ما وراء الخبر

لا بد من تفهم ثلاث دول.. لهذه الأسباب تصر تركيا على عملية عسكرية شمالي سوريا

أكد ضيفا حلقة برنامج “ما وراء الخبر” أن تركيا بحاجة إلى تنسيق وتفاهم مع 3 أطراف دولية قبل القيام بالعملية العسكرية شمالي سوريا، وكشفا عن أهداف أنقرة من وراء هذه العملية العسكرية.

وقد أبرز الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، أن العملية العسكرية التركية شمالي سوريا قائمة من حيث المشروع، لكنها من حيث التنفيذ تنتظر مقاربة بين أنقرة وواشنطن وطهران وموسكو.

واستشهد -في حديثه لحلقة (2022/7/21) من برنامج "ما وراء الخبر"- بآخر تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد قمة طهران الأخير، الذي قال فيه إن ملف العملية العسكرية شمالي سوريا سيظل مدرجا على أجندة تركيا إلى حين تبديد مخاوفها المتعلّقة بأمنها القومي.

وقال إن تركيا حاولت أن تجري تفاهمات مع روسيا وإيران خلال قمة طهران، وربما هناك حوار بينها وبين الأميركيين الذين يدعمون الأكراد.

وخلص الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات إلى أن هناك 3 أطراف (الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين) يجب على تركيا أن تتفاهم معها، وأن تجد مقاربة لإقامة منطقة عازلة بعمق 30 كيلومترا لإسكان نحو مليون لاجئ سوري.

وعن أسباب إصرار تركيا على تنفيذ العملية العسكرية شمالي سوريا، قال مكي إن العمليات التركية السابقة كان هدفها إبعاد الخطر الكردي عن الحدود، أما حاليا فيتعلق الوضع بتوطين اللاجئين السوريين، وبالتالي يحتاج الأتراك إلى أرض واسعة؛ ولتحقيق ذلك، يتعين عليهم إبعاد الأكراد من المنطقة إما بالقوة أو التفاهم. وأضاف أن مشروع تركيا سيؤثر على حلم الأكراد بالسيطرة على ديمغرافية المنطقة.

وعن تفاهم أنقرة مع طهران وموسكو في القمة التي جمعت رؤساء هذه الدول مؤخرا، أكد مكي أن التفاهم الذي جرى غير متين؛ والدليل على ذلك أنه بعد يوم من صدور البيان الختامي للقمة، ذهب وزير خارجية إيران إلى سوريا وانتقد من هناك العملية العسكرية التركية وعدّها خطيرة.

تركيا لا تحتاج إلى ضوء أخضر

ومن جهته، أشار الدكتور خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية والباحث بالمركز العربي في واشنطن، إلى أن تركيا لديها مشروع وأنها تستفيد من الوضع الدولي الراهن من أجل تنفيذه. فواشنطن تحتاج إلى أنقرة، الحليف المهم، وهناك مفاوضات تحتضنها بشأن شحن صادرات الحبوب الأوكرانية المتوقفة، وطهران تحتاجها لفك عزلتها، وكذلك الحال بالنسبة لموسكو.

ووصف العناني الموقف الأميركي من العملية العسكرية التركية بالمتناقض؛ لأنها من جهة تدعم الأكراد وتقول إنها لن تتخلى عنهم، ومن جهة أخرى تريد إرضاء تركيا، لكنه أوضح أن أي عملية عسكرية في الشمال السوري يجب أن تكون بالتنسيق مع الأميركيين، تفاديا لحصول اشتباكات بين الجانبين على الأرض.

وردا على سؤال عن مسألة الضوء الأخضر الأميركي لتركيا، قال الضيف إن تركيا قامت بـ3 عمليات عسكرية، لكنها لم تأخذ موافقة أميركية.

ومن جهة أخرى، تحدث العناني عما عده استخدام حزب العدالة والتمية التركي لورقة العملية العسكرية في الشمال السوري من أجل الإعداد للانتخابات القادمة.