقاب عن مشاهير في عالم الموسيقى، وعن فن العزف الذي لازم أرقى العائلات منذ القرن الثامن عشر حتى اليوم، مخترع البيانو هو الإيطالي (برتلميو كرستو فوري) كان ذلك في عام 1700، على وجه التقريب، ثم تطورت صناعة هذه الآلة بانتقالها إلى العاصمة النمساوية (فيينّا)، وحسَّن من (جودتها) مشاهير الموسيقى هناك أمثال (موزارت) و (بيتهوفن)، ووصل البيانو إلى الولايات المتحدة عن طريق (هنرى ستان واي) الجد الأكبر لعائلة توارثت الصنع وتطوير أشهر ماركة عالمية هى (ستان واي) وأولاده.

تتطلب صناعة البيانو دقة متناهية ومواد خاصة، إضافة إلى مهارة فردية محترفة، وخيال واسع، للحصول على تحفة تزين صالات المنازل كقطعة أثاث فاخرة، إذ لا يزيد الإنتاج السنوي منها على خمسة آلاف في كل العالم، المهتمون بالموسيقى يعرفون أن الماركات العالمية الشهيرة للبيانو لا تزيد على أربع أو خمس، لكن المناسبة قد تولد الشهرة أحيانًا، ومن هنا دخل هذا البيانو تاريخ الجماليات، منذ أن قدمته الملكة (فيكتوريا) هدية إلى الأمير (ألبرت) في أواخر القرن التاسع عشر.

وبقدر الشهرة في صناعة البيانو، هناك شهرة في عالم العزف، فمنهم من أبدع في عزف الفرح كأسطورة الجاز (ديوك إلينكتون)، أو في عزف الحزن، كما فعل السير (إلتون يون).

ورغم أن البيانو في فكرة لم يتغير منذ نحو ثلاثمائة سنة، فإن مفاتيحه الإلكترونية، وتصاميمه الجذابة هى التي قد تتغيَّر في القرن المقبل، لتزداد هذه الآلة الوترية رونقًا وجمالاً.

أزمة الكتاب العربي
توفيق طه:

راندة الفارس أستاذة الرياضيات في كلية العلوم في جامعة السرد في ليبيا استوقفتني جملة منها، في رسالة بعثت بها إلى البرنامج تعجب فيها من كثرة الحديث عما يسمى بأزمة الكتاب أو المطالعة، ولكن هل الكتاب العربيَّ فعلاً في أزمة؟ وما هي بالضبط؟ هل هى أزمة قارئ؟ أم أزمة للكتاب بحد ذاته؟

محمد رشاد [الأمين العام المساعد لاتحاد الناشرين العرب]:

نعم، الكتاب العربي بيعاني من أزمة، وأزمة حقيقية، يكفي أن ندلل بذلك بمثل واحد، أن الناشرين أصبحوا يطبعوا ما بين خمسمائة نسخة إلى ألف نسخة، بينما منذ عشرين عامًا كان الكمية تتراوح ما بين خمسة آلاف نسخة إلى عشرة آلاف نسخة.

الأسباب باختصار وبسرعة، إن عادة القراءة أصبحت عادة غير أصيلة لدى المواطن العربي، نسبة الأميَّة المتفشية في الوطن العربي، لم تستطع الحكومات العربية حتى الآن أن تقضي على هذه الأمية.

في موضوع خطير جدًّا بيهدد الإبداع والفكر العربي وهو الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية.

الحواجز التي يقابلها الكتاب كالرقيب، بالرقابة التقليدية التي أصبحت ليس لها محل الآن.

الفكر الواحد الذي ينتهجه معظم المثقفين العرب بقراءة فكر واحد، وهناك أسباب كثيرة من ضرائب، ورسوم تفرض على مستلزمات إنتاج الكتاب.

محمود يوسف خضر [كاتب فلسطيني]:

الحقيقة، الأزمة أساسًا موجودة في الجهتين، يعني على مستوى القارئ، نحن ندري تمامًا من خلال الإحصائيات أن نصف العالم العربي يعيش في أميَّة، إذن، الأزمة-حقيقة-هي الأمية المنتشرة والمتفشية، والتي تتزايد في العالم العربي.

والجانب الآخر، في مسألة الكتاب -في حد ذاته- إن أسلوب تعليمنا في المدارس -في كل وزارات التربية والتعليم أيضًا في العالم العربي بشكل كامل- هي تعتمد على أسلوب التلقين وليس الفهم أو المنهج، فبيخرج الطالب من المدارس، وهو على قناعة تامة أنه بمجرد أن ينتهي من الامتحانات لا يعود إلى الكتاب مرة أخرى.

توفيق طه:

فإلى أي مدى يسهم ارتفاع أسعار الكتب والجمارك المفروضة على الكتب في تعميق هذه الأزمة؟

محمد رشاد [الأمين العام المساعد لاتحاد الناشرين العرب]:

يكفي أن أدلك على نقطة واحدة، وهو أن معظم الدول العربية، أو كلها موقعة اتفاقيات عالمية، زي [مثل] اتفاقية اليونيسكو، لإعفاء الكتاب من كافة الرسوم والضرائب التي تفرض عليه، ورغم هذا بتفرض الرسوم، تصل أحيانًا في بعض البلدان إلى 17% على مستلزمات..على الكتاب المصنع.

محمود يوسف خضر [كاتب فلسطيني]:

الكتاب والقيود المفروضة عليه سواء كانت الجمارك أو وزنه الثقيل في الشحن، طبعاً هو يأتي ثاني مادة بعد الحديد في الوزن، فتكلفة شحنه من مكان إلى آخر، والقيود الرقابية، وكل ما يتعلق بالكتاب أيضًا هي تعمق أزمة الكتاب والقارئ.

توفيق طه:

وهل هناك علاقة بين التسطيح الإعلامي المرئي وأزمة الكتاب؟

محمد رشاد [الأمين العام المساعد لاتحاد الناشرين العرب]:

لا أعتقد أن هناك يعني في تأثير، لأن الوسائل الإعلامية المقروءة و المسموعة والمرئية يفترض أنها تكمل المكونات الأساسية لعملية تنمية الشخصية العربية، ولكن المشكلة -كما قلت لحضرتك- أن عادة القراءة أصبحت عادة غير أصيلة لدى المواطن، بالعكس ربما يسهم وتسهم وسائل الإعلام في زيادة الإقبال على القراءة.

محمود يوسف خضر [كاتب فلسطيني]:

فراغ المضمون، أو المضمون الهش إللي ممكن تتعامل به أجهزة الإعلام سريعة الانتشار، زي الإذاعة والتليفزيون هي تؤثر على التكوين الذهني للمتلقي، إللي هو في النهاية جزء منه أيضًا يذهب لقراءة الكتاب، فسيجد الكتاب الفلسفي على سبيل المثال، أو الكتاب إللي بيعالج تاريخ المجتمعات، أو الكتاب الذي فيه عمق فكري، سيجده صعبًا عليه، فلن يستمر في قراءته، هذا إذا اقتناه أساسًا، فالعلاقة موجودة بالتأكيد.

توفيق طه:

وماذا بعد الكتاب الإلكتروني، والكتب المسموعة، والأوعية التقنية الأخرى؟ هل مازال بإمكان الكتاب أن يستعيد مكانته؟ أم إن حضارة الورق قد انتهت فعلاً كما يقول البعض؟

محمود رشاد [الأمين العام المساعد لاتحاد الناشرين العرب]:

سيظل الكتاب الورقي سائد، ولعلم حضرتك الإحصائيات الأخيرة من الدول المتقدمة التي لديها أحدث التكنولوجيا -المستخدمة في الكتاب الإلكتروني- نسبة الكتاب الورقي زادت.

محمود يوسف خضر [كاتب فلسطيني]:

التاريخ بيعلمنا إنه ما في شغله بتحل محل الأخرى، إنما هي تتعدد الخيارات، فأنا أحب المسرح، أشوف العمل في مسرح، أنت تحب تشوف في السينما، غيرنا يحب يشوفه على فيديو، نفس الشيء الكتاب، أنا واحد من الناس مش ممكن أستمتع بقراءة كتاب على شاشة كمبيوتر.

مهرجان ثقافي لشعب التبت
تقرير (سعيد الخزامي- قناة الجزيرة)

توفيق طه:

كما لكل شعوب الأرض خصائصها الثقافية يتميز شعب (التبت) بتنوع موروثه الثقافي، ولكي يحافظ التبتيون على ثقافة أجدادهم في ظل واقع الهيمنة الصينية على أرضهم، يحرصون على إقامة مهرجان دوري لتراثهم الشعبي، آخر دورة من هذا المهرجان جرت أخيرًا في تجمع للاجئين التبت في شمال الهند.

سعيد الخزامي:

قرية (ماكليود جانج) في ولاية (هيما شمال براديش) شمالي الهند، حيث مقر حكومة التبت في المنفى، هناك تنتعش الحياة، ويتمزق صمت الجبال الموحشة، عندما يحتشد آلاف من اللاجئين التبت، مع بدء فعاليات مهرجانهم السنوي للثقافة، في الأسبوع الثاني من شهر مارس (آذار) من كل عام.

يفتتح المهرجان (الداي لاما) الزعيم الروحي للتبت، بيد أن لمهرجان هذا العام نكهة خاصة بالنسبة للجماهير المحتشدة، لأنه يتم بحضور (كارما فالابا) الوريث القادم للزعامة، والذي فرَّ من التبت في يناير الماضي، قاطعًا ألفًا وأربعمائة كيلو متر سيرًا على الأقدام في صقيع جبال الهيمالايا الرهيبة.

تقليديًا كان الاحتفال بمهرجان (شوتون) يفتتح في ليلة اكتمال القمر، في شهر مارس، حيث يبدأ الرهبان والراهبات ممارسة طقوس للتطهر من الذنوب على الطريقة البوذية.

جاميانغ دوجبي:

(شوتون) كان مهرجانًا ذا شعبية كبيرة في التبت القديم، هذه هي الدورة الخامسة للمهرجان، بعد أن بدأنا نحاول إحياءه في الهند، وهي طريقتنا في نقل سيرة حياة (بوذا) إلى الأجيال المتعاقبة، وإعادة الروح للتشريعات البوذية التاريخية.

سعيد الخزامي:

لكن في إحياء مهرجان (شوتون) أيضًا حفاظًا على الموروث من العادات أمام الهيمنة التي تفرضها سلطات الصين على ثقافة التبت وديانتهم، هذا ما يقوله التبت أنفسهم.

إلا أن السلطات الصينية تظهر -من جهتها- ما يبدو اعترافًا رسميًّا بخصوصيات ثقافة هذا الشعب، على الرغم من سيطرتها على أراضيه، فقد أشركت موسيقيين من التبت في مهرجان بكين للموسيقى هذا العام، وقدموا عروضًا من الرقص والغناء في مشهدٍ أوبراليٍّ غنيٍّ بالألوان، ولا غرابة تقول فنانة التبت الشابة (ديكسي ميديو) فالغناء والرقص هما أسلوب حياة عند شعب التبت، يرتبط بنبضها بتجليات الطقوس البوذية.

إصدارات جديدة
توفيق طه:

من الإصدارات الجديدة اخترنا لكم هذا الأسبوع كتابًا بعنوان: الانبهار والدهشة، للقاص والروائي اليمني زيد مطيع دمَّاج، الذي رحل عن دنيانا منذ أسبوعين.

والكتاب أشبه بالمذكرات، التي تتداخل فيها السيرة الذاتية بسيرة المكان والزمان من حضارة وسياسية.

الكتاب صادر عن دار رياض الريِّس للكتب والنشر في بيروت ونقرأ في تقديم الكتاب بقلم الشاعر الدكتور عبد العزيز المقالح: "لقد أدرك زيد، وهو يعبر الضفة الغربية من البحر الأحمر إلى مصر عبد الناصر، أنه انتقل من زمن جامد ميِّت إلى زمن ينبض بالحركة والحياة، ومن أرض تشكو الرتابة إلى عالم يفيض بالحيوية والنماء، وهنا خلاصة الدهشة والإنبهار".

ذهنية الإلغاء هو عنوان الكتاب الثاني، وهو من تأليف الباحث الدكتور هاني يحيي نصري، ويهدف إلى تشخيص مرض اللهو الشائع اليوم بين الناس حول تراثهم ودينهم وقيمهم، نتيجة صدمات العجز والتراجع التي يتعرض لها العرب كلهم بلا استثناء، وفي جميع الميادين.

الكتاب صادر عن مؤسسة بحسون للنشر والتوزيع في بيروت ونقرأ في مقدمته: "إن منطق الإلغاء جزء من كل فكر سلبي، يدعي التقدمية بتسمية نفسه تصحيحًا، ويمكنك -أخي القارئ- أن تلمسه في كثير من الدعوات الجبانة، التي تختص وراء العبارات غير المحدودة الداعية إلى ضرورة إعادة قراءة التراث عبر تقليعات مثل البنية أو فك البنية أي البنيوية أو التفكيكية".

أما الكتاب الثالث والأخير فهو: مضمرات النص والخطاب، وهو كتاب نقديّ يقدم دراسة في عالم جبرا إبراهيم جبرا الروائي، وفيه ينزع المؤلف سليمان حسين منـزعًا تكامليًّا في دراسة النص الروائي، ويستخدم أكثر من منهج نقديّ حسبما تقتضيه طبيعة البحث التكاملية.

الكتاب صادر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق ونقرأ فيه: "تتنوع المصادر المشكِّلة للعالم الثقافي والحضاري والرؤيوي لجبرا تنوعًا انعكس بكليته على عالمه الروائي، فأغناه غنىً عظيمًا في جزء كبير منه، وأفقده-بعض الأحيان-عفوية الفن، وساقه -أحيانًا أخرى- إلى التداخل والتناقض والارتباك في الأداء وفي الحجم اللامتوازن.

خيال الظل فن دمشقي قديم
تقرير (ليلى موعد- مراسلة الجزيرة- دمشق)

توفيق طه:

دمشق واحدة من أقدم مدن العالم، وفيها مازال يعيش فن قديم يسمى خيال الظل، مجموعة من الشبان المتحمسين للتراث الدمشقي آلوا على أنفسهم أن يحافظوا على هذا الفن من الانقراض.

ليلي موعد:

أطوار متعاقبة مرت بها سينما اليوم، ولعل أولى أطوارها التمثيل بظل الصور، المعروف بخيال الظل، وخيال الظل ارتبط بشخصيتين مشهورتين هما (قراقوز) و(عِواظ)، أما عصر الخيال الذهبي فهو العصر العثماني، ويقال إن شخصيتي (كراكوز) و(عِواظ) حقيقتان، كانتا تعملان في بناء مسجد للسلطان في مدينة (بورصة) التركية، وترويان النكات والحكايات الهزلية مما صرف العمال عن العمل، فأمر حكمدار (بورصة) بإعدامهما، ثم ندم على ذلك، وأصابه غمٌّ شديد، فأراد شيخ يدعى (كوشتري) أن يزيل الغمة عن الحكمدار، فصنع له على هيئتهما شكلاً من الجلد، صار يحركه كل مساء وراء شاشة منارة، ويروي بأسلوبهما وعلى لسانهما النكات والدعابات.

خيال الظل وعبر (كراكوز) و (عِواظ) استطاع أن يعكس جوانب كثيرة من الحياة الاجتماعية السائدة في تلك الفترة، فكان أشبه بالموجِّه والناقد لأخلاق القوم وسلوكهم.

غاب خيال الظل لفترة ليست بالقصيرة، واقتصر وجوده على بعض المقاهي للترفيه، ولإخراجه من متحفيته تطلب الأمر إحياءً له.

زكي كورديللو [مخايل سوري]:

طبعًا هذا الفن هو عُرضوه كثير في الشام أيام الحكم الفرنسي وأيام الحكم العثماني، وتوقف كثير لأنه كان هو عم ينتقد سياسات الاستعمار وبطشهم، كان يحكي عن الجوع بشكل مباشر، كانت مادته الأساسية هى من الشارع بشكل يومي، يعني كان المخايل أو(الكراكوزاتي) كان يآخذ قصته مباشرةً من الشارع بنفس اليوم، ويلمها وبتشوفها [تراها] العالم، أو أي خبر، فينا نقول هو وسيلة إعلام كان بطريقة أو بأخرى، فكان بشكل يومي هو ينقل للناس كل الأحداث المهمَّة إللي عم بتصير في العالم، والوطن والبلد، بالإضافة لنقده الشعبي اللاذع لبعض الأنماط الشعبية، ولذلك توقف عدة مرات، مثل ما قلت لك.

ليلى موعد:

ويبدو أن تغييرًا في التقنية المستخدمة طال خيال الظل.

دلال مبقاري [مخايلة سورية]:

كانت الإضاءة تتم عن طريق فانوس أو شمعة، حاليًا صار في تطوير على الأقل بمرحلتي، إنه أنا عم بستخدم الفانوس السحري عبر (سليدات) مرسومة باليد، إضافة لهيك [لهذا] الدمى خرجت من إطار -فيما نقول- الجلديات، صارت في إطار النايلون والورق المقوَّى لسهولة الحركة والتلوين، وإضافة مفاصل جديدة، هلاَّ [الآن] دمية عندي تقريبًا في عروضي، هي دمية ممفصلة، فينا نقول إنه فيها تقدم شيء قريب من حركة الإنسان، سابقًا كانت حركتها عبارة عن اهتزازات فقط، وكانت حركتها من الخلف، أنا أحركها حاليًا من الأسفل.

ليلى موعد:

وطال التجديد أيضًا ما أخذ من ألف ليلة وليلة، وغيرها من القصص الشعبي، ولعل المرأة تكون جديد خيال الظل أيضًا.

دلال مبقاري [مخايلة سورية]:

العرب لم يشهدوا بسبب ظروفهم الدينية والإسلامية والاجتماعية، لم يشهدوا وجود أية مخايلة، فأنا كثير بشرفني ان أكون أول مخايلة عربية بتحمل هذه الأعباء، أولاً: أعباء الدفاع عن تراث عربي كثير عريق وكثير متطور، إضافة لهيك اعتباري إنه خيال الظل فن معاصر هذا كثير شيء مهم، إضافة لهيك فن يحتمل وجود المرأة أن تعمل من خلاله، بالإخراج أو بالتصميم أو بالسيناريو، فهذا شيء كثير جديد.

ليلى موعد، الجزيرة، للمشهد الثقافيّ، دمشق.

إبداعات المشاهدين
توفيق طه:

في المساحة المخصصة لإسهاماتكم إبداع بلا ضفاف، نقرأ اليوم مقطعًا من قصيدة بعنوان: المنفى في المنفى، بعث بها من حمص في سوريا مهند شريف الشريف، تقول القصيدة:

فعليكمُ يا سادتي أن تأخذوا

شرف الوصول إلى الهضاب

وتهددوا المطر الوديع

بأن يصير إلى سراب

في الوجه صورة قائد

روما تسلمه مفاتيحه البلاد

ادخل

رخام القبر قد نقشوا عليه

أهلاً وسهلا بالجياد.

مشاهديَّ الكرام، ابعثوا بإسهاماتكم وآرائكم على العنوان التالي:

قطر-الدوحة،

صندوق بريد 23123

فاكس:885333 (974+)

البريد الإلكتروني

Cultural @ algjazeera. net. qu

الاحتفال العالمي بيوم الشعر
تقرير (إقبال الهامي- مراسلة الجزيرة- الرباط)

توفيق طه:

إقبال إلهامي تفتح حقيبتها الثقافية من الرباط؛ لتطل فيها على صورة من المشهد الثقافي في المغرب.

إقبال إلهامي:

كان الأسبوع الأخير من مارس في المغرب شعريًّا بحتًا في لوحاتٍ متنوعة جاءت متناسقة، ونسمات الربيع الأولى التي حملها، الاحتفال العالمي بيوم الشعر، وما دام المغرب صاحب البادرة في الدعوة لهذا اليوم، فقد كان الاحتفاء به خاصًا، في فضاء مسرح محمد الخامس في العاصمة المغربية، أطلق العنان للكلمة الشعرية الرنانة، ضمت أبياتًا خالدة لشعراء العرب القدامى من امرئ القيس وجميل بثينة إلى ابن زيدون و المتنبي وغيرهم، تتلقفها ألحان ندية من عزف رباعي الموسيقى العربية.

ومن قال إن الشعر فقد جمهوره؟ شعراء ومثقفون وإعلاميون وأناس عاديون لبُّوا الدعوة في حنين إلى الكلمة الأصيلة التعبيرية والمباشرة، وسط لوحات رسمت على زجاج، تؤسس لفضاء متناغم يزاوج بين اللحن والكلمة،

الفنان المغربي أحمد جريد اختار شكلاً تعبيريًّا آخر في اليوم العالمي للشعر، معرض يحمل صور ثلة من مبدعي الشعر العرب، ونماذج من قصائدهم التي شكلت منعطفًا حاسمًا في انفتاح الشعر العربي على محيطه الخارجي.

والمعرض تحية لشعراء مغامرة التحديث، كما يحلو للفنان جريد أن يلقبهم، على اعتبار أن بفضلهم انفتح الشعر العربي على اللغات الحديثة، وأخذت القصيدة العربية تندمج تدريجيًّا في صيرورة الأوضاع الشعرية العالمية وهمومها.

وبرواق الودايه في الرباط، يعرض الفنان المغربي عبد الرزاق بن يخلف لوحاته التشكيلية ضمن أول تجربة له، بعيدًا عن متاعب مهنة الطب التي يمارسها، ووراء ستار اللوحات المعروضة تشخيص لحياة بسيطة وتلقائية لأناس عاديين، بسطاء، لكن المسحة الفطرية التعبيرية لا تخلو، وتمتزج بانطباعية لونية متدفقة نحو بكارة الألوان الحارة المتنقة على حد تعبير الفنان أحمد جريد، بحيث تتوزع الكتل وتتأثث ضمن مبدأ الامتلاء على حساب مبدأ الفراغ، محققة بذلك الهدف بانتصار الوجود على العدم.

(إقبال إلهامي، الحقيبة الثقافية، المشهد الثقافي، الجزيرة، الرباط.)

قصيدة للشاعرة التونسية جميلة الماجري
توفيق طه:

ومن وحي زيارة إلى منزل لوركا في غرناطة، ورقة خاصة بالمشهد الثقافي من الشاعرة التونسية جميلة الماجري.

جميلة الماجري:

لعبة الزجاج

هل كان يكفي أن نفض حروفنا

من قشرها العاجي؟

ننفذها على ورق الزجاج

لكي تباشرنا الحرائق

أو،

تعرِّينا اللغات؟

هل كنت تدرك

أن سينزلق الزجاج بنا

ويربكنا التشبه والحساب؟

وأن سنغدو

في انكسارات الزوايا

فتنة للظل

خاتل ضوءه

لتوافق الأسماء

والأشكال عند لقائنا؟

فكأنما

قد كانت الأسماء قبل لقائنا

تشتاق فوضاها

معطلة عن الأفعال أجمعها

وعن قولٍ يبعثرها

ويطرق بابها السريَّ

يطلقها

فتينع، تسترد توهج اللغة التي،

عميت على غبش الزجاج

هيا

سنوقد ما تبقى من قناديل الطريق

ونسترد وجوهنا

عند اللقاء

ومفردات العشق

من كتب القدامى

نستضيء بوهمنا

نستوهب اللغة التي أفِلت

ونلوذ

من قلق القصيدة

إذ تلوح،

ولا تجيء

من أي أندلس نجيء؟

من أي أندلس نجيء؟

وبأي أندلس نموت؟

وصبية الحلم القديم

تعود سالكة

إلى غرناطةٍ كانت

وأخرى لم تكن إلا

بحلمك ذات وهم.

توفيق طه:

سعدنا بصحبتكم، كونوا معنا في الأسبوع المقبل، فمعكم نستمر، وبكم يكتمل المشهد.