ما وراء الخبر

عملية غور الأردن.. هل أخفقت إسرائيل في إخماد المقاومة المتصاعدة بالضفة الغربية؟

وصف ضيفا حلقة برنامج “ما وراء الخبر” عملية “غور الأردن” بأنها نوعية في توقيتها ومكانها، وأنها تثبت إخفاق السياسة الإسرائيلية القائمة على القمع والتنكيل في مقابل تصاعد الفعل المقاوم بأشكال مختلفة.

فبالنسبة للأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي فإن عملية غور الأردن تعكس إخفاق السياسة الإسرائيلية التي اعتمدت على قمع الفلسطينيين ومحاولة تجزئتهم وتقسيمهم ومحاولة إخماد المقاومة الفلسطينية، بدليل أن هذه المقاومة هي في تصاعد متزايد.

وقد أصيب 6 من جنود الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في عملية إطلاق نار على حافلة في منطقة الأغوار شرقي الضفة الغربية، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن ضمن المصابين حالة خطرة، كما أصيب مستوطن في الهجوم.

وما يؤكد إخفاق السياسة الإسرائيلية -وفق البرغوثي في حديثه لحلقة (2022/9/4) من برنامج "ما وراء الخبر"- هو أن العملية الأخيرة وقعت في منطقة محتلة؛ وهي الأغوار التي تخضع لوجود عسكري إسرائيلي، واستهدفت جنودا إسرائيليين. مؤكدا أن العملية هي نتيجة طبيعية للقمع الإسرائيلي المتواصل وللاستفزازات الخطيرة جدا في المسجد الأقصى.

وقال البرغوثي إنه منذ عام 2015 هناك انتفاضة تجري على شكل موجات بسبب إغلاق الأفق أمام جيل فلسطيني بكامله، و"قد انتصر خليل العواودة بأمعائه الخاوية على الاحتلال".

وبينما حذر من لجوء السياسيين الإسرائيليين إلى استخدام الدم الفلسطيني كوقود لحملاتهم الانتخابية، ذكّر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية بأن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقوقه رغم القمع والتنكيل وسيواصل نضاله حتى نيل حريته.

رسائل جديدة

أما الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية، عادل شديد، فقال إن عملية غور الأردن تحمل من حيث توقيتها ومكانها رسائل جديدة، فقد تكون المرة الأولى التي ينتمي فيها المنفذون إلى أسرة واحدة، معتبرا أن الفعل الكفاحي الفلسطيني بات يتكيف مع الواقع الجديد، واقع ما بعد العمل الفصائلي والتنظيمي والحزبي.

وبالوقت الذي يقوم فيه الاحتلال الإسرائيلي باقتحامات يومية خاصة في شمال الضفة الغربية، ويعمل على إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية ظنا منه أنه سيحدث حالة من الانفلات والاقتتال الداخلي؛ تأتي النتائج عكسية، إذ يلجأ المقاومون الفلسطينيون إلى عمليات معقدة بات الاحتلال غير قادر على فهمها، كما يقول الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية.

وتعتقد الدوائر الإسرائيلية -وفق نفس الضيف- أن مراقبة تل أبيب لملايين الفلسطينيين ومعرفة توجهاتهم بات أصعب عليها من مراقبة فصائل المقاومة، وقال إن هناك مجموعات مقاومة تتشكل وتأخذ الطابع العائلي أو المناطقي، وبعضها يتشكل من فصائل مختلفة مثل حركات فتح والجهاد وحماس والجبهة الشعبية، ورأى أن ذلك نتاج طبيعي لتراجع الفعل التنظيمي والسلطوي.

وحول تلويح الحكومة الإسرائيلية في هذا التوقيت بتقديم حوافز اقتصادية للفلسطينيين في المناطق التي تحافظ على الهدوء على حد وصفها، أكد عادل شديد أن كل السياسات الإسرائيلية في التعامل مع الفلسطينيين أخفقت، وأن عملية غور الأردن أثبتت إخفاق سياسة مساومة الفلسطينيين بين العمل الوطني المقاوم أو تصاريح العمل. وقال إن أحد منفذي العملية يحمل الجنسية الإسرائيلية.

وعن تلويح حكومة الاحتلال بمنح تصاريح لغزة مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، قال إن احتمالية نسبة نجاح هذه الخطة هي صفر، مؤكدا أن هناك مطالبات وضغوطا دولية وأميركية على إسرائيل من أجل تحسين ظروف حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية في ظل إخفاق عملية السلام، لكنها غير قادرة على تلبية تلك المطالبات.