المشهد الثقافي - مهرجان المربد الشعري ومتابعات أخرى - تاريخ الحلقة: 4/12/2000 -
المشهد الثقافي

مهرجان المربد الشعري ومتابعات أخرى

الدورة السادسة عشرة لمهرجان المربد الشعري، معرض بغداد الدولي للكتاب، الرسام الإنجليزي (جون كونستابل). الناقد الأدبي السعودي الدكتور عبد الله الغذامي، مهرجان سراييفو السينمائي السادس.

undefined
undefined
undefined

توفيق طه:

أهلاً ومرحبًا بكم إلى هذه الإطلالة الجديدة على المشهد الثقافي، ومعنا هذا الأسبوع:

مهرجان المربد الشعري في دورته السادسة عشرة يكسر الحصار ويكرس تقليدًا ثقافياً غم غياب الأسماء الكبيرة.

النقد الثقافي منهج جديد يدعو إليه الناقد السعودي عبد الله الغذامي بدلاً من النقد الأدبي. وآلاء الحجر ورقة خاصة بالمشهد الثقافي من الشاعرة الجزائرية رشيدة محمدي.

الدورة السادسة عشرة لمهرجان المربد الشعري
تقرير قراءة (سعيد الخزامي- قناة الجزيرة)

توفيق طه:

في دورته السادسة عشرة بات مهرجان المربد الشعري تقليدًا راسخًا في الساحة الثقافية العراقية بحيث لم يتوقف طوال سنوات الحرب والحصار سوى ثلاثة أعوام، لكن المشاركين في مربد هذا العام يرون أن غياب الأسماء الكبيرة عن المهرجان تركه في مستوى أقل منه في السنوات السابقة.

سعيد الخزامي:

للدورة السابعة على التوالي منذ استئناف مهرجان المربد الشعري في بغداد عام 94 غابت المظاهر الاحتفالية حتى بدأ وكأنه يقام لسبب واحد: هو أنه أصبح تقليدًا ثقافيًا وتعبيرًا عن الصمود في وجه الحصار المفروض على العراق منذ عشر سنوات.

ولعل أول ما ميز مهرجان هذا العام هو تمكن بعض الوفود من الوصول إلى بغداد جواً على متن طائرة أردنية في رحلة نظمتها رابطة الكتاب الأردنيين في عمان تعبيرا عن تضامنها مع الشعب العراقي، وضرورة رفع الحصار الذي كانت الثقافة والمثقفون من بين ضحاياه.

نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز فاجأ الحاضرين في حفل الافتتاح برأي نقدي يرفض تسمية الشعر السياسي ويستبد بها الشعر الوجداني.

الانتفاضة الفلسطينية برزت محورًا رئيسًا في مربد هذا العام إلى جانب قضية الحصار، وتجلي ذلك في قراءات الشعراء والحلقات الدراسية التي عقدت ضمن فعاليات المهرجان.

سعد الدين شاهين (شاعر أردني):

ضربوا الحصار وليتهم ضربوا وجه الحصار ومن له انتسبا

ما ضر لو حصروا سماءك ساعة سحب الرشيد تجيؤه حقبا

يا أيها العرب الجميل نشيدهم بغداد فينا كحلت هُدُبا

ما فلها طول الحصار وإنما لما رأت فينا العروبة ملعبا

المسجد الأقصى الأسير مناديا عربًا أضاعوا سيفهم ونبا

والقدس تصرخ والعراق محاصر من ذا يحرر موطنًا سُلبا ؟

أين الكرامة والعروبة أخفضت رأسا وأعلت في السما ذنبا ؟

عبد الرزاق عبد الواحد (شاعر عراقي):

وبيننا وطن تدمى كرامته وكل موضع عز فيه يبتذل

دم مراق وأعراض مهتكة وأرض اغتصبوها حيثما نزلوا

تصيح عذرتها بالناس وااشرفي والناس لا امرأة فيهم ولا رجل

سعيد الخزامي:

ومن بين فعاليات المهرجان أيضًا عرض فيلمين تسجيليين من إخراج السينمائية العراقية خيرية المنصور، أولهما: عن قصيدة للشاعر حميد سعيد بعنوان (اللوحة الأخيرة) تحكي قصة استشهاد الفنانة التشكيلية العراقية ليلى العطار. أما الثاني فكان فيلمًا مصرياً بعنوان (الملائكة تموت).

خيرية المنصور(مخرجة سينمائية عراقية):

فيلم الملائكة تموت يتحدث عن أطفال العالم العربي، حقهم في البقاء أسوة بأطفال العالم، بس كانت بوابتنا اللي أخدناه هو من العراق ومن ملجأ العامرية، ومن ملجأ العامرية إحنا ننطلق إلى الاضطهاد الذي يقع على الأطفال في حروب ليس لهم فيها علاقة وهم يدفعون الثمن.

سعيد الخزامي:

المهرجان الذي يستقطب في العادة كبار الشعراء العرب وعشرات الشعراء من الدول الأخرى عانى في دورته السادسة عشرة من غياب أسماء كبيرة في سماء الشعر العربي أمثال: محمود درويش والفيتوري وأحمد عبد المعطي حجازي.

(متداخل):

أعتقد أن بعض الشعراء محصورون داخل أوطانهم ولا أقول محاصرين، بعض الشعراء ثبت لديهم أو عندهم اقتناع بأن الشعر مثله مثل المؤتمرات لا تحل مشكلة فلسطين ولا مشاكل العروبة عامة ولا مشاكل الإسلام، وبذلك غابوا عن هذا المهرجان.

سعيد الخزامي:

أما العراقيون فيعتبرون توقيت مربد العام 2000م مهما على طريق تفتيت الحصار بفضل المبادرات والدعوات المتتالية من مختلف دول العالم.

معرض بغداد الدولي للكتاب
تقرير فائزة العزي (مراسلة الجزيرة- بغداد)

توفيق طه:

أكثر من عشرة آلاف كتاب وخمسمائة عنوان لستين دار نشر عربية وأجنبية احتشدت في معرض بغداد الدولي للكتاب لتروى ظمأ عراقيًا للقراءة عمره بعمر الحصار المفروض منذ عشر سنوات.

لكن الدعم الذي قدمته دور النشر المشاركة من خلال تخفيض أسعار الكتب لم يكن كافيًا لتجاوز الآثار الاقتصادية للحصار على المثقفين.

فائزة العزي:

أكثر من عشرة آلاف وخمسمائة عنوان لستين دار نشر عربية ودولية ضمها معرض الكتاب في مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع مركز الكتب الأردني في محاولة لكسر الحصار العلمي الذي يعاني منه طلبة العراق ومثقفوه منذ عشر سنوات.

ممثل مركز الكتاب الأردني:

حقيقة هذا المعرض كان تظاهرة حقيقة لكسر الحصار، حيث شاركت كثير من دور النشر بمجرد أنه عرفت أنه هذا المعرض بعضها عرف أن هذا المعرض للعراق (نطقوا) أسعار لما طلبناها للأردن رفضوا، قالوا: هذه فقط للعراق وممكن أن نبيع بهذه الأسعار لأي بلد.

فائزة العزي:

هذا المعرض الذي ضم خمسين طنا من الكتب في مختلف المجالات العلمية من الطب والهندسة والكمبيوتر شهد إقبالا منقطع النظير وكأنه يروي ظمأ السنين العشر بقطرة ماء.

مشرف على المعرض:

الشريحة الأكثر اللي إيجت[جاءت] إلى المعرض هي شريحة طلبة الدراسات العليا والباحثين من أساتذة الجامعات والدوائر الأخرى البحثية.

فائزة العزي:

وعلى الرغم من أن أسعار الكتب تعتبر رخيصة دوليا إلا أن الفرد العراقي يراها باهظة قياسًا على دخله.

زائر للمعرض:

جيت أدور على مصدر للقصص يعني على اختصاص مالتنا. لأنه إحنا بالمكتبات ما نلتقي كتب حديثة من مصادر حديثة ماكو [لا يوجد] أغلبها يعني.

ثمانينات أو حديثة، الأسعار والله يعني شيء غالية.

موظف في المركز الأردني:

أسعارنا مش كثير، لأن فيه كتب صح غالية بس هي بالنسبة للناشر الأجنبي علينا غالية بس فيه كتب اضطرينا نجيب منها كمية كبيرة عشان الناشر يعطينا خصم كتير عشان ننزل سعره، يعني مثلا هذا الكتاب اضطرينا نجيب منه 500 نسخة عشان سعره يعملوا لنا خصم إنه ينزل سعره.

فائزة العزي:

ارتفاع أسعار الكتب لم يمنع العراقيين من شرائها، فقد اعتمدوا مبدأ التكافل فيما بينهم وسيلة للتغلب على مشكلتهم المادية.

مشرف على المعرض:

بيشوف أكثرية المؤسسات، المراكز، الجامعات، الوزارات، ليشترون، بس كطلب شخصي.. شراء شخص شوية قليلة جدًا، يشاركون كل أربعة، كل ثلاثة بشراء كتاب واحد وبعدين يستنسخوها..يعني يرتبوها بيناتهم ترتيب بهذا (السبب)

فائزة العزي:

اللافت للنظر أن الكتب الأدبية التي كان العراقيون يقبلون عليها بنهم لم تلق رواجا داخل هذا المعرض.

(فائزة العزي – برنامج المشهد الثقافي – بغداد)

إصدارات جديدة
توفيق طه:

من الإصدارات الجديدة نقدم اليوم كتابًا بعنوان (لن نقول للقدس وداعًا) للكاتب الفلسطينى نبيل خالد الأغا. يتحدث الكتاب عن معالم القدس وتاريخها ومكانتها في الإسلام، وما تعرضت له من غزو متكرر منذ فجر التاريخ، كما يتحدث عن الهجمة الصهيونية لتهويد المدينة.

الكتاب صادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت ونقرأ فيه: وتحت شعار الدين والتنظيم أمعنت إسرائيل في هدم وإزالة مئات الأبنية الحضارية كالزوايا والتكايا والمساجد والمدارس والمكتبات والبنايات والشواهد والأسواق والحارات والمتاحف والأسبلة وكلها بنيت في عصور متفاوتة في قدمها، وكل عقار منها يشكل جزءًا من تاريخ القدس في عهودها المختلفة في وقت تحافظ فيه كل مدينة في العالم على تراث السلف، وتحيطه بالرعاية والاهتمام.

"في ليلة حواريات الأرض والقمر" عنوان كتاب جديد للكاتبة الأردنية نافذة أحمد الحنبلي وهي كما تصف نفسها عضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية.

الكتاب صادر عن الشركة الجديدة للطباعة في عمان وهو عبارة عن حواريات بأسلوب أدبي غني بالأخيلة والصور.

ونقرأ في المقدمة بقلم الدكتور مأمون فريز جرار.

هذا الكتاب لا ينتمي إلى أي نوع من الأنواع الأدبية السائدة المعروفة، فليس برواية، وليس بقصة قصيرة، فللرواية أصولها وزمانها ومكانها وأحداثها..وليس بقصة قصيرة، إنه عمل أدبي فيه من الخيال شيء كثير، ومن الثقافة كثير ومن الوعي مثله.

إن طبع هذا الكتاب فسيجد من يؤيده ويستفيد منه، وسيجد من يخالفه ويقسو عليه شكلاً ومضمونًا، وسيتهم صاحبته بالجرأة في مواضيع متعددة فيه.

إنه جهد أدبي وفكري خلط الحقيقة بالخيال والعاطفة بالفكر والحاضر بالماضي.

وعن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية صدر أخيرًا كتاب بعنوان: (المكانة المستقبلية للصين في النظام الدولي) لمؤلفه وليد سليم عبد الحي.

ويعالج الكاتب في جزء من كتابه صلة الثقافة الصينية بالظاهرة السياسية فيقول: وتتشكل بنية الثقافة السياسية الصينية من ثلاثة محاور هي: الثقافة الكونفوشية، الثقافة الماركسية، الثقافة الليبرالية المعاصرة.

وتعرف المرحلة الحالية من مراحل الثقافة الصينية نوعاً من محاولة تسخير جوانب مختلفة من هذه المحاور الثلاثة لتكوين ثقافة صينية متميزة وهو ما يتضح في الشعار الذي سنتناوله فيما بعد حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

الرسام الإنجليزي (جون كونستابل)
تقرير( خالد القضاة- قناة الجزيرة)

توفيق طه:

عادة ما يوصف الرسام الإنجليزي (جون كونستابل) بأنه من أكثر الرسامين الإنجليز دقة في رسم الطبيعة والمناظر الريفية، وقد ترك لنا أكثر من ستين لوحة تصور معالم طبيعية في عصره أهمها تلك التي تناول فيها الغيوم.

نادي (سلمى غوندي) في مانهاتن بنيويورك قدم أخيراً أعمال كونستابل في أول عرض لتلك المجموعة الخاصة من الرسوم واللوحات.

خالد القضاة:

نادي (سلمى جوندي) للفنون في نيويورك فتح أبوابه للعامة هذه المرة للتمتع بأعمال الرسام الإنجليزي جون كونستابل بعد مضي نحو مائتي سنة على أول لوحة رسمها الفنان. وتدل اللوحات على أن كونستابل تأثر كثيراً بالريف الإنجليزي في بدايات القرن الثامن عشر، وكان تأثره الأكبر بساكني الريف ممن أحبهم كما تظهر لوحة جسد فيها إحساسه نحو (إيس أنجليا) التي أحبها حيث قال: إن الرسم كلمة أخرى للإحساس والمشاعر وشملت لوحات كونستابل ناحية تاريخية تمثلت في اللوحة التي صورت مبنى البرلمان وهي يشتعل، واتضحت فيها مهارة إبراز الدخان الذي أتقن تصويره تشبها بمهارته في رسم الغيوم، وبرز التاريخ أيضاً في لوحة جسدت افتتاح جسر (ووترلو) وهي لوحة تعتبر من أكبر وأهم أعمال كونستابل على الإطلاق.

وكان للغابات مكان في أعمال الرسام حيث تناولت إحدى اللوحات منظر غابة تشرف عن بُعد على وادٍ في الريف البريطاني. على أن أهم ما برع فيه كونستابل هو تصوير الغيوم إلى درجة أنه وصف بفنان الغيوم.

ويرى نقاد الفن أن مهارة كونستابل في هذا المجال ناجمة عن خفته وبراعته في استخدام الريشة وفي قدرته على إدراك درجات الضوء.

وقد ترك كونستابل لمسات واضحة صورة بعض النواحي الغاضبة في الطبيعة لكنها نواحٍ كانت السبيل الوحيد للنقل والمواصلات في عهد الإمبراطورية البريطانية قبل أن تندثر في السنوات الوسطى من القرن العشرين.

الناقد الأدبي السعودي الدكتور عبد الله الغذامي
توفيق طه:

الدكتور عبد الله الغذامي ناقد أدبي سعودي معروف بأفكاره الجريئة في النقد، وقد دعا أخيراً إلى الانتقال من النقد الأدبي إلى النقد الثقافي، فبماذا يبرر الدكتور الغذامي هذه الدعوة؟ وما هو المقصود بها؟ وما الذي يمكن تحقيقه من خلال هذا التحول؟ لنستمع إليه.

د. عبد الله الغذامي (ناقد أدبي سعودي):

انتقال مرتبط بشروطه الموضوعية والتي تتبع سؤالاً مهماً أن الوظيفة التي يقدمها النقد الأدبي وعما قدمه النقد الأدبي وفعلاً في ثقافتنا العربية المعاصرة، وهو قد حقق إنجازات كبيرة في العقود الأخيرة الجميع يتفق بالشهادة عليها في أنها إنجازات –فعلاً يعني- خدمت النص الأدبي وبينت جمالياته. لكن السؤال الذي أحاول أن أطرحه: هل بإمكاننا أن نحقق نقلة نوعية في مفهوم النقد من وصفه الأدبي إلى بعده الثقافي لا بمعنى أننا ننتقل –فقط- لتغيير الموضوعات ولكن أقصد تغيير الأداة، هل بإمكان أداة النقد الأدبي أن تشتغل -بمعنى أداة مدربة – أن تشتغل على نصوص أخرى منها الدرس الأدبي، بمعنى أننا هل نستطيع أن ننظر إلى الظاهرة الأدبية بما إنها أيضاً ظاهرة ثقافية، بما إنها حدث ثقافي في الوقت التي هي حدث أدبي وجمالي؟ هذا من ناحية.

من الناحية الأخرى: هل باستطاعتنا أننا –وقد وقفنا على مدى قرون على جماليات النصوص- هل بإمكاننا أن نقف على عيوبها؟ ألم نسأل أنفسنا أن الأشياء الجميلة –التي هي جميلة في تراثنا ولاشك- هل تحمل عيوباً أخرى، عيوباً نسقية تؤثر في تشكيل الشخصية العربية وتؤثر عليها، بمعنى أن الشعر –وهو جميل- قد تحول مع الزمن إلى منظومة من السمات والصفات التي أسميها الشعر أنا، فبالتالي تشاعرنا في الذات، وتشاعرنا في الرؤية، وتشاعرنا موقفنا من العالم بحيث أن موقفنا من ذواتنا ومن العالم هو موقف مجازي بما إن الشعر خطاب مجازي، والخطاب المجازي هو الخطاب الذي نتفق أنه يقول ما لا يفعل، أنه منفصل عن الواقع، أنه غير منطقي وغير عقلاني، إذا قلنا بهذه الصفات فصفات الخطاب المنفصل، الخطاب غير المنطقي، الخطاب غير العقلاني، الخطاب المجازي، إذا انتقلت هذه السمات وهذه الصفات وصارت صفة للاجتماعي وللسلوكي وللفكري وللعقلاني وللممارسة في البيت وللممارسة في الشارع، أي أنها صارت صورة لكل أنواع الخطابات ليس الشعري فحسب، وصارت الخطابات الأخرى متشاعرة أيضاً غير منطقية وغير عقلانية مجازية، وموقفنا من العالم يصبح موقفاً مجازياً بما إننا أمة تلبست بالشعر وتلبسها الشعر، وهو موقف جمالي ولاشك، لكن ألا يحمل هذا الموقف الجمالي عيوباً أخرى، عيوباً نسقية تجعل الشخصية العربية شخصية غير عملية، شخصية تمجد قيم المجاز والبلاغة وتتعالى على قيم العمل؟ فهل نحن قادرون على أن نميز بين المنحى الجمالي المجازي من جهة ومنحى قيم العمل من جهة أخرى، أم سنحول قيم العمل نفسها إلى قيم مجازية أيضاً؟

إبداعات المشاهدين
توفيق طه:

في هذه المساحة المخصصة لإسهاماتكم نقرأ اليوم مقطعاً من قصيدة بعنوان (سأقول في المعنى) بعث بها من درعة بسوريا الشاعر خالد العبود:

ماذا تبقى منك، فيك، وفيك منا، كي نعيد حكاية الماضي، ونفتح جعبة الأنهار والمدن الرخيصة، والعواصم، حين لم ترجع خواتم الشهداء.. والمنفى الأنيق، وحين لم نلق الذراع ولا الأصابع، حين فرت من أيادينا الشوارع، حين أنكرنا الهواء وصرخة الملكوت، والتعب الطويل..

لا تأخذوه للتراب

عبئوه في السنابل

لا تتركوه للسحاب

جمعوه للبلابل.

أصدقاء المشهد الثقافي، ابعثوا بإسهاماتكم وآرائكم على العنوان التالي:

قطر – الدوحة

صندوق بريد: 23123

فاكس: 885333 (974+)

البريد الإلكتروني: cultural@aljazeera.net.qa

مهرجان سراييفو السينمائي السادس
تقرير سمير حسن (مراسل الجزيرة – سراييفو)

توفيق طه:

حقيبتنا الثقافية هذا الأسبوع من سراييفو ويفتحها سمير حسن لنطل فيها على صور من المشهد الثقافي في البوسنة.

سمير حسن:

مهرجان سراييفو السينمائي السادس خطف أضواء المشهد الثقافي البوسني فهو أول مهرجان يشارك فيه أكثر من مائة فيلم من الولايات المتحدة وأوروبا وإيران والصين، وأول مهرجان تعرض فيه ثلاثة أفلام بوسنية سيطرت الحرب على قصصها، كما يعد هو الأول من نوعه في البوسنة الذي تعرض فيه تسعة أفلام للأطفال.

ويعتبر مهرجان سراييفو النشاط السينمائي البوسني الوحيد الأكثر استقراراً منذ عام 94 حيث ضعف الإنتاج السينمائي بسبب المشاكل الاقتصادية وهجرة رواد السينما البوسنية إلى الخارج.

تجربة جديدة خاضتها ثلة من الفنانين التشكيليين في مدينة (موستار) هي عبارة عن عرض مجموعة من التركيبات الفنية على سطح نهر نريزة جنوب غربي البوسنة، وساهم في هذه المحاولة فنانون مسلمون وصرب وكروات بالإضافة إلى مشاركة نمساوية من أجل التصدي لمحاولة تقسيم مدينة موستار التي يتبناها المتطرفون من كروات البوسنة منذ عام 93.

R.C.V أو مجموعة الفنانين العالميين للفن الحديث قدمت إبداعاتها من الفن التشكيلي للعام الثاني على التوالي في البوسنة، وقد تبرع أشهر رواد الفن الحديث من إيطاليا والنمسا وفرنسا وسلوفينيا بأفضل ما أنتجوه تمهيداً لافتتاح أحدث متحف فني في سراييفو سيكون فريداً من نوعه في أوروبا بهدف إعادة الوجه الثقافي للعاصمة البوسنية التي تستحق هذا الاهتمام لأنها تشكل نموذجاً رائعاً للتعدد الثقافي في أوروبا من وجهة نظر مجموعة R.C.V التي تتخذ من إيطاليا مقراً لها.

(سمير حسن – المشهد الثقافي – سراييفو)

قصيدة للشاعرة الجزائرية رشيدة محمدي
توفيق طه:

(آلاء الحجر) قصيدة جديدة تخص بها المشهد الثقافي هذا الأسبوع الشاعرة الجزائرية رشيدة محمدي.

رشيدة محمدي:

آلاء الحجر

الحجر

طير بسيط القوت

ذراعي له زجل

دمي له عسل

فكوا سراح الحجارة

أطعموها.. كي لا تموت

الحجر

زغاريد كوَّرها الصقيع

شرفها المهد

بكل كفٍ

لكل رضيع

يا حجر

يا حجر

يا حجر

يا حنطة الحرية

المخاض عليك

والحمل عليّ

لا طارئ.. لا مؤقت

الحجر

يقين ملفت

قرته أقصى اليد

قراراته ثمار البد

فلسطيني لا يشبهني

لن يشبهني أحد

سائبة في محيطها الأرواح

لابد لنخب الحجارة من أقداح

يصبح الكلام وقفاً على فلك الأصوات

تصبح الأرض عربدة أتربة في النزوات

ويصبح الشهيد في عداد الأموات

حينما يصبح الحجر حجارة

وتصبح الأجداث

مجرد أوان للرفات

اللغة

بي عطش الجرار

لي فحول السهو

لي ذكاء السطو

وللتقصي في خيوط الوهن

لابد أن الحجارة

إسراء لمعراج الوطن.

توفيق طه:

سعدنا بصحبتكم، كونوا معنا الأسبوع المقبل، فمعكم نستمر وبكم يكتمل المشهد.