ما وراء الخبر

مجاملة دبلوماسية أم وميض أمل.. هل تنجح الوساطة التركية في إيقاف الحرب بأوكرانيا؟

قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس زياد ماجد إن تصريحات وزير الخارجية التركي بشأن الحرب الروسية الأوكرانية تندرج فقط ضمن اللغة الدبلوماسية، ولا يمكن أن تغير كثيرا على أرض الميدان.

ورأى في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2022/6/8) أن الأهداف الروسية لم تتحقق بسبب المقاومة الأوكرانية.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أثار حالة من التفاؤل في تصريحات أدلى بها بعد اجتماع له في أنقرة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وصف فيها أجواء المفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني بأنها أكثر إيجابية مما كانت عليه قبل أسابيع.

ورأى وزير الدبلوماسية التركي في تصريحاته أنه توجد أرضية قد تسمح باستئناف المفاوضات. وفي حين أشاد لافروف بالجهود التركية لإنهاء الأزمة، جددت كييف رفضها أي تفاوض مع موسكو.

في المقابل، رأت المحللة السياسية الروسية إيلينا سوبونينا أن التصريحات التركية تتعدى حدود المجاملة الدبلوماسية، مشددة على أن روسيا تعول بشكل كبير على الوساطة التركية، خاصة أن أنقرة أيضا قلقة من السياسة الأميركية التي تعتمد على العقوبات الاقتصادية ضد الدول.

واستبعدت سوبونينا أن يتم لقاء قريب بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين، وذلك لعدم وجود أرضية مشتركة لهذا اللقاء، في ظل استمرار عدم الثقة وعدم جاهزية الطرف الأوكراني لإجراء مفاوضات جادة، مشددة على ضرورة وجود وثائق تثبت تقديم تنازلات أوكرانية، كما رأت أن الوساطة التركية قد تنجح فقط في الشق الإنساني للحرب.

موقف واشنطن

أما بخصوص موقف واشنطن، فرأى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية خليل العناني أن هناك إصرارا أميركيا على استمرار الحرب إلى ما لا نهاية، وذلك من خلال استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا بكل أنواع الأسلحة لمواجهة روسيا.

وأوضح أن مشكلة الموقف الأميركي هي افتقاده الرؤية الواضحة، وذلك لعدم تحديدها إن كانت تريد وقف الغزو وإنهاء الحرب أو إنهاك الرئيس الروسي وإسقاطه من السلطة، مشيرا إلى وجود خلاف في الداخل الأميركي بشأن أفق الحرب في أوكرانيا وتكلفتها الاقتصادية الباهظة.